إلقاء الضوء على زواج صغار السن عبر تاريخ
غرائب قوانين الزواج بالولايات المتحدة وأوروبا
الكاتب: الداعية الأمريكي المعروف: يوسف إستس
مترجم للألوكة من اللغة الإنجليزية
ترجمة: مصطفى مهدي
ردًّا على الشُّبهات التي يُثيرها الكثير حول سنِّ زواج أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - من النبي - صلى الله عليه وسلم - قام الشيخ الداعية الأمريكي يوسف إستس بكتابة مقالٍ على موقعه "islamnewsroom"، يردُّ به على المُشكِّكين، من خلال بيان حالات وقوانين زواج صغار السن في أوروبا والولايات المتحدة، والتي تُشابه الحالة التي يَستنكرونها، قال فيه:
كلُّ مَن كان عُمره أقلَّ من 18 عامًا، كان يُمكنه الزواج في ولاية أركانساس بموافقة الوالدين وذلك إلى العام 2008، وهذا صحيح لدرجة أنَّ الأطفال كان يُمكنهم الزواج طالَما أن الأبوين راضيان، وبالرغم من أنَّ القانون الأصلي استهدَف السماح للمراهقات الحوامل بالزواج بموافقة الوالدين، فإنَّ رجال القانون الذين شعَروا بالحرَج، حدَّدوا ذلك بسنِّ 17 عامًا للذكور، و16 عامًا للإناث.
كان الزواج في أوروبا قديمًا وأمريكا في عصرها الأوَّل، يقع بين مَن لديه 4 سنوات إلى 7 سنوات فقط، والأعم كان ما بين 9 سنوات و12 سنة.
وبقراءة هذه المقالة إلى النهاية ستَحصل على البرهان الحقيقي المتعلِّق بسنِّ أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - وقتَ زواجها من النبي - صلى الله عليه وسلم - فالإسلام هو الحقيقة.
والآن لتَقرأ - إذا ما أرَدتَ ذلك - معلومات مهمة من السجلات والوثائق التاريخيَّة حول زواج الأعمار المختلفة في روما وأوروبا وأمريكا على مدى الألفين عامًا الماضية، وفي هذه المقالة سنكتشف أنه أيضًا - بين أسلافنا هنا في أمريكا - كان سنُّ الزواج مختلفًا كثيرًا عما لدينا اليوم.
اقرأ: سن قَبول الزواج في التاريخ الغربي على مدى 2000 سنة الماضية:
العام الأول: 12عامًا إلى 14 عامًا، (أغسطس سيزر):
طبقًا للتقاليد، فإنَّ السنَّ التي يُمكن عندها للأفراد الزواج والجِماع، كانت أمرًا يَرجع لقرار الأسرة، أو أمرًا متعلِّقًا بعادات القبيلة، وعلى الأرجح في غالب الحالات يتزامَن هذا مع بداية بلوغ الفتيات، وظهور شعر العانة لدى الذكور، وهذا بين 12 عامًا و14 عامًا، إلاَّ أنَّ الحدود ظلَّت غير معيَّنة.
وفي جمهورية روما، كان الزواج وسنُّ القَبول في البداية أمرًا خاصًّا بين العائلات المعنيَّة، وإلى وقت "أوغسطس" في القرن الأوَّل، لَم تبدأ الدولة بالتدخُّل، وبعد ذلك أصبَح الزواج رسميًّا عمليَّة من خُطوتين: الخِطبة - وتتضمَّن اتفاقًا تنفيذيًّا بين رأس العائلتين - ثم الزواج نفسه، فالنساء اللاتي لَم يَبلغْنَ السنَّ، يُمكن أن يُخْطَبْنَ برضا آبائهنَّ، إلاَّ أنَّ المرأة نفسها يجب أن تُوافِق على الزواج.
(المحرر: وقد كان هذا ما يزال حقيقيًّا في المنطقة العربية في فترة 600 ميلاديًّا؛ فالآباء يُمكن أن يَعقدوا الزواج لبناتهنَّ غير البالغات في أيِّ سنٍّ، حتى إن كان دون موافقتهنَّ، إلاَّ أنه بعد الإسلام يجب أن تكون الفتيات مُتقدِّمات في السنِّ بما يَسمح لهنَّ بالزواج (بعد البلوغ)، وأن يُوافِقْنَ على طلب الزواج).
