فريق منتدى الدي في دي العربي
03-06-2016, 05:56 PM
الإمام الحافظ: أبو عيسى الترمذي
الشيخ صلاح نجيب الدق
الاسم والنسب:
هو الإمام الحافظ: محمَّد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك التِّرمِذي.
كنيته: أبو عيسى؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 270).
مولد التِّرمِذي:
ولد التِّرمِذي في سنة تسعٍ ومائتين؛ (قوت المغتذي للسيوطي المقدمة صـ 12).
رحلته في طلب العلم:
رحل التِّرمِذي في طلب العلم، فذهب إلى خراسان والعراق ومكة والمدينة؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 271).
شيوخ التِّرمِذي:
قتيبة بن سعيدٍ، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد بن عمرٍو السواق البلخي، ومحمود بن غيلان، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وأحمد بن منيعٍ، وأبو مصعبٍ الزهري، وبشر بن معاذٍ العقدي، والحسن بن أحمد بن أبي شعيبٍ، وأبو عمارٍ الحسين بن حريثٍ، والمعمر عبدالله بن معاوية الجمحي، وعبدالجبار بن العلاء، وأبو كريبٍ، وعلي بن حُجرٍ، وعلي بن سعيد بن مسروقٍ الكندي، وعمرو بن علي الفلاس، وعمران بن موسى القزاز، وغيرهم؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 271).
تلاميذ التِّرمِذي:
أبو بكرٍ أحمد بن إسماعيل السمرقندي، وأبو حامدٍ أحمد بن عبدالله بن داود المروزي، وأحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، وأحمد بن يوسف النسفي، وأسد بن حمدويه النسفي، والحسين بن يوسف الفربري، وحماد بن شاكرٍ الوراق، وداود بن نصر بن سهيلٍ البزدوي، والربيع بن حيان الباهلي، وعبدالله بن نصر أخو البزدوي، وعبد بن محمد بن محمودٍ النسفي، وعلي بن عمر بن كلثومٍ السمرقندي، وغيرهم؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 272: 271).
قوة حفظ التِّرمِذي:
قال التِّرمِذي: كنت في طريق مكة، فكتبت جزأين من حديث شيخٍ، فوجدته فسألته، وأنا أظن أن الجزأين معي، فسألته، فأجابني، فإذا معي جزآن بياض، فبقي يقرأ عليَّ من لفظه، فنظر، فرأى في يدي ورقًا بياضًا، فقال: أما تستحي مني؟ فأعلمتُه بأمري، وقلت: أحفظه كله، قال: اقرأ، فقرأته عليه، فلم يصدقني، وقال: استظهرتَ قبل أن تجيء؟ فقلت: حدثني بغيره، قال: فحدثني بأربعين حديثًا، ثم قال: هاتِ، فأعدتها عليه، ما أخطأت في حرفٍ؛ (تذكرة الحفاظ للذهبي جـ 2 صـ 154).
أقوال العلماء في التِّرمِذي:
(1) قال ابن حبان (رحمه الله): كان أبو عيسى ممن جمع وصنَّف، وحفظ وذاكر؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 273).
(2) قال أبو سعد الإدريسي (رحمه الله): التِّرمِذي: أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنف كتاب "الجامع" والتواريخ والعلل، تصنيف رجل عالم متقن، كان يُضرَب به المثَل في الحفظ؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 1 صـ 172).
(3) قال الحاكم (رحمه الله): سمعت عمر بن علك يقول: مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى، في العلم والحفظ، والورع والزهد، بكى حتى عمِي، وبقي ضريرًا سنين؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 273).
(4) قال ابن العماد الحنبلي (رحمه الله): الإمام التِّرمِذي تلميذ أبي عبدالله البخاري، ومشاركه فيما يرويه في عدة من مشايخه، سمع منه شيخه البخاري وغيره، وكان مبرزًا على الأقران، آية في الحفظ والإتقان؛ (شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي جـ 3 صـ 327).
