مودرن دبلوماسي: هل توّلد التجارة الدولية الصراع بالفعل؟

    

Abo Zayed

:: نائب المدير العام :: Deputy Chairman of the Boa
52017317409889.jpg

نشر موقع "
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
" تقريرا، تحدث فيه عن مدى أهمية التجارة الدولية في تغذية الصراع حول العالم.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"،إن التكامل التجاري الدولي للبلدان الموجودة عبر الانقسامات السياسية من شأنه أنيؤدي إلى عالم غير متوازن وصراع بسبب الاستياء والخوف.

وحسب الموقع، فقد كشفت الحرب في أوكرانيا عنمفارقة مذهلة، مفادها أن الدول يمكن أن تكون في حالة حرب، بينما تستمر أعمالهاالتجارية؛ ففي بداية الحرب في 24 شباط/ فبراير و1 حزيران/ يونيو 2022؛ دفع الاتحادالأوروبي لروسيا 60 مليار يورو مقابل شحنات الوقود الأحفوري، في الوقت الذي يشنفيه الاتحاد الروسي حربًا شرسة ضد حليف أوروبا الفعلي أوكرانيا.

وأشار الموقع إلى أن مفارقة التجارة في أثناءالقتال لا تعبر عن نفاق الدول لبعضها البعض، بل تكشف عن جانب من جوانب العولمةالاقتصادية؛ فكلما زاد تكاملها بين الدول، خلقت المزيد من الصراع في العديدمن الأماكن. ويكمن السبب في عدم وضوح هذه المفارقة إلى حد الآن في ادعاء الحكمةالشائعة والمتعارف عليها، بأن التكامل الاقتصادي يؤدي إلى التقارب السياسي.

ومع ذلك، يجب أن تكون الدول التي وقعت في خضمعملية العولمة قريبة بما يكفي لتلتقي، حيث يؤدي وجود هذه الدول على طرفي نقيض منالطيف السياسي إلى نتائج كارثية؛ نظرًا لأن تدافع الأوتوقراطية والديمقراطية تجاهبعضهما البعض قد يؤدي إلى الصدام وليس السلام.

ويبين الموقع أنه إلى جانب الصراع الأوروبيالحالي، هناك جملة من الصراعات التي يمكن توقعها كنتيجة لفرض العولمة الاقتصاديةعلى العديد من الدول المختلفة التي يصعب دمجها مع بعضها البعض بشكل سلمي؛ إذ تواصلالولايات المتحدة استيراد سلع بمئات المليارات من الدولارات من الصين الصاعدة التيتستخدم العائدات لعسكرة بحر الصين الجنوبي، وإنشاء بؤر استيطانية إستراتيجية مثلغوادالانكال وتاراوا على جزر المحيط الهادئ، وهو ما كلف الولايات المتحدة أرواحالآلاف من مشاة البحرية والبحارة.

وتابع قائلًا إن مفارقة "التبعية التجارية- السلالات - الصراع" لم يتم تأجيجها من قبل التجارة الثنائية فحسب، بل منخلال ظهور كتلتين تجاريتين قامتا بفصل القوى الغربية والديمقراطية (الولاياتالمتحدة، والاتحاد الأوروبي، ودول شرق آسيا المتحالفة) من بعضهما البعض، لتجدالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي نفسيهما منفصلين عن بعضهما البعض، ومقيَّدّيْنبمنافسيهما الرئيسيين لأول مرة.

وبحسب الموقع، فمن خلال تحليل شبكة بياناتالتجارة الدولية، اكتشف البحث الذي أجرته مبادرة "فورسز" ومعهد كراشلدبلوماسية التكنولوجيا بجامعة بوردو علاقات تبعية مشتركة واسعة عبر الكتلالسياسية، وقد تم اكتشاف الاختلال، من خلال تحليل العلاقات التجارية لـ141 دولةرئيسية تمثل أكثر من 95 بالمئة من سكان العالم والنشاط الاقتصادي. ثم استُخْدِمَتحليل الشبكة للعثور على مجتمعات أو مجموعات من التجارة، وقد صنف التحليل البلدانضمن مجموعات أو كتل شبكية، بحيث يكون متوسط المبلغ الذي تتاجر به دولة ما مع أعضاءمجموعتها أقل من متوسط تجارتها مع الدول خارج مجموعتها.

وقال إن النتيجة الرئيسية كانت صارخة؛ إذ لايوجد سوى كتلتين تجاريتين رئيسيتين أو شبكتين فرعيتين، وهما الهند-المحيطالهادئ-الأفريقي من جهة، وأوراسيا من جهة أخرى، وتوجد في كل كتلة قوة غربية كبرىمكبلة بروابط تجارية قوية مع نظام استبدادي، فعلى سبيل المثال، ترتبط الولاياتالمتحدة بالصين، ويرتبط الاتحاد الأوروبي بروسيا وتوابعها.