الفترة 400 م - 700 م: سن البلوغ:
لقد أثَّرت التقاليد الرومانيَّة على الشعوب والثقافات التي تواصَلت معها، وفي التقاليد الإسلاميَّة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - فطلبُ الزواج من قِبَل الآباء، قد يَحدث مُبكِّرًا عن البلوغ، إلاَّ أنَّ الزواج لا يتمُّ إلاَّ بعد أن تَقبل الفتاة الزواجَ، وأن تَبلغ المحيض، وتكون كبيرة بدرجة كافية؛ لتُدرك وتَفهم مفهوم الزواج، وتُريد الزواج من أحد الذين اختارَهم والداها.
الفترة 1100 - 1300 : 12 عامًا إلى 14 عامًا:
في أوروبا الوسطى قَبِل "جراتيان" المؤسس كبير التأثير للقانون الكنسي Canon law في القرن الثاني عشر - تقاليدَ اعتبار سنِّ البلوغ للزواج بين (12، 14)، إلاَّ أنه قال أيضًا: إن القبول كان "ذا معنًى"، إذا ما كان الأطفال أكبرَ من السابعة، وكذلك بعض السلطات أكَّدت أنَّ "القبول" يقع ولو كان مُبكِّرًا عن ذلك.
نحو هذا الزواج قد يستمرُّ طالَما أنَّ أحد الطرفين، لَم يُطالب بفَسْخه قبل سنِّ البلوغ (12 للإناث، و14 للذكور)، أو إذا ما أتمُّوا الزواج، حتى إنَّ الزوج إذا ما قام بمجامعة زوجته قبل البلوغ، اعتُبِر الزواج تامًّا.
لقد كانت هذه السياسة التي احتُفِظ بها بالقانون الإنجليزي العام، وبالرغم من ضرورة القَبول، فإنه قد كان الإجبار والتأثير أو الإقناع، عناصرَ بدَت مسموحًا بها، وبصورة مماثلة أصبَحت أفكار "جراتيان" حول السنِّ جزءًا من القانون المدني الأوروبي.
فترة ما بعد 1200م:
عندما قام المؤرِّخ "Magnus Hirschfeld" بعمل مَسْحٍ حول سنِّ القَبول على خمسين دولة - غالبيَّتها في أوروبا والأمريكيتين - في بدايات القرن العشرين، كان سنُّ القَبول 12 عامًا في خمس عشرة دولة، و13 عامًا في سبع دولٍ، و14 عامًا في خمس دولٍ، و15 عامًا في أربع دولٍ، و16 عامًا في خمس دولٍ، وفي باقي الدول لَم يكن واضحًا.
فترة ما بعد 1500:
زواج مَن لديه ستٌّ لِمَن لدَيها سبع، أو ابن سنتين لبنت ثلاث بالمملكة المتحدة:
البيانات الموثقة الوحيدة بالمملكة المتحدة حول سنِّ الزواج في الفترة المبكِّرة، هي التي توفِّرها تحقيقات ما بعد الوفاة لِمَن ماتوا وترَكوا ممتلكات؛ حيث ظهَر أنه كلما زادَت نسبة البيانات، زاد الاطلاع على زيجات في أعمار مبكِّرة، فالقضاة كانوا يُباركون الزواج القائم على القَبول المُتبادَل في سنٍّ مُبكِّرة عن 7 سنوات، رغمًا عن الذي قاله "جراتيان"، بل إنَّ هناك تسجيلاً لزواج مِن قِبَل ابن عامين لبنت ثلاثة أعوام.
لقد ميَّز محامي القرن السابع عشر "Henry Swinburne" بين زيجات أولئك الذين كانوا دون السابعة، وأولئك الذين كانوا بين السابعة والبلوغ، فقد كتَب: إنَّ أولئك الذين هم دون السابعة، الذين نطَقوا بتعهُّداتهم، يجب عليهم أن يُصدقوا على ذلك فيما بعدُ، من خلال تبادُل القُبُلات والأحضان، أو الجِماع، أو تبادُل الهدايا والأشياء التَّذكاريَّة، أو فقط من خلال مُناداة بعضهما بعضًا بزوج وزوجة.
