وجاءَ الْجَيْشُ مُصْطَفَّا
فَكَيْفَ عَدَدْتُهُمْ أَلْفَا ؟!!
وما كانتْ سِوَى امْرَأَةٍ
تَراها إنْ بَدَتْ صَفَّا
ذُهِلْتُ لِمَا رَأَتْ عَيْني
فَلَمْ أَسْطِعْ لَها وَصْفا
وكِدْتُ أَشِيبُ مِنْ رُعْبي
وأُصْرَعُ بَعْدَها خَوْفا
فَقُلْتُ أَهَٰذِه حَوَّا ؟!!
وَكَفِّي يَضْرِبُ الْكَفَّا
هِيَ امْرَأَةٌ مِنَ الَّلائي
يَجِئْنَ فَتُبْصِر الْحَتْفا
مُسَلَّحَةٌ بِأَسْلِحَةٍ
تَفُوقُ الرُّمْحَ والسَّيْفا
مُفَخَّخَةٌ مُلَغَّمَةٌ
مُصَفَّحَةٌ ولا أَكْفا
أَعَدَّتْ جَيْشَها جِدًّا
بِمَا يَبْدُو وَمَا يَخْفَى
بِأَرْدَافٍ مُدَمِّرَةٍ
لِتَخْسِفَني بِها خَسْفا
وَأَلْغَامٍ بِنَهْدَيْها
لِتَنْسِفَني بِها نَسْفا
وَإنْ نَطَقَتْ ، فَيَا وَيْلي
تَظُنُّ كَلامَها قَصْفا
أَجِنٌّ هِيْ ؟! أُحَدِّثُنِي
وأَرْجُفُ عِنْدَها رَجْفا
أَلَا انْصَرِفِي ، وَأَشْتَاتًا
فَمَا كَفَّى ، وَلا وَفَّى
وأَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِيْ
فَتَرْفَعُ لِيْ هِيَ الْأَنْفَا
وَيَعْصِفُ رَعْدُ ضِحْكَتها
بِكُلِّ جَوارِحي عَصْفا
وَجَاءِ الصَّوْتُ زِلْزالًا
صَدَاهُ لَيَبْلُغ الْمَنْفَى
لِمَاذا قُلْتَ عَنْ حَوَّا
قَصَائِدَ أصْبَحَتْ عُرْفَا ؟!
وأَوْسَعْتَ النِّسَا شِعْرًا
يُحَرِّضُ آدَمَ الْإلْفا ؟!
لِيَجْمَعَ أَرْبَعًا مِنَّا !!
ويَجْعَلَ بَيْنَنا خُلْفَا !!
فَقُلْتُ وقَدْ دَنَتْ مِنِّي
لِتَخْطِفَنِي لَها خَطْفَا
وتَصْلبَ جُثَّتِي صَلْبًا
وتَقْطِفَ رَأْسَهَا قَطْفَا
أَعُوذُ بِرِقَّةٍ تُبْدِي
بِهَا الْأُنْثَى لَنَا لُطْفَا
لَقَدْ أَخْطَأْتُ يَا هَٰذِي
وتُبْتُ ، فَأَظْهِرِي عَطْفَا
سَأَحْرِقُ كُلَّ أَشْعَارِي
وَأَشْرَبُها لِكَيْ أُشْفَى