أشار الدكتور طارق محمود، الخبير الاقتصادي، إلى نقطة في غاية الأهمية تتعلق بالتوجهات السياسية والاقتصادية على الساحة العالمية ،
كما ذكر أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان شخصية مثيرة للجدل، وغالبًا ما وصف بكونه محبًا للظهور والشهرة، حيث استندت قراراته وتصرفاته إلى فرض رأيه كأنه الأفضل دائمًا.

وأوضح أن ترامب ركز بشكل ملحوظ على الدول العربية، مستخدمًا رؤيته التي تصفها بأنها ضعيفة اقتصاديًا رغم ثرواتها الطبيعية وضعف بعض الجوانب الدفاعية الأساسية.

وفي تصريح خاص لموقع الجارديان مصر، أوضح محمود أن ترامب، منذ توليه منصبه، تبنى سياسات ركزت بشكل كبير على السعودية، حيث وقع معها صفقات استثمارية ضخمة بلغت قيمتها 600 مليار دولار، مع خطط للتوسع لتصل إلى تريليون دولار.

لكنه تساءل: هل هذه المشاريع تحمل فوائد حقيقية للسعودية، أم أنها بمثابة استنزاف مالي في مقابل الحماية الأمريكية؟ إذا كانت مقابل الحماية فقط، فإن ذلك يكشف عن نقطة ضعف واضحة في الاستقلال، أما إذا كانت مشروعات تنموية حقيقية، فهي بالتأكيد تمثل استغلالًا ذكيًا من الجانب السعودي.

وأشار الخبير أيضًا إلى أهمية التحكم السعودي في إدارة هذه المشاريع، فإذا كانت المملكة هي التي تدير الاستثمارات وتوجهها كما ترغب، فهذا يعكس قوة اقتصادية كبيرة وقدرة على التفوق وحتى الهيمنة، لكن الأمور لم تتضح بالكامل بعد بشأن ما إذا كانت تلك المشروعات حقيقية بحتة أم أنها تأتي تحت ضغوط سياسية معينة.

وأضاف محمود أن تقارير حديثة أشارت إلى عرض سعودي لإعادة بناء ولاية كاليفورنيا عقب زلزال مدمر, هذا يثير التساؤلات حول الغرض الحقيقي من تخصيص الأموال لهذه المشروعات وبعض الدوافع الاستراتيجية غير المعلنة. وفي كل الأحوال، الموضوع يحتاج إلى قراءة أكثر تعمقًا لفهم كافة الأبعاد.

وفي سياق متصل، تناول الخبير البُعد السياسي والديني للسعودية، حيث أكد أن المملكة ليست مجرد دولة غنية، بل إنها تمثل مركز العالم الإسلامي ومنطلق رسالته الأساسي، وبالتالي، أي تأثير سياسي عليها يُعتبر بمثابة تحدٍ للعالم الإسلامي بأسره، ومن هنا نجد أن الدول العربية غالبًا ما تتخذ مواقف موحدة لدعم السعودية في مواجهة أي تهديدات.

على سبيل المثال، رفض السعودية القاطع لموضوع تهجير الفلسطينيين يعكس موقفًا عربيًا متماسكًا، حيث تتضامن المملكة مع مصر والأردن وباقي الدول العربية في هذا الصدد.

وأوضح محمود أن مصر دائمًا ما تظهر مواقف حاسمة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تبنى سياسة تهدف للحفاظ على استقرار المنطقة وحماية مصالحها، موضحاً هذه التحركات السياسية تُشبه إلى حد كبير تحركات تاريخية مشهورة جمعت العرب تحت راية واحدة، مثل ما قام به صلاح الدين الأيوبي في الماضي، وذهب إلى حد تشبيه الرئيس السيسي بصلاح الدين الحديث نظرًا لما يظهره من صلابة ومواقف قوية.

أما بخصوص فكرة تهجير الفلسطينيين التي أثارت جدلًا عالميًا، أكد الخبير أن ترامب يخشى ردود الفعل الدولية، خاصة من جانب الاتحاد الأوروبي الذي أبدى معارضة صارمة لسياساته الأخيرة، يبدو أن ترامب يسعى للإبقاء على الاقتصاد الأوروبي أضعف نسبيًا لضمان تفوق الدولار الأمريكي في الساحة العالمية.

وفي ختام حديثه، أكد محمود أنه لا يوجد حتى الآن أي تأثير سلبي مباشر على مصر أو المنطقة بفضل القرارات المدروسة التي اتخذتها القيادة السياسية المصرية لحماية مصالح الدولة.

وأوضح أنه من الصعب قبول أي محاولات لفرض تهجير الفلسطينيين أو إحداث تغيير ديموغرافي في سيناء أو أي منطقة أخرى، حيث إن الموقف المصري واضح تمامًا في التصدي لمثل هذه المحاولات.