فريق منتدى الدي في دي العربي
03-06-2016, 05:56 PM
زوجتي كانت على علاقة بشباب قبل وفاتها
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي
السؤال
♦ ملخص السؤال:
رجل تُوفِّيتْ زوجتُه منذ مدة، ووجَد اتصالاتٍ وأرقامًا ورسائلَ بينها وبين شباب في هاتفها بعد وفاتها، فصُدم صدمةً شديدة، ولا يعلم ماذا يفعل ليفيقَ مِن هذه الصدمة!
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تُوفِّيتْ زوجتي منذ مدة رحِمَها الله تعالى، وكنتُ أحبها حبًّا لا يُوصَف، ولا أعترض على وفاتها - معاذَ الله، واحتسبتُ ودعوتُ لها بخير، وأدعو لها في كلِّ صلاة أن يغفرَ الله لها، ويُدخلها فسيح جناته.
تكمُن المشكلة في أنني بعد وفاتها وجدتُ في هاتفِها رسائلَ واتصالات بينها وبين رجال، بدأتُ أتَّصل على الأرقام المسجَّلة - وكانت مسجلةً بأسماء فتيات - ووجدتُها لشبابٍ، فصدمتُ صدمةً كبيرةً!
لم أفقْ مِن الصدمة بعدُ، ولا أعلم ماذا كان بينها وبين هؤلاء الشباب؟! أعيش الآن حقيقة مؤلمة جدًّا، ولا أعلم كيف يكون شعوري بين وفاتها وحسرتي عليها وفقدها، وبين معرفتي بأحاديثها مع الشباب؟!
أصبحتُ لا أتحمَّل الوضع، ولا أصدِّق الحب الذي كانتْ تحبني إياه، ولم أقل إلا: حسبي الله ونعم الوكيل.
أسأل الله أن يسامحها ويغفر لها، وأن يتجاوز عنها
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإنَّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيءٍ عنده بأجَلٍ مُسمى، فلتصبرْ ولتحتسبْ.
شكر الله لك الأخ الكريم صبرَك على فراق زوجتك، ومسامحتك إياها على ما وقعتْ فيه بجهلٍ، فكلُّ ابن آدم خطَّاء، وخيرُ الخطائين التوابون، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال أيضًا في حديث طويلٍ: ((جحد آدمُ فجحدتْ ذريته، ونَسِي آدم فنسيتْ ذريته، وخطئ آدم فخطئتْ ذريته))؛ رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسَن صحيح.
وزوجتُك قد أفْضَتْ إلى ما قدَّمَتْ مِن خيرٍ أو شرٍّ، وصارتْ مُرتهنةً بعمَلها، وهي الآن بين يدي ربها وتحت مَشيئته، نسأل الله أن يرحمَ أموات المسلمين أجمعين.
فالواجبُ عليك أن تسترها؛ ففي الحديث الذي رواه البخاري: ((لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا))؛ أي: وصلوا إلى ما عملوا مِن خير أو شر، فيجازيهم الله تعالى به، فأكثِرْ مِن الاستغفار لها.
ومِن أعظم ما يعينك على مصيبتيك النظر بعين القدر فيما يجري عليك مِن أمورٍ لا حيلة لك في دفْعِها، فاصبرْ عليها وارضَ وسَلِّمْ؛ قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11]، فالعبدُ عليه أن يصبرَ ويَرضى بما قدَّر الله عليه مِن المصائب، ويستغفر من الذنوب والمعايب، ويشكر الله على ما قدَّرَ له مِن النعم والمواهب، فيجمع بين الشكر والصبر والاستغفار والإيمان بالقدَر والشرْعِ.
تعرف أيها الأخ الكريم أن الحياةَ لا تتوقَّف عجلتها، ولا ينقطع سيرها مِن أجل موت أحد ولا حياته، فتحرر مِن قيد تلك الأزمة، واطوِ صفحةَ الماضي بحلوِها ومرها، وابدأ حياة جديدةً وأنت أكثر خبرة ونُضجًا، وابحثْ عن زوجةٍ أخرى تكمل معها مشوار الحياة، ولا تقفْ أخي الفاضل طويلًا عند ما علمتَه عن زوجتك، وعن السبب الذي دفَعها لهذا، إلى آخر هذا التسلسل الذي لا فائدة من ورائه إلا الحيرة، والحياة لم تنتهِ بعدُ فهي تسيرُ ولا تتوقف، فتعاملْ مع المصاب من خلال هذا الفهم تحصل الراحة، وتسكن نفسك وتقر عينك.
