قـرضتُ الـشعر فـي أدبٍ وفـن
وأسـقـيتُ الـقصائد خـمر دنّـي
وطــرزت الـقـوافيَ كــل سـحر
كــأنـي بـالـقصيدة نـفـث جــنِّ
تــدّلـت مـــن عـنـاقيدي ثـمـار
لـيقطفها الـضـيوف بـغـير مــنِّ
تـوارثـنـا الأصــالـة مـــن كــرامٍ
وماعبستْ بوجه الضيف سنّي
ومــن رام الـفـخار بـغـير مـجـد
كـمن طـلب الـجنان بسوء ظنِ
غـزوت بـسحر حرفي ألف قلبٍ
ومـثـلي لـيس يـدرك بـالتمني
طــرقـتُ ألـــف صـحـراء جــرود
فـأنـبت قـفـرها بــزلال مُـزنـي
وأيـنعتِ الـقلوب تـميس شـوقاً
كـمثل الـورد أيـنع فـوق غـصنِ
ولـــولا عـيـنـه الـكـحـلى وقــدٌّ
لـمـا مـلك الـجنان كـذاك مـني
وأقــرأُ فــي عـيونكِ مـا بـقلبي
وهـذا الـرمشُ عن عمدٍ قتلني
رهـنت الـوجد فـي حوراء طرف
فهل يخسرْ بذاك الطرف رهني
وروحي في الهوى ذابت هياما
ونـبـضي هــام مـحـبورا يـغنِّي
أنـــا يــا ريــم لا أرضــى بـديـلا
وحـتى لـو صـددت وملت عني
وإنــــي لـلـمـحـبة ذو حــفــاظ
وأوفـي فـي عـهودي دون مـن
وأقـطع حـبل ذي حـسد عذول
ولا أرتـــاب مـــن عــذل لأنــي
عـفيف في هوى قلبي جسور
عـلى الإقـدام من صغر بسني
أنـا هـيمان فـي حـب الـغوالي
وطـيـف الـريـم لا يـغتاب عـني
تـراقـبني وتـرشـقني سـهـاما
رمـتني فـي طـريف نـال مـني
عـشقت الطرف يرديني صريعا
فـيـا الله فــي عـشقي أعـني
سـأسع جـلّ جهدي يا عيوني
لألـقاها ولـو حـتى بـعد دفـني
د.زكي بدوي