فريق منتدى الدي في دي العربي
03-07-2016, 03:23 PM
الفشل يلازمني في حياتي
أ. عزيزة الدويرج
السؤال
♦ ملخص السؤال:
شاب يُعاني من مشكلات نفسية كثيرة، أدَّتْ إلى فشله في الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية، ويريد حلًّا.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شخصٌ (نكرة)، عمري 34 سنة، أعمل مُمَرِّضًا، أعاني مِن عدة مشكلات:
• قلة أو انعدام الاهتمام بالأنشطة والهوايات التي كانتْ عادةً مصدرَ سعادة لي.
• قلة الاعتناء بالمَظهَر، وقلة الطعام ونقص حاد في الوزن، مع مشكلات في الهضم.
• ضعف في التركيز وتشتت الانتباه وضعف الذاكرة، مع مشاكل في الفَهم.
• صعوبة اتخاذ القرارات، مع زيادة الأرق وسرعة الغضب، والشعور بالتعب الدائم والخمول، وانعدام الحافز والدافعية في القيام بأي شيء.
• الإحساس الدائم بأن الناس يُراقبونني، وانعدام العلاقات الاجتماعية، وإن وُجدتْ تفشل سريعًا.
• الشعور بانعدام القيمة واليأس، ولوم النفس على كل شيء، والشعور المستمر بالذنب، والعجز عن تغيير الحاضر، والفشل في التخطيط للمستقبل.
• إحساس مُلازِم بالخوف والتردُّد، والتفكير في الانتحار، لكن يقيني بالآخرة والحساب يمنعني مِن ذلك.
• الفشل في العمل في عدة أعمال، حتى غيرتُ مجالَ عملي.
• لجأتُ للأطباء النفسيين، فأخبَروني أني لستُ مريضًا بأي مرضٍ نفسيٍّ، وأعطوني مُهَدِّئات خفيفة ليس لها مفعولٌ مَلموس.
• أحاول المداوَمة على الصلاة والأذكار والدعاء وقيام الليل والصدقة والزكاة، طبقتُ كل ذلك لكن لم يتغيَّرْ شيء.
حاولتُ أن أحلَّ جميع المشكلات السابقة، لكن للأسف فشلتُ، ولم أصِلْ لحلٍّ.
فأرجو أن تفيدوني بشيءٍ مما أعاني
وجزاكم الله خيرًا
الجواب
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك - أخي الكريم - في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنك بنا، وأن نكونَ لك خير معين بعد الله في تجاوز أزمَتِك.
بدايةً أخي الكريم أطلقتَ على نفسك لقب (نكرة)، ولنظرتنا لأنفسنا أثرٌ كبيرٌ علينا، فعندما نرَى أننا أشخاص لا وُجود لهم، فإننا سنتصرَّف تِلقائيًّا بناءً على هذه النَّظْرة، وعندما نَرى أننا أشخاص فاعلون ولنا هدفنا في الحياة، وأننا نُقَدِّم عملًا إنسانيًّا رائعًا فإننا أيضًا سنتصرَّف تلقائيًّا بناءً على هذه النظرة.
إذًا لا بد مِن تحسين نظرتنا لأنفسنا لدواخلنا والتعزيز لأنفسنا كذلك، والإيمان بقدراتنا ومواهبنا التي مَنَحَها اللهُ سبحانه وتعالى لنا، وكفاك جلدًا لذاتك، وتحطيمًا لنفسك، فما زلتَ في مُقتبل العمر، فلا تُضيِّعْ شبابَك وعمرك بسبب أفكارك ونظرتك لنفسك.
قِفْ مِن الآن، وابدأ مِن جديدٍ كشخص آخر؛ الشخص الرائع الذي يقوم بالتمريض بأفضل مهنة إنسانية تجمع بين الأجر والعمل والتخفيف عن المرضى مِن حوله.
أخي الكريم، ذكرتَ العديد مِن المشكلات في هذه الاستشارة، وقمتَ بالعديد مِن الحلول، ولكن دون جدوى، ولا أرى سببًا لذلك إلا أنك تواجه مشكلاتك كلها مجتمعة في نفس الوقت، وتُحاول أن تحلها مرة واحدة، ولكن ذلك لا يجدي!
إنَّ محاولة حل المشاكل مجتمعة يُصيب الشخص بالفشل والإحباط، أما التدرُّج في حلها في الغالب يُولد إنجازًا، والإنجازُ يُؤدي للنجاح، فعليك الآن الجلوس مع نفسك، وترتيب ومواجهة ذاتك، وتحديد المشكلات التي تُواجهك وتريد حلها، ولكن عليك البدء في المشاكل الصغيرة شيئًا فشيئًا، وستجد مشاكلك الكبرى قد حُلَّتْ بشكلٍ سريعٍ.
