فريق منتدى الدي في دي العربي
03-07-2016, 04:21 PM
هذه فاتجة مكتوبنا حول طعن الدكتور حاتم الشريف في إبداع عند الشناقطة الشعري أزلفها للباحثين الكرام ( وقد اشتمل الشهاب على غرر من إبداع الشناقطة الشعري مع فوائد نحوية ولغوية وأصولية وقد عقدنا في الجزء الثاني منه فصلا عن علل الشعر الخفية لله الحمد كثيرا )
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، والصلاة والسلام على خير حاف ومنتعل: أبي القاسم محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد... فإني قد وقفت على مقال للدكتور حاتم الشريف العوني هداه الله غوّر فيه عين إبداع الشناقطة في شعرهم ونَبَثَ بتقليد فحول العرب العُتُق عليهم، وعجل ولمّا يناعم حبله فتعثّر في كلامه عثرات يَدْمَى منها الأظَلّ.
هذا ولسنا نفزع ولم نُستصرَخ لمشايعة قبيلنا وحزانتنا لأطيط الرحم بنا عصبية هوجاء عارية عن الدليل ، وإنما أغدّنا فاستفزنا وهْي أركان دعواه وتداعي أساس بنيانه . كيف يا قوم يهدم رجل تراث أمة شُهد لها بالتقدم في صناعة الشعر واعتلاء ذروة سنام البلاغة والشِّرب من الفصحى حتى الثَّمَل بمقطعات من قصيد لا تمثل عشر معشار تراثها؟! هلا رجع الدكتور المذكور إلى نفسه فبار ذا التراث واحتسبه قائلا عسى يكون ما غاب عنا بخلاف ما وجدنا .. إن كان نظرنا فيه صحيحا وميزاننا قسيطا؟ .
وسنبدي إن شاء الله ما في كلام الدكتور من الإخلال بالأسس العلمية في حكمه على تراث أمة باستقراء ناقص جزئي مع تسجيلنا الخلل العظيم الذي اعترى استقراءه الناقص ذاك كما سنبسطه بعدُ إن شاء الله.
كلام الدكتور حاتم الشريف
قال في تدوينته على صفحات الفيس على لسان مذاكره: (فإن هبطنا من المغرب إلى موريتانيا ، بلد اللغة والشعراء ، فمن في شعرائهم فحل عندك ؟
فقال: لم أطلع على شيء من شعرهم، إلا ما كتبه الدكتور محمد المختار ولد أباه في كتابه (الشعر والشعراء في موريتانيا) ، وكنت قد استمعت مرارا لبعض من شعرهم ينشده لنا بعض الشيوخ استحسانا له .
وعلماء موريتانيا كما ذكرتَ أهل علم باللغة نحوها وصرفها ، وهم مشهورون بقوة الحافظة ، وهذا منح شعراءهم ثروة لغوية كبيرة وتصرفا في الألفاظ ليس لغيرهم .
فالإبداع فيهم قليل ، وعامة شعرهم تقليد لشعراء العصور الأولى ، وتكرار: مع ذلك كلهلأفكاره ومعانيه . وعزز ذلك فيهم : حياة بدوية تشبه حياة القدماء ، وحافظة غلوا فيها على حساب الخيال ، فقل فيهم التجديد والاختراع في الشعر)
قال راقم هذه الحروف عفا الله عنه
حُكم الدكتور على شعراء أمة بالتقليد أو الاجتهاد في نسج القصيد مع عدم اطلاعه على عشر معشار ما قالوه على انتشاره وتوفره مجازفة عظيمة . كيف يحكم عليهم ولمّا يقرأ شعرهم إلا ماكان من زبور الدكتور محمد المختار ولد اباه ؟ الاستقراء الجزئي الناقص ليس بحجة ثم إن حقَّ النافي بغير دليل ( الشكُّ وعدم العلم لا يستلزم العلم بالعدم) الإحجامُ عن روم إلزام الناس بمذهبه أو إيهامهم صوابه وعليه أيضا كذلك التوقف في نفسه فلا يشهد لهم بإبداع ولا ينفيه عنهم؛ لأنه ساعتها يكون مثبتا وإن كانت صورته صورة ناف , ولا يقولن قائل أنا أجري على الأصل فأستصحبه لأنا نسأله حينها ما هو الأصل؟ فإن قال هو عدم إبداعهم وتقليدُهم منعناه و طالبناه بالدليل على دعواه , بل الأصل هو الجهل (عدم العلم ) بحالهم فلا يُدرى أأبدعوا أم قلدوا؟ وهذا غير الأحكام الشرعية والتي يفيد استصحاب الحال فيها للنافي عدم لزوم التكاليف له حتى تثبت عنده بدليل يجب التسليم له وذا مبني على مقدمة وهي ( الأصل في الأشياء الإباحة و الشرائع والأحكام لا تلزم إلا من بلغته )...
