من درر العلامة ابن القيم عن القلوب -1
فهد بن عبد العزيز الشويرخ
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فالقلب مضغة صغيرة لكنها مؤثرة في جميع حواس الإنسان وجوارحه, فإن كان القلب سليماً فلن يتكلم اللسان إلا بخير, ولن تسمع الأذن إلا ما ينفع, ولن تشاهد العين ما يغضب الله عز وجل, ولن تمشى القدمين إلى أماكن تنتهك فيها محارم الله, ولن تبطش اليدين إلا في سبيل الله
ولطبيب القلوب العلامة ابن القيم رحمه الله درر نفسية عن القلب, بثها في العديد من مصنفاته, وقد يسر الله الكريم فجمعت بعضاً منها, أسأل الله أن ينفع بها الجميع
القلب الطاهر:
قال الله تعالى: ? {يا أيها المدثر * قُم فأنذر * وربك فكبر * وثيابك فطهر} ? [المدثر:1-4] وجمهور المفسرين من السلف ومن بعدهم على أن المراد بالثياب هاهنا القلب, والمراد بالطهارة إصلاح الأخلاق والأعمال.
القلب الطاهر-لكمال حياته ونوره وتخلصه من الأدران والخبائث-لا يشبع من القرآن, ولا يتغذى إلا بحقائقه, ولا يتداوى إلا بأدويته, بخلاف القلب الذي لم يطهره الله, فإنه يتغذى من الأغذية التي تناسبه, بحسب ما فيه من النجاسة.
حرم الله سبحانه الجنة على من في قلبه نجاسة وخبث, ولا يدخلها إلا بعد طيبه وطهره فإنها دار الطيبين, ولهذا يقال لهم: ? {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} ? [الزمر:73] أي ادخلوها بسبب طيبكم...فالجنة لا يدخلها خبيث, ولا من فيه شيء من الخبث.
الله سبحانه بحكمته جعل الدخول عليه موقوفاً على الطهارة فلا يدخل المصلى عليه حتى يتطهر, وكذلك جعل الدخول إلى جنته موقوفاً على الطيب والطهارة فلا يدخلها إلا طيب طاهر, فهما طهارتان: طهارة البدن, وطهارة القلب.
برّ القلب وفجوره:
قوله تعالى: ? {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} ? [الانفطار:13] إشارة هذه الآية أن برَّ القلب يُوجب نعيم الدنيا, ? {وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} ? إشارة هذه الآية أن فجوره يوجب جحيمها.[كتاب: الكلام على مسألة السماع]
استقامة القلب:
استقامة القلب بشيئين:
أحدهما: أن تكون محبة الله تعالى تتقدم عنده على جميع المحاب فإذا تعارض حب الله تعالى وحب غيره سبق حُبُّ الله تعالى حبَّ ما سواه...وما أسهل هذا بالدعوى, وما أصعبه بالفعل! وما أكثر ما يُقدم العبد ما يحبه هو ويهواه أو يحبه كبيره أو شيخه أو أهله على ما يحبه الله تعالى فهذا لم تتقدم محبة الله تعالى في قلبه جميع المحاب وسنة الله تعالى فيمن هذا شنه أن يُنكد عليه محابه ويُنغصها عليه, فلا ينال شيئاً منها إلا بنكد وتنغيص, جزاءً له على إيثاره هواه وهوى من يعظمه من الخلق أو يحبه على محبة الله تعالى...قد قضى الله عز وجل قضاءً لا يُردّ ولا يُدفع, أن من أحب شيئاً سواه عذبه به ولا بد, وأن من خاف غيره سلطه عليه, وأن من اشتغل بشيء غيره كان شؤماً عليه, ومن آثر غيره لم يُبارك له فيه, ومن أرضى غيره بسخطه أسخطه عليه ولا بد
الأمر الثاني الذي يستقيم به القلب: تعظيم الأمر والنهي وهو ناشئ عن تعظيم الآمر الناهي...فإن الرجل قد يتعاطى فعل الأمر لنظر الخلق, وطلب المنزلة والجاه عندهم, ويتقى المناهي خشية سقوطه من أعينهم, وخشية العقوبات الدنيوية...فهذا ليس فعله وتركه صادراً عن تعظيم الأمر والنهي, ولا عن تعظيم الآمر الناهي.
