فريق منتدى الدي في دي العربي
10-08-2017, 11:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: تفنيد سطحية شكل الأرض:
تعريف و معنى سطح في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي
سَطح ( اسم ):
الجمع : أَسْطُح و سُطوح
سطح كُلِّ شيء : أَعْلاهُ
ما له طول وعرض ، بلا عُمق.
سَطَحَ ( فعل ):
سطَحَ يَسطَح ، سَطْحًا ، فهو ساطِح ، والمفعول مَسْطوح وسَطيح
سطَح الشَّيءَ : بسَطه وسوّاه ومدّه
سطَح البيتَ : سوَّى سَطْحه
• دحَى اللهُ الأرضَ دَحَاها ، بسَطَها ومدَّها ووسَّعَها على هيئة بيضة للسُّكنى والإعمار :- أرضٌ مَدْحِيَّةٌ ، - دحَى الخبّازُ العجينةَ ، - { وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
وعبارة "و إلى الأرض كيف سطحت"، مشابهة مثلاً لعبارة:
"أنظر الى هذه الحديقة كيف سوّرت."
و هذا لا يعني أنها هي السور بالطبع، بل المقصود
كيف صنع سورها.
أو كيف وضع و شكل حولها هذا السور.
فالأرض في القرآن العظيم كروية الشكل و شبهها الله تعالى بالدحية،
أي ببيضة النعامة، التي هي كرة اهليجية:
في سورة النازعات الاية 30 : "وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا" .
أقوال المفسرين القدامى في هذه الآية الكريمة : (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) :
قال شيخ المفسرين الطبري : "وقوله: {وَإلى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} يقول : وإلى الأرض كيف بُسطت، يقال: جبل مُسَطَّح : إذا كان في أعلاه استواء
قال الزمخشري : {كَيْفَ سُطِحَتْ} سطحاً بتمهيد وتوطئة، فهي مهاد للمتقلب عليها، وبمثله قال أبو حيان و الإمام الرازي
قال القرطبي : {وَإِلَى ?لأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}، أي : بُسطت ومدّت. والسطح : بسط الشيء، وبمثله قال أبن الجوزى
قال الشيخ أبو السعود: {كَيْفَ سُطِحَتْ } سطحاً بتوطئةٍ وتمهيدٍ وتسويةٍ وتوطيدٍ حسبما يقتضيهِ صلاحُ أمورِ ما عليها من الخلائقِ
ودلالة كلمة (سُطحت)، تدل على الإنبساط والإستواء، ولا تعارض بين ذلك وبين كروية الأرض ...
وكلمة (الأرض) لها : (معنى عام) و (معنى خاص)
فالمكان الذي يحرثه ويزرعه الإنسان يسمى (أرضا) ، فنقول أرض قاحلة وأرض خصبة إلى غيره من الإطلاقات .... ونقصد بها الأرض المنبسطة التي يشاهدها الرائي بعينه المجردة كما قال تعالى :
(وَمَثَل كَلِمَة خَبِيثَة كَشَجَرَةٍ خَبِيثَة اُجْتُثَّتْ مِنْ فَوْق الْأَرْض مَا لَهَا مِنْ قَرَار)
(وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْض مَرَحًا إِنَّك لَنْ تَخْرِق الْأَرْض وَلَنْ تَبْلُغ الْجِبَال طُولًا )
وهنا يقصد الآرض المنبسطة التي نمشي عليها ، بوصفها (الجزئي) لا (الكلي) ...
و كذلك الآية محل السؤال : الله تعالى يرشدنا إلى إعمال عقولنا للتفكير في هذه الآرض كيف هي منبسطة ؟؟ والحديث هنا عن الأرض كذلك بمعناها (الجزئي) لا الكلي
والدليل هو أن الله تعالى ذكر الإبل والسماء والجبال والأرض وتسائل عن كيفية الخلق والرفع والنصب والتسطح :
(أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20))
ومعلوم أن الجبال (جزء من الأرض) بمعناها الكلى .... فيقصد بذلك المعنى الذي أشرنا إليه وهو الأرض المنبسطة التي نراها بالعين المجردة
وعندما نقرأ الآيات بشكل جيد منذ بدايتها .... نجد أن الآية الكريمة لا تتحدث عن كروية الأرض كحقيقة علمية أو غير ذلك ....