أما قول الدكتور (وعامة شعرهم تقليد لشعراء العصور الأولى ، وتكرار لأفكاره ومعانيه . وعزز ذلك فيهم : حياة بدوية تشبه حياة القدماء ، وحافظة غلوا فيها على حساب الخيال ، فقل فيهم التجديد والاختراع في الشعر)) انتهى فنقول قد فرغنا من تقرير وجوب إحجام الدكتور عن الحكم عليهم بالإبداع نفيا أو إثباتا، لكن الذي استوقفني هو استبهاره بقوله (عامة شعرهم) مع شهادته على نفسه بقوله (: لم أطلع على شيء من شعرهم ؛ إلا ما كتبه الدكتور محمد المختار ولد أباه في كتابه (الشعر والشعراء في موريتانيا)) ولعمري -ولم نعقد بها ههنا يمينا وقد يجوز ذلك كما سنبينه إن شاء الله في آخر المقال - إن في نقض عجُز كلامه صدرَهُ لدليلا على تسرعه وقفوه ما لا علم له به . ثم نشتهي أن يُمثل لنا الدكتور نحوَ الإبداع الشعري عنده إن كان أمَّ به تغيير المعالم (مخالفة العرف) و الذهاب لغير مذهب القدماء في تشبيبهم وتشبيههم الخيل والإبل والمطر والمهامه والقفار فلسنا نعده شعرا وإنما الشعر الاتباع والبسط في المعاني والذهاب فيها كل مذهب على ألا يدفع ذلك ما اصطلح عليه من تقدم وإن أغرب المتأخر أحيانا كما أومأ إليه ابن قتيبة في فاتحة رقيمه (الشعر والشعراء) . وليس يوجد للشعراء شيء من ذلك إلا وعندنا مثله لله الحمد كثيرا ولعلنا نذكر طرفا منه في آخر مقالنا هذا إن شاء الله ربنا . وإن كان أمَّ المعترضُ الإخلال بالقانون الخليلي أعني الخروج عن البحور المعروفة كما أُولِع بذلك بعض المتأخرين و المعاصرين فلسنا نعده كذلك شعرا في الأعم الأغلب وعندنا منه. وإن كان أَمَّ غيرَ ما سطرناه فليبده حتى نعِي عنه قوله ونكر عليه بالجواب بحول ربنا وقوته ... هذا وألفت الانتباه إلى أنه لا يوجد شاعر على ظهر البسيطة إلا وله من شعره ما يُرغب عنه وذلك موجود في شعر الفحول أصحاب المعلقات والمجمهرات والمنتقيات والمذهبات والمشوبات والملحمات فكان على الدكتور أن يستوفي شعر كل واحد من المذكورين في الكتاب الذي طالته يده. وما يدريه؟ فلعله وقع على فاتر من شعره وإن استجاده غيره فالأذواق تتباين وللناس فيما يعشقون مذاهب . وعود على بدء فنقول قال عنترة بن شداد العبسي (هل غادر الشعراء من متردَّم أم هل عرفت الدار بعد توهم ) فإذا كانت المذاهب قد ضاقت على ابن شداد القح الفصيح الجاهلي فهي على من بعده ممن تأخرعنه قرونا عديدة وأزمنة مديدة أشد ضيقا, وفرقٌ بين الاتباع والتقليد .. ولجميع الفنون قوانين تضبطها لا يجوز الخروج عن حدودها وإن أمكن التّجوال في نطاقها وليس يسمى ذلك تقليدا وإنما هو اتباع واحترام للقانون العام السائد وذلك كما تعِز مخالفة نقاد الحديث الأولين في إعلال حديث إن صاروا له ويُعد اتباعهم في قولهم وإن غاب عنا وجهه تقليدا ممدوحا واتباعا محمودا بل هو اتباع محض وإن كانت صورته صورة تقليد .
