الاسلامي مشاهده وتحميل اسلاميات Islamicالمواضيع المميزه بالمنتديات الإسلامية منتدى العلوم الشرعية منتدى السيرة النبوية الشريفة منتدى التاريخ الإسلامي منتدى المرأة المسلمة روضة المنتديات الإسلامية
بإشراف zoro1 , messaide saadne , عبد العزيز شلبي nadgm
ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين
السؤال
هو إنسان ناضج وملتزم جدًّا، وأخلاقه عالية، ومَنصبه رفيع، ومن عائلة كريمة، هناك العديد من الموظَّفات مُعجبات به وبشخصيَّته، ويُحاوِلْنَ التقرُّب منه، على الرغم من أنه متزوِّج، والعديد من البنات كنَّ يَقُلْنَ: إنَّ لَدَيه مشكلة في التعامل مع البنات؛ لأنه من وجهة نظرهن يتعامل بحذرٍ مع البنات، ولكن معي أنا كان يتعامل بأسلوب مختلف، لا أعرف كيف أصفه، وبعض صديقاتي المقرَّبات كنَّ يَقُلْنَ بأنه يعاملني بأريحيَّة وبهذا الأسلوب؛ لأنه لا يراني كفتاة؛ وذلك لجِدِّيَّتي في عملي، وأسلوب تعامُلي مع الجميع واحد؛ سواء كان موظفًا أم موظفة.
عندما بدأت أسمع هذا الكلام، بدأت أُدَقِّق في تصرُّفاته التي كنت أراها طبيعية في البداية، ولكن الآن وبعد مرور ثلاث سنوات على هذا الأمر، أشعر بالحَيْرة.
في البداية، بدأ يتأخَّر في العمل ويمرُّ أمام مكتبي؛ ليقول: مع السلامة، بدأ يحضُر الاجتماعات التي أُوجَد فيها، بالرغم من أنه قد لا يحضُر مثل هذه الاجتماعات إن لَم أكن فيها.
يتَّصل بي ليسألني عن أمور متعلِّقة بالعمل، ولكن في الواقع هي أمور سخيفة؛ مما يجعلني أشكُّ في بعض الأحيان أنه يعرف الجواب، أو أنَّ بإمكانه أن يكلِّف أيًّا من موظَّفيه أن يَستفسر عنها.
بدأ بعد ذلك يبحث عن أعمال مشتركة بين القسم الذي أعمل فيه، والقسم الذي يُديره، فأخَذ رأيي في أمور العمل المختلفة؛ سواء التي لها علاقة بي، أو التي ليست لها علاقة بي، ثم بدأ بزيارتي في مكتبي، والتحدُّث معي عن العمل ومشاكل العمل، واتَّصلَ عليّ على هاتف المكتب في الصباح الباكر قبل أن يصلَ إلى العمل، وبعد نهاية الدوام، وتحدَّث معي عن أمور مختلفة عن العمل والحياة والدين، وغيرها من الأمور العامة، وفي آخر شهرين بدأ يتحدَّث عن بيته وأبنائه، وبدأ يأخذ رأيي في أمور مختلفة تتعلَّق بحياته.
أنا أشعر من نظرته وطريقة كلامه ولحظات صَمْته بأنَّ هناك شيئًا في نفسه تُجاهي، ولكن كلانا يَخجل من هذا الموضوع، ونتصرَّف بتلقائيَّة حين نتحدَّث، كما أنه عندما يُحاول أن يَستشيرني في أموره الشخصيَّة، أُحاول أنْ أُخبره بأنَّ أفضلَ شخصٍ يُمكن أن يُساعده في هذه الاستشارة هي زوجته، ولكني الآن أُعاني من مشكلة؛ حيث إني أشعر بأني أحبُّه، وهذه المحبة ليستْ محبَّة أُخوَّة أو زَمالة، ولا أعلم إن كان يحبُّني، أو أنَّ تصرُّفاته وطريقة تعامُله معي، سببها تقارُب شخصيَّتنا؛ حيث إن العديد من الزُّملاء يقولون: إنني النسخة النسائيَّة منه.
استَخَرت الله في هذا الأمر، وعندما ذهَبت للحجِّ دعوتُ الله أن يُبعده عني، وحاوَلت عدة مرات أَخْذَ إجازة للابتعاد عنه، ولكن أُفاجَأ عند عودتي بأنه هو أيضًا يأخذ إجازة في نفس المدة، وعندما أعود أكون مشتاقة له أكثر من السابق، وأشعر بأنَّ كلاًّ منا يقترب من الآخر أكثر من السابق، وبالرغم من أني أحبُّ عملي كثيرًا، فإني أصبَحت لا أحبُّ الذهاب للعمل عندما لا يكون موجودًا.
