إنهم يظلمون الإسلام وأهل الإسلام له أظلم
****************************** ****************************** ****************************** ********
.............................. .............................. .............................. ......
يقول جل ذكره : { أَفَحَسِبْتمْ أَنمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً } .. { أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى }
نحن جميعاً عبيدٌ لله .. ( مؤمنين وكافرين ومشركين ويهود ونصارى ومجوس وصابئين ) .
لا المؤمن منا استغنى بإيمانه عن فضل الله ومعونته ولا الكافر أو المشرك استبد بأمرٍ خرج به عن ملك الله وقدرته .
سبحانه وتعالى لا إله غيره هو الذى يذيقنا الموت وهو الذى يَهب لنا الحياة .
...
الكفار والمشركين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين جهلوا أحكام وتعاليم الإسلام فظلموه وظلموا أنفسهم .
لم يعوا أن رسالة الإسلام رسالة عامة موجهة إلى الناس أجمعين وليست رسالة خاصة بشعبٍ دون شعب ولا بعصرٍ دون عصر ..
لم يدركوا أن الله أمرهم بالإيمان واتباع دين الإسلام وإلا حُقّ عليهم العذاب والعقاب ..
...
حادوا عن صراط الله المستقيم ودينه القويم وبه نجاتهم ..
نبذوا كتاب الله الكريم وقرآنه الحكيم وهو نذيرهم ونذير كل العالمين ..
{ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ .. لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً } .
لم يؤمنوا بنبى الله ورسوله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو نبينا ونبيهم أرسله الله لنا ولهم .
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً .. وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }.
قالوا ماقالوا من إفك وافتراء وكذب واجتراء على رب الأرض والسماء وهو خالقهم ورازقهم وإليه مرجعهم ومآبهم .
أطلقوا لبغيهم العنان وقالوا عن الله ورسوله ما قالوا دون علم أو سلطان لا يرجون ثواباً ولا يخافون عقاباً ويعيثون فى الأرض فساداً .
يحسبون أن الله غافل عنهم بل سيزيدهم عذاباً فوق عذابهم وعقاباً فوق العقاب المعد لهم .
{ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُواْ يُفْسِدُونَ } .
...
والغالب من دعاة وعلماء المسلمين تخاذلوا وتقاعسوا عن بلاغهم ولم يبينوا ذلك لهم ..
احتفظوا بالرسالة لأنفسهم وضنّوا بهديها ونورها عليهم .. فكانوا أظلم للإسلام من غير أهله لو كانوا يعلمون ..
...
الإسلام هو دين الله الذى ارتضاه لكافة خلقه وعباده وأمرهم باتباعه وإلا حُقّ عليهم عذابه وعقابه ..
فلقد أرسل الله إلى البشرية على مر العصور والقرون والأزمان أنبياء ومرسلين ليكونوا لأقوامهم مبشرين ومنذرين .
اصطفاهم الله واختارهم من بينهم وبعثهم إليهم يدعونهم إلى عبادة الله والإيمان بوحدانيته ..
وتعاقبت الرسالات وتدرجت الأديان ..
وختم الله أنبياءه ورسله بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وبعثه بآخر دين من الأديان وهو " دين الإسلام " .
أمره الله أن ينذر به قومه خاصة ثم الناس عامة وكافة ..
أدى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمانة ربه التى حملها وبلغ الرسالة التى كلفه الله بها مجاهداً فى سبيلها .
وبعد أن أكمل الله دينه وشريعته .. وأتم الله على عباده فضله ونعمته .. انتقل رسول الله إلى مثواه ..
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً } .
...
وورِث المسلمون الرسالة .. وحملوا الأمانة ..
حملوا الأمانة لأدائها كما أداها نبيه ورسوله ( أداء كل ما شرعه الله فيها من فروض وحدود وتعاليم وأحكام ) .
وورِثوا الرسالة لبلاغها ( إلى الكفار والمشركين واليهود والنصارى والمجوس والصابئين ) .
...
عهِد الله إليهم أن تتفقه طائفة منهم فى الدين ليقوموا ببلاغ الرسالة كما بلّغها نبىهم ورسولهم الكريم
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال تعالى : { وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ
لِّيَتَفَقَّهُو اْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } .
هذه الطائفة هى طائفة العلماء والفقهاء والدعاة .. إذا ما أقدموا على التفقه فى دين الله فقد حملوا على عاتقهم
وألزموا أنفسهم أن يقوموا بالنذارة وبلاغ الرسالة .. ولهذا : أورثهم الله ميراث الرسل والأنبياء ..
