فريق منتدى الدي في دي العربي
03-06-2016, 10:00 PM
الشك في إحساس الآخرين
أ. زينب مصطفى
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 19عامًا، أنا دائمًا كنتُ خجولاً، وأنتقد نفسي كلما قمتُ بتصرُّفٍ ما تُجاه الآخرين، حتى ولو كان تافِهًا، إلاَّ أنَّ علاقتي مع أصدقائي وأقاربي كانت جيدة، بدأَتْ مشكلتي قبل أربعة أشهر؛ حيث تشاجَرت مع زميلة لي في القسم بسبب سلوكها، ودائمًا عندما أنظر إلى الأستاذ، كانت تظنُّ أني أنظر إليها، مع العلم أني لَم أكن أُعيرها اهتمامًا، ومع مرور الأيام ظهَرت مشكلتي؛ حيث أصبَحت أنظر إليها بطريقة غير مباشرة، فكانت عيني مع الأستاذ، وفكري والعين الأخرى معها، مع العلم أني لَم أكن أُريد النظر إليها، ودائمًا ما كانت تحسُّ بي، وهذا ما كان يُسَبِّب لي الضِّيق.
وعندما غيَّرت مكان جلوسي وجَدتُ أنَّ هذه المشكلة قد سَيْطَرت عليّ؛ حيث وقَعتُ في نفس المشكلة مع زملائي الآخرين، لكن عندما أكون خارج القسم - معهم أو مع غيرهم - أكون عاديًّا، وبعد انتهاء الموسم الدراسي تفاقَم الوضع، وأصبَحت أقع في نفس المشكلة؛ سواء مع أصدقائي، أو عائلتي، فمثلاً عندما أشاهد التلفاز، ويجلس فرد من أفراد عائلتي بجواري، يكون فكري منصبًّا نحوه، أو عندما أكون في المسجد يَنتابني نفس الشعور، ودائمًا ما يحسون بي؛ مما يُسَبِّب لي الحرج، ويُبعدني عنهم، فهل من علاج طبِّي؟ عُذرًا لسوء التعبير
وجزاكم الله خيرًا
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ما تعاني منه مرتبطٌ بما ذَكَرته في بداية رسالتك: "أنا دائمًا كنتُ خجولاً، وأنتقد نفسي كلَّما قمتُ بتصرُّف ما تُجاه الآخرين".
فأنت بحاجة إلى أن تبني ثقتك بنفسك، وتعرف ما تتميَّز به من أمور، لا توجد عند غيرك، وتُدَرِّب نفسك على المواجهة والاجتماعيَّة شيئًا فشيئًا.
ما دخَل لك من هذا الشك الذي ذكَرته، هو نوع من الوساوس التي تَقهر الشخص، وإذا لَم يُحاول تجاهلها أو قَمْعَها، فستُلاحقه وتَصِل أحيانًا إلى درجة السيطرة عليه.
فسبب الوسواس غالبًا ما يكون نوعًا من الاكتئاب، أو انعدام الراحة لدى الإنسان؛ مما يدفعه للبحث عن أيِّ شيء غريب، يُمكن أن يَفعله لا شعوريًّا؛ للترويح عن نفسه، والإحساس بنوع من تفريغ الطاقة، حتى بشيء غير معقول.
الوساوس هي نوع من التفكير - غير المعقول وغير المفيد - الذي يُلازم المريض دائمًا، ويحتل جزءًا من الوعي والشعور، مع اقتناع المريض بسخافة هذا التفكير، مثل: تَكرار ترديد جُمل نابية في ذِهن المريض، أو تَكرار نغمة موسيقيَّة أو أغنيَّة تَظَلُّ تلاحقه، وتَقطع عليه تفكيره بما يُتعب المصاب، وقد تَحدث درجة خفيفة من هذه الأفكار عند كلِّ إنسان في وقتٍ من أوقات حياته، ولكن إذا ما تَمَّ الاستسلام لها، تتطوَّر وتؤثِّر في حياة الفرد وأعماله الاعتيادية، وقد تعوقه تمامًا عن العمل.
وعلاجه يكون فقط بأنْ يقوم الإنسان بفِعل الأشياء التي يحبُّها، ويَستمتع بها، وخلال وقت معيَّن سوف يتعوَّد المخ ويُدرك اللاشعور لدى الإنسان أن تفريغَ الطاقة في الأشياء التي يحبُّها الإنسان هو أفضل بكثيرٍ، وسوف يكون بإمكان الإنسان بسهولة أن يتخلَّص من هذا الوسواس؛ لأنه بسهولة سيكون قد خرَج من حالة الاكتئاب التي دَفَعته للبحث عن هذا الوسواس.
فعليك بقراءة كتب عن تنمية شخصيَّتك، وتبدأ بالاستمتاع بتدريب نفسك على الاندماج مع الأصدقاء والأهل، وتقوم بعمل رياضات وأنشطة جماعيَّة، سينشغل ذِهْنك بها، وتستمتع بها، وتُبَرمِج ذِهْنك على أنه بمجرَّد تَنميتك لذاتك، سينتهي هذا الوسواس الذي يلاحقك تلقائيًّا.
أثِق بأنَّك - بعون الله تعالى، إن اتَّبَعْتَ ذلك - ستتخلَّص من هذا الوسواس، لكن إذا عَجَزت بعد المحاولة وتطوَّر معك الأمر، فعليك بزيارة مختصٍّ؛ لأن هناك أدوية تساعد على التخلُّص من المشكلة، وإن كنت لا أرى أنَّ حالتك ستتطوَّر أو بحاجة لذلك.
