فريق منتدى الدي في دي العربي
03-06-2016, 10:00 PM
تركيزي الشديد أتعبني
د. ياسر بكار
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاةٌ أُعاني مِن الوسوسة وكَثْرة التركيز، لقدْ تعبتُ حقًّا، تعبتُ نفسيًّا.
سوف أُوضِّح لك ما أُعاني منه: إذا ركَّزتُ على بَشرتي أرَى بُقعًا لم أرَها مِن ذي قبل، وأرى أن بَشرتي اسمرَّت عن ذي قبل، وأبكي وأنهار، وعندما أسأل أخواتي يُجبْنَ عليَّ ويقُلْن: هل جُننتِ؟ أم تتوهَّمين؟!
وعندما أستيقظ أذهبُ فورًا للمرآة؛ لأرى هل حدَث تغيُّر، وهكذا لا أُفارِق المرآة أبدًا، والآن انشغلتُ بشيءٍ آخَر؛ انشغلتُ برُموش عيني فتساقطتْ مِن كثرة تَركيزي!
بكيتُ كثيرًا لأنَّ هذا الشيء واضح، وفي المكان الذي أُركِّز فيه تقَع رُموشي، وقد أرهقت حقًّا، وسوستي سوف تُهلكني! لا أستطيع مواصلة حياتي بهذا الشكل، أنا في السابِق لم أكُن هكذا.
أريد حلاًّ - جزاك الله خيرًا - وهل سببُ تركيزي هو سببُ سقوطِ رموش عيني؟! لقد قال لي والدي: لن تَنبتَ الشجرةُ إذا ركَّزتِ بها دائمًا.
الجواب
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله.
مرحبًا بكِ في شبكة الألوكة، وأهلاً وسهلاً.
بدايةً: أعبِّر عن تقديري لشجاعتِك في طلبِ المساعدة والاعترافِ بوجودِ مشكلة.
أنا أعلم أنَّ هذا الأمرَ يُضايقكِ بشكلٍ كبير، ما تحدَّثتِ عنه حالةٌ معروفة ومزعِجة في الطبِّ النفْسي، وهناك كثيراتٌ مِن الفتيات اللواتي يُعانين ممَّا تعانين منه.
ولذا فالخُطوة الأولى للتخلُّص مِن هذه الحالة وهذه الأعراضِ هي الاعترافُ بوجودِ مشكلة، الاعتراف بأنَّ قَلَقي هذا غيرُ منطقي وغيرُ واقعي، ولكنَّها أفكارٌ ملحَّة تَمنعني عن تجاوزِ هذا الأمْر، وأقصِد أنَّ المشكلةَ هنا هي الأفكارُ الملحَّة التي تدور حولَ شَكلي أو أي تغيُّر في لون الجِلْد أو أي عضو مِن أعضاء الجِسْم، هذه الأفكار في الواقِع لا تُعبِّر عن الحقيقة، لكنَّها ملحَّة وتشغل الإنسانَ، وتجعله دائمَ المراجعة والانشغال بهذا الأمْر.
الخُطوة الثانية: هي أنَّه يجِب أن تبدَئِي من الآن بمقاومةِ أيِّ سلوك يدفعُكِ للانشغال بهذا الأمْر؛ مِثل: النظر إلى المرآةِ بشكلٍ متكرِّر، وكثْرة الحديث عن هذا الموضوع وزِيارة الأطبَّاء، وإنْ كان هذا ما يَحدُث معكِ وغير ذلك.
قُومي بالتقليلِ مِن هذه السُّلوكياتِ والانشغال بهذا الأمْر كلَّ يوم بقدْرٍ يسير، وأقصِد ألاَّ تَمنعي نفسكِ عن مشاهدةِ المِرآة بشكلٍ كامِل، بل قُومي بالتقليل مِن هذا السلوكِ بشكلٍ متدرِّج شيئًا فشيئًا، إلى أنْ تَصلِي إلى الحدِّ الطبيعي.