(5) قال ابن خلكان (رحمه الله): التِّرمِذي الحافظ المشهور، أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنَّف كتاب الجامع والعلل تصنيف رجل متقن، وبه كان يُضرَب المثَل، وهو تلميذ أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، وشاركه في بعض شيوخه، مثل: قتيبة بن سعيد، وعلي بن حُجر، وابن بشار، وغيرهم؛ (وفيات الأعيان لابن خلكان جـ 4 صـ 104).
(6) قال السمعاني (رحمه الله): التِّرمِذي أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنف كتاب الجامع والتواريخ والعلل، تصنيف رجل عالم متقن، وكان يضرب به المثل في الحفظ والضبط، تلميذ لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، وشارك معه في شيوخه؛ (الأنساب للسمعاني جـ 3 صـ 42).
(7) قال ابن الأثير (رحمه الله): كان التِّرمِذي إمامًا حافظًا، له تصانيفُ حسنةٌ، منها: "الجامع الكبير" في الحديث، وهو أحسن الكتب؛ (الكامل في التاريخ لابن الأثير جـ 6 صـ 474).
(8) قال شيخ الإسلام إسماعيل الهروي (رحمه الله): جامع التِّرمِذي أنفعُ مِن كتاب البخاري ومسلمٍ؛ لأنهما لا يقف على الفائدة منهما إلا المتبحر العالم، والجامع يصلُ إلى فائدته كلُّ أحدٍ؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 1 صـ 172).
(9) قال الحافظ أبو يعلى الخليل بن عبدالله الخليلي القزويني: محمد بن عيسى بن سَورةَ الحافظُ، متفقٌ عليه، له كتابٌ في السنن، وكلامٌ في الجرح والتعديل، روى عنه ابن محبوبٍ والأجلاء، وهو مشهورٌ بالأمانة والعلم؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 11 صـ 71).
(10) قال ابن كثير (رحمه الله): التِّرمِذي: أحدُ أئمة الحديث في زمانه، وله المصنَّفات المشهورة، منها "الجامع"، و"الشمائل"، و"أسماء الصحابة"، وغير ذلك، وكتاب "الجامع" أحد الكتب الستة التي يرجِع إليها العلماء؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 11 صـ 71).
شهادة الإمام البخاري للترمذي:
قال التِّرمِذي (رحمه الله): قال لي محمد بن إسماعيل البخاري (رحمه الله): ما انتفعتُ بك أكثر مما انتفعت؛ (تهذيب التهذيب للعسقلاني - جـ 5 صـ 249).
وقفات مع سنن التِّرمِذي:
(1) قال التِّرمِذي: صنفت هذا الكتاب، وعرضته على علماء الحجاز، والعراق وخراسان، فرضُوا به، ومن كان هذا الكتاب - يعني: جامع التِّرمِذي - في بيته، فكأنما في بيته نبيٌّ يتكلم؛ (تذكرة الحفاظ للذهبي جـ 2 صـ 154).
(2) وقال التِّرمِذي (رحمه الله): ما أخرجت في كتابي هذا إلا حديثًا قد عمل به بعض الفقهاء، سوى حديث: (فإن شرب في الرابعة فاقتلوه)، وسوى حديث: (جمع بين الظهر والعصر بالمدينة، من غير خوفٍ ولا سفرٍ)؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 274).
(3) قال عبدالرحيم بن عبدالخالق (رحمه الله): جامع التِّرمِذي على أربعة أقسامٍ: قسمٌ مقطوعٌ بصحته، وقسمٌ على شرط أبي داود والنسائي كما بيَّنا، وقسمٌ أخرجه للضدية، وأبان عن علَّته، وقسمٌ رابعٌ أبان عنه؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 274).
(4) قال الذهبي (رحمه الله): في جامع التِّرمِذي علمٌ نافعٌ، وفوائد غزيرةٌ، ورؤوس المسائل، وهو أحد أصول الإسلام، لولا ما كدره بأحاديثَ واهيةٍ، بعضها موضوعٌ، وكثيرٌ منها في الفضائل؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 274).
(5) قال أحمد شاكر (رحمه الله): كتاب التِّرمِذي يمتاز بثلاثة أمور، لا تجدها في شيء من كتب السنَّةِ الأصول، الستةِ أو غيرِها.
