لَعَمري لَقَد طالَ هذا السَفَر
عَلَيَّ وَأَصبَحتُ أَحدو النَفَر
أَأَخرُجُ مِن تَحتِ هَذي السَماءِ
فَكَيفَ الإِباقُ وَأَينَ المَفَر
وَكم عِشتُ مِن سَنَةٍ في الزَمانِ
وَجاوَزتُ مِن رَجَبٍ أَو صَفَر
وَما جُعِلَت لِأُسودِ العَرينِ
أَظافيرُ إِلّا اِبتِغاءَ الظَفَر
لَحا اللَهُ قَومًا إِذا جِئتَهُم
بِصِدقِ الأَحاديثِ قالوا كِفَر
وَإِن غُفِرَت مُوبِقاتُ الذُنوبِ
فَكُلُّ مَصائِبِهِم تُغتَفَر
وَرَوحُ الفَتى أَشبَهَت طائِرًا
أُطيرَ فَما عادَ لَمّا نَفَر
هَنيئًا لِجِسمي إِذا ما اِستَقَرَّ
وَصارَ لِعُنصُرِهِ في العَفَر
وَلَستُ أُبالي إِذا ما بَليتُ
مَن وَطِئَ القَبرَ أَو مَن حَفَر
تَحَجُّبُ دُنياكَ عَن طالِبٍ
وَلَيسَ تَحَجُّبُها مِن خَفَر