[كتاب: الوابل الصيب ورافع الكلم]
القلوب ثلاثة:
قلب خالٍ من الإيمان وجميع الخير, فذلك قلب مُظلم, قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه لأنه قد اتخذه بيتاً ووطناً, وتحكَّم فيه بما يريد, وتمكن منه غاية التمكن.
القلب الثاني: قلب قد استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه, لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية, فللشيطان هناك إقبال وإدبار ومحاولات ومطامع, فالحرب دُول وسِجال, وتختلف أحوال هذا الصنف بالقلة والكثرة, فمنهم من أوقات غلبته لعدوه أكثر ومنهم من أوقات غلبة عدوه له أكثر, ومنهم من هو تارة
القلب الثالث: قلب محشو بالإيمان, قد استنار بنور الإيمان, وانقشعت عنه حجب الشهوات, وأقلعت عنه تلك الظلمات, فلنوره في قلبه إشراق, ولذلك الإشراق إيقاد, لو دنا منه الوسواس احترق به, فهو كالسماء التي حُرست بالنجوم, فلو دنا منها الشيطان ليتخطاها رُجِم فاحترق, وقد مُثِّل ذلك بمثال حسن وهو ثلاثة بيوت:
بيت للملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره, وبيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وجواهره, وليس فيه جواهر الملك وذخائره, وبيت خال صفر لا شيء فيه.
فجاء اللص ليسرق من أحد البيوت, فمن أيها يسرق ؟ !
فإن قلت: من البيت الخالي, كان محالاً, لأن البيت الخالي ليس فيه شيء يسرق.
وإن قلت: يسرق من بيت الملك, كان ذلك من كالمستحيل الممتنع, فإن عليه من الحرس...ما لا يستطيع اللص الدنو منه, كيف وحارسه الملك نفسه ؟!.
فلم يبق للصِّ إلا البيت الثالث, فهو الذي يشُنُّ عليه الغارة.
فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل, ولينزله على القلوب, فإنها على منواله.
[كتاب: الوابل الصيب ورافع الكلم]
وقال رحمه الله: انقسام القلوب إلى صحيح وسقيمٍ وميت:
القلب الصحيح هو القلب السليم, الذي لا ينجو يوم القيامة إلا من أتى الله به ,...وهو الذي قد سلم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه, ومن كل شبهة تعارض خبره, فسلم من عبودية ما سواه, وسلم من تحكيم غير رسوله.
القلب الصحيح: هو الذي همه كله في الله, حبه كله له, وقصده له, وبدنه له, وأعماله له, ونومه له, ويقظته له, وحديثه والحديث عنه أشهى إليه من كل حديث, وأفكاره تحوم على مراضيه ومحابه.
القلب الثاني: الميت الذي لا حياة به, فهو لا يعرف ربه, ولا يعبده بأمره, وما يحبه ويرضاه, بل هو واقف مع شهواته ولذاته ولو كان فيها سخط ربه وغضبه....الهوى إمامه, والشهوة قائده ,والجهل سائسه, والغفلة مركبه...الدنيا تسخطه وترضيه.
القلب الثالث: له حياة وبه علة فله مادتان تمًده هذه مرة, وهذه أخرى وهو لِما غلب عليه منهما, ففيه من محبة الله تعالى والإيمان به والإخلاص له والتوكل عليه ما هو مادة حياته وفيه من محبة الشهوات والحسد والكبر والعجب...ما هو مادة هلاكه
[كتاب: إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان]
الطرق التي يصاب منها القلب:
جماع الطرق والأبواب التي يصاب منها القلب وجنوده أربعة، فمن ضبطها وعدلها، وأصلح مجاريها، وصرفها في محالها اللائقة بها - ضبطت وحفظت جوارحه ولم يشمت به عدوه؛ وهي: الحرص والشهوة والغضب والحسد.
فهذه الأربعة هي أصول مجامع طرق الشر والخير، وكما هي طرق إلى العذاب السرمدي فهي طريق إلى النعيم الأبدي.[كتاب: التبيان في أيمان القرآن]
صدأُ القلب, وجلاؤه:
وصدأُ القلب بأمرين: بالغفلة, والذنب, وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر, فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكباً على قلبه, وصداؤه بحسب غفلته, وإذا صدئ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه, فيرى الباطل في صورة الحق, والحق في صورة الباطل, لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم, فلم تظهر فيه صور الحقائق كما هي عليه.
