العلاقة بين القرآن والعقل
د. سمير مثنى علي الأبارة
العقل الصريح لا يُعارض النقل الصحيح، بل يشهد له ويؤيده لأن المصدر واحد فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل، ومن المحال أن يُرسل إليه ما يُفسده.
العقل الصريح هو الواضح الذي يتعامل مع الأسباب بوضوح، ويتعرف على مدارك اليقين، ولا يختلف عليه اثنان.
النقل الصحيح يتمثل في القرآن، وما صحَّ عن نبينا: بمعنى "يشهد له ويؤيده" أن العقل يشهد لصحة النقل ويؤيده.
وإذا دققنا في هذه العبارة ستجد أنها منطقية جداً وسليمة جداً، فالعقل خلقه الله سبحانه وتعالى، وهو العليم بكيفية هذا العقل، لأنه تابع للروح، والإنسان لا يعلم كيفية عقله ولا يعلم كيفية روحه التي بين جنبيه، فالعقل والروح في داخل الإنسان وذاته ويعجز عن التعرف على كيفية روحه وكيفية عقله، فالذي خلق الإنسان وسوَّاه وصنعه هو الذي وضع هذا العقل في قلبه، فأنزل إليه نظاماً يسير عليه، فمن المحال أن الذي يصنع صنعة يُرسل إليها منهجاً يُفسدها، والإنسان لا يقبل ذلك على نفسه، فمثلاً المصانع التي تُنتج الأجهزة الكهربائية تضع مع كل جهاز دليل التشغيل، ودليل التشغيل عبارة عن نظام منقول ممن صنع هذا الجهاز يقول لك فيه: عليك أن تلتزم بنظام التشغيل حتى لا تفسد الصنعة، ونضمن لك سلامة الجهاز لمدة عام مثلاً، فإذا التزم أحدٌ بهذا النظام هل تفسد الصنعة؟!
ولذلك نقول: لا يمكن على الإطلاق أن يتعارض النقل الصحيح مع العقل الصـريح، فالعقل الصـريح غريزة وضعها الله في قلوب الممتحنين من عباده، فأنزل نقلاً منقولاً من الله إلى جبريل ونقله جبريل إلى رسول الله، ونقله رسول الله إلينا، وتأكدنا فعلاً أنه نقل صحيح، إما من خلال القرآن أو ما صحَّ عن نبينا، فطالما أن القضية كذلك، فأعقل الناس الذي يطلب السلامة لنفسه والسلامة لهذه الآلة الموجودة داخل البدن والسلامة للبدن والسلامة للأمة كلها هو الذي يلتزم بكتاب الله وبسنة رسوله، فالإنسان إذا صنع صنعة لا يُرسل معها دليلاً يُفسد الصنعة، ولو فعل ذلك لَعُدَّ ذلك عيباً، فإذا كان ذلك فيما بين البشر، فكيف بخالق البشر الذي صنعهم وعدَّلهم وجعلهم في هذه الهيئة القويمة أن يُنزل منهجاً من السماء يلتزم به الإنسان فتفشل الصنعة؟!
إذاً، من يقول بأن التزامه بالشـرع يؤدي إلى الرجعية أو ما شابه ذلك، هذا لا يفهم نفسه ولا يفهم عقله ولا يفهم شيئاً في الحياة على الإطلاق، ولكنه تربَّى على أن ما يراه بعقله هو الصواب، والحقيقة ليست كذلك، بل العقل يقول أن الحماية تكون في ما نزل من عند الله، ولذلك كان من المحال أن يضل الإنسان أو يشقى أو يعيش معيشة ضنكاً إذا اتبع هداية الله تعالى، قال سبحانه وتعالى: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى ﴾[1]، قال ابن عباس: لا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: " كل ما يدل عليه الكتاب والسنة فإنه موافق لصـريح المعقول، والعقل الصـريح لا يخالف النقل الصحيح، ولكن كثيراً من الناس يغلطون إما في هذا وإما في هذا، فمن عرف قول الرسول ومراده به كان عارفاً بالأدلة الشرعية، وليس في المعقول ما يخالف المنقول.
