جرة قلمي في ليلة يوم ميلادي
يونس مدهوز
الساعة الآن تشير إلى 11:50 ليلًا بتوقيت غرينتش، جلستُ في غرفة مظلمة أمام مصباحي الخافت أُكَفكِفُ دموعي وأنا أنتظر ميلادي التاسع والعشرين.
سأحتفل بليلتي هذه، نعم سأحتفل!
لكنَّ احتفالي ليس كاحتفال البعض، فلا حلوى هناك ولا شموع ولا أحباب! وإنما هو حزن ونكد، وبرد وظلام، وغيم ولا مطر.
وكيف لا تهمع عيني؟! وها هو ذا الوقت يزحف نحوي بجيشه العرمرم، من شمس وقمر، وليل ونهار، ودقات قلب وعقارب ساعات، يزحف نحوي ويطويني طيًّا، ويفُتُّني فتًّا فتًّا فتًّا، حتى يُودِعَني ظرف غَياهِب الزمان حيث اللَّاعودة إلى هذه الغَبراء.
أَدركت الآن جيدًا أنني لست إلا شُعلة تحترق رويدًا رويدًا رويدًا حتى تصير لا شيء!
وأنا أنتظر الساعة 12:01 أدركت يقينًا أن الزمان يعمل فيَّ ويسحب بِساط العمر حتى يُلقيَني يومًا في حفرة الجزاء!