ونخلص من ذلك إلى أن الآية الكريمة لا علاقة لها بشكل (كوكب الأرض) لا من قريب ولا من بعيد، فهي لا تتحدث عن (الكوكب بشكله الكلي) وإنما تتحدث عن الأرض المنبسطة التي يشاهدها الرائي بعينه المجردة عند وقوفه فوقها.
ثانيا : كروية الأرض :
بسم الله
أولا:
القرآن كتاب هداية وإصلاح في الأصل وليس كتاب علم فيزيائي أو طبي تجريبي ولكن يحمل آيات وإشارات كونية وطبية إنسانية لحقائق علمية غيبية مستقبلية لتكون دلائل وبينات إعجازية تؤكد صحة هذا الدين للأجيال اللاحقة لزمن الرسالة مصداقا للوعد الإلهي :
"سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ? أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "
ثانيا:
لم يأتي الوصف صراحة بكروية الأرض في القرآن لأنه أمر لا يقبله العقل من الواقع والمشاهدة العينية لأن الأرض تبدو في ظاهرها ممتدة ومنبسطة دون اعوجاج أو تقوس ملحوظ من خلال النظر بالعين المجردة من فوق سطح الأرض.
ولو جاء الله بهذا الوصف الصريح لكروية الأرض لكان شبهة كبيرة لهذا الدين في صحته في زمن الرسالة وسيكون سبب لنفور الكثير من الناس عن هذا الدين ولهم بعض العذر في ذلك إن لم يذكر الله لهم التفاصيل ليقتنعوا.
بأن يذكر مثلا أن حجم الكرة كلما كان كبيرا جدا بالنسبة لحجم للإنسان كلما كان احتمال ملاحظة ومشاهدة تكور الأرض وتقوس سطحها شبه منعدم أو منعدم تبعا لفرق الحجم النسبي بين الكرة وبين الواقف على سطحها.
ولو ذكر الله كروية الأرض صراحة بهذا التفصيل الذي ذكرته ستكون آية معجزة بكل المقاييس ويؤمن بسببها كل البشر أو غالبيتهم ولكن ذلك يتعارض مع مشيئة الله بالتنوع وإختلاف العقائد بين الناس ليبتلي كل أمة بما أنزل إليها من شرائع عند رفضهم الإيمان بمحمد ورسالته الخاتمة.
يقول الله في هذا:
"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ? وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ? وَلِذَ?لِكَ خَلَقَهُمْ ?"
"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ? أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى? يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ "
"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ? وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَ?كِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ? فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ? إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ"
"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ? وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"
"رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ? وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا "
أشرح الآيات أم أن الفكرة واضحة؟
أرجو أن تكون الصورة وضحت .
ولكن الله قد نبه و حث وأمر بتدبر كتابه و التفكر في آياته من جهة أخرى في قوله:
"كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"
" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"
وبعد التدبر والتفكر في آيات القرآن المتعلقة بهذا الموضوع سيتضح لك وجود وصف وإثبات لكروية الأرض كالتالي:
أولا :
وصف لكروية الأرض بتشبيها بالبيضة:
الأرض في القرآن العظيم كروية الشكل و شبهها الله تعالى بالدحية،
أي ببيضة النعامة، التي هي كرة اهليجية:
في سورة النازعات الاية 30 : "وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا" .