أ. زينب مصطفى
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري 19عامًا، أنا دائمًا كنتُ خجولاً، وأنتقد نفسي كلما قمتُ بتصرُّفٍ ما تُجاه الآخرين، حتى ولو كان تافِهًا، إلاَّ أنَّ علاقتي مع أصدقائي وأقاربي كانت جيدة، بدأَتْ مشكلتي قبل أربعة أشهر؛ حيث تشاجَرت مع زميلة لي في القسم بسبب سلوكها، ودائمًا عندما أنظر إلى الأستاذ، كانت تظنُّ أني أنظر إليها، مع العلم أني لَم أكن أُعيرها اهتمامًا، ومع مرور الأيام ظهَرت مشكلتي؛ حيث أصبَحت أنظر إليها بطريقة غير مباشرة، فكانت عيني مع الأستاذ، وفكري والعين الأخرى معها، مع العلم أني لَم أكن أُريد النظر إليها، ودائمًا ما كانت تحسُّ بي، وهذا ما كان يُسَبِّب لي الضِّيق.
وعندما غيَّرت مكان جلوسي وجَدتُ أنَّ هذه المشكلة قد سَيْطَرت عليّ؛ حيث وقَعتُ في نفس المشكلة مع زملائي الآخرين، لكن عندما أكون خارج القسم - معهم أو مع غيرهم - أكون عاديًّا، وبعد انتهاء الموسم الدراسي تفاقَم الوضع، وأصبَحت أقع في نفس المشكلة؛ سواء مع أصدقائي، أو عائلتي، فمثلاً عندما أشاهد التلفاز، ويجلس فرد من أفراد عائلتي بجواري، يكون فكري منصبًّا نحوه، أو عندما أكون في المسجد يَنتابني نفس الشعور، ودائمًا ما يحسون بي؛ مما يُسَبِّب لي الحرج، ويُبعدني عنهم، فهل من علاج طبِّي؟ عُذرًا لسوء التعبير
وجزاكم الله خيرًا
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
ما تعاني منه مرتبطٌ بما ذَكَرته في بداية رسالتك: "أنا دائمًا كنتُ خجولاً، وأنتقد نفسي كلَّما قمتُ بتصرُّف ما تُجاه الآخرين".
فأنت بحاجة إلى أن تبني ثقتك بنفسك، وتعرف ما تتميَّز به من أمور، لا توجد عند غيرك، وتُدَرِّب نفسك على المواجهة والاجتماعيَّة شيئًا فشيئًا.
ما دخَل لك من هذا الشك الذي ذكَرته، هو نوع من الوساوس التي تَقهر الشخص، وإذا لَم يُحاول تجاهلها أو قَمْعَها، فستُلاحقه وتَصِل أحيانًا إلى درجة السيطرة عليه.
فسبب الوسواس غالبًا ما يكون نوعًا من الاكتئاب، أو انعدام الراحة لدى الإنسان؛ مما يدفعه للبحث عن أيِّ شيء غريب، يُمكن أن يَفعله لا شعوريًّا؛ للترويح عن نفسه، والإحساس بنوع من تفريغ الطاقة، حتى بشيء غير معقول.
الوساوس هي نوع من التفكير - غير المعقول وغير المفيد - الذي يُلازم المريض دائمًا، ويحتل جزءًا من الوعي والشعور، مع اقتناع المريض بسخافة هذا التفكير، مثل: تَكرار ترديد جُمل نابية في ذِهن المريض، أو تَكرار نغمة موسيقيَّة أو أغنيَّة تَظَلُّ تلاحقه، وتَقطع عليه تفكيره بما يُتعب المصاب، وقد تَحدث درجة خفيفة من هذه الأفكار عند كلِّ إنسان في وقتٍ من أوقات حياته، ولكن إذا ما تَمَّ الاستسلام لها، تتطوَّر وتؤثِّر في حياة الفرد وأعماله الاعتيادية، وقد تعوقه تمامًا عن العمل.
وعلاجه يكون فقط بأنْ يقوم الإنسان بفِعل الأشياء التي يحبُّها، ويَستمتع بها، وخلال وقت معيَّن سوف يتعوَّد المخ ويُدرك اللاشعور لدى الإنسان أن تفريغَ الطاقة في الأشياء التي يحبُّها الإنسان هو أفضل بكثيرٍ، وسوف يكون بإمكان الإنسان بسهولة أن يتخلَّص من هذا الوسواس؛ لأنه بسهولة سيكون قد خرَج من حالة الاكتئاب التي دَفَعته للبحث عن هذا الوسواس.
فعليك بقراءة كتب عن تنمية شخصيَّتك، وتبدأ بالاستمتاع بتدريب نفسك على الاندماج مع الأصدقاء والأهل، وتقوم بعمل رياضات وأنشطة جماعيَّة، سينشغل ذِهْنك بها، وتستمتع بها، وتُبَرمِج ذِهْنك على أنه بمجرَّد تَنميتك لذاتك، سينتهي هذا الوسواس الذي يلاحقك تلقائيًّا.
أثِق بأنَّك - بعون الله تعالى، إن اتَّبَعْتَ ذلك - ستتخلَّص من هذا الوسواس، لكن إذا عَجَزت بعد المحاولة وتطوَّر معك الأمر، فعليك بزيارة مختصٍّ؛ لأن هناك أدوية تساعد على التخلُّص من المشكلة، وإن كنت لا أرى أنَّ حالتك ستتطوَّر أو بحاجة لذلك.