أي: ليس في العقل الصريح ما يخالف النقل الصحيح، ويقول أيضاً: " من قال بموجب نصوص القرآن والسنة أمكنه أن يناظر الفلاسفة مناظرة عقلية يقطعهم بها ويتبين له أن العقل الصـريح مطابق للسمع الصحيح.
ومن قال بموجب نصوص القرآن والسنة: يعني التزم بما ورد في القرآن والسنة نصاً.
ولاحظ أن ابن تيمية رحمه الله تعالى ذكر هنا " السمع " بدلاً من " النقل "، فالسمع أو النقل أو الخبر أو الوحي كل ذلك معناه واحد وهو ما جاءنا عن الله في الكتاب أو في السنة.
وقال أيضاً: " العقل الصـريح لا يخالف النقل الصحيح، كما أن المنقول عن الأنبياء عليهم السلام لا يخالف بعضه بعضاً "[2].
فما نزل على النبي لا يخالف حقيقة ما نزل على عيسى وعلى موسى وعلى سائر الأنبياء، لماذا؟
لأن المصدر واحد، فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل.
ثم قال رحمه الله تعالى: "لكن كثيراً من الناس يظن تناقض ذلك، وهؤلاء من الذين اختلفوا في الكتاب، ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴾[3]يعني بذلك اليهود والنصارى. اختلفوا في كتاب الله، فكفرت اليهود بما قص الله فيه من قصص عيسى ابن مريم وأمه، وصدقت النصارى ببعض ذلك، وكفروا ببعضه، وكفروا جميعا بما أنزل الله فيه من الأمر بتصديق محمد صلى الله عليه وسلم. فقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: إن هؤلاء الذين اختلفوا فيما أنزلت إليك يا محمد لفي منازعة ومفارقة للحق بعيدة من الرشد والصواب[4].
وسبب الاختلاف أنهم قدموا عقولهم على المنقول، وبدؤوا يؤخرون كتاب الله، ولا يُمكن أن الله سبحانه وتعالى يُنزل إلينا كلاماً ونظاماً ودستوراً لنسير عليه ونلتزم به ثم إذا التزم الإنسان به يفسد، بل الفساد في عكسه، بل أغلب الذين كفروا بالله سبب كفرهم أهواؤهم وعقولهم، قال تعالى: ﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [آل عمران: 101] [5]، يعني بذلك جل ثناؤه: ﴿ وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ ﴾ [آل عمران: 101] أيها المؤمنون بعد إيمانكم بالله وبرسوله، فترتدوا على أعقابكم ﴿ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 101] يعني: حجج الله عليكم التي أنزلها في كتابه على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ﴿ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ ﴾ [آل عمران: 101] حجة أخرى عليكم لله، مع آي كتابه، يدعوكم جميع ذلك إلى الحق، ويبصـركم الهدى والرشاد، وينهاكم عن الغي والضلال؟ يقول لهم تعالى ذكره: فما وجه عذركم عند ربكم في جحودكم نبوة نبيكم، وارتدادكم على أعقابكم، ورجوعكم إلى أمر جاهليتكم، إن أنتم راجعتم ذلك وكفرتم، وفيه هذه الحجج الواضحة والآيات البينة على خطأ فعلكم ذلك إن فعلتموه[6]، والاعتصام بالله هو الاعتصام بالكتاب والسنة، وإذا تركت الكتاب والسنة فلا تأمن على نفسك، والإنسان قد يصل بسبب بُعده عن الله إلى الكفر والضلال، والتعامل مع الحق سبحانه وتعالى من قِبَل الحق الواجب من عباده إليه، وهو حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشـركوا به شيئاً، فلو شاء الله تعالى لألزمنا قهراً، كما قال تعالى: ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾[7]إلا يأتي ربه يوم القيامة عبدا له، ذليلا خاضعا، مقرا له بالعبودية، لا نسب بينه وبينه[8]، فأنت عبدا لله شئت أم أبيت، ولكن لأنك في دنيا ابتلاء واختبار ترك الله لك مجالاً في مسألة اختيار الكفر أو الإيمان، قال تعالى: ﴿ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا ﴾[9]فترك الله تعالى لك الخيار حتى تتحمل المسئولية، فأنزل الله تعالى لك هداية لتلزم بها، فإن أبيت فتحمَّل المسئولية، ولكن من حق العبودية وما أوجب الله عليك أن تلتزم بالأوامر الشـرعية إلزاماً، ولو شاء الحق سبحانه وتعالى لألزمك بها إلزاماً، ولكن القضية أن الله تعالى كما أنه قدير هو أيضاً حكيم، له الحكمة البالغة وله الحجة البالغة على خلقه، خلق الدنيا للابتلاء، والابتلاء يترتب عليه الجزاء في الجنة أو في النار.
قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ [10]ثم أخبر تعالى عن حال المشركين إذا أمروا باتباع ما أنزل الله على رسوله - مما تقدم وصفه - رغبوا عن ذلك وقالوا: ﴿ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ﴾ [البقرة: 170] فاكتفوا بتقليد الآباء، وزهدوا في الإيمان بالأنبياء، ومع هذا فآباؤهم أجهل الناس، وأشدهم ضلالا وهذه شبهة لرد الحق واهية، فهذا دليل على إعراضهم عن الحق، ورغبتهم عنه، وعدم إنصافهم، فلو هدوا لرشدهم، وحسن قصدهم، لكان الحق هو القصد، ومن جعل الحق قصده، ووازن بينه وبين غيره، تبين له الحق قطعا، واتبعه إن كان منصفًا[11].
فما أنزل الله هو النقل، وما ألفوا عليه آباءهم مصدره العقل، كما فعل كفار قريش الذين جحدوا رسول الله ورأوا بعقولهم أن المصلحة في أن تبقى قريش على ما هي عليه فيرتفع السادة ويبقى العبيد أذلاء، فنظروا إلى مصلحة ضيقة، في حين أنهم لو كانوا استجابوا لرسول الله واستجابوا للنقل واتبعوا رسول الله لسادوا الأمم.
فإذا نظرت بالعقل ستجد أن الكمال في النقل وفي إتباعه، وهذا ستجده كثيراً في كتاب الله، وقال تعالى في شأن من وَصَل إلى قِمَّة الكفر الذين يقولون لغيرهم: اتبعوا سبيلنا وستحيون في رغدٍ: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾[12] كونوا على مثل ما نحن عليه من التكذيب بالبعث بعد الممات وجحود الثواب والعقاب على الأعمال ﴿ وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ ﴾ [العنكبوت: 12] يقول: قالوا فإنكم إن اتبعتم سبيلنا في ذلك، فبعثتم من بعد الممات، وجوزيتم على الأعمال، فإنا نتحمل آثام خطاياكم حينئذ[13].
فهؤلاء يقودون أنفسهم بأهوائهم وعقولهم، وسبيل الحق سبحانه وتعالى يتمثل في النقل، الذي فيه الهداية والكمال، قال تعالى: ﴿ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ﴾[14] وللنظر إلى ما حدث من المتكلمين في قضية الأسماء والصفات، يظل الواحد منهم سنين طويلة ويصنف عشـرات الكتب حتى يقول للناس بأن نصوص الشـرع ظاهرها باطل، فاصـرفوها عن ظاهرها، أوِّلوا أو فوِّضوا أو عطِّلوا، وفي النهاية يقول: نهايــة إقدام العقـول عِقـال وأكثر سعي العالمين ضـلال، وأرواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانــا أذى ووبـال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا ثم يقول: " لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية، فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ووجدت أقرب الطرق طريقة القرآن، أقرأ في الإثبات ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ ﴾ [15]، ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ ﴾[16]، وأقرأ في النفي: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾[17]، ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا ﴾[18].