ومن معاجم اللغة:
دحَى اللهُ الأرضَ دَحَاها ، بسَطَها ومدَّها ووسَّعَها على هيئة بيضة للسُّكنى والإعمار :- أرضٌ مَدْحِيَّةٌ ، - دحَى الخبّازُ العجينةَ ، - { وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
ثانيا: إثبات كروية الأرض:
التفسير المعجز المثبت لكروية الأرض قطعيا:
وقد فسر الشيخ الشعراوي رحمه الله، آية قريبة في معناها من آية الغاشية، وهي قوله تعالى في سورة الحجر : (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا)
قال : (عندما قال الحق سبحانه وتعالى : (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) أي بسطناها .. أقال أي أرض ؟؟ لا.. لم يحدد أرضا بعينها .. بل قال الأرض على إطلاقها .. ومعنى ذلك أنك إذا وصلت إلى أي مكان يسمى أرضا تراها أمامك ممدودة أي منبسطة .. فإذا كنت في القطب الجنوبي أو في القطب الشمالي .. أو في أمريكا أو أوروبا أو في افريقيا أو آسيا .. أو في أي بقعة من الأرض .. فأنك ترها أمامك منبسطة .. ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو مسدسة أو على أي شكل هندسي آخر .. فإنك تصل فيها إلى حافة .. لا ترى أمامك الأرض منبسطة .. ولكنك ترى حافة الأرض ثم الفضاء .. ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة تصل إليها هي أن تكون الأرض كروية .. حتى إذا بدأت من أي نقطة محددة على سطح الكرة الأرضية ثم ظللت تسير حتى عدت إلى نقطة البداية .. فإنك طوال مشوارك حول الأرض ستراها أمامك دائما منبسطة .. وما دام الأمر كذلك فإنك لا تسير في أي بقعة على الأرض إلا وأنت تراها أمامك منبسطة وهكذا كانت الآية الكريمة : (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) لقد فهمها بعض الناس على أن الأرض مبسوطة دليل على كروية الأرض .. وهذا هو الإعجاز في القرآن الكريم .. يأتي باللفظ الواحد ليناسب ظاهر الأشياء ويدل على حقيقتها الكونية . ولذلك فإن الذين أساءوا فهم هذه الآية الكريمة وأخذوها على أن معناها أن الأرض منبسطة .. قالوا هناك تصادم بين الدين والعلم .. والذين فهموا معنى الآية الكريمة فهما صحيحا قالوا إن القرآن الكريم هو أول كتاب في العالم ذكر أن الأرض كروية وكانت هذه الحقيقة وحدها كافية بأن يؤمنوا .. ولكنهم لا يؤمنون)
"وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ"
أرجو النشر و التوزيع
تحياتي
أولا: تفنيد سطحية شكل الأرض:
تعريف و معنى سطح في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي
سَطح ( اسم ):
الجمع : أَسْطُح و سُطوح
سطح كُلِّ شيء : أَعْلاهُ
ما له طول وعرض ، بلا عُمق.
سَطَحَ ( فعل ):
سطَحَ يَسطَح ، سَطْحًا ، فهو ساطِح ، والمفعول مَسْطوح وسَطيح
سطَح الشَّيءَ : بسَطه وسوّاه ومدّه
سطَح البيتَ : سوَّى سَطْحه
• دحَى اللهُ الأرضَ دَحَاها ، بسَطَها ومدَّها ووسَّعَها على هيئة بيضة للسُّكنى والإعمار :- أرضٌ مَدْحِيَّةٌ ، - دحَى الخبّازُ العجينةَ ، - { وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
وعبارة "و إلى الأرض كيف سطحت"، مشابهة مثلاً لعبارة:
"أنظر الى هذه الحديقة كيف سوّرت."
و هذا لا يعني أنها هي السور بالطبع، بل المقصود
كيف صنع سورها.
أو كيف وضع و شكل حولها هذا السور.
فالأرض في القرآن العظيم كروية الشكل و شبهها الله تعالى بالدحية،
أي ببيضة النعامة، التي هي كرة اهليجية:
في سورة النازعات الاية 30 : "وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا" .
أقوال المفسرين القدامى في هذه الآية الكريمة : (وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ) :
قال شيخ المفسرين الطبري : "وقوله: {وَإلى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} يقول : وإلى الأرض كيف بُسطت، يقال: جبل مُسَطَّح : إذا كان في أعلاه استواء
قال الزمخشري : {كَيْفَ سُطِحَتْ} سطحاً بتمهيد وتوطئة، فهي مهاد للمتقلب عليها، وبمثله قال أبو حيان و الإمام الرازي
قال القرطبي : {وَإِلَى ?لأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ}، أي : بُسطت ومدّت. والسطح : بسط الشيء، وبمثله قال أبن الجوزى
قال الشيخ أبو السعود: {كَيْفَ سُطِحَتْ } سطحاً بتوطئةٍ وتمهيدٍ وتسويةٍ وتوطيدٍ حسبما يقتضيهِ صلاحُ أمورِ ما عليها من الخلائقِ
ودلالة كلمة (سُطحت)، تدل على الإنبساط والإستواء، ولا تعارض بين ذلك وبين كروية الأرض ...
