التسمية بأسماء الله تعالى
الشيخ ندا أبو أحمد
حكم التسمية بأسماء الله جل وعلا مثل كريم وعزيز... ونحوهما؟
جاء في "فتاوى العقيدة" (ص37 - 38) ما نصه: "التسمي بأسماء الله عز وجل يكون على وجهين:
الوجه الأول: وهو على قسمين: القسم الأول: أن يحلى بـ: (ال)، ففي هذه الحال لا يسمى به غير الله عز وجل، كما لو سميت أحدًا بـ: (العزيز والسيد والحكيم... وما أشبه ذلك)، فإن هذا لا يسمى به غير الله؛ لأن (ال) هذه تدل على لمح الأصل، وهو المعنى الذي تضمنه هذا الاسم، القسم الثاني: إذا قصد بالاسم معنى الصفة، وليس محلى بـ: (ال)، فإنه لا يسمى به؛ ولهذا غيَّر النبي صلى الله عليه وسلم كنية أبي الحكم التي تكنى بها؛ لأن أصحابه يتحاكمون إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله هو الحكَم، وإليه الحُكم))، ثم كناه بأكبر أولاده شريح، فدل ذلك على أنه إذا تسمى أحد باسم من أسماء الله ملاحظًا بذلك معنى الصفة التي تضمنها هذا الاسم، فإنه يمنع؛ لأن هذه التسمية تكون مطابقة تمامًا لأسماء الله سبحانه وتعالى؛ فإن أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف؛ لدلالتها على المعنى الذي تضمنه الاسم.
الوجه الثاني: أن يتسمى بالاسم غير محلى بـ: (ال)، وليس المقصود به معنى الصفة، فهذا لا بأس به، مثل: "حكيم"، ومن أسماء بعض الصحابة "حكيم بن حزام"، الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تَبِعْ ما ليس عندك))، وهذا دليل على أنه إذا لم يقصد بالاسم معنى الصفة، فإنه لا بأس به.
لكن في مثل "جبار" لا ينبغي أن يتسمى به، وإن كان لم يلاحظ الصفة؛ وذلك لأنه قد يؤثر في نفس المسمى؛ فيكون معه جبروت وعلو واستكبار على الخلق، فمثل هذه الأشياء التي قد تؤثر على صاحبها، ينبغي للإنسان أن يتجنبها"؛ اهـ.