الأمْر الثالث: يجِب أن تَبذُلي الجهدَ لتطوير ثِقتك بنفسِكِ وحُبِّكِ لها، وأن تَعْلمي جيدًا أنَّ الأمر لا يَعتمد على كيف تَبدين، بل ما القِيمةُ التي تَملكينها؟ ما الأخلاقُ والصِّفات والسِّمات الشخصيَّة التي تملكينها؟ بِمَ تقومين كلَّ يوم لبناء نفسِك وتطويرها؟
التركيز على هذا الأمْر يُعزِّز ثِقتَنا بأنفسنا، ويقلِّل مِن انشغالنا بتلك الأفكار المزعِجة.
ممارسة الرِّياضة أيضًا أمرٌ أساسي اجعلِيها رُوتينًا يوميًّا والتزمي بذلك، فمثل هذه الأنشطة تُعزِّز الثِّقةَ بالنفس، وتَبني سلوكياتٍ مرغوبةً وسلوكياتٍ سليمةً وصحيَّة.
الأمر الرابع: توطيدُ العَلاقة مع الله - عزَّ وجلَّ - أيضًا مِن الأمور المفيدة بلا شكٍّ والالتزام الكامِل بالعبادات والسُّنن، وتَطوير ذلك كلَّ يوم.
الأمر الخامس: إذا بذلتِ جُهدًا كافيًا للتخلُّص مِن هذه الحالة أو تَقليل أثَرها عليك ولم تَجِدي فائدةً، فأنصحك بزيارةِ الطبيب النَّفْسي؛ حتى يساعدَكِ على التخلُّص مِن هذه الحالة، وهناك نتائجُ جيِّدة مِن استخدام بعضِ الأدوية النفسيَّة الحديثة التي أعطَتْ نتائجَ فعَّالةً للتخلُّص مِن هذه الأفكار، دون أنْ تُسبِّب أيَّ إدمان أو تعوُّد.
ختامًا: لا أعتقد أنَّ التركيز قد يُسبِّب سقوطَ رموش العين، وإنْ كان حَمْل الهمِّ قد يؤثِّر على نموِّ الشعر بشكلٍ عام.
أتمنَّى لكِ التوفيقَ، وأهلاً وسهلاً.
د. ياسر بكار
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاةٌ أُعاني مِن الوسوسة وكَثْرة التركيز، لقدْ تعبتُ حقًّا، تعبتُ نفسيًّا.
سوف أُوضِّح لك ما أُعاني منه: إذا ركَّزتُ على بَشرتي أرَى بُقعًا لم أرَها مِن ذي قبل، وأرى أن بَشرتي اسمرَّت عن ذي قبل، وأبكي وأنهار، وعندما أسأل أخواتي يُجبْنَ عليَّ ويقُلْن: هل جُننتِ؟ أم تتوهَّمين؟!
وعندما أستيقظ أذهبُ فورًا للمرآة؛ لأرى هل حدَث تغيُّر، وهكذا لا أُفارِق المرآة أبدًا، والآن انشغلتُ بشيءٍ آخَر؛ انشغلتُ برُموش عيني فتساقطتْ مِن كثرة تَركيزي!
بكيتُ كثيرًا لأنَّ هذا الشيء واضح، وفي المكان الذي أُركِّز فيه تقَع رُموشي، وقد أرهقت حقًّا، وسوستي سوف تُهلكني! لا أستطيع مواصلة حياتي بهذا الشكل، أنا في السابِق لم أكُن هكذا.
أريد حلاًّ - جزاك الله خيرًا - وهل سببُ تركيزي هو سببُ سقوطِ رموش عيني؟! لقد قال لي والدي: لن تَنبتَ الشجرةُ إذا ركَّزتِ بها دائمًا.
الجواب
الأخت الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله.
مرحبًا بكِ في شبكة الألوكة، وأهلاً وسهلاً.
بدايةً: أعبِّر عن تقديري لشجاعتِك في طلبِ المساعدة والاعترافِ بوجودِ مشكلة.
أنا أعلم أنَّ هذا الأمرَ يُضايقكِ بشكلٍ كبير، ما تحدَّثتِ عنه حالةٌ معروفة ومزعِجة في الطبِّ النفْسي، وهناك كثيراتٌ مِن الفتيات اللواتي يُعانين ممَّا تعانين منه.