وكذلك قال تعالى: ﴿ وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ ﴾[19]قال الرجل الذي جاء من أقصى المدينة لقومه: يا قوم اتبعوا المرسلين الذين أرسلهم الله إليكم، واقبلوا منهم ما أتوكم به[20]، فإتباع المرسلين هو إتباع للنقل لا للعقل، ﴿ اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ ﴾[21]فالذي يتبع النقل على هداية، وأما الذي يتبع العقل فإنه إن كان على هداية في جزء فهو على ضلال في أكثر الأجزاء، ولذلك نقول: لا يمكن أبداً أن يتعارض العقل الصـريح مع النقل الصحيح.
قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾ [محمد: 3] [22]قال ابن جريج: أخبرني خالد أنه سمع مجاهدا يقول: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ ﴾ [محمد: 3] قال: الباطل: الشيطان. وأما المؤمنون فكفرنا عنهم سيئاتهم، وأصلحنا لهم حالهم بأنهم اتبعوا الحق الذي جاءهم من ربهم، وهو محمد صلى الله عليه وسلم، وما جاءهم به من عند ربه من النور والبرهان[23]، فسمى المنقول حقاً، وسمَّى إتباع العقول والأهواء باطلاً لأنه غير معصوم، فعدم الرغبة في أن تكون تابعاً للنقل يعني أنك لا ترغب في الإسلام ولا ترغب في إتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا معناه كفر والعياذ بالله، ونحن نضرب أمثلة لبيان الفرق بين مذهب الباطل ومذهب الحق، فأهل الكفر تدفعهم المصلحة والأهواء فيظنون بالخطأ العقلي أن المصلحة تكون في كذا وكذا، في حين أن المصلحة الحقيقية التي أنزلها الحق سبحانه وتعالى إلينا تتمثل في إتباع الرسل والأنبياء لأن هذا فيه الكمال.
وربنا سبحانه وتعالى مدح من اتبع طريقة الرسل والأنبياء فقال: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا ﴾[24]كل هؤلاء يتبعون المنقول، لأن آدم نزل كأول رسول جاء بهداية من الله، وربنا سبحانه وتعالى وضع له شـرائعاً وأحكاماً يسير عليها هو وذريته من بعده، وجاء من بعده نوح وإبراهيم وإسـرائيل (يعقوب) وأولاد يعقوب (بنو إسـرائيل)، وممن هدى الله واجتبى من المؤمنين ﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا ﴾ [مريم: 58] فهم يدركون فيها الحكمة.
ولذلك نقول بأن أجمل شيء في العقيدة أن تُدرك حكمة الله في الأشياء وتؤمن بطلاقة القدرة، فتشعر بأن الشيء وضعه الله سبحانه وتعالى في موضعه ولحكمة أرادها، ويوم أن تصل إلى هذا الشعور ستشعر بنور في قلبك تُميِّز به بين أشياء لا يستطيعها غيرك، وساعتها على الإنسان أن يحمد ربه على هذه النعمة، فأكبر نعمة يصل إليها الإنسان هي نعمة الإيمان التي يتلمس فيها الحكمة ويفعل الشئ وهو سعيد بفعله، سعيد بقربه من ربه، سعيد بلذة الإيمان وهو يسجد لله، وهذا الإحساس نسأل الحق سبحانه وتعالى أن يديمه علينا وأن يوفقنا إليه وأن نموت عليه.
ثم قال تعالى: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾[25]. فإذاً لا يُضيع أحد الصلاة بحجة أنها تعوق عن العمل، بل على الإنسان أن ينظر كيف عبد النبي الله، ومكَّن الله تعالى له ومكَّن لأمته، فالأسباب خلقها الله سبحانه وتعالى.