فترة 1500م - أطفال ما يزالون في حَفَّاضاتهم:
كتَب "Philip Stubbes" المعاصر أنه في القرن السادس عشر في شرق إنجلترا، كان الأطفال - الذين ما يزالون في حفَّاضاتهم - يتمُّ تزويجُهم.
فترة 1600م - أربع سنوات وتسع سنوات:
أكثر الوثائق القانونيَّة تأثيرًا في القرن السابع عشر بإنجلترا، والتي كتَبها "سير إدوارد كوك" - أوضَحت أنَّ الزواج دون الثانية عشرة كان عاديًّا، وأنَّ السنَّ التي عندها يُمكن للفتاة تقبُّل صَداق الزوج من ممتلكات زوجها، سنُّ التاسعة، حتى وإن كان زوجها ابن أربع سنوات.
فترة 1600م:
اتَّبعَت المستعمرات الأمريكيَّة التقاليدَ البريطانيَّة، إلاَّ أنَّ القانون في أحسن حالته، يُمكن أن يكون مُرشدًا، وعلى سبيل المثال في فيرجينيا 1689، كان عُمْر "ماري هاثواي" تسع سنوات فقط عندما تزوَّجت "وليم وليامز"، ونحن نعرف قصَّتها؛ لأنه بعد سنتين رفَعت قضيَّة تُطالب فيها بالطلاق، وتَمَّ تسريحُها من الميثاق الذي عقَدته؛ لأنَّ الزواج لَم يتمَّ، والمثير أنَّ المؤرخ "هولي بريور" - الذي اكتشَف وقوع القضيَّة - خمَّن أنه إذا ما قام "وليم" بجِماع - اغتصاب - "ماري"، فمن المُحتمل أنها لن تَحصل على الطلاق.
الفترة 1700 - 1800م - أرملة في الرابعة عشرة:
الزيجات التي تمَّت بدون موافقة أولياء الأمور غير مسجَّلة، والزيجات الخاصة وجَوْدة البيانات تَختلف من منطقة إلى منطقة، فعلى سبيل المثال في إبراشية مقاطعة Middlesex بولاية فيرجينيا، هناك تسجيل لزواج "سارة هافهايد" 14 عامًا، إلى "رتشارد بروت" 21 عامًا، وفقط في الفقرة الأخيرة من التسجيل أشارَت إلى أنها كانت أرملةً، ونحن ببساطة لا نَعلم عُمرها في زواجها الأوَّل، أو متى أُتِمَّ هذا الزواج.
ومن بين الثماني والتسعين فتاة في سِجلٍّ لعشر سنوات على الأرجح، تزوَّج ثلاثٌ في عُمر الثمانية، وواحدة في عُمر الثانية عشرة، وواحدة في عمر الثالثة عشرة، واثنتان في عمر الرابعة عشرة.
الفترة 1900 - 2000 - تسع سنوات:
المؤرِّخون في القرن العشرين والواحد والعشرين في بعض الأوقات، كانوا كارهين قَبول البيانات المتعلقة بتسجيل الزيجات المُبكِّرة، زاعمين أنَّ الأعمار المسجَّلة لَم تُقرَأ بصورة صحيحة من قِبَل النُّسَّاخ اللاحقين للسجلات، حتى إنَّ "ناتالي دافيز" التي أصبَح كتابها "عودة مارتن جوير The Return of Martin Guerre" فيلمًا - جعَلت بطَلتها "برتراند" أكبرَ سنًّا من الفتاة التي كان عُمرها تسع سنوات عند زواجها من زوجها المفقود.
فترة 1800م - 13 عامًا:
في القرن التاسع عشر أصدَرت فرنسا مجموعة القوانين النابليونيَّة، والعديد من الدول التي اتَّبَعت النموذج الفرنسي، بدأَت في مراجعة قوانينها، ولكنَّ مجموعة القوانين النابليونيَّة، لَم تُغيِّر سنَّ القَبول، وظلَّ 13 عامًا.