هذه أوَّل مرة أتعرَّض فيها لمثل هذه الحالة وهذا الشعور، وأنا لَم أرغب أبدًا في خَوْض مثل هذه التجربة، ولَم أُخَطِّط لها، بل حدَثت بتلقائيَّة، فما هو تعريف هذا الشيء الذي أمُرُّ به؟ وكيف ينبغي لي أن أتصرَّف؟
الجواب
تتساءَلين عن تعريف ما يحدث، محاولات متنوعة للبُعد عنه، ومُجاهدات متكرِّرة للهرب منه، لكن لا يزيد القلب إلا اشتياقًا، ولا تزيد النفس إلا وجدًا، فما هو التفسير لتلك المشاعر القوية التي تَفرض نفسها بقوة عليكِ، وتُرغمكِ على التفكير فيه مرة بعد مرة؟
تراجعين نفسكِ فلا تَهديكِ، تُسائلين عقلكِ فلا يَدُلكِ، تُحاورين قلبكِ فلا يُجيبكِ!
أهو هَذيان؟ أم حُمَّى عارضة؟ أم وسوسة وأوهام؟
نعم، سَمِعنا عجبًا في قَصص العُشَّاق! التفسير كما سبَق في حديثكِ بصراحة ووضوح: "أشعر بأنني أحبُّه"، أنتِ تحبِّينه بالتأكيد، لكن السؤال الذي يَطرح نفسه: هل يُبادلكِ هذا الشعور؟ هل يرغب في رباط شرعي؟ أم أنه سيتلاعب بمشاعركِ - عن قصدٍ أو غير قصد - ثم يعود لزوجه وأبنائه؟
تذكَّرتُ وأنا أقرأ رسالتكِ استشارة جاءتنا قبل شهر تقريبًا، لا تختلف كثيرًا عمَّا ذكرتِ من حيث التقارُب النفسي بين زميل وزميلة العمل، وتشابُه في الشخصيَّات وتلميحات، أو تصريحات بمشاعر المحبَّة، وتحاوُر حول مختلف أمور الحياة وحول مشاكل أُسرته، إلاَّ أنَّ أحداثها تلي أحداث قصتكِ بعدة أشهر، زاد فيها التقارُب وتآلَفت القلوب، وتعلَّقت الفتاة المسكينة أكثر وأكثرَ، واندفَعتْ بكلِّ مشاعرها، وامْتَلأ قلبها وفاضَ بالمحبَّة؛ حتى صارَت ترى صورته في صفحة السماء، وتَسْتروح رائحة حُبِّه في حفيف الأشجار، وتَسمع صوته في تغريد الأطيار، ولَم تَزَل في عالَمها الوردي مستمتعة بأحلامها النديَّة، هانئة بقَصصها الخياليَّة، راضية بأوهامها المثالية؛ حتى أتاها ذلك الحبيب الذي صار حبُّه كالهواء لا تستغني عنه، الحبيب الذي كان يؤكِّد لها أنه يحبُّها ولا يقوى على فراقها؛ ليُعلن لها بكلِّ هدوء: عائلتي وزوجي بحاجة إليّ! وهنا قصتها، إن شئتِ أن تقرئيها:
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/35642/
ما تمرِّين به نتيجة حتميَّة لاجتماع رجال ونساء في أماكن الاختلاط الذي حرَّمه الله؛ ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 53].
نتيجة إطلاق البصر وإطلاق المشاعر معه؛ والله تعالى يقول: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 30 - 31].
وإجابة على سؤالكِ: "كيف ينبغي لي أن أتصرَّف؟" أقول:
عليكِ أن تَفرِّي بدينكِ وقلبكِ، عليكِ أن تَهربي قبل أن يُصبح نسيانه ضربًا من المستحيلات، والبُعد عنه وجهًا من المُعضِلات.
قد تَستثقلين البحث عن عمل بمنأًى عنه، وقد تظنين الاقتراح صعبًا أو مستحيلَ التنفيذ، لكن سَلي نفسكِ: إلى متى؟ إلى متى تبقين تحت تأثير حبٍّ لا تعلمين نهايته؟
الرجل متزوِّج، ولن يُفَرِّط في أُسرته، ويُضَحِّي بأبنائه من أجْل مشاعر تَجتاحه تُجاه زميلته، لا يدري أتستمرُّ معه، أم تنتهي بقضاء أجَلها وفَوَات أوانها! وأنتِ تعلمين صعوبة أن يتزوَّج الرجل بامرأة ثانية في عصرنا، وصعوبة أن تتقبَّل زوجه - بل أهله ومجتمعه - هذا الأمر، هذا إن كان يفكِّر في أمر الزواج أو مَرَّ بخاطره، ولا يبدو لي أنَّ شيئًا من ذلك قد حدَث!
الحب ماء الحياة وغذاء النفس وسعادة القلب، لكنه كذلك عندما يكون في مكانه الصحيح واتجاهه السوي، حينها يكون الحب مصدرَ السعادة ومَنبعَ الهناء، ومتى ما تحوَّل عن ذلك المسار، صار مصدر الشقاء ومَنبعَ الآلام.
"والعبد إذا عَلِم أنَّ المكروه قد يأتي بالمحبوب، والمحبوب قد يأتي بالمكروه، لَم يَأْمَن أن توافِيَه المضرَّة من جانب المسرَّة، ولَم ييْئَس أن تأتيه المسرَّة من جانب المضرة؛ لعدم عِلمه بالعواقب، فإن الله تعالى يعلم من نفسه ما لا يعلم"، أو كما قال ابن القَيِّم - رحمه الله - في حديثه حول قول الله: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].
تأمَّلتُ قولكِ: "ليستْ محبَّة أُخوَّة أو زَمالة"، ووقفتُ عند محبَّة الأُخوَّة أتساءَل: كيف تكون محبة الأُخوَّة أو الزَّمالة بين رجل وامرأة؟ وهل لها وجود في عالَمنا؟
يخدعون أنفسهم الذين يظنون أنَّ هناك علاقاتٍ بريئةً، وزمالة نقيَّة طاهرة بين الرجال والنساء، وفي ظني أنهم يَحتالون على فضائل المجتمع، ويتوارَون خلف أسوار من المسمَّيات التي يتفنَّنون في إقناع الناس بها؛ ليخْتَبئوا خلفها، ويَحيوا تحت لوائها غير مُلامين ولا مَلومين، ولا تُثْبتُ لهم الأيام إلاَّ زَيْفَ ما إليه يسعون، وبُطلان ما إليه يرمون.
لا مناصَ من وَضْع حلٍّ والبحث عن مَخرج، وإعمال العقل واتِّباع طريقه، والسير على نَهْجه فيما تمرِّين به من مشاعر، وما يَعرض إليكِ من عوارض، لن تَلبث أن تتبخَّر ويزول بريقُها، ولعلكِ تَندهشين حينها عند التيقُّن بقدر الضرر الذي أصابكِ، وقَدْر الحزن على أعوام مضَت وفُرص ضُيِّعت بحثًا عن وهمٍ، وسَعيًا وراء سرابٍ لاح في الأُفق، ثم توارى وتلاشى ظلُّه، واستحال ذكرى أليمة تمرُّ على الخاطر، فتُهَيِّج أحزانًا وتوقِظ آلامًا.
أُخَيَّتي، يؤسِفني أنَّ الرجل لَم يُظهر أي رغبة في الارتباط، ولَم يُبدِ سوى خَطَرات، فهل يطول الانتظار لِما لَمْ يظهر للأنظار؟!
هكذا تفرض عليّ الأمانة أن أنصحكِ بتَرْك هذا العمل، والسعي للزواج بمن يناسبكِ ويرغب بكِ بصدقٍ، وليس بِمَن يأْنَس بالحديث إليكِ والاطمئنان عليكِ، ثم لا يزيد على ذلك!
أخيرًا:
قال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40 - 41].
قال السَّعدي - رحمه الله -: "﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ ﴾؛ أي: خاف القيام عليه ومُجازاته بالعدل، فأثَّر هذا الخوف في قلبه، فنهى نفسه عن هواها الذي يُقَيِّدها عن طاعة الله، وصار هواه تبعًا لِما جاء به الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وجاهَد الهوى والشهوة الصادَّيْن عن الخير، ﴿ فَإِنَّ الْجَنَّةَ ﴾ - المشتملة على كلِّ خير وسرور ونعيمٍ - ﴿ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ لِمَن هذا وصْفُه.
::صفحات صديقة :: معهد ترايدنت :: منتدى برامج نت
:: برامج المشاغب - ملتقى العلماء وطلبة العلم - الريان تيوب - جريدة الديار -عمال مصر- قهوة الصحفيين - جريده اخبار بتروجت
:: للإعلان ::
واتس
00201558343070
بريد إلكتروني
[email protected]
أو يمكن التواصل معنا مباشرة عبر نموذج الاتصال بنا علي الرابط الآتي
https://dvd4araab.com/vb/sendmessage.php
للتواصل عبر الواتس
https://chat.whatsapp.com/Bekbfqlef3ZInj31Jhk99j
تنبيه للاعضاء تود إدارة
المنتدى ان تؤكد لكافة الاخوة الاعضاء بانه يمنع نشر أي مادة إعلامية تسيء للاديان
أو تدعو للفرقة المذهبية او للتطرف ، كما يحظر نشر الاخبار المتعلقة بانشطة الارهاب
بكافة اشكاله اوالدعوة لمساندته ودعمه، حيث ان ذلك يعتبر خروج صريح عن سياسة
المنتدى ، كما قد يعرض المشارك الى المساءلة النظامية من الجهات الرسمية ذات
العلاقة، شاكرين ومقدرين للجميع حسن التزامهم باهداف ومبادىء المنتدى.