فإذا أراد الإنسان أن يستشير أحداً لفعل شيء، فإنه يبحث عمَّن يدله من البشـر، فماذا إن كان الدليل ورد في التنزيل من عند رب العباد على رسول الله؟! وماذا لو حدث تعارض بين العقل والنقل؟
نرجع للعبارة المأخوذة من كلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " العقل الصـريح لا يُعارض النقل الصحيح، بل يشهد له ويؤيده لأن المصدر واحد، فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل، ومن المحال أن يُرسل إليه ما يُفسده، وإذا حدث تعارض بين العقل والنقل فذلك لسببين، لا ثالث لهما، إما أن النقل لم يثبت وإما أن العقل لم يفهم النقل"[26].
فلا يمكن أن يتعارض العقل الصـريح مع النقل الصحيح، وضربنا مثلاً لذلك بقياس الأولى، وهو أن هذا لا يفعله إنسانٌ، أن يصنع صنعة ويضع نظاماً ودليلاً لتشغيلها فتفسد، فكيف بالحق سبحانه وتعالى؟!، من باب أولى إذا أنزل نظاماً لتوجيه صنعته يأخذ بالإنسان إلى آخرته وجنته لا يُمكن أن يتعارض عقل الإنسان مع هذا النظام المتمثل في النقل الصحيح الثابت.
ولو حدث تعارض بين العقل والنقل، فهذا لسببين اثنين:
عدم ثبوت النقل والمرجعية في عدم ثبوت النقل إلى علم الحديث، وليس إلى العقل، فلا يقول أحد: إذاً، أسمع الحديث فأحكم عليه بالصحة أو بالضعف عن طريق العقل.
نقول: لا ولكن إذا جاء حديث تعارض مع العقل، فالواجب أن أتأكد أولاً عن طريق علم الحديث أن هذا الحديث صحيح، فأرجع إلى قواعد المحدثين، وهل هو منقول برواية العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة؟ فإن كان، ننتقل إلى السبب الثاني.
عدم فهم العقل للنقل، السبب الأول في حدوث التعارض بين العقل والنقل أن النقل لم يثبت والإنسان بعقله يستطيع أن يُدرك أشياءً يشعر بها أنه يستحيل أن يكون الرسول قال مثل هذا الكلام، ولذلك نقول بأنه من الأهمية بمكان أن يستطيع طالب العلم أن يُميِّز بين الحديث الصحيح والحديث الضعيف، وتعريف الحديث الصحيح هو ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة، ولكن قد تجد حديثاً يشتمل على مجازفات شديدة جداً، ومن أمثلة ذلك: حديث: ((من قال لا إله إلا الله خلق الله من تلك الكلمة طائراً، له سبعون ألف لسان، ولكل لسان سبعون ألف لغة يستغفرون الله له))[27]، فالإنسان عندما يسمع هذا الحديث يشعر بأن هذه مجازفات، وأغلب من يصنع هذه الأحاديث غلاة الصوفية، ويقولون: نحن لا نكذب على الرسول، وإنما نكذب له حتى نحبب الناس في دينه.
نقول قد تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)) [28]، فالكلام الذي تقولونه إن كان خبراً فيتطلب التصديق، فتكون عقيدة مبنية على خبر كاذب، وقد جعلتم هذا الكلام وحياً، وهو ليس بوحي.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " أمثال هذه المجازفات الباردة لا يخلو حال واضعها من أحد أمرين:
1) إما أن يكون في غاية الجهل والحمق.
2) وإما أن يكون زنديقاً.
قد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ماء زمزم لما شـرب له)) [29]، وماء زمزم فيه خاصية عجز الأطباء عن تحليلها، والذي يشـرب منها يشعر بِشَبَع ورِيٍّ وهي سبب في الشفاء، فيقول الأطباء " فيها خصائص عديدة ومعادن عجيبة لا نعلم أصلها.