فترة 1800 بالولايات المتحدة - من عُمر الرُّضَّع إلى 10 سنوات:
في إنجلترا والولايات المتحدة، جَذَب الحراك النسائي في وقتٍ مُتأخِّر من القرن التاسع عشر الانتباه إلى السنِّ المُبكرة للقَبول - من عُمر الرضاعة إلى قبل البلوغ - وطالَب بتغيير القوانين، وبحلول فترة 1920، رُفِع سنُّ القَبول الذي كان قضيَّة دولة بالولايات المتحدة، رُفِع في كلِّ ولاية، مُمتدًّا ما بين 14 عامًا إلى 18 عامًا؛ حيث استقرَّت أكثر الولايات على سنِّ 16 عامًا، أو 18 عامًا.
عام 2000م - من 14 عامًا إلى 16 عامًا:
في الجزء الأخير من القرن العشرين، انتَبه عامة الأمريكيين إلى قضايا سنِّ القَبول، وبالرغم من أنه أحيانًا غير مُمكن تحديدُ وقتٍ مُحدَّد للقَبول؛ حيث تختلف السنُّ القانونية عن سنِّ المدَّعى عليه، وعن النشاط الجنسي المعيَّن في الولايات المتحدة؛ حيث أصبَح عام 2000 السنّ التي من خلالها، يُمكن للمرء ممارسة جماع مسموحٍ به داخل ولاية معيَّنة، امتدَّ ما بين 14 عامًا و18 عامًا - دون زواجٍ - وفي غالبيَّة الولايات السن؛ إمَّا 15 عامًا، أو 16عامًا.
من العام 2000 إلى الوقت الحالي - تحت سن 18 عامًا:
غالبيَّة الولايات حدَّدت السن الأدنى للزواج - بموافقة أولياء الأمور - عند 18 عامًا، وهناك تفاصيل دقيقة حاكمة، يجب على أولياء الأمور الموافقة عليها، ومَن يقوم بدور الولي أو الوصي في الزيجات تحت سن 18 عامًا، والآن في الولايات المتحدة هذه الأيام - قبل البلوغ - ما يزال هناك تناقُضات حول سنِّ قَبول الزواج من ولاية إلى أخرى؛ فبعض الولايات تَسمح للقاصرات بالزواج بالإذن الأَبوَي، ولو كانت القاصر المخطوبة في عُمرٍ أقلَّ مما يسمح لها بتحمُّل الجماع، بينما تَسمح بعض الولايات الأخرى للقاصر بممارسة الجماع أعوامًا قبل أن يتزوَّج أو تتزوَّج، حتى إن كان ذلك دون موافقة أولياء الأمور.
وبناءً على ما سبَق، فلِمَ الجدَل حول اختلاف العلماء في سنِّ القَبول والمشكلة متعلقة بالبحث؟! فالأمر مختلف كثيرًا عن أن يكون مُلخصًا للقوانين التي تبدو معروضة.
فعلى سبيل المثال استخدَم "بيتر لازليت Laslett" الإحصاءات المتوفرة؛ ليردَّ - جدَلاً - أنَّ زواج وحمْل المراهقين، لَم يكن مُنتشرًا في إنجلترا، وأنَّ الزواج في سنِّ الثانية عشرة، لَم يكن معروفًا؛ (الوثائق القانونية والسجلات والشهادات، تؤكِّد خلاف ذلك).
والمشكلة أنَّ هذه الإحصاءات ربما تكون غيرَ واضحة بصورة جليَّة؛ لأنَّ القليل من الزيجات في إنجلترا كانت تُقيَّد بالسجلات، وأيضًا رُبَّما كان صعبًا - ضمن هذه التسجيلات - معرفة إذا ما كان الزواج المسجَّل هو الأوَّل أو الثاني أو الأخير.
وبعد ما سبَق نُقدِّم بيانًا حول "سن القَبول في الإسلام، وزواج أمِّ المؤمنين عائشة من النبي - صلى الله عليه وسلم.
الفترة 623م - 10 هجريًّا:
يجب أن تكون المرأة كبيرةً وناضجة بصورة كافية للزواج والقدرة على الحمْل، فأعمار الزواج في الإسلام سهلة للفَهم من القَبول المتبادَل من قِبَل الناضجين، القادرين بدنيًّا على الدخول في زواج وجِماعٍ يؤدي لوجود ذريَّة.
