ألا ليت قلبا بين جنبي داميا : إيليا ابو ماضي.

    

Abo Zayed

:: نائب المدير العام :: Deputy Chairman of the Boa

أَلا لَيتَ قَلباً بَينَ جَنبَيَّ دامِيا
أَصابَ سُلُوّاً أَو أَصابَ الأَمانِيا
أَجَنَّ الأَسى حَتّى إِذا ضاقَ بِالأَسى
تَدَفَّقَ مِن عَينَيَّ أَحمَرَ قانِيا
تَهيجُ بِيَ الذِكرى البُروقُ ضَواحِكاً
وَتُغري بِيَ الوَجدُ الطُيورُ شَوادِيا
فَأَبكي لِما بي مِن جَوىً وَصَبابَةٍ
وَأَبكي إِذا أَبصَرتُ في الأَرضِ باكِيا
فَلا تَحسِباني أَذرِفُ الدَمعَ عادَةً
وَلا تَحسِباني أُنشِدُ الشِعرَ لاهِيا
وَلَكِنَّها نَفسي إِذا جاشَ جَأشُها
وَفاضَ عَلَيها الهَمُّ فاضَت قَوافِيا
يَشُقُّ عَلى الإِنسانِ خَدعُ فُؤادِهِ
وَإِن خادَعَ الدُنيا وَداجى المَداجِيا
طَلَبتُ عَلى البَلوى مَعيناً فَفاتَني
يُؤاسيكَ مَن يَحتاجُ فيكَ مُؤاسِيا
وَمَن لَم تُضَرِّسهُ الخُطوبُ بِنابِها
يَظُنُّ شِكاياتِّ النُفوسِ تَشاكِيا
رُميتُ مِنَ الدُنيا بِما لَو قَليلُهُ
رَمَيتُ بِهِ الأَيّامَ صارَت لَيالِيا
فَلا يَشتَكِ غَيري البُؤسَ فَإِنَّني
ضَمِنتُ الرَزايا وَاِحتَكَرتُ العَوادِيا
تَمُرُّ اللَيالي لَيلَةً إِثرَ لَيلَةٍ
وَأَحزانُ قَلبي باقِياتٍ كَما هِيا
وَلَو أَنَّ ما بِيَ الخَمرُ أَو بارَدُ اللَمى
سَلَوتُ وَلَكِن أُمَّتي وَبِلادِيا
إِذا خَطَرَت مِن جانِبِ الشَرقِ نَفحَةٌ
طَرِبتُ فَأَلقى مَنكِبايَ رِدائِيا
أَحِنُّ إِلى تِلكَ المَغاني وَأَهلِها
وَأَشتاقُ مَن يَشتاقُ تِلكَ المَغانِيا
وَما سَرَّني أَنَّ المَلاهِيَ كَثيرَةٌ
وَفي الشَرقِ قَومٌ يَجهَلونَ المَلاهِيا
إِذا مَثَّلوا وَالنَومُ يَأخُذُ مُقلَتي
بِأَهدابِها أَمسَيتُ وَسنانَ صاحِيا
وَكَيفَ اِغتِباطُ المَرءِ لا أَهلَ حَولَهُ
وَلا هُوَ مَن يَستَعذِبُ الصَفوَ نائِيا
تَبَدَّلَتِ الدُنيا مِنَ السِلمِ بِالوَغى
وَصارَ بَنوها العاقِلونَ ضَوارِيا
فَما تُنبِتُ الغَبراءُ غَيرَ مَصائِبٍ
وَما تُمطِرُ الأَفلاكُ إِلّا دَواهِيا
وَناكَرَ حَتّى اللَيلُ زُهرَ نُجومِهِ
وَماءُ الخِضَمِّ المُنشَآتِ الجَوارِيا
وَباتَ سَبيلٌ كانَ يَسري بِهِ الفَتى
بِلا حارِسٍ يَمشي بِهِ الجَيشُ خاشِيا
تَقَطَّعَتِ الأَسبابُ بَيني وَبَينَهُم
فَلَيسَ لَهُم نَحوي وُصولٌ وَلا لِيا
وَكانَ لَنا في الكُتبِ عَونٌ عَلى الأَسى
وَفي البَرقِ ما يُدني المَدى المُتَرامِيا
فَلَم تَأمَنِ الأَسرارُ في السِلكِ سارِقاً
وَلَم تَأمَنِ الأَخبارُ في الطِرسِ ماحِيا
إِذا قيلَ هَذا مُخبِرٌ مِلتُ نَحوَهُ
بِسَمعي وَلَو كانَ المُحَدِّثُ واشِيا
وَتَعلَمُ نَفسي أَنَّهُ غَيرُ عالِمٍ
وَلَكِنَّني أَستَدفِعُ اليَأسَ راجِيا
سَرى الشَكُّ حَتّى ما نُصَدِّقُ راوِياً
وَطالَ فَبِتنا ما نُكَذِّبُ راوِيا
أُقَضّي نَهارِيَ طائِرَ النَفسِ حائِراً
وَأَقطَعُ لَيلي كاسِفَ البالِ مَناهِيا
فَما هُم بِأَمواتٍ فَنَبكي عَلَيهُمُ
وَلا هُم بِأَحياءِ فَنَرجو التَلاقِيا
كَأَنّي بِهِم قَد أُخرِجوا مِن بُيوتِهِم
حُفاةً عُراةً جائِعينَ صَوادِيا
 
Watching encrypted channels without a card is against the law. Italy Sat forum is for educational purposes only and does not support any type of violation of individual property rights. It does not support or encourage any violation or removal of software rights or copyrights of software and materials protected by copyright. It is prohibited to post illegal or pirated serials. It is also prohibited to publish any materials that violate intellectual or literary property rights. Posts and comments express the point of view of their owner only
عودة
أعلى