أخي، إنَّ مِن أعظم أسباب النجاح وتخطي العوائق: التوكل على الله سبحانه وتعالى حق توكله، وذلك بتفويض الأمر كله إليه سبحانه وتعالى، والجَزْم بأنه المدبِّر والمُيسِّر لجميع أمورك، وما دمتَ بذلتَ جهدك وعملتَ، فاترُك النتائج وثمار عملك لما هو قادمٌ، مع اليقين بأن أمرَ المؤمن كله خير، وأنَّه لن يأتي مِن الله سبحانه وتعالى إلا كلُّ خير.
ضعْ لك أهدافًا واضحة ومحددة في حياتك، وخَطِّط مِن جديد للبدء بحياة رائعة والتفكير في المستقبل وتكوين أسرة.
حاول اكتشاف شخصيتك من خلال بعض الاختبارات الموجودة على الإنترنت، وأفضلها اختبار (mpti)، فهو سيُسَهِّل عليك اكتشاف مَواطن القوة لتعزيزها والعمل بها، ومواطن الضعف لتقويتها وتحسينها.
بالنسبة لعلاقاتك الاجتماعية، فأنت لا تستطيع الحياة والعيش في هذه الدنيا لوحدك، ولكن عامِل الناس بما تُحب أن يُعاملوك به، واعلمْ أنك لن تستطيعَ أن تستحوذَ على قلوب مَن حولك كلهم بشكل كامل؛ سواءً كانوا أهلك أم أصحابك أم غيرهم، فالمحبة بين الناسِ لها درجاتٌ مختلفة.
كذلك لا تعتقد أن علاقتك بجميع من حولك ستكون قويةً ومتينةً، فإنها تختلف باختلاف القرابة والرحم والصداقة والزمالة، وهكذا كلٌّ له قدره بحسب وضعه الاجتماعي، ولا شك أنها متفاوتة، ولعلك تبني علاقات على تلك القواعد.
ختامًا، استمرَّ على ما أنت عليه مِن المحافظة على الصلوات والأذكار، وكل ما يقربك إلى الله عز وجل، فهو سبحانه خير معين، وهو مَن أنعم علينا بنعَمِه الكثيرة، فالحياةُ مع اللهِ حياة رائعة تمدُّنا بالقوة واليقين والثقة به سبحانه.
أتمنى أن أكونَ قد أضفتُ لك شيئًا ينفعك ويُفيدك في حياتك، فإن أصبتُ فمِن الله، وإن أخطأتُ فمِن نفسي والشيطان.
تمنياتي لك بمستقبلٍ مشرقٍ وحياة سعيدة
أ. عزيزة الدويرج
السؤال
♦ ملخص السؤال:
شاب يُعاني من مشكلات نفسية كثيرة، أدَّتْ إلى فشله في الحياة الاجتماعية والعلاقات الإنسانية، ويريد حلًّا.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شخصٌ (نكرة)، عمري 34 سنة، أعمل مُمَرِّضًا، أعاني مِن عدة مشكلات:
• قلة أو انعدام الاهتمام بالأنشطة والهوايات التي كانتْ عادةً مصدرَ سعادة لي.
• قلة الاعتناء بالمَظهَر، وقلة الطعام ونقص حاد في الوزن، مع مشكلات في الهضم.
• ضعف في التركيز وتشتت الانتباه وضعف الذاكرة، مع مشاكل في الفَهم.
• صعوبة اتخاذ القرارات، مع زيادة الأرق وسرعة الغضب، والشعور بالتعب الدائم والخمول، وانعدام الحافز والدافعية في القيام بأي شيء.
• الإحساس الدائم بأن الناس يُراقبونني، وانعدام العلاقات الاجتماعية، وإن وُجدتْ تفشل سريعًا.
• الشعور بانعدام القيمة واليأس، ولوم النفس على كل شيء، والشعور المستمر بالذنب، والعجز عن تغيير الحاضر، والفشل في التخطيط للمستقبل.
• إحساس مُلازِم بالخوف والتردُّد، والتفكير في الانتحار، لكن يقيني بالآخرة والحساب يمنعني مِن ذلك.
• الفشل في العمل في عدة أعمال، حتى غيرتُ مجالَ عملي.
• لجأتُ للأطباء النفسيين، فأخبَروني أني لستُ مريضًا بأي مرضٍ نفسيٍّ، وأعطوني مُهَدِّئات خفيفة ليس لها مفعولٌ مَلموس.
• أحاول المداوَمة على الصلاة والأذكار والدعاء وقيام الليل والصدقة والزكاة، طبقتُ كل ذلك لكن لم يتغيَّرْ شيء.
حاولتُ أن أحلَّ جميع المشكلات السابقة، لكن للأسف فشلتُ، ولم أصِلْ لحلٍّ.
فأرجو أن تفيدوني بشيءٍ مما أعاني
وجزاكم الله خيرًا
الجواب
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بك - أخي الكريم - في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنك بنا، وأن نكونَ لك خير معين بعد الله في تجاوز أزمَتِك.