وحديث: (الباذنجان شفاء من كل داء)، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: " قبَّح الله من وضع ذلك، فإن هذا لو قاله بعض جهلة الأطباء لسخر منه الناس؟، فكيف يكون كلاماً نبوياً؟!، فهذا أيضاً يُعارض العقل، والسبب أنه ليس من كلام رسول الله.
وأما بالنسبة لنا كدعاة على منهج أهل السنة والجماعة علينا أن نحافظ على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الأقل لا ننقل إلا الصحيح، وإلا سيتعارض العقل مع النقل، وقد يستخدم أحد هذا في الطعن على السنة، كما حدث ممن أنكر الشفاعة وقال بأنها وساطة ومحسوبية والتي رواها كُتَّاب التاريخ والسير كالبخاري ومسلم، فأمثال هؤلاء لأنهم لا يفهمون العلاقة بين العقل والنقل يشككون في الثوابت.
السبب الثاني: في حدوث التعارض بين العقل والنقل أن العقل لم يفهم النقل:
إن قال قائل: قلتم بأن التعارض سببه عدم ثبوت النقل، فماذا لو كانت آيات في القرآن بينها تعارض؟
نقول له: لا ليس بينها تعارض، وإنما العيب في عقلك أنت، فلا تتعجل، ولا تُقدِّم عقلك على كتاب الله، لأن الذي أنزل هذا الكلام قال في شأنه: ﴿ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ﴾[30]والذي أنزله العليم الحكيم الخبير، ولا يُمكن أن يُنزل كلاماً إلى البشـر يتعارض مع عقولهم، فالمصدر واحد فالذي خلق العقل هو الذي أرسل إليه النقل.
فالسبب الثاني في حدوث التعارض بين العقل والنقل هو أن العقل لم يفهم النقل، ومن أمثلة ذلك يقول قائل: هل يصح أن تقول بأن الله سبحانه وتعالى على العرش بمقتضى قوله: ﴿ الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾[31] وفي السماء بمقتضى قوله: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾[32]، وفي الآفاق وفي كل مكان بمقتضى قوله: ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ﴾[33]؟ نقول: هذا ليس بتعارض، ولذلك جمع الله سبحانه وتعالى بين هذه الثلاثة في آية واحدة، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾[34]، فمعنى في السماء أنه على العرش، فبعد السماء السابعة الماء، وبعد الماء العرش، وفوق العرش رب العالمين، والله من فوق عرشه يسمع السـر وأخفى في سائر خلقه، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ﴾[35]، فالله فوق عرشه، وهو في السماء وهو معنا أينما كنَّا، ولكن الإشكال في أنهم يتخيلون الله على أنه شخص، وبسبب هذا التشبيه الذي يأتي إلى أذهانهم ينكرون النصوص.
وانظر إلى كلام أبي الحسن الأشعري[36] -الذي تُنسب إليه طائفة الأشعرية- في كتاب الإبانة: "فإن قال قائل: ما تقولون في الاستواء؟، قيل له: إن الله يستوي على عرشه استواءً يليق به"، فلم يقل رحمه الله: "استولى"، بل قال بأن من يقولون بأن استوى تعني "استولى" جهمية وحرورية ومعتزلة.
وقال رحمه الله: فالسماوات فوق العرش، فلما كان العرش فوق السماوات قال: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الملك: 16] لأنه مستوٍ على العرش الذي فوق السماوات، وكل ما علا فهو سماء والعرش أعلى السماوات".
فأعلى سماء فوقنا العرش، وفوق السماء السابعة ماء، وفوق الماء العرش، والله فوق العرش.
فإن قال قائل: ما شكل العرش؟
نقول: لا نعلم، فحتى نعلم بذلك يلزم أمران، إما أن نراه بأعيننا، وهذا لم يحدث، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ((تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت))[37].
