مِن أصحِّ الأقوال في تحديد ساعة الإجابة يوم الجمعة .. حال بعض الأئمة في عصر الجمعة ..

    

قلعه برامج نت للشروحات    .. 

فريق برامج سات برامج نت

مشرف ♥ ♥ ايطاليا سات مراقبه من خلاله
بسم الله الرحمن الرحيم

مِن أصَحِّ وأشهَرِ وأقوَى الأقوالِ في تَحديدِ سَاعةِ الإجابةِ في يَومِ الجمعة

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، عن رسول الله ﷺ أنه قال : ( إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً ، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ ، قَائِمٌ يُصَلِّي ، يَسْأَلُ اللهَ خَيْرًا ، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ ) ، وأشار بيده يُقلِّلها . رواه البخاري في «صحيحه ، م : 5294» ؛ ومسلم برقم : «852» ، واللفظ له .

وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - ، عن رسول الله ﷺ أنه قال : ( ويَوْمُ الْجُمُعَةِ ثِنْتَا عَشْرَةَ يُرِيدُ سَاعَةً لَا يُوجَدُ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ شَيْئًا إِلَّا أَتَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ ) رواه أبو داود في «سننه ، م : 1048» ، والنسائي في «سننه ، م : 1389» ؛ وصحح إسناده : النووي في «المجموع شرح المهَذَّب ، 541/4» ، وابن العراقي في «طرح التثريب ، 174/3» ، وقال ابن رجَب في «فتح الباري ، 356/5» : ( إسناده كلهم ثِقات ) ، وصححه الألباني في «صحيح سنن أبي داود ، م : 1048» .

وقال الحافظ ابن حجَر - رحمه الله تعالى - في «فتح الباري ، 421/2» : ( وروى "سعيد بن منصور" بإسنادٍ صحيحٍ إلى "أبي سلمة بن عبد الرحمن" أنَّ ناسًا مِن الصحابة اجتمعوا فتذاكروا ساعة الجمعة ، ثم افترقوا ، فلم يختلفوا أنها آخر ساعة مِن يوم الجمعة ؛ ورجَّحه كثيرٌ مِن الأئمةِ أيضًا ) انتهى .

وقال الشيخُ المُحَدِّث "عبد العزيز الطريفي" - حفظه الله تعالى - في تحديد ساعة الإجابة هذه : ( أصحُّ الأقوال أنها قبل غروب الشمس ؛ قاله : ابن عباس ، وأبو هريرة ، وعطاء ، وطاوس ) انتهى .

وأما قول النبي ﷺ : ( وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي ) وبعد صلاة العصر ليس وقتا للصلاة ، فهناك احتمالان في معنى ذلك ، وهو :

الأول : أن يكون معناه الجلوس وانتظار الصلاة ، ويسمى ذلك شرعاً " صلاة " ؛ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - : فَقُلْتُ لَهُ - أي : لـ " عبد الله بن سلام " - : فَأَخْبِرْنِي بِهَا ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : ' هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ' ، فَقُلْتُ : كَيْفَ هِيَ آخِرُ سَاعَةٍ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ( لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي ) ، وَتِلْكَ السَّاعَةُ لَا يُصَلِّي فِيهَا ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : أَلَمْ يَقُلْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ( مَنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَنْتَظِرُ الصَّلَاةَ فَهُوَ فِي صَلَاةٍ حَتَّى يُصَلِّيَ ) ؟! ، قَالَ : فَقُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : هُوَ ذَاكَ . رواه الترمذي في «سننه ، م : 491» ، وأبو داود في «سننه ، م : 1046» ، والنسائي في «سننه ، م : 1430» ، وابن حبان في «صحيحه ، م : 2772» ؛ وصحَّحه : البغوي في «شرح السُّنَّة ، 553/2» ، وابن حجَر في «نتائج الأفكار ، 432/2» ، والألباني في «صحيح سنن أبي داود ، م : 1046» ، وقال النووي في «خلاصة الأحكام ، 752/2» : ( إسناده على شرط الشيْخين ) .

الثاني : ويُحتمـل أن يكون معناه : الدعاء ، والصلاة في اللغة هي " الدعاء " .

قال بدر الدِّين العيني - رحمه الله تعالى - في «عمدة القاري شرح صحيح البخاري ، م : 6/242» : ( هذا دل على أن المراد من الصلاة : الدعاء ، ومن القيام : الملازمة والمواظبة ، لا حقيقة القيام ، فيكون معنى { وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي } أي : وهو ملازم ) انتهى .

ومَصدر شرح قوله : ( وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي ) - بتصرُّفٍ يسير - ، مع ذِكر أقوالٍ أخرى في تحديدِ ساعةِ الإجابةِ يوم الجمعة :

يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


نماذج مشرقة مِـمَّا رُوِي عن حال بعض السلف الصالح في عصر يوم الجمعة

فهذه نماذج عظيمة لحال أئمةٍ مِن السَّلف الصالح في عصر يوم الجمعة - نسأل الله الكريم من فضله العظيم - :

1 - فقد ورد أن "طاوس بن كيْسان " - رحمه الله تعالى - كان إذا صلى العصر يوم الجمعة استقبل القبلة ولم يكلم أحداً حتى تغرب الشمس .

المصدر : «تاريخ واسط» ، لأسلم الواسطي المعروف بـ "بحشل" ، ص : 186 .

2 - وكذلك ما ورد عن " سَعيد بن جُبَيْر " - رحمه الله تعالى - أنه إذا صلى العصر من يوم الجمعة لم يكلم أحداً حتى تغرب الشمس .

المصدر : «الاستذكار» ، لابن عبد البَرِّ ، 40/2 .

وكونه لا يُكلِّم أحدًا في هذا الوقت الفاضل دليلٌ على عظيم حرصه عليه لئلاَّ يضيع منه شيءٌ ، وخشية أنْ يُحرم التوفيق لساعة الإجابة .

3 - وكان "المُفَضَّلُ بنُ فَضَالَة" - رحمه الله تعالى - إذا صلى عصر يوم الجمعة خلا في ناحيةِ المسجد وحده ، فلا يزال يدعو حتى تغرب الشمس .

المصدر : «أخبار القضاة» ، لـ "وكيع / محمد بن خلف بن حيان البغدادي" ، 232/3 .

فيالها من هِممٍ عظيمةٍ ، ويالها مِن فضيلةٍ لا يُوفَّق لها إلا مُوفَّقٌ .. و ففف ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ ققق .. نسأل الله الكريم مِن فضله العظيم .

قصة صحيحة عجيبة

هذه قصة صحيحة عجيبة لرجُلٍ صالِحٍ عمِيَ ، فدعا له أصحابه عصر يوم "الجمعة" ، فرَدَّ الله إليه بصَرَه قبل الغروب ! .. والناس يهنِّؤونه على ذلك .

عن الإمامِ الحافظِ "زكريا بن عَدِيٍّ" - رحمه الله تعالى - أنه قال : ( كان "الصَّلْتُ بن بِسْطامٍ التميميِّ" يجلسُ في حلْقةِ "أبي خَبَّاب" يدعو مِن بعد العصر يوم الجمعة ، قال : فجلسوا يومًا يدعون ، وقد نزل الماءُ في عينيه فذهب بصرُه ، فدَعَوْا وذكروا بصرَه في دعائهم ، فلمَّا كان قُبَيل "غروب" الشمس عطسَ عطسةً فإذا هو يبصر بعينيه ! ، وإذا قد رَدَّ اللهُ عليه بصرَه ! ؛ قال زكريا : فقال لي ابنه : قال لي "حفص بن غِيَاث" : أنا رأيتُ الناسَ عَشِيَّةً إذْ يخرجون مِن المسجد مع أبيك يهنِّؤونه ! ) انتهى .

رواها ابن أبي الدنيا في «مجابي الدعوة ، م : 112» بإسنادٍ صحيحٍ ؛ ويُنظر : «تاريخ دمشق» ، لابن عساكر ، 140/64 .

---✺✺✺---​

فيالها من هِمم عظيمة ، ويالها من فضيلة لا يُوفق لها إلا موفق .. و ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) .. نسأل الله الكريم مِن فضله .

واغتنام الساعات الشريفة العظيمة يحتاج إلى صدق وحزم وعزيمة ، فاستكثروا من الدعاء ، واستعنينوا بالله تعالى أن يعينكم على ذِكره وشكره وحُسن عبادته ، فإن هذا الدعاء له أثرٌ عجيب في حصول النشاط وإقبال النفْس على الذكر والدعاء ؛ وقد جاء عن رسول الله ﷺ أنه قال : ( إِذَا تَمَنَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَكْثِرْ ، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ رَبَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ) رواه عبد بن حميد في «مسنده ، م : 1505» ؛ وقال الألباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة ، م : 1266» : ( إسناده صحيح على شرط الشيخين ) ، وصححه الوادعي في «الصحيح المُسنَد مما ليس في الصحيحين ، م : 1577» .

دعاؤكم لن يضيع .. ولابُدَّ مِن استجابته على إحدى هذه الأوجه الثلاثة !

فإذاً : اجتهدوا في الدعاء ، فربكم هو الرحمَنُ الرحيم .. والقريبُ المُجيبُ الكريم .. والقادر المُقتدر العَظيم - سبحانه وبحمده - .

فأكثروا مِن الدعاء .. وألحُّوا على الله عز وجل ..

ودعاؤكم لن يضيع .. وحاشاه أن يضيع .. فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ - رضي الله عنه - أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَدْعُو بِدَعْوَةٍ لَيْسَ فِيهَا إِثْمٌ وَلَا قَطِيعَةُ رَحِمٍ إِلَّا أَعْطَاهُ اللَّهُ بِهَا إِحْدَى ثَلَاثٍ : إِمَّا أَنْ تُعَجَّلَ لَهُ دَعْوَتُهُ ، وَإِمَّا أَنْ يَدَّخِرَهَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ ، وَإِمَّا أَنْ يَصْرِفَ عَنْهُ مِنْ السُّوءِ مِثْلَهَا ، قَالُوا : إِذًا نُكْثِرُ ؟! ؛ قَالَ : اللَّهُ أَكْثَرُ ) رواه الإمام أحمد في «مسنده ، م : 11133» ؛ وصححه : ابن باز كما في «مجموع فتاواه ، 360/9» ، والألباني في «صحيح الأدب المفرد ، م : 547» ، والوادعي في «الصحيح المُسنَد مما ليس في الصحيحين ، م : 421» .

قال الإمامُ ابن عبد البَرِّ - رحمه الله تعالى - في «التمهيد ، 297/10» : ( فيه دليل على أنه لابُدَّ مِن الإجابة على إحدى هذه الأوجه الثلاثة ) انتهى .

وقال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - في «فتح الباري ، 11 /95-96» : ( كل داعٍ يُستجاب له ، لكن تتنوع الإجابة : فتارة تقع بعينِ ما دعا به ، وتارة بعِوَضه ، وقد ورد في ذلك حديث صحيح ) انتهى .

وللاستزادة يُنظر :

يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي


والحَمدُ لله رَب العالَمين​
 
عودة
أعلى