بدايةً أخي الكريم أطلقتَ على نفسك لقب (نكرة)، ولنظرتنا لأنفسنا أثرٌ كبيرٌ علينا، فعندما نرَى أننا أشخاص لا وُجود لهم، فإننا سنتصرَّف تِلقائيًّا بناءً على هذه النَّظْرة، وعندما نَرى أننا أشخاص فاعلون ولنا هدفنا في الحياة، وأننا نُقَدِّم عملًا إنسانيًّا رائعًا فإننا أيضًا سنتصرَّف تلقائيًّا بناءً على هذه النظرة.
إذًا لا بد مِن تحسين نظرتنا لأنفسنا لدواخلنا والتعزيز لأنفسنا كذلك، والإيمان بقدراتنا ومواهبنا التي مَنَحَها اللهُ سبحانه وتعالى لنا، وكفاك جلدًا لذاتك، وتحطيمًا لنفسك، فما زلتَ في مُقتبل العمر، فلا تُضيِّعْ شبابَك وعمرك بسبب أفكارك ونظرتك لنفسك.
قِفْ مِن الآن، وابدأ مِن جديدٍ كشخص آخر؛ الشخص الرائع الذي يقوم بالتمريض بأفضل مهنة إنسانية تجمع بين الأجر والعمل والتخفيف عن المرضى مِن حوله.
أخي الكريم، ذكرتَ العديد مِن المشكلات في هذه الاستشارة، وقمتَ بالعديد مِن الحلول، ولكن دون جدوى، ولا أرى سببًا لذلك إلا أنك تواجه مشكلاتك كلها مجتمعة في نفس الوقت، وتُحاول أن تحلها مرة واحدة، ولكن ذلك لا يجدي!
إنَّ محاولة حل المشاكل مجتمعة يُصيب الشخص بالفشل والإحباط، أما التدرُّج في حلها في الغالب يُولد إنجازًا، والإنجازُ يُؤدي للنجاح، فعليك الآن الجلوس مع نفسك، وترتيب ومواجهة ذاتك، وتحديد المشكلات التي تُواجهك وتريد حلها، ولكن عليك البدء في المشاكل الصغيرة شيئًا فشيئًا، وستجد مشاكلك الكبرى قد حُلَّتْ بشكلٍ سريعٍ.
أخي، إنَّ مِن أعظم أسباب النجاح وتخطي العوائق: التوكل على الله سبحانه وتعالى حق توكله، وذلك بتفويض الأمر كله إليه سبحانه وتعالى، والجَزْم بأنه المدبِّر والمُيسِّر لجميع أمورك، وما دمتَ بذلتَ جهدك وعملتَ، فاترُك النتائج وثمار عملك لما هو قادمٌ، مع اليقين بأن أمرَ المؤمن كله خير، وأنَّه لن يأتي مِن الله سبحانه وتعالى إلا كلُّ خير.
ضعْ لك أهدافًا واضحة ومحددة في حياتك، وخَطِّط مِن جديد للبدء بحياة رائعة والتفكير في المستقبل وتكوين أسرة.
حاول اكتشاف شخصيتك من خلال بعض الاختبارات الموجودة على الإنترنت، وأفضلها اختبار (mpti)، فهو سيُسَهِّل عليك اكتشاف مَواطن القوة لتعزيزها والعمل بها، ومواطن الضعف لتقويتها وتحسينها.
بالنسبة لعلاقاتك الاجتماعية، فأنت لا تستطيع الحياة والعيش في هذه الدنيا لوحدك، ولكن عامِل الناس بما تُحب أن يُعاملوك به، واعلمْ أنك لن تستطيعَ أن تستحوذَ على قلوب مَن حولك كلهم بشكل كامل؛ سواءً كانوا أهلك أم أصحابك أم غيرهم، فالمحبة بين الناسِ لها درجاتٌ مختلفة.
كذلك لا تعتقد أن علاقتك بجميع من حولك ستكون قويةً ومتينةً، فإنها تختلف باختلاف القرابة والرحم والصداقة والزمالة، وهكذا كلٌّ له قدره بحسب وضعه الاجتماعي، ولا شك أنها متفاوتة، ولعلك تبني علاقات على تلك القواعد.
ختامًا، استمرَّ على ما أنت عليه مِن المحافظة على الصلوات والأذكار، وكل ما يقربك إلى الله عز وجل، فهو سبحانه خير معين، وهو مَن أنعم علينا بنعَمِه الكثيرة، فالحياةُ مع اللهِ حياة رائعة تمدُّنا بالقوة واليقين والثقة به سبحانه.
أتمنى أن أكونَ قد أضفتُ لك شيئًا ينفعك ويُفيدك في حياتك، فإن أصبتُ فمِن الله، وإن أخطأتُ فمِن نفسي والشيطان.
تمنياتي لك بمستقبلٍ مشرقٍ وحياة سعيدة