فالشيء لا يُعرف إلا برؤيته أو برؤية مثيله، ولا يوجد مثيل لعرش الله سبحانه وتعالى، ولا يوجد مثيل لله، قال تعالى: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[38] فهناك كيفية يعلمها الله سبحانه وتعالى، أما نحن فلا نعلم الكيفية، ولكن نؤمن بها، فهناك كيفية لاستواء الله جل جلاله يعلمها هو ولا نعلمها نحن.
ثم قال أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى: " وليس إذا قال: ﴿ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ﴾ [الملك: 16] يعني جميع السماوات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السماوات، ألا ترى الله تعالى ذكر السماوات فقال تعالى: ﴿ وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا ﴾[39]، ولم يُرد أن القمر يملأهن جميعا وأنه فيهن جميعاً، ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله تعالى مستو على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش كما لا يحطونها إذا دعوا إلى الأرض".
فهذا مثال للتعارض بين العقل والنقل سببه أن العقل لم يفهم النقل، فإذا حدث هذا، على الإنسان أن ينسب الخطأ إلى نفسه ويُقدِّس كلام الله ولا يتجرأ عليه، ويسأل أهل العلم، فهو بذلك قد اتقى الله بأن ردَّ العيب إلى نفسه ونزَّه كلام ربه، والله تعالى قال: ﴿ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ ﴾ [البقرة: 282] فيفهم في هذه الحالة ما أُشكل عليه، وأما لو تجرأ وقدَّم عقله على كتاب ربه فلن يفهم وسيزداد في الضلالة، كما قال تعالى: ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا ﴾[40]قل - أيها الرسول - لهم: من كان ضالا عن الحق غير متبع طريق الهدى، فالله يمهله ويملي له في ضلاله، حتى إذا رأى - يقينا - ما توعَّده الله به: إما العذاب العاجل في الدنيا، وإما قيام الساعة، فسيعلم - حينئذ - مَن هو شـر مكانًا ومستقرًا، وأضعف قوة وجندًا[41]. ومثال ذلك أيضاً تشكيك بعض أتباع المستشـرقين من الإسلاميين أساتذة الجامعات وشيوخ الفضائيات في حديث الذباب الذي رواه البخاري بسنده حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني عتبة بن مسلم، قال: أخبرني عبيد بن حنين، قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه، يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا وقع الذباب في شـراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه، فإن في إحدى جناحيه داء والأخرى شفاء))[42]، فأخذوا يطعنون في هذا الحديث ويقولون: " إن العقل لا يقبل هذا "، حتى أثبت الطب الحديث أن هذا حق فصدقوا بهذا الحديث.
نقول: طالما أنه حديث ثابت على قواعد أهل الحديث فهو حديث صحيح والذي فيه حق، وكون العلم يعجز عن اكتشاف ذلك، فالعيب في عقل الإنسان، وليس في كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذا الحديث من معجزات النبي الطبية التي يجب أن يسجلها له تاريخ الطب بأحرف ذهبية، فالذباب عليه بكتيريا في أحد جناحيه، ومضادات هذه البكتريا تتكون في الجناح الآخر، ونحن نعلم أنه إذا أصاب البدن فيروسات فإن أفضل علاج له هو المضادات التي يفرزها الجسم لمقاومة هذه الفيروسات، وهذا هو أنجح علاج وإلا ينتشـر المرض، فالذباب نفسه يفرز مادة مضادة قاتلة للبكتيريا الموجودة فيه، فمن الذي علَّم النبي هذا الكلام؟! فهذا وحي نزل من السماء.