(1) بعد أن يروي التِّرمِذي حديث الباب يذكر أسماء الصحابة الذين رُويت عنهم أحاديثُ فيه، سواء كانت بمعنى الحديث الذي رواه، أم بمعنى آخر، أم بما يخالفه، أم بإشارة إليه ولو من بعيد، وهذا أصعب ما في الكتاب على من يريد شرحه، وخاصة في هذه العصور، وقد عدمت بلاد الإسلام نبوغ حفاظ الحديث، الذين كانوا مفاخر العصور السالفة، فمن حاول استيفاء هذا، وتخريج كل حديث أشار إليه التِّرمِذي، أعجَزه، وفاته شيءٌ كثير.
(2) التِّرمِذي في أغلب أحيانه يذكر اختلاف الفقهاء وأقوالهم في المسائل الفقهية، وكثيرًا ما يشير إلى دلائلهم، ويذكر الأحاديث المتعارضة في المسألة، وهذا مقصد من أعلى المقاصد وأهمها؛ إذ هو الغاية الصحيحة من علوم الحديث، تمييز الصحيح من الضعيف؛ للاستدلال والاحتجاج، ثم الاتباع والعمل.
(3) يعتني التِّرمِذي كل العناية في كتابه بتحليل الحديث، فيذكر درجته من الصحة أو الضعف، ويفصل القول في التعليل والرجال تفصيلًا جيدًا؛ ولذلك صار كتابه هذا كأنه تطبيق عملي لقواعد علوم الحديث، خصوصًا علم العلل، وصار أنفع كتاب للعالم والمتعلم، وللمستفيد والباحث، في علوم الحديث؛ (مقدمة سنن التِّرمِذي جـ 1 صـ 70: 66).
وفاة التِّرمِذي:
مات أبو عيسى التِّرمِذي الحافظ بترمذ (اسم مدينة) ليلة الاثنين لثلاث عشرة ليلةً مضت من رجبٍ سنة تسعٍ وسبعين ومائتين، وكان عمره سبعين عامًا؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 26 صـ 252).
الشيخ صلاح نجيب الدق
الاسم والنسب:
هو الإمام الحافظ: محمَّد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك التِّرمِذي.
كنيته: أبو عيسى؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 270).
مولد التِّرمِذي:
ولد التِّرمِذي في سنة تسعٍ ومائتين؛ (قوت المغتذي للسيوطي المقدمة صـ 12).
رحلته في طلب العلم:
رحل التِّرمِذي في طلب العلم، فذهب إلى خراسان والعراق ومكة والمدينة؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 271).
شيوخ التِّرمِذي:
قتيبة بن سعيدٍ، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومحمد بن عمرٍو السواق البلخي، ومحمود بن غيلان، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وأحمد بن منيعٍ، وأبو مصعبٍ الزهري، وبشر بن معاذٍ العقدي، والحسن بن أحمد بن أبي شعيبٍ، وأبو عمارٍ الحسين بن حريثٍ، والمعمر عبدالله بن معاوية الجمحي، وعبدالجبار بن العلاء، وأبو كريبٍ، وعلي بن حُجرٍ، وعلي بن سعيد بن مسروقٍ الكندي، وعمرو بن علي الفلاس، وعمران بن موسى القزاز، وغيرهم؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 271).
تلاميذ التِّرمِذي:
أبو بكرٍ أحمد بن إسماعيل السمرقندي، وأبو حامدٍ أحمد بن عبدالله بن داود المروزي، وأحمد بن علي بن حسنويه المقرئ، وأحمد بن يوسف النسفي، وأسد بن حمدويه النسفي، والحسين بن يوسف الفربري، وحماد بن شاكرٍ الوراق، وداود بن نصر بن سهيلٍ البزدوي، والربيع بن حيان الباهلي، وعبدالله بن نصر أخو البزدوي، وعبد بن محمد بن محمودٍ النسفي، وعلي بن عمر بن كلثومٍ السمرقندي، وغيرهم؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 272: 271).
