
تمثل صحة الإنسان والاقتصاد اثنين من أهم القضايا التي يجب التركيز عليها في المجتمع الحديث، فمن خلال مراقبتنا للشؤون اليومية، نجد أن هناك عدة تحديات تواجهنا تتعلق بصحة الإنسان وباستقرار الاقتصاد، وأصبح من الضروري التحدث عنها والتعامل معها بطريقة فعالة ومسؤولة.
ومن بين تلك التحديات، تأتي مشكلة الدواجن غير الصالحة للاستهلاك والتي تشكل خطراً على صحة الإنسان، وكذلك مشكلة ارتفاع أسعار الطماطم وهدرها في الصحراء، وهما قضيتان ملحتان يجب تسليط الضوء عليهما وتحليلهما بعمق.
ولقد استضفنا الدكتور محمود، الخبير البيئي، للحديث عن هذه القضايا، وقد قدم تحليلاً شاملاً للتحديات التي تواجه صحة الإنسان والاقتصاد في مصر، حيث تحدث الدكتور محمود فى حوار مع “الجارديان مصر” عن الاستخدام الخطير للدواجن النافقة في تصنيع بعض المنتجات الغذائية، مثل البرغر والكفتة، وأشار إلى أن هذا السلوك يشكل تهديداً مباشراً لصحة الإنسان.
وأوضح أن الدواجن النافقة تفتقر إلى القيم الغذائية اللازمة بسبب تعرضها للتعفن، ما يؤدي إلى إنتاج مواد سامة تتراكم في جسم الإنسان، وقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض مزمنة خطيرة.
مشكلة ارتفاع أسعار الدواجن والأعلاف
كما تم مناقشة مشكلة ارتفاع أسعار الدواجن والأعلاف، والتي تنبع من ارتفاع تكلفة الأسمدة والاعتماد على المنتجات المستوردة. وعلى الرغم من وجود حلول مثل استخدام الأسمدة العضوية ومخلفات الزراعة كبدائل للأعلاف، إلا أن جشع بعض التجار واحتكار السوق يعدان السبب الأبرز في تفاقم الأزمة.
وفي هذا السياق، ناشد الدكتور الجهات المختصة مثل وزارة التموين وجهاز حماية المستهلك بالقيام بدورها في ضبط الأسعار ومنع الاستغلال.
مشكلة هدر كميات هائلة من الطماطم
ومن المهم أيضاً التحدث عن مشكلة هدر كميات هائلة من الطماطم بإلقائها في الصحراء، فهذا التصرف يمثل هدراً اقتصادياً كبيراً وفرصة ضائعة لتحويل بقايا الطماطم إلى سماد عضوي يمكن أن يحسن جودة التربة الزراعية، ومن الضروري توعية الناس بأهمية المحافظة على الموارد الطبيعية وتجنب التبذير، وكذلك الالتزام بالإجراءات الصحية والغذائية الصحيحة في تداول المنتجات الغذائية.
في الختام، أكد الدكتور محمود أهمية تعزيز الرقابة البيئية والغذائية والتوعية المجتمعية لضمان إدارة مستدامة لهذه القضايا، ودعا إلى تطبيق حلول فعالة تكفل معالجة هذه التحديات بما يحقق مصلحة الجميع ويحمي الصحة العامة والبيئة.
ويتساءل الكثير منا عن غياب دور الدولة ومنظمات حقوق الإنسان في مواجهة هذه القضايا المهمة التي تمس صحة المواطنين واقتصادهم، نأمل أن تتخذ الجهات المختصة الخطوات اللازمة لحل هذه المشكلات وضمان مستقبل صحي واقتصادي أفضل لنا جميعاً.