وههنا منزلة لا بد من نزولها وهي كون بعض التشابه بين شعر الشناقطة والفحول ناتجا عن اتفاق الأذهان خصوصا مع تشابه الحياة والبيئة والنشأة في بعض جوانبها مع تسجيلنا غياب بعض أشعار المتقدمين عنهم، فيعود بعض التقليد المزعوم إبداعا في صورة تقليد كما قد يوجد عند القوم مدلس ( تدليس الصيغ ) في صورة سارق.
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون، والصلاة والسلام على خير حاف ومنتعل: أبي القاسم محمد صلى الله عليه وسلم.
وبعد... فإني قد وقفت على مقال للدكتور حاتم الشريف العوني هداه الله غوّر فيه عين إبداع الشناقطة في شعرهم ونَبَثَ بتقليد فحول العرب العُتُق عليهم، وعجل ولمّا يناعم حبله فتعثّر في كلامه عثرات يَدْمَى منها الأظَلّ.
هذا ولسنا نفزع ولم نُستصرَخ لمشايعة قبيلنا وحزانتنا لأطيط الرحم بنا عصبية هوجاء عارية عن الدليل ، وإنما أغدّنا فاستفزنا وهْي أركان دعواه وتداعي أساس بنيانه . كيف يا قوم يهدم رجل تراث أمة شُهد لها بالتقدم في صناعة الشعر واعتلاء ذروة سنام البلاغة والشِّرب من الفصحى حتى الثَّمَل بمقطعات من قصيد لا تمثل عشر معشار تراثها؟! هلا رجع الدكتور المذكور إلى نفسه فبار ذا التراث واحتسبه قائلا عسى يكون ما غاب عنا بخلاف ما وجدنا .. إن كان نظرنا فيه صحيحا وميزاننا قسيطا؟ .
وسنبدي إن شاء الله ما في كلام الدكتور من الإخلال بالأسس العلمية في حكمه على تراث أمة باستقراء ناقص جزئي مع تسجيلنا الخلل العظيم الذي اعترى استقراءه الناقص ذاك كما سنبسطه بعدُ إن شاء الله.
كلام الدكتور حاتم الشريف
قال في تدوينته على صفحات الفيس على لسان مذاكره: (فإن هبطنا من المغرب إلى موريتانيا ، بلد اللغة والشعراء ، فمن في شعرائهم فحل عندك ؟
فقال: لم أطلع على شيء من شعرهم، إلا ما كتبه الدكتور محمد المختار ولد أباه في كتابه (الشعر والشعراء في موريتانيا) ، وكنت قد استمعت مرارا لبعض من شعرهم ينشده لنا بعض الشيوخ استحسانا له .
وعلماء موريتانيا كما ذكرتَ أهل علم باللغة نحوها وصرفها ، وهم مشهورون بقوة الحافظة ، وهذا منح شعراءهم ثروة لغوية كبيرة وتصرفا في الألفاظ ليس لغيرهم .
فالإبداع فيهم قليل ، وعامة شعرهم تقليد لشعراء العصور الأولى ، وتكرار: مع ذلك كلهلأفكاره ومعانيه . وعزز ذلك فيهم : حياة بدوية تشبه حياة القدماء ، وحافظة غلوا فيها على حساب الخيال ، فقل فيهم التجديد والاختراع في الشعر)
قال راقم هذه الحروف عفا الله عنه
حُكم الدكتور على شعراء أمة بالتقليد أو الاجتهاد في نسج القصيد مع عدم اطلاعه على عشر معشار ما قالوه على انتشاره وتوفره مجازفة عظيمة . كيف يحكم عليهم ولمّا يقرأ شعرهم إلا ماكان من زبور الدكتور محمد المختار ولد اباه ؟ الاستقراء الجزئي الناقص ليس بحجة ثم إن حقَّ النافي بغير دليل ( الشكُّ وعدم العلم لا يستلزم العلم بالعدم) الإحجامُ عن روم إلزام الناس بمذهبه أو إيهامهم صوابه وعليه أيضا كذلك التوقف في نفسه فلا يشهد لهم بإبداع ولا ينفيه عنهم؛ لأنه ساعتها يكون مثبتا وإن كانