اقتصادي لـ”الجارديان مصر” تشديد القيود على مبيعات رقائق “إنفيديا” إلى الصين
قال الدكتور عبدالرحمن طه خبير الاقتصاد الرقمي إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب تدرس تشديد القيود على مبيعات رقائق “إنفيديا” إلى الصين، بما في ذلك الرقائق من نوع “إنفيديا إتش 20” (Nvidia H20). وأكد طه أن هذه الخطوة تأتي في إطار تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي قد تؤثر بشكل كبير على صناعة التكنولوجيا العالمية.
وأشار طه إلى أن هذه القيود الجديدة قد تشمل أيضًا رقائق “إنفيديا إتش 800” (H800)، والتي تم تطويرها كبديل أقل قوة للرقائق المتقدمة التي تم حظر تصديرها سابقًا إلى الصين. وأضاف أن هذه الإجراءات تأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من تقدم الصين في مجال الذكاء الاصطناعي.
و ألمح طه إلى أن الصين تُعد أكبر سوق لأشباه الموصلات، وأن تشديد القيود قد يؤدي إلى خسارة “إنفيديا” لنسبة كبيرة من إيراداتها، والتي تقدر بحوالي 25% من إجمالي مبيعاتها العالمية.
وأكد أن هذه الخطوة قد تعزز جهود الصين لتحقيق الاكتفاء الذاتي في صناعة الرقائق، مما يهدد الهيمنة الأمريكية على هذا القطاع الحيوي.
و شدّد طه على أن “إنفيديا” قد أعلنت عن استعدادها للعمل مع الإدارة الأمريكية لتحقيق أهدافها في مجال الذكاء الاصطناعي، لكنها حذرت من أن القيود قد تضعف الشركات الأمريكية وتعزز التوجهات الصينية نحو الاستقلال التكنولوجي.
وأشار إلى أن الشركة قد اضطرت سابقًا إلى تطوير رقائق أقل قوة مثل “إتش 20″ و”إتش 800” لتلبية القيود الأمريكية، مما أثر على قدرتها التنافسية.
وأشار طه إلى ردود الفعل السريعة في الأسواق المالية، حيث انخفضت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “مايكروسوفت” و”إنفيديا” و”أوراكل” و”غوغل” بشكل حاد، مما أدى إلى فقدان ما يقرب من تريليون دولار من القيمة السوقية في يوم واحد.
وأكد أن هذه التقلبات تعكس حساسية المستثمرين لأي تغييرات في السياسات التجارية، خاصة في ظل المنافسة الشرسة بين الولايات المتحدة والصين.
ويرى طه أن تشديد القيود على مبيعات الرقائق إلى الصين قد يكون له تأثيرات بعيدة المدى على صناعة التكنولوجيا العالمية، حيث أن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين في مجال الذكاء الاصطناعي وأشباه الموصلات ستستمر في التصاعد.
وأكد أن النجاح في هذه المنافسة سيكون حليفًا للشركات التي تتمتع بتوازن بين الابتكار والاستدامة المالية، مع الحفاظ على القدرة التنافسية في الأسواق .