فإذا تراكم عليه الصدأ واسودَّ, وركبه الرانُ, فسد تصوره وإدراكه, فلا يقبل حقاً, ولا ينكر باطلاً, وهذا أعظم عقوبات القلب, وأصل ذلك من الغفلة, واتباع الهوى, فإنهما يطمسان نور القلب, ويعميان بصره, قال الله تعالى: : ? {وَلا تُطِع مَن أَغفَلنا قَلبَهُ عَن ذِكرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمرُهُ فُرُطًا} ? [الكهف:28]
[كتاب: الوابل الصيب ورافع الكلم]
فرح القلب وابتهاجه:
ابتهاج القلب وسروره وفرحه بالله وأسمائه وصفاته وكلامه ورسوله ولقائه أفضلُ ما يعطاه, بل هو أجل عطاياه, والفرح في الآخرة بالله ولقائه بحسب الفرح به ومحبته في الدنيا. فالفرح بالوصول إلى المحبوب يكون على حسب قوة المحبة وضعفها, فهذا شأن فرح القلب.
وله فرح آخر, وهو فرحه بما منَّ الله به عليه من معاملته والإخلاص له والتوكل عليه والثقة به وخوفه ورجائه. وكلما تمكن في ذلك قوي فرحُه وابتهاجه.
[كتاب: الروح]
القلب المطمئن:
قال تعالى: ? {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ? أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} ? [الرعد:28] فإن طمأنينة القلب سكونه واستقراره بزوال القلق والانزعاج والاضطراب عنه, وهذا لا يتأتي بشيء سوى ذكر الله البتة, وأما ما عداه فالطمأنينة إليه وبه غرور, والثقة به عجز.
قضى الله سبحانه وتعالى قضاءً لا مرد له: أن من اطمأن إلى شيء سواه أتاه القلق والانزعاج والاضطراب من جهته, كائناً من كان, بل لو اطمأن العبد إلى علمه وحاله وعمله سُلِبه وزايَلَه.
وقد جعل الله سبحانه نفوس المطمئنين إلى سواه أغراضاً لسهام البلاء, ليعلم عباده وأولياءه أن المتعلق بغيره مقطوع, والمطمئن إلى سواه عن مصالحه ومقاصده مصدود وممنوع.
وهاهنا سر لطيف يجب النبيه عليه والتنبيه له, والتوفيق له بيد من أزِمَّة التوفيق بيديه, وهو أن الله سبحانه جعل لكل عضو من أعضاء الإنسان كمالاً إن لم يحصل له وإلا فهو في قلق واضطراب وانزعاج بسبب فقد كماله الذي جُعل له مثاله...جَعَلَ كمال القلب ونعيمه وسروره ولذته وابتهاجه في معرفته سبحانه وإرادته, ومحبته, والإنابة, والإقبال عليه, والشوق إليه, والأنس به, فإذا عدم القلبُ ذلك كان أشد عذاباً واضطراباً من العين التي فقدت النور الباصر, ومن اللسان الذي فقد قوة الكلام والذوق, ولا سبيل له إلى الطمأنينة بوجه من الوجوه, ولو نال من الدنيا وأسبابها ومن العلوم ما نال, إلا بأن يكون الله وحده هو محبوبه وإلهه ومعبوده وغاية مطلوبة, ويكون هو وحده مستعانه على تحصيل ذلك. [كتاب: الروح]
القلب السليم:
قال تعالى: ? { يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} ? [الشعراء:88-89] فهذا هو السليم من الآفات التي تعتري القلوب المريضة, من مرض الشبهة التي تُوجب اتباع الظن, ومرض الشهوة التي توجب اتباع ما تهوى الأنفس, فالقلب السليم: الذي سَلِم من هذا وهذا.[كتاب: الروح]
وقال رحمه الله: القلب السليم الذي لا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله به هو القلب الذي...قد سلَّم لربه, وسلَّم لأمره, ولم تبق فيه منازعة لأمره, ولا معارضة لخبره, فهو...لا يريد إلا الله, ولا يفعل إلا ما أمره الله, فالله وحده غايته وأمره وشرعهُ ووسيلته وطريقته, لا تعترضه شبه تحول بينه وبين تصديق خبره, لكن لا تمر عليه إلا وهي مُجتازة, تعلم أنه لا قرار لها فيه, ولا شهوة تحول بينه وبين متابعة رضاه. ومتى كان القلب كذلك فهو سليم من الشرك, وسليم من البدع, وسليم من الغي, وسليم من الباطل, وكلُّ الأقوال التي قيلت في تفسيره فذلك ينتظمها. [كتاب: مفتاح دار السعادة]
وقال: قد أثنى الله تعالى على خليله بسلامة قلبه فقال: ? {وإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ* إذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} ? [الصافات:83-84] والقلب السليم هو الذي سلم من الشرك والغل والحقد والحسد والشح والكبر وحب الدنيا فهذا القلب السليم في جنة معجلة في الدنيا, وفي جنة في البرزخ, وفي الجنة يوم المعاد, ولا تتم له سلامته مطلقاً حتى يسلم من شرك يناقض التوحيد, وبدعة تخالف السنة, وشهوة تخالف الأمر وغفلة تناقض الذكر وهوى يناقض التجريد والإخلاص, وهذه الخمسة حُجُب عن الله وتحت كل واحد منها أنواع كثيرة تتضمن أفراداً لا تنحصر.[كتاب الداء والدواء]
القلب الرقيق:
رقَّة القلب...ناشئة من صفة الرحمة التي هي كمال, والله إنما يرحم من عباده الرحماء, وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقَّ الناس قلباً,...فرقة القلب رحمة ورأفة.
