مناظرات بين اصحاب الحديث

[فريق برامج سات 2]

[font=&quot]مناظرات بين اصحاب الحديث[/font]​

[font=&quot]قالوا: [/font][font=&quot]فلان يحتمل في الرقائق ولا يحتمل في الأحكام[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وهذا باطل[/font][font=&quot]لأنه لا يخلو كل أحد في الأرض من أن يكون فاسقاً أو غير فاسق ، فإن كان غير فاسق كان عدلاً ، ولا سبيل إلى مرتبة ثالثة[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]والعدل ينقسم إلى قسمين[/font][font=&quot] : [/font][font=&quot]فقيه وغير فقيه[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]فالفقيه العدل[/font][font=&quot] مقبول في كل شيء[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]والفاسق[/font][font=&quot] لا يحتمل في شيء[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]والعدل غير الحافظ[/font][font=&quot] لا تقبل نذارته في شيء من الأشياء ، لأن شرط القبول الذي نص الله تعالى عليه ليس موجوداً فيه[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]ومن كان عدلاً في بعض نقله ، فهو عدل في سائره ، ومن المحال أن يجوز قبول بعض خبره ، ولا يجوز قبول سائره إلا بنص من الله تعالى أو إجماع في التفريق بين ذلك ، وإلا فهو تحكم بلا برهان ، وقول بلا علم ، وذلك لا يحل[/font][font=&quot] .[/font]
[font=&quot]قالوا: [/font][font=&quot]فلان أعدل من فلان وراموا بذلك ترجيح خبر الأعدل على من هو دونه في العدالة[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]والجواب[/font][font=&quot] أن الله عز وجل لم يفرق بين خبر عدل، وخبر عدل آخر أعدل منه، [/font][font=&quot]ومن حكم في الدين بغير أمر من الله عز وجل، أو من رسوله [/font][font=&quot], [/font][font=&quot]أو إجماع متيقن فقد قفا ما ليس له به علم ،[/font][font=&quot] وإنما أمر تعالى[/font][font=&quot]بقبول [/font][font=&quot]نذارة النافر [/font][font=&quot]الفقيه العدل[/font][font=&quot]فقط ،[/font][font=&quot] و[/font][font=&quot]بقبول[/font][font=&quot] شهادة العدول فقط ، [/font][font=&quot]ففى نقل الأخبار يشترط العدالة والضبط [/font][font=&quot]وفى الشهادة لا يشترط إلا العدالة فقط[/font][font=&quot]. فمن زاد حكماً فقد أتى بما لا يجوز له[/font][font=&quot].[/font]
[font=&quot]وأيضاً فقد يعلم الأقل عدالة ما لا يعلمه من هو أتم منه عدالة[/font][font=&quot]فقد جهل أبو بكر وعمر رضى الله عنهما ميراث الجدة ، وعلمه المغيرة بن شعبة ومحمد بن مسلمة وبينهما وبين أبي بكر وعمر بون بعيد إلا أنهم كلهم عدول ، وقد رجع أبو بكر إلى خبر المغيرة في ذلك ،[/font][font=&quot] وأيضاً فإن كل ما يتخوف من العدل فإنه متخوف من أعدل من في الأرض بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأيضاً فلو شهد أبو بكر وحده ، ما قبل قبولاً يوجب الحكم بشهادته، ولو شهد عدلان من عرض الناس قُبِلا، فلا معنى للأعدل[/font][font=&quot] .[/font]

[font=&quot]متصرف شديد من كتاب الاحكام لابن حزم [/font]​