وأشار الموقع إلى أن احتضان أوروبا الاقتصاديالمحكم لروسيا لم يغذ فقط عودة ظهور الجيش الروسي، ولكن أيضًا الاستياء من أنالتوسع الناجح للاتحاد الأوروبي في الشرق قد يحد من قدرة روسيا على أن تكون قوةحضارية حقيقية.

ولفت إلى أنه بالنظر إلى الكتلة التجارية عبرالمحيط الهادئ، نلاحظ أن الصين والولايات المتحدة يعتمدان بالقدر ذاته على بعضهماالبعض، وهما الأهم بالنسبة للمجموعة، تليهما اليابان والهند والمملكة العربيةالسعودية، ثم المجتمع الموسع لدول جنوب شرق آسيا، بما في ذلك أستراليا. ويولدزعماء تلك الكتلة - الصين والولايات المتحدة - السخط مع كل تداول بالدولار؛ حيثتستاء الولايات المتحدة من استفادة الصين من شروط التجارة الحرة لسحب الملكيةالفكرية، ودعم قادتها الاقتصاديين العالميين الذين تسيطر عليهم الدولة بشكل غيرقانوني، بينما تستاء الصين من سيطرة الولايات المتحدة على التدفقات الماليةالعالمية والبنية التحتية الحديثة للمعلومات والمحتوى والتمويل.

ويوضح الموقع أن العلاقة المشتركة بين الولاياتالمتحدة والصين لها تأثير أعمق؛ حيث قد يهم الولايات المتحدة أن تظل الصين رائدةفي التجارة العالمية أكثر مما تحتاجه الصين من الولايات المتحدة.



وفي خطوة ثانيةمن تحليل شبكتنا، أزلنا الصلة بين الولايات المتحدة والصين، كما لو كان البلدان فيحالة حرب، وأوقفنا جميع الصادرات والواردات.



وكانت النتيجة هي أن الصين ستبقى فيالكتلة التجارية بين المحيطين الهندي والهادئ، ما يعزز علاقاتها مع الدول الأخرى، وينشئ روابط جديدة في أفريقيا، بينما ستُعاد الولايات المتحدة إلى الأمريكتين،لتشكيل كتلة تجارية جديدة مع جيرانها القاريين، والواقع أن الانفصال الكاملوالمفاجئ للولايات المتحدة عن الصين سيعيد الولايات المتحدة إلى بداية القرنالعشرين، ويحولها إلى قوة إقليمية.

ويرى أن الأكثر إثارة للدهشة هو النتيجة التيظهرت عن إزالة التجارة بين ألمانيا وروسيا، وهما الدولتان الرائدتان في الكتلةالأوروبية الآسيوية؛ حيث إن الكتلة لا تتغير كثيرًا، فلا يزال الاتحاد الروسيعضوًا في المجموعة الأوروبية الآسيوية، حتى وإن لم يقم بأي تجارة مع ألمانيا، ولهذايُعد اندماج روسيا مع أوروبا أعمق من أي علاقة فردية مع أي من دول الاتحادالأوروبي الرائدة. ويتجلى هذا الواقع حاليًا في بطء الاتحاد الأوروبي، واستمرارتردده في قطع علاقاته بالكامل وبشكل قاطع مع الاتحاد الروسي، حتى بعد ثلاثة أشهر منالحرب الدموية في قلب القارة الأوروبية.

ويختتم الموقع التقرير بقوله إن الأمم الحديثةتعتمد على بعضها البعض بشكل لم يسبق ملاحظته في التاريخ. ومع ذلك، إذا كانت الألفةتولد الازدراء، فقد تولد التبعية التجارية السخط، إن لم يكن أسوأ.



يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
الموضوع الأصلي : <font color="#22229C" size="1" face="tahoma">
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
<font color="#22229C" size="1"> -||- المصدر :
يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
-||- الكاتب : <font color="#22229C" size="1" face="tahoma">المستشار الصحفى


يجب عليك تسجيل الدخول او تسجيل لمشاهدة الرابط المخفي
 
Watching encrypted channels without a card is against the law. Italy Sat forum is for educational purposes only and does not support any type of violation of individual property rights. It does not support or encourage any violation or removal of software rights or copyrights of software and materials protected by copyright. It is prohibited to post illegal or pirated serials. It is also prohibited to publish any materials that violate intellectual or literary property rights. Posts and comments express the point of view of their owner only
عودة
أعلى