بقلم/جمعه ونيس
عندما تنطق الطفولة يصمت الجميع ونستمع بإنصات جيد ,فكيف بها عندما تغني فيصغى الجميع لصوت أخاذ يستصرخ الضمائر الغافية , ويوقظ الإيمان في القلوب القاسية ويوقظ الأرواح النائمة .
وعندما تسكت تتدفق من أعينها نظرات ثاقبات في عتاب فيكون سكوتها أبلغ من العويل والنحيب وأقوى من الصراخ والأنين فها هي ي سادة طفلة رأيتها تبكي , وعيناها غارقتان بفيض من الدموع تعانق لعبة مكسورة , تتوجع وتتألم وتئن بصمت وكأن صمتها صراخ يدوي في الأعالي والأعماق .
فهاهي ذات الثمانية سنوات تحمل على يدها طفل صغير وسبحان الخالق المبدع فيما رايته من جمال وروعة منظر في تلك الطفولة فاقتربت منها وسالتها لماذا تُبكين ي صغيرتي ؟ حيث تجلس على حافة رصيف وأعينها تعاتب المارة فرفعت رأسها إليا وكأنها تريد أن تقول سوريا فتحدثت بصوت طفولي لم تسمعه أذني إلا بصعوبة وقالت لي أنا ابنته سوريا ضلني الطريق عن أمي
وأمسكت بيدي وانطق لسان حالها عمو خذني معك لم أعرف احد هنا أترجاك عمو لا تتركنا فما سمعت هذه الكلمات من تلك الطفلة وبراءتها واخيها الصغير الذي تحمله الذي لا يبلغ من العمر اربع سنوات وكأنني اتنفس من ثقب إبرة وانتفض جسدي وسقطت حقيبتي على الارض من ذلك الموقف الذي يقشعر له البدن ويحزن له القلب ويوقظ الضمائر الميته
فاحتضنت الطفلين وواسيتهما وهدأت من قلقهما وطيبت خاطرهما واضحكتما ووتحدثت معهما ويا لخفة اللسان وروع البيان وحسن الكلام الذي رأيته من هذين الطفلين وإذا نحن نتحدث فإذ بإمراة ثلاثينة تقبل علينا يبدو على وجهها الاضطراب والقلق والحيرة والحزن كثيراً فما أن رأها الطفلين ففروا إليها وكأنهم حمامتان محبوسان في غيتهما فاحتضنت تلك المرأة طفليها وانا واقفُ في شرود ذهني لما أراه من موقف تذرف له العين دمعاً ويحزن له القلب فصطحب الطفلان امها إلي وقصوا لها حديثهما معي فقصت لي قصتها انهما لاجئين من سوريا فيا لهذا الهول والتشرد ويا لهذا الالم والحزن والوجع الاكبر حينما علمت أنهما اصحاب شركات وعقارات بسوريا ولكن لا يملكون بيعها ولا حق التصرف والانتفاع بها اي عدل هذا ي سادة إنه الظلم إنه المأساة