قوة حفظ التِّرمِذي:
قال التِّرمِذي: كنت في طريق مكة، فكتبت جزأين من حديث شيخٍ، فوجدته فسألته، وأنا أظن أن الجزأين معي، فسألته، فأجابني، فإذا معي جزآن بياض، فبقي يقرأ عليَّ من لفظه، فنظر، فرأى في يدي ورقًا بياضًا، فقال: أما تستحي مني؟ فأعلمتُه بأمري، وقلت: أحفظه كله، قال: اقرأ، فقرأته عليه، فلم يصدقني، وقال: استظهرتَ قبل أن تجيء؟ فقلت: حدثني بغيره، قال: فحدثني بأربعين حديثًا، ثم قال: هاتِ، فأعدتها عليه، ما أخطأت في حرفٍ؛ (تذكرة الحفاظ للذهبي جـ 2 صـ 154).
أقوال العلماء في التِّرمِذي:
(1) قال ابن حبان (رحمه الله): كان أبو عيسى ممن جمع وصنَّف، وحفظ وذاكر؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 273).
(2) قال أبو سعد الإدريسي (رحمه الله): التِّرمِذي: أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنف كتاب "الجامع" والتواريخ والعلل، تصنيف رجل عالم متقن، كان يُضرَب به المثَل في الحفظ؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 1 صـ 172).
(3) قال الحاكم (رحمه الله): سمعت عمر بن علك يقول: مات البخاري فلم يخلف بخراسان مثل أبي عيسى، في العلم والحفظ، والورع والزهد، بكى حتى عمِي، وبقي ضريرًا سنين؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 273).
(4) قال ابن العماد الحنبلي (رحمه الله): الإمام التِّرمِذي تلميذ أبي عبدالله البخاري، ومشاركه فيما يرويه في عدة من مشايخه، سمع منه شيخه البخاري وغيره، وكان مبرزًا على الأقران، آية في الحفظ والإتقان؛ (شذرات الذهب لابن العماد الحنبلي جـ 3 صـ 327).
(5) قال ابن خلكان (رحمه الله): التِّرمِذي الحافظ المشهور، أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنَّف كتاب الجامع والعلل تصنيف رجل متقن، وبه كان يُضرَب المثَل، وهو تلميذ أبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، وشاركه في بعض شيوخه، مثل: قتيبة بن سعيد، وعلي بن حُجر، وابن بشار، وغيرهم؛ (وفيات الأعيان لابن خلكان جـ 4 صـ 104).
(6) قال السمعاني (رحمه الله): التِّرمِذي أحد الأئمة الذين يقتدى بهم في علم الحديث، صنف كتاب الجامع والتواريخ والعلل، تصنيف رجل عالم متقن، وكان يضرب به المثل في الحفظ والضبط، تلميذ لأبي عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري، وشارك معه في شيوخه؛ (الأنساب للسمعاني جـ 3 صـ 42).
(7) قال ابن الأثير (رحمه الله): كان التِّرمِذي إمامًا حافظًا، له تصانيفُ حسنةٌ، منها: "الجامع الكبير" في الحديث، وهو أحسن الكتب؛ (الكامل في التاريخ لابن الأثير جـ 6 صـ 474).
(8) قال شيخ الإسلام إسماعيل الهروي (رحمه الله): جامع التِّرمِذي أنفعُ مِن كتاب البخاري ومسلمٍ؛ لأنهما لا يقف على الفائدة منهما إلا المتبحر العالم، والجامع يصلُ إلى فائدته كلُّ أحدٍ؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 1 صـ 172).
(9) قال الحافظ أبو يعلى الخليل بن عبدالله الخليلي القزويني: محمد بن عيسى بن سَورةَ الحافظُ، متفقٌ عليه، له كتابٌ في السنن، وكلامٌ في الجرح والتعديل، روى عنه ابن محبوبٍ والأجلاء، وهو مشهورٌ بالأمانة والعلم؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 11 صـ 71).
(10) قال ابن كثير (رحمه الله): التِّرمِذي: أحدُ أئمة الحديث في زمانه، وله المصنَّفات المشهورة، منها "الجامع"، و"الشمائل"، و"أسماء الصحابة"، وغير ذلك، وكتاب "الجامع" أحد الكتب الستة التي يرجِع إليها العلماء؛ (البداية والنهاية لابن كثير جـ 11 صـ 71).