نسأل الله أن يرحمَ موتى المسلمين، وأن يأجرك في مصيبتك، ويخلف لك خيرًا منها
الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي
السؤال
♦ ملخص السؤال:
رجل تُوفِّيتْ زوجتُه منذ مدة، ووجَد اتصالاتٍ وأرقامًا ورسائلَ بينها وبين شباب في هاتفها بعد وفاتها، فصُدم صدمةً شديدة، ولا يعلم ماذا يفعل ليفيقَ مِن هذه الصدمة!
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تُوفِّيتْ زوجتي منذ مدة رحِمَها الله تعالى، وكنتُ أحبها حبًّا لا يُوصَف، ولا أعترض على وفاتها - معاذَ الله، واحتسبتُ ودعوتُ لها بخير، وأدعو لها في كلِّ صلاة أن يغفرَ الله لها، ويُدخلها فسيح جناته.
تكمُن المشكلة في أنني بعد وفاتها وجدتُ في هاتفِها رسائلَ واتصالات بينها وبين رجال، بدأتُ أتَّصل على الأرقام المسجَّلة - وكانت مسجلةً بأسماء فتيات - ووجدتُها لشبابٍ، فصدمتُ صدمةً كبيرةً!
لم أفقْ مِن الصدمة بعدُ، ولا أعلم ماذا كان بينها وبين هؤلاء الشباب؟! أعيش الآن حقيقة مؤلمة جدًّا، ولا أعلم كيف يكون شعوري بين وفاتها وحسرتي عليها وفقدها، وبين معرفتي بأحاديثها مع الشباب؟!
أصبحتُ لا أتحمَّل الوضع، ولا أصدِّق الحب الذي كانتْ تحبني إياه، ولم أقل إلا: حسبي الله ونعم الوكيل.
أسأل الله أن يسامحها ويغفر لها، وأن يتجاوز عنها
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فإنَّ لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيءٍ عنده بأجَلٍ مُسمى، فلتصبرْ ولتحتسبْ.
شكر الله لك الأخ الكريم صبرَك على فراق زوجتك، ومسامحتك إياها على ما وقعتْ فيه بجهلٍ، فكلُّ ابن آدم خطَّاء، وخيرُ الخطائين التوابون، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقال أيضًا في حديث طويلٍ: ((جحد آدمُ فجحدتْ ذريته، ونَسِي آدم فنسيتْ ذريته، وخطئ آدم فخطئتْ ذريته))؛ رواه الترمذي، وقال: هذا حديث حسَن صحيح.
وزوجتُك قد أفْضَتْ إلى ما قدَّمَتْ مِن خيرٍ أو شرٍّ، وصارتْ مُرتهنةً بعمَلها، وهي الآن بين يدي ربها وتحت مَشيئته، نسأل الله أن يرحمَ أموات المسلمين أجمعين.
فالواجبُ عليك أن تسترها؛ ففي الحديث الذي رواه البخاري: ((لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا))؛ أي: وصلوا إلى ما عملوا مِن خير أو شر، فيجازيهم الله تعالى به، فأكثِرْ مِن الاستغفار لها.
ومِن أعظم ما يعينك على مصيبتيك النظر بعين القدر فيما يجري عليك مِن أمورٍ لا حيلة لك في دفْعِها، فاصبرْ عليها وارضَ وسَلِّمْ؛ قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11]، فالعبدُ عليه أن يصبرَ ويَرضى بما قدَّر الله عليه مِن المصائب، ويستغفر من الذنوب والمعايب، ويشكر الله على ما قدَّرَ له مِن النعم والمواهب، فيجمع بين الشكر والصبر والاستغفار والإيمان بالقدَر والشرْعِ.
تعرف أيها الأخ الكريم أن الحياةَ لا تتوقَّف عجلتها، ولا ينقطع سيرها مِن أجل موت أحد ولا حياته، فتحرر مِن قيد تلك الأزمة، واطوِ صفحةَ الماضي بحلوِها ومرها، وابدأ حياة جديدةً وأنت أكثر خبرة ونُضجًا، وابحثْ عن زوجةٍ أخرى تكمل معها مشوار الحياة، ولا تقفْ أخي الفاضل طويلًا عند ما علمتَه عن زوجتك، وعن السبب الذي دفَعها لهذا، إلى آخر هذا التسلسل الذي لا فائدة من ورائه إلا الحيرة، والحياة لم تنتهِ بعدُ فهي تسيرُ ولا تتوقف، فتعاملْ مع المصاب من خلال هذا الفهم تحصل الراحة، وتسكن نفسك وتقر عينك.
نسأل الله أن يرحمَ موتى المسلمين، وأن يأجرك في مصيبتك، ويخلف لك خيرًا منها