كلفهم الله أن لايضنّوا بهديها ونورها على من سواهم وأن يبينوا تعاليمها وأحكامها إلى كافة خلقه وعباده .
وأوكل الله إليهم أن ينذروا بها من حاد ومال عن دين الله القويم وصراطه المستقيم .. فهؤلاء العباد
وإن كان هناك منهم من بلغه هذا الدين ومن يعلمونه علم اليقين ولكنهم صدّوا عنه وحاربوه جهلاً منهم
أو حسداً أو ظلماً وبغياً فهناك من هم فى مختلف أقطارهم وشتى بلادهم وبلدانهم من هم غافلين وحيارى تائهين
يجهلون أن الله قد أمرهم بالإيمان وأنهم مخاطبون بدين الإسلام ..
ولم يكلف الله هذه الطائفة إلا مجرد البلاغ وهو ما أمر الله وكلف به نبيه ورسوله سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام .
يقول عز وجل : { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ }.
ويقول تبارك وتعالى : { فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ }.
فمن أبى واستكبر منهم فهم ليسواْ بوكلاءٍ عنهم ولا أىٍ منهم بحفيظٍ عليهم .. من شاء منهم أن يؤمن فليؤمن ومن شاء منهم أن يكفر فليكفر ..
يقول جل شأنه : { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ } ..
ويقول جل ذكره : { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً .. أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ } .
ولكن وجب عليهم :
ألا يغفلوا كمال الرسالة والمنهج الشامل الذى أنزله الله فى كتابه وسنة رسوله ونبيه ..
لا يغضّوا الطرف عما بيّنه الله من قتال الكفار والمشركين إن أصروا على كفرهم .
ولا يألفوا الصمت والكتمان فى بيان فرض الجزية على اليهود والنصارى إن لم يؤمنوا بدين الله ومن قتالهم إن امتنعوا
عن دفعها لإعطائها للمسلمين وهم صاغرين .
فالعلماء والدعاة خلفاء على الرسالة أمناء على بثها وإظهار نورها لإصلاح شأن العالم بها ..
هم مَن أورثهم الله ميراث أهل نبوته وخصّهم من بين عباده بخشيته واختصهم سبحانه وتعالى للقيام بحجته والإخبار بشريعته .
...
المسلمون الأولون : صانوا الأمانة وأدوها كما أمرهم الله بها .. وقاموا ببلاغ الرسالة إلى كافة البلاد والأمصار
وتحملوا أعباءها وشَرَواْ أنفسهم وأموالهم مجاهدين فى سبيلها .. فكانوا جديرين بنصر الله وتأييده ..
فتح الله عليهم مشارق الأرض ومغاربها وأراهم الله آيته الكبرى فى نصرهم على قلتهم ودخل الناس أفواجاً فى ملتهم
وتساقطت الدول والحضارات أمام دولتهم ..
وفى عصرنا ووقتنا الحاضر : فرّط المسلمون فى الأمانة التى حملوها ولم يمتثلوا لما كلفهم الله فيها من فروض وحدود وتعاليم وأحكام ..
هجروا القرآن وأقبلوا على الدنيا ومتاعها وآثروها على الله ورسوله وجهاد فى سبيله ..
والغالب ممن تفقه منهم فى الدين تخاذلوا عن بلاغ الرسالة إلى غير المسلمين . ولم يبينوا لأهل الإسلام وعامة المسلمين
حقيقة الإيمان وصحيح تعاليم الدين حتى أن هناك من مات ويموت منهم وهو جاهلاً بما كان عليه واجباً من أحكام وفروض الإسلام .
تنازلوا بذلك عن أسباب عزتهم وسيادتهم .. بل وأصبحوا كما وصفهم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه كثرةٌ كغُثاءِ السيل
وضع الله فى قلوبهم الوهن ونزع هيبتهم من قلوب أعدائهم لما آلت إليه أحوالهم التى لاتنبىء عن قوة وهيبة وعزة الإسلام .
...
إن الإسلام هو دين الله .. والله مُظهره وناصره بنا أو بغيرنا ..
إنْ نصرناه فالنصر حليفنا والعزة لنا وإن تخاذلنا عن نُصرته فالتخاذل علينا والويل لنا من عذاب الله .
.............................. .............................. .............................. .....
****************************** ****************************** ****************************** ********.
سعيد شويل