شهادة الإمام البخاري للترمذي:
قال التِّرمِذي (رحمه الله): قال لي محمد بن إسماعيل البخاري (رحمه الله): ما انتفعتُ بك أكثر مما انتفعت؛ (تهذيب التهذيب للعسقلاني - جـ 5 صـ 249).
وقفات مع سنن التِّرمِذي:
(1) قال التِّرمِذي: صنفت هذا الكتاب، وعرضته على علماء الحجاز، والعراق وخراسان، فرضُوا به، ومن كان هذا الكتاب - يعني: جامع التِّرمِذي - في بيته، فكأنما في بيته نبيٌّ يتكلم؛ (تذكرة الحفاظ للذهبي جـ 2 صـ 154).
(2) وقال التِّرمِذي (رحمه الله): ما أخرجت في كتابي هذا إلا حديثًا قد عمل به بعض الفقهاء، سوى حديث: (فإن شرب في الرابعة فاقتلوه)، وسوى حديث: (جمع بين الظهر والعصر بالمدينة، من غير خوفٍ ولا سفرٍ)؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 274).
(3) قال عبدالرحيم بن عبدالخالق (رحمه الله): جامع التِّرمِذي على أربعة أقسامٍ: قسمٌ مقطوعٌ بصحته، وقسمٌ على شرط أبي داود والنسائي كما بيَّنا، وقسمٌ أخرجه للضدية، وأبان عن علَّته، وقسمٌ رابعٌ أبان عنه؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 274).
(4) قال الذهبي (رحمه الله): في جامع التِّرمِذي علمٌ نافعٌ، وفوائد غزيرةٌ، ورؤوس المسائل، وهو أحد أصول الإسلام، لولا ما كدره بأحاديثَ واهيةٍ، بعضها موضوعٌ، وكثيرٌ منها في الفضائل؛ (سير أعلام النبلاء جـ 13 صـ 274).
(5) قال أحمد شاكر (رحمه الله): كتاب التِّرمِذي يمتاز بثلاثة أمور، لا تجدها في شيء من كتب السنَّةِ الأصول، الستةِ أو غيرِها.
(1) بعد أن يروي التِّرمِذي حديث الباب يذكر أسماء الصحابة الذين رُويت عنهم أحاديثُ فيه، سواء كانت بمعنى الحديث الذي رواه، أم بمعنى آخر، أم بما يخالفه، أم بإشارة إليه ولو من بعيد، وهذا أصعب ما في الكتاب على من يريد شرحه، وخاصة في هذه العصور، وقد عدمت بلاد الإسلام نبوغ حفاظ الحديث، الذين كانوا مفاخر العصور السالفة، فمن حاول استيفاء هذا، وتخريج كل حديث أشار إليه التِّرمِذي، أعجَزه، وفاته شيءٌ كثير.
(2) التِّرمِذي في أغلب أحيانه يذكر اختلاف الفقهاء وأقوالهم في المسائل الفقهية، وكثيرًا ما يشير إلى دلائلهم، ويذكر الأحاديث المتعارضة في المسألة، وهذا مقصد من أعلى المقاصد وأهمها؛ إذ هو الغاية الصحيحة من علوم الحديث، تمييز الصحيح من الضعيف؛ للاستدلال والاحتجاج، ثم الاتباع والعمل.
(3) يعتني التِّرمِذي كل العناية في كتابه بتحليل الحديث، فيذكر درجته من الصحة أو الضعف، ويفصل القول في التعليل والرجال تفصيلًا جيدًا؛ ولذلك صار كتابه هذا كأنه تطبيق عملي لقواعد علوم الحديث، خصوصًا علم العلل، وصار أنفع كتاب للعالم والمتعلم، وللمستفيد والباحث، في علوم الحديث؛ (مقدمة سنن التِّرمِذي جـ 1 صـ 70: 66).
وفاة التِّرمِذي:
مات أبو عيسى التِّرمِذي الحافظ بترمذ (اسم مدينة) ليلة الاثنين لثلاث عشرة ليلةً مضت من رجبٍ سنة تسعٍ وسبعين ومائتين، وكان عمره سبعين عامًا؛ (تهذيب الكمال للمزي جـ 26 صـ 252).