وهذا الذباب نعمة من الله تعالى، فهو مقياس لعامل النظافة، فإذا وقع عدد قليل من الذباب على جسم الإنسان فإنها تنقل ميكروبات خفيفة، وعندما تصل هذه الميكروبات إلى الجسم يقوم بعمل حماية تلقائية، فتتعرف كرات الدم البيضاء على الميكروبات، حتى إذا هجم ميكروب بهذه النوعية بعد ذلك، يكون الجسم مستعداً له، فهذا تطعيم تلقائي من قِبَل الحق، فانظر إلى الحكمة، فالله سبحانه وتعالى يحمي الإنسان بمثل هذه الأشياء، وأما إن هجم الذباب على الإنسان فتكاثرت الميكروبات عليه حتى غلبت كرات الدم البيضاء، حينئذ يُصاب الإنسان بالمرض، وفي هذه الحالة يكون الإنسان هو المتسبب في هذا لأنه لم يحرص على النظافة، فالله سبحانه وتعالى لا يفعل فعلاً إلا وهو خير يعود عليك.
[1] سورة طه: 123.
[2] مجموع الفتاوى لابن تيمية، باب هل العبد مجبور أم لا، (ج7 - ص 665)..
[3] سورة البقرة:176.
[4] تفسير الطبري ( ج3 - ص 336)..
[5] سورة آل عمران:101.
[6] تفسير الطبري ( ج 6 - ص 61)..
[7] سورة مريم:93.
[8] تفسير الطبري ( ج 18 - ص 261)..
[9] سورة الإنسان:3.
[10] سورة البقرة:170.
[11] تفسير السعدي ( ج1 - ص81)..
[12] سورة العنكبوت:12.
[13] تفسير الطبري ( ج 20 - ص 15)..
[14] العنكبوت:12..
[15] سورة طه:5.
[16] سورة فاطر:10.
[17] سورة الشورى:11.
[18] سورة طه:110.
[19] سورة يس:20.
[20] تفسير الطبري ( ج 20 - ص 505 )..
[21] سورة يس:21.
[22] سورة محمد:3.
[23] تفسير الطبري ( ج 22 - ص 153)..
[24] سورة مريم:58.
[25] سورة مريم:59.
[26] موقع أرشيف ملتقى أهل الحديث، باب العلاقة بين العقل والنقل (ج66 - ص 82) موقع أهل الحديث..
[27] قال ابن كثير في تفسير القرآن (ج 3 - ص276) غريب جدا، قال بن القيم حديث مكذوب.
[28] الراوي: عبدالله بن عباس. المحدث: ابن حجر العسقلاني المصدر: تخريج مشكاة المصابيح (ص1 - ص158)، خلاصة حكم المحدث: (حسن كما قال في المقدمة).
[29] الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني المصدر: إرواء الغليل (ص4 - ص320) خلاصة حكم المحدث: إسناده ورجاله ثقات رجال الصحيح غير معاذ بن نجدة، قال الألباني وأما الراوي عنه أحمد بن إسحاق بن شيبان البغدادي فلم أعرفه فهو علة هذه الطريق عندي.
[30] سورة فصلت:42.
[31] سورة طه:5.
[32] سورة الملك:16.
[33] سورة الحديد:4.
[34] سورة الحديد:4.
[35] سورة آل عمران:5.
[36] أبو الحسن الأشعري، (260 هـ - 324 هـ) هو المنظر الأول لمواقف أهل السنة ومؤسس المذهب المعروف باسمه، بعد أن انشق عن المعتزلة إثر خلاف بينه وبين شيخه. كان يريد أن يقيم مذهبا وسطا يجمع بين منهج المعتزلة العقلاني والفكر السني المعتمد على الرواية والحديث. (البداية والنهاية (11/ 199).
[37] صحيح مسلم شـرح النووي، باب ذكر بن صياد ( ج18 - ص 56) صححه الألباني - في صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2963.
[38] سورة الشورى:11.
[39] سورة نوح:160.
[40] سورة مريم:75.
[41] التفسير الميسـر ( ج1 - ص 310).
[42] صحيح البخاري باب إذا وقع الذباب في شـراب أحدكم ( ج 4 - ص 130 - رقم 3320).