مشاهدة النسخة كاملة : التحذير من العُجُل والمذاييع والبُذُر


فريق منتدى الدي في دي العربي
03-06-2016, 11:56 AM
التحذير من العُجُل والمذاييع والبُذُر


لا تكونوا عُجُلاً مذاييع بُذُرًا، فإن من ورائكم بلاءً مبرِّحًا مُمْلِحًا – وفي بعض الطرق:مُكْلِحًا - وأمورًا متماحِلةً رُدُحًا". أخرجه البخاري رحمه الله تعالى في الأدب المفرد عن علي رضي الله عنه وقال عنه الألباني رحمه الله صحيح الإسناد.

غريب الأثر :

لا تَكُونُوا عُجُلاً : جمع عجل ، مستعجل .
•مَذاييعَ : جمع مذياع والمذياع اليوم معروف ,اصطلاحا ما المراد به ؟لأنه عنده الوسيلة البالغة في إذاعة الأخبار في مختلف أقطار الدنيا ،فعلي رضي الله عنه ينصح المسلمين أن لا يكونوا عجلا في إذاعة الأخبار عن عيوب الناس
•بذرا :جمع بذور وهو الذي ينشر السر ولا يستطيع أن يكتمه
فَإن مِن وَرائِكُم بَلاءً مُبْرَحَاً مُكلحاً : هذه الكلمات كناية عن أنه كثيرة الضرر والإفساد والإهلاك ,هذا البلاء الذي سيأتي فيما بعد
•وأموراً متماحِلةً :وهي الفتن التي يأخذ بعضها برقاب بعض وتستمر
•رُدُحا : وهي فتن ثقيلة وثقيلة جدا " أنتهى من شرح الشيخ الألباني رحمه الله تعالى للأدب المفرد صوتي – مستفاد من الشبكة .

المعنى الإجمالي :

والمقصود من هذا الكلام العربي الفصيح من علي بن أبي طالب ابن عم النبي صلى الله عليه واله وسلم هو نهي المسلم أن يكون من دأبه المسارعة الى نقل عيوب الناس وإشاعتها بين الناس "انتهى من شرح الشيخ الألباني رحمه الله تعالى للأدب المفرد صوتي - مستفاد من الشبكة - .

وإن من الضوابط عباد الله: وإن من الضوابط المهمة لاتقاء الفتن، البعد عن التسرع والعجلة والاندفاع، فإن العجلة والتسرع لا يأتيان بخير بل إنهما يفضيان بصاحبهما إلى كل شر وبلاء، فالأناة الأناة والبعد البعد عن العجلة، فإن عواقب العجلة وخيمة ونهاياتها أليمة والحليم المتأني يظفر بمقصوده بإذن الله، قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: إنها ستكون أمور مشتبهات "فعليكم بالتُؤدة"، أي عدم العجلة والتسرع، "فعليكم بالتؤدة فإنك أن تكون تابعا في الخير، خيرٌ من أن تكون رأسا في الشر"
عباد الله: إن المندفع المتسرع في أموره المتعجل في تصرفاته، يضر بنفسه ويضر بغيره من عباد الله، وقد يفتح على نفسه وعلى غيره باب من الشر خطير وطريقا من طرق الشر على عباد الله، يتحمل إثمها ويبوء بوزرها، وقد قال عليه الصلاة والسلام : "
إن من الناس ناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر، وإن من الناس ناسا مفاتيح للشر مغاليق للخير، فطوبى لمن جعل الله مفتاح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفتاح الشر على يديه "، فالواجب عدم العجلة، والواجب الأناة، فإن العجلة شر والأناة خير ورحمة، وقد قال أمير المؤمنين على بن أبى طالب رضي الله عنه: "لا تكونوا عُجلا مذاييع بُذرا، فإن من ورائكم أمورا متماحلة رُدُحا"، أي وراءكم فتن ثقيلة، وراءكم فتن ثقيلة فتجنبوا العجلة وتجنبوا إذاعة الشر والخوض في الخصومة، وتجنبوا بذر الفتنة وأصولها في الناس . "
انتهى من كلام الشيخ عبدالرزاق العباد حفظه الله تعالى من خطبة الفتن وطرق اجتنابها- مستفاد من الشبكة -

مايتعلق به هذا الأثر .

قال تعالى :" وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ".
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:" هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق، وأنه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين، أو بالخوف الذي فيه مصيبة عليهم أن يتثبتوا ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر، بل يردونه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم، أهلِ الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة، الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها. فإن رأوا في إذاعته مصلحة ونشاطا للمؤمنين وسرورا لهم وتحرزا من أعدائهم فعلوا ذلك، وإن رأوا أنه ليس فيه مصلحة أو فيه مصلحة ولكن مضرته تزيد على مصلحته، لم يذيعوه، ولهذا قال: "لعلمه الذين يستنبطونه منهم " أي: يستخرجونه بفكرهم وآرائهم السديدة وعلومهم الرشيدة ".
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في تفسيره من فوائد الآية
الحرص على عدم إذاعة الشيء إلا بعد التيقن من معناه والمعرفة به، يؤخذ من قوله: " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ " وهذا إنكار عليهم .
التحذير من التعجل في نشر الخبر، ووجهه أن الله حكى ذلك ذاماً له ".

ثم قال الشيخ رحمه الله تعالى "هذه الآية تنطبق تماماً على ما نحن فيه الآن، حيث إن كثيراً من الناس يعلنون الأخبار على عواهنها، ولا يبالون بما ترتب عليها من خير أو شر، ولا يزنون بين المصالح بعضها مع بعض، ولا بين المفاسد بعضها مع بعض، ولا بين المصالح وبين المفاسد، وإنما يذيعون الشيء وينشرونه بدون تحقيق ولا تمحيص، وهذا من دأب المنافقين؛ لأن الله تعالى ذكرهم في هذا السياق، فقال:" وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ" .

الخلاصة

والخلاصة أنه جاء في هذا الأثر عن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه النهي عن هذه الأمور التي تضمنها الأثر المذكور ، فوجب رفضها ؛ لما فيها من الشر "انتهى من عون الأحد الصمد شرح الأدب المفرد للشيخ زيد المدخلي رحمه الله تعالى[/color]

Adsense Management by Losha