الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام دينا، والصلاة والسلام على سيدنا وإمامنا وقدوتنا وحبيبنا محمد وعلى آله الطاهرين وصحابته أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إن المسلم الحق هو الذي ينقي قلبه من الحقد والغل والأنانية وكل خلق يبغضه الله تعالى، ويسعى إلى كل خلق حسن يحبه الله عز وجل وبهذا تصفو نفسه وتعلو حتى يصل إلى درجة أن يحب لغيره ما يحب لنفسه، يقول الله تعالى: ( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة )، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "، ويقول أيضا: " أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور يدخله على مسلم أو يكشف عنه كربة أو يقضي عنه دينا أو يطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهرا "، ويقول أيضا: " أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما ".
والدين الإسلامي يحثنا على أن نربي أنفسنا وأبناءنا على محبة الخير للغير وأن نفرح إذا رأينا غيرنا سعداء، وندعو الله لهم بأن يديم عليهم السعادة والفرح، ونربي أنفسنا وأبناءنا كذلك على السعي في خدمة الغير وأن لا ندخر جهدا في مساعدتهم وقضاء حوائجهم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.