العلاقة بين السحر والشياطين
سليمان بن وائل التويجري
السؤال:
ما هو المعتقد الصحيح في السحر والجن والشيطان والساحر بالنسبة للإنسان المسلم؟
وما حكم الخوف؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
السحر عمل شيطاني يقوم به شياطين الإنس والجن، وله حقيقة وله تأثير وتعلمه كفر وتعليمه كفر وممارسته كفر، والذهاب إلى الساحر من أجل الحصول على نوع من السحر فهو كفر، والله تعالى يقول: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) [البقرة:102].
فذكر الله أن تعلمه كفر وتعليمه كفر، كما ذكر أن السحر لا يقع له تأثير إلا بإذن الله وبحكمه، لكن الإنسان الذي يعمل هذا الشيء فإنه قد اختار الأمر السيئ ورغب فيه فيحتمل وزره، فلا يجوز للإنسان أن يذهب إلى السحرة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من أتى كاهناً أو عرافاً وصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد)).
وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يتعامل مع السحر بأي وجه من الوجوه، وإذا أصيب الإنسان بسحر فعليه أن يبحث عن مكان السحر ويتلفه فإنه سيذهب عنه ما يجد، كما أن السحر يتداوى بالقرآن بالفاتحة وآية الإخلاص وآيات السحر في الأعراف وطه والشعراء ويونس والله تعالى هو الشافي والمعافى.
وأما سؤاله عن الجن فإنه خلق مكلف خلقهم الله قبل الإنس وقبل خلق آدم وأنزلهم إلى الأرض فاختلفوا فيما بينهم، ونزلت الملائكة فقضت بينهم وقتلت منهم من قتلت وأسرت من أسرت، وكان ممن أسروه إبليس ورفعوه معهم إلى السماء، ولما خلق الله آدم وأمر الملائكة أن تسجد له وكان إبليس مع الملائكة وليس منهم امتنع عن السجود، وقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين، فالله -تبارك وتعالى- لعنه وأنزله من السماء وتوعده بجهنم، فتوعد أبناء آدم أن يؤذيهم في دينهم، وقال: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء:61-62]؟
فيجب على الإنسان أن يحذر من هذا الشيطان، ويتعامل معه بالاستعاذة بالله منه قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [النحل:98].
فالشيطان عدو للإنسان والله أمرنا بالحذر منه ومن ذريته وهم الجن كما قال تعالى: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا) [الكهف:50].
وعلى الإنسان أن يبتعد عنه ويحصن نفسه بالأذكار والمعوذتين ويقرأها صباحًا ومساءً، والواجب على الإنسان أن يتعامل مع هؤلاء بالتوكل على الله، وأن يعلم أنه إذا حصن نفسه وأخذ بالأسباب الشرعية فإن الشيطان والسحر والجن لا يضرونه، من ترك الأذكار الشرعية فإنه على خطر.