احترس من (السيسى فوبيا)

    

قلعه برامج نت للشروحات    .. 

فريق برامج سات برامج نت

مشرف ♥ ♥ ايطاليا سات مراقبه من خلاله
احترس من السيسى فوبيا


يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي







محمد شمروخ
29-2-2016 | 16:06
608

*
على غرار الإسلاموفوبيا والكلاستروفوبيا وغيرها من "الفوبيات" التى تشكلها عُقد الخوف من مكان ما، أو فكرة ما، أو شخص ما.. هناك من الناس من يصاب بمثل أعراض هذه الفوبيا بمجرد ذكر اسم الرئيس السيسي، فقد تراه ينتفض قائمًا إذا كان جالسًا، أو يخر جالسًا إن كان واقفًا.



ثم يبدو وكأنه يستجمع قواه، بينما تبدأ عيناه في الاحمرار، وتجحظان جحوظًا ملحوظًا، قبل أن يبدأ في سرد قائمة بأسباب ومبررات كراهيته المعلنة أو الخفية للرئيس عبدالفتاح السيسي شخصًا وموقعًا، بعد عبارة يكررها بين الفينة والفينة: "أنا مش إخواني وبكرهم".



لكن الأمر ليس سخرية، فهناك شخصيات من طبيعتها أن تتعامل مع الجالس على كرسي الحكم على أنه عدو شخصي له؛ ولذلك فإنه وإنه وإنه.. هذا إن لم يصاحب هذه السرديات سيل من القبائح اللفظية.



وأحيانًا، يخيل إليك وأنت تسمع مثل هذا، أنه ناقم على الرئيس؛ لأنه لا يستشيره في صغائر الأمور قبل كبائرها، ثم يبدأ في تحميل كل خطايا الماضي والحاضر والمستقبل، وقد يصل به الأمر إلى تحميل السيسي مسئولية احتلال الهكسوس لمصر.



وبالطبع، فالمناقشة المنطقية لا سبيل لها؛ لأن الفوبيا عمومًا لا تعرف منطقًا، فلا تعرف هل هو ضد السيسي بسبب بدلته العسكرية التى لم تكن أبدًا عيبًا في أي رئيس، سوى بعد الحملات الإعلامية المنظمة فيما بعد 2011، ولا تدري هلى هو كاره للسيسي؛ بسبب شعبيته بين الجماهير، والتي يراها هو نفسه من صنع "إعلام السيسي والمطبلاتية زي حالاتي"، مع أنه يردد جُملًا تقال بالنص في برامج قنوات الإخوان في قطر وتركيا.



لكن اللافت هو ليس ما يقوله، بل هذه الأعراض "النفسجسمية" من عرق ورعشة في الأطراف وجحوظ العينين، وأحيانًا حشرجة في الصوت مع سرعة في تدفق الكلمات.. أكرر، الأمر ليس سخرية.. فقد تكررت أمامي مثل هذه المشاهد، مما ينذر بأن نوعًا جديدًا من الفوبيا يستلزم نظرة من أطباء الأمراض النفسية، وعلماء الاجتماع لدراسته وتدشين "عصاب" جديد تحت بند "سيسي فوبيا".



وأشد أعراض هذا المرض النفسي الجديد خطورة، هي أن المصاب به لديه شعور قاتل تجاه الناس جميعًا بأنهم يؤيدون السيسي عِندًا فيه هو شخصيًا؛ ولذلك يبادرك بالعداء بأن يلقي كلمة ما لفتح نقاش حول الأوضاع الداخلية الخارجية، فحذارٍ أن تستجيب له، لأنه في حال استجابتك للنقاش سوف تظهر أعراض أخرى قد تصل إلى حد الاشتباك بالأيدي، حتى لو حاولت غلق باب المناقشة، والاعتذار بقولك "ماليش دعوة" لأنك ستتهم بالسلبية، والجبن، وهذه فاتحة لأعراض أشد خطورة من الأولى.
 
عودة
أعلى