ولكن قبل أن نتناوَل "سن القَبول" للزواج، نريد أن نذكر شيئًا عن الزواج في الإسلام بصورة عامة، وعن عُمْر أمِّ المؤمنين عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -:
أولاً: الإسلام لا يَسمح بزواج صغار السنِّ، والدليل من القرآن في سورة النساء الآيتين الثالثة والتاسعة عشرة.
ثانيًا: الإسلام لا يَسمح بإجبار أحدٍ على الزواج، والدليل من القرآن في سورة البقرة الآية (256)، وسورة النساء الآية (19).
ثالثًا: جميع الزيجات يجب أن تكونَ بالقَبول المُتبادَل، وأن يكون بين مختلفي الجنس.
رابعًا: الزيجات المشروعة يجب أن تكون بعقْدٍ مكتوب مشهود عليه (منذ 1400 سنة مضَت).
خامسًا: الصَّداق يجب أن يُمنَح من قِبَل الرجال للنساء.
سادسًا: عروض الزواج يُمكن أن تُطلَب من قِبَل الآباء نيابةً عن الأبناء، أو عن طريق طرَف ثانٍ مُختارٍ من قِبَل الأفراد، أو بصورة مباشرة من قِبَل الأفراد، إلاَّ أنه ليس هناك شيءٌ مُلزم دون القَبول التام بين الطرَفين.
وإضافةً إلى ما سبَق، فلا يوجد إكراه، ولا إجبارٌ، ولا تهديد؛ للحصول على الموافقة في أمر الزواج؛ فالمرأة يجب ألاَّ تتعرَّض للقهر أو الحِرمان من الميراث بأيِّ صورة.
وهناك حقيقة جليَّة في الإسلام، وهي أنَّ الرجل يجب أن يقومَ بتوفير النفقات المالية للمرأة والأسرة، بينما المرأة غير مُجبرة على إنفاق سنتٍ واحدٍ على الرجل أو الأسرة.
المسلمون وغير المسلمين على السواء، مُهتمُّون بمسألة سنِّ أمِّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - عندما تزوَّجت النبي - صلى الله عليه وسلم - فبعض المصادر الموثقة أشارَت إلى أنَّ عُمرها كان تسع سنوات، بينما أشارَت مصادر أخرى إلى أنها كانت فعليًّا ابنة 16 عامًا، وأنها خُطِبت للزواج قبل زواجها من النبي - صلى الله عليه وسلم - والأهم هو عدد الوقائع المهمَّة التي تُشير إلى أنَّ هذا كان أمرًا عاديًّا في وقتهم في الثقافة العربية والأوروبيَّة أيضًا.
والحقيقة المهمة أنَّ عائشة - رضي الله عنها - عُرِضت للزواج في صِغَرها على أقرب أصدقائه: محمد - صلى الله عليه وسلم - وبالتأكيد على كلمة "زواج"، فذلك كان مشروعًا واتِّفاقًا ملزمًا مناسبًا، مقبولاً من قِبَل الناس في هذه الفترة، حتى إنه لَم يتعجَّب، أو يَعترض أحدٌ - من الصحابة، أو خصوم الإسلام - تُجاه هذا الأمر.
وحقيقة مقنعة أخرى: هي أنَّ عائشة - رضي الله عنها - قد كانت خُطِبت قُبيل أن عرَض عليها أبيها الزواج من النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - وأكثر الحقائق أهميَّةً هي تلك التي أخبرَتنا بها عائشة - رضي الله عنها - بنفسها عن زواجها من النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبَرتنا فيما يزيد عن 2200 رواية حديثيَّة، كم أحبَّت النبي - صلى الله عليه وسلم - وآمنَت به - صلى الله عليه وسلم - بحبٍّ استمرَّ إلى ما بعد رحيله عن الحياة الدنيا، فظلَّت تتذكَّره ليلَ نهار إلى وقت وفاتها.
لقد كان هدفُها هدفَ كلِّ مسلمٍ، وهو أن يكون مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الدار الآخرة، في أعلى درجات الجنة بالقُرب من الله تعالى.
رابط الموضوع:
تقديرا لمجهود صاحب البوست او المشاركه فانه لا يمكن مشاهدة الروابط إلا بعد التعليق على البوست In appreciation of the efforts of the owner of the post or participation, the links cannot be viewed until after responding to the post or participation