محمد الشناوي
منذ بداية التاريخ يستهدف الكثير من الغزاة مصر لأنها من البلاد التي أنعم الله عليها بالكثير من الخيرات والموارد الطبيعية، فتعتبر مطمعًا لكثير من دول العالم، وينظرون إليها بعين الطمع والجشع، حتي جاءت حرب 6 أكتوبر المجيدة لتثبت أن الشعب المصري يتمتع بالشجاعة، ويرفض الذل مهما كانت الشدائد فهو أقوي من الشدائد والمحن.
تعتبر حرب أكتوبر 1973 من الحروب التي سيظل يتحدث عنها التاريخ لفترة طويلة كونها كانت ملحمة عسكرية مصرية متكاملة الأركان ، لقد فرضت المعجزة المصرية نفسها حينذاك على كل وسائل الإعلام الدولية عامة والأمريكية خاصة رغم انحياز واشنطن الواضح لإسرائيل ، لكن الإنحياز لم يتحمل هول صدمة المفاجأة
خاضت الدول العربية حربين مع إسرائيل، وفي كل حرب خسر العرب جزءًا من أراضيهم، وكانت الدول الغربية تعمل علي تزويد إسرائيل بالسلاح والمعدّات العسكرية.
بعد نكسة عام 1967، أصبح الشعب وجيشه يشعرون بالانكسار، وكان لابد من الاستعداد لحرب أخرى لاسترداد أرض سيناء، واسترجاع كرامة الشعب، وبدأ ذلك من خلال حرب الاستنزاف التي استمرت ما يقرب لمدة ثلاث سنوات والنصف والهدف منها استنزاف قوة الجيش الإسرائيلي.
وكانت مرحلتها الأولى هى الصمود في وجه العدو بعد الهزيمة، ثم مرحلة المواجهة، والمرحلة الأخيرة التي سبقت الحرب سماها المؤرخون مرحلة الردع، وكان الجيش أثناء تلك الفترة يقوم أيضًا ببناء منظومة الدفاع الجوي لديه من جديد.
لقد كان نصر أكتوبر العظيم درسا وطنيا خالدا أثبت أن الأمة المصرية قادرة دومًا على استعادة حقوقها، وفرض احترامها على الآخرين، وأن الحق الذى يستند إلى قوة تعلو كلمته لابد أن ينتصر، وأن الشعب المصرى لا يفرط فى أرضه وقادر على حمايتها فى كل وقت وحين.
فتحيةً إلى جيل أكتوبر العظيم الذى حقق النصر، وأعاد للعسكرية المصرية الكبرياء والشموخ، وتحية إلى كل أم مصرية غرست فى أبنائها عقيدة راسخة وهى أن الأرض لا يمكن التنازل عنها مهما كان الثمن، وربطت على قلبها صبرا وإيمانا، وتحية إلى أرواح شهدائنا الأبرار الذين رووا بدمائهم الزكية أرض مصر الطاهرة، وقدموا لأجيال تأتى من بعدهم القدوة والمثل فى التضحية والفداء. والتحية واجبة أيضا إلى رجال القوات المسلحة المصرية الذين يرابطون فى كل بقعة من أرض مصر ليحفظوا لها أمنها وأمانها واستقرارها، ويشيدون مستقبلا باهرا لأبنائها.
إن أساس نصر أكتوبر هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الانكسار والمرارة إلى الكبرياء والعزة والفخر، ولا بد من استدعاء روح نصر أكتوبر واستلهام عزيمة وإصرار الجندى المصرى فى هذه الحرب وجعلها خارطة تاريخ للمستقبل لبناء مصر الحديثة والعبور إلى الجمهورية الجديدة واستكمال مسيرة البناء والتنمية الشاملة.
كما أن عبور قناة السويس، وتحطيم خط برليف كان دربا من الخيال ومعجزة بكل معنى الكلمة فى الماضى، فليكن تغيير وجه مصر الحضارى والتنموى والصناعى والزراعى والعسكرى هو العبور والانتصار الثانى الذى يتحقق على أرض الواقع، وهو ما يجعل الشعب المصرى يفخر من جديد بتحقيقه لمعجزة تنموية شاملة، لا تقل بأى حال من الأحوال عن معجزة نصر أكتوبر.
تعددت قصص وأسماء الأبطال في حرب أكتوبر، فمنهم من صمد حتى شاهد النصر ومنهم من ضحى بروحه في سبيل رؤيته
فإيمان المحارب المصري بالقضية، والسرية التامة التي تمّ التخطيط بها للمعركة، وتوفير عنصر المفاجأة للعدو، واستخدام عنصر التمويه في مراحل الاستعداد للمعركة، وإعتماد الجيش المصري على الذكاء والتخطيط الجيد كل هذا أدي إلي الانتصار العظيم رغم أن التفوق في الإمكانيات كانت لصالح العدو الإسرائيلي.
وما زالت مصر قادرة علي دحر أي مخططات أو عدوان من أي جيش يحاول المساس بأمنها واستقرارها وسلامة شعبها