ولذا فالخُطوة الأولى للتخلُّص مِن هذه الحالة وهذه الأعراضِ هي الاعترافُ بوجودِ مشكلة، الاعتراف بأنَّ قَلَقي هذا غيرُ منطقي وغيرُ واقعي، ولكنَّها أفكارٌ ملحَّة تَمنعني عن تجاوزِ هذا الأمْر، وأقصِد أنَّ المشكلةَ هنا هي الأفكارُ الملحَّة التي تدور حولَ شَكلي أو أي تغيُّر في لون الجِلْد أو أي عضو مِن أعضاء الجِسْم، هذه الأفكار في الواقِع لا تُعبِّر عن الحقيقة، لكنَّها ملحَّة وتشغل الإنسانَ، وتجعله دائمَ المراجعة والانشغال بهذا الأمْر.
الخُطوة الثانية: هي أنَّه يجِب أن تبدَئِي من الآن بمقاومةِ أيِّ سلوك يدفعُكِ للانشغال بهذا الأمْر؛ مِثل: النظر إلى المرآةِ بشكلٍ متكرِّر، وكثْرة الحديث عن هذا الموضوع وزِيارة الأطبَّاء، وإنْ كان هذا ما يَحدُث معكِ وغير ذلك.
قُومي بالتقليلِ مِن هذه السُّلوكياتِ والانشغال بهذا الأمْر كلَّ يوم بقدْرٍ يسير، وأقصِد ألاَّ تَمنعي نفسكِ عن مشاهدةِ المِرآة بشكلٍ كامِل، بل قُومي بالتقليل مِن هذا السلوكِ بشكلٍ متدرِّج شيئًا فشيئًا، إلى أنْ تَصلِي إلى الحدِّ الطبيعي.
الأمْر الثالث: يجِب أن تَبذُلي الجهدَ لتطوير ثِقتك بنفسِكِ وحُبِّكِ لها، وأن تَعْلمي جيدًا أنَّ الأمر لا يَعتمد على كيف تَبدين، بل ما القِيمةُ التي تَملكينها؟ ما الأخلاقُ والصِّفات والسِّمات الشخصيَّة التي تملكينها؟ بِمَ تقومين كلَّ يوم لبناء نفسِك وتطويرها؟
التركيز على هذا الأمْر يُعزِّز ثِقتَنا بأنفسنا، ويقلِّل مِن انشغالنا بتلك الأفكار المزعِجة.
ممارسة الرِّياضة أيضًا أمرٌ أساسي اجعلِيها رُوتينًا يوميًّا والتزمي بذلك، فمثل هذه الأنشطة تُعزِّز الثِّقةَ بالنفس، وتَبني سلوكياتٍ مرغوبةً وسلوكياتٍ سليمةً وصحيَّة.
الأمر الرابع: توطيدُ العَلاقة مع الله - عزَّ وجلَّ - أيضًا مِن الأمور المفيدة بلا شكٍّ والالتزام الكامِل بالعبادات والسُّنن، وتَطوير ذلك كلَّ يوم.
الأمر الخامس: إذا بذلتِ جُهدًا كافيًا للتخلُّص مِن هذه الحالة أو تَقليل أثَرها عليك ولم تَجِدي فائدةً، فأنصحك بزيارةِ الطبيب النَّفْسي؛ حتى يساعدَكِ على التخلُّص مِن هذه الحالة، وهناك نتائجُ جيِّدة مِن استخدام بعضِ الأدوية النفسيَّة الحديثة التي أعطَتْ نتائجَ فعَّالةً للتخلُّص مِن هذه الأفكار، دون أنْ تُسبِّب أيَّ إدمان أو تعوُّد.
ختامًا: لا أعتقد أنَّ التركيز قد يُسبِّب سقوطَ رموش العين، وإنْ كان حَمْل الهمِّ قد يؤثِّر على نموِّ الشعر بشكلٍ عام.
أتمنَّى لكِ التوفيقَ، وأهلاً وسهلاً.