والقلب...إذا أشرق فيه نور الإيمان واليقين بالوعد, وامتلأ من محبة الله وإجلاله رقَّ وصارت فيه الرأفةُ والرحمة, فتراه رقيقاً رحيماً رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم, يرحم النملة في جُحرها, والطير في وكرها, فضلاً عن بني جنسه, فهذا أقرب القلوب من الله تعالى. قال أنس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أرحم الناس بالعيال.
والله سبحانه إذا أراد أن يرحم عبداً أسكن في قلبه الرأفة والرحمة, وإذا أراد أن يعذبه نزع من قلبه الرحمة والرأفة, وأبدله بهما الغلظة والقسوة.[كتاب: الروح]
أبغض القلوب إلى الله:
أبغض القلوب إلى الله: القلب القاسي, قال تعالى: ? {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ} ? [الزمر:22] وقال: ? {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَ?لِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ? } ? [البقرة:74] [كتاب: الروح]
عبودية القلب:
من تأمل الشريعة في مصادرها ومواردها علم ارتباط أعمال القلب بأعمال الجوارح, وأنها لا تنفع بدونها, وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح, وهل يُميزُ المؤمن عن المنافق إلا بما في قلب واحد منهما من الأعمال التي ميزت بينهما, وهل يُمكن أحد الدخول في الإسلام إلا بعمل قلبه قبل جوارحه, وعبودية القلب أعظمُ من عبودية الجوارح وأكبر وأدوم, فهي واجبة في كل وقت.
[كتاب: بدائع الفوائد]
خشوع القلب:
الفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق:
أن خشوع الإيمان هو خشوع القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء, فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء, وشهود نعم الله, وجناياته هو, فيخشع القلب لا محالة, فيتبعه خشوعُ الجوارح.
وأما خشوع النفاق, فيبدو على الجوارح تصنُّعاً وتكلُّفاً, والقلب غير خاشع. وكان بعض الصحابة يقول: أعوذ بالله من خشوع النفاق. قيل له: وما خشوع النفاق ؟ قال: أن يُرى الجسد خاشعاً, والقلب غير خاشع.[كتاب: الروح]
القلب القاسي:
الجبال أخبر عنها فاطرها وباريها أنه لو أنزل عليها كلامه لخشعت ولتصدعت من خشيته. فيا عجبا من مضغة لحم أقسى من هذه الجبال تسمع آيات الله تتلى عليها, ويُذكرُ الرب تبارك وتعالى, فلا تلينُ ولا تخشع ولا تُنيب فليس بمُستنكر لله عز وجل ولا يخالف حكمته أن يخلق لها ناراً تُذيبها إذا لم تلِن لكلامه وذكر زواجره ومواعظه.
فمن لم يلِن لله في هذه الدنيا قلبه, ولم ينب إليه, ولم يُذبه بحبه والبكاء من خشيته, فليتمتع قليلاً فإن أمامه المُلين الأعظم, وسيُردُ إلى عالم الغيب والشهادة فيرى ويعلم
[كتاب: مفتاح دار السعادة]
وقال رحمه الله: ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله.
& خلقت النار لإذابة القلوب القاسية. &إذا قسا القلب قحطت العين.
& قسوة القلب من أربعة أشياء إذا جاوزت قدر الحاجة: الأكل, والنوم, والكلام, والمخالطة.[كتاب: الفوائد]