وكلمة (الأرض) لها : (معنى عام) و (معنى خاص)
فالمكان الذي يحرثه ويزرعه الإنسان يسمى (أرضا) ، فنقول أرض قاحلة وأرض خصبة إلى غيره من الإطلاقات .... ونقصد بها الأرض المنبسطة التي يشاهدها الرائي بعينه المجردة كما قال تعالى :
(وَمَثَل كَلِمَة خَبِيثَة كَشَجَرَةٍ خَبِيثَة اُجْتُثَّتْ مِنْ فَوْق الْأَرْض مَا لَهَا مِنْ قَرَار)
(وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْض مَرَحًا إِنَّك لَنْ تَخْرِق الْأَرْض وَلَنْ تَبْلُغ الْجِبَال طُولًا )
وهنا يقصد الآرض المنبسطة التي نمشي عليها ، بوصفها (الجزئي) لا (الكلي) ...
و كذلك الآية محل السؤال : الله تعالى يرشدنا إلى إعمال عقولنا للتفكير في هذه الآرض كيف هي منبسطة ؟؟ والحديث هنا عن الأرض كذلك بمعناها (الجزئي) لا الكلي
والدليل هو أن الله تعالى ذكر الإبل والسماء والجبال والأرض وتسائل عن كيفية الخلق والرفع والنصب والتسطح :
(أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20))
ومعلوم أن الجبال (جزء من الأرض) بمعناها الكلى .... فيقصد بذلك المعنى الذي أشرنا إليه وهو الأرض المنبسطة التي نراها بالعين المجردة
وعندما نقرأ الآيات بشكل جيد منذ بدايتها .... نجد أن الآية الكريمة لا تتحدث عن كروية الأرض كحقيقة علمية أو غير ذلك ....
ونخلص من ذلك إلى أن الآية الكريمة لا علاقة لها بشكل (كوكب الأرض) لا من قريب ولا من بعيد، فهي لا تتحدث عن (الكوكب بشكله الكلي) وإنما تتحدث عن الأرض المنبسطة التي يشاهدها الرائي بعينه المجردة عند وقوفه فوقها.
ثانيا : كروية الأرض :
بسم الله
أولا:
القرآن كتاب هداية وإصلاح في الأصل وليس كتاب علم فيزيائي أو طبي تجريبي ولكن يحمل آيات وإشارات كونية وطبية إنسانية لحقائق علمية غيبية مستقبلية لتكون دلائل وبينات إعجازية تؤكد صحة هذا الدين للأجيال اللاحقة لزمن الرسالة مصداقا للوعد الإلهي :
"سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى? يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ? أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى? كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ "
ثانيا:
لم يأتي الوصف صراحة بكروية الأرض في القرآن لأنه أمر لا يقبله العقل من الواقع والمشاهدة العينية لأن الأرض تبدو في ظاهرها ممتدة ومنبسطة دون اعوجاج أو تقوس ملحوظ من خلال النظر بالعين المجردة من فوق سطح الأرض.
ولو جاء الله بهذا الوصف الصريح لكروية الأرض لكان شبهة كبيرة لهذا الدين في صحته في زمن الرسالة وسيكون سبب لنفور الكثير من الناس عن هذا الدين ولهم بعض العذر في ذلك إن لم يذكر الله لهم التفاصيل ليقتنعوا.
بأن يذكر مثلا أن حجم الكرة كلما كان كبيرا جدا بالنسبة لحجم للإنسان كلما كان احتمال ملاحظة ومشاهدة تكور الأرض وتقوس سطحها شبه منعدم أو منعدم تبعا لفرق الحجم النسبي بين الكرة وبين الواقف على سطحها.
ولو ذكر الله كروية الأرض صراحة بهذا التفصيل الذي ذكرته ستكون آية معجزة بكل المقاييس ويؤمن بسببها كل البشر أو غالبيتهم ولكن ذلك يتعارض مع مشيئة الله بالتنوع وإختلاف العقائد بين الناس ليبتلي كل أمة بما أنزل إليها من شرائع عند رفضهم الإيمان بمحمد ورسالته الخاتمة.
يقول الله في هذا:
"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ? وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ? وَلِذَ?لِكَ خَلَقَهُمْ ?"
"وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ? أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى? يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ "
"لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ? وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَ?كِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ? فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ? إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ"
"هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ? وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"
"رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ? وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا "
أشرح الآيات أم أن الفكرة واضحة؟
أرجو أن تكون الصورة وضحت .
ولكن الله قد نبه و حث وأمر بتدبر كتابه و التفكر في آياته من جهة أخرى في قوله:
"كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ"
" وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ"
وبعد التدبر والتفكر في آيات القرآن المتعلقة بهذا الموضوع سيتضح لك وجود وصف وإثبات لكروية الأرض كالتالي:
أولا :
وصف لكروية الأرض بتشبيها بالبيضة:
الأرض في القرآن العظيم كروية الشكل و شبهها الله تعالى بالدحية،
أي ببيضة النعامة، التي هي كرة اهليجية:
في سورة النازعات الاية 30 : "وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا" .
ومن معاجم اللغة:
دحَى اللهُ الأرضَ دَحَاها ، بسَطَها ومدَّها ووسَّعَها على هيئة بيضة للسُّكنى والإعمار :- أرضٌ مَدْحِيَّةٌ ، - دحَى الخبّازُ العجينةَ ، - { وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا } .
المعجم: اللغة العربية المعاصر
ثانيا: إثبات كروية الأرض:
التفسير المعجز المثبت لكروية الأرض قطعيا:
وقد فسر الشيخ الشعراوي رحمه الله، آية قريبة في معناها من آية الغاشية، وهي قوله تعالى في سورة الحجر : (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا)
قال : (عندما قال الحق سبحانه وتعالى : (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) أي بسطناها .. أقال أي أرض ؟؟ لا.. لم يحدد أرضا بعينها .. بل قال الأرض على إطلاقها .. ومعنى ذلك أنك إذا وصلت إلى أي مكان يسمى أرضا تراها أمامك ممدودة أي منبسطة .. فإذا كنت في القطب الجنوبي أو في القطب الشمالي .. أو في أمريكا أو أوروبا أو في افريقيا أو آسيا .. أو في أي بقعة من الأرض .. فأنك ترها أمامك منبسطة .. ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إذا كانت الأرض كروية .. فلو كانت الأرض مربعة أو مثلثة أو مسدسة أو على أي شكل هندسي آخر .. فإنك تصل فيها إلى حافة .. لا ترى أمامك الأرض منبسطة .. ولكنك ترى حافة الأرض ثم الفضاء .. ولكن الشكل الهندسي الوحيد الذي يمكن أن تكون فيه الأرض ممدودة في كل بقعة تصل إليها هي أن تكون الأرض كروية .. حتى إذا بدأت من أي نقطة محددة على سطح الكرة الأرضية ثم ظللت تسير حتى عدت إلى نقطة البداية .. فإنك طوال مشوارك حول الأرض ستراها أمامك دائما منبسطة .. وما دام الأمر كذلك فإنك لا تسير في أي بقعة على الأرض إلا وأنت تراها أمامك منبسطة وهكذا كانت الآية الكريمة : (وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا) لقد فهمها بعض الناس على أن الأرض مبسوطة دليل على كروية الأرض .. وهذا هو الإعجاز في القرآن الكريم .. يأتي باللفظ الواحد ليناسب ظاهر الأشياء ويدل على حقيقتها الكونية . ولذلك فإن الذين أساءوا فهم هذه الآية الكريمة وأخذوها على أن معناها أن الأرض منبسطة .. قالوا هناك تصادم بين الدين والعلم .. والذين فهموا معنى الآية الكريمة فهما صحيحا قالوا إن القرآن الكريم هو أول كتاب في العالم ذكر أن الأرض كروية وكانت هذه الحقيقة وحدها كافية بأن يؤمنوا .. ولكنهم لا يؤمنون)
"وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ"
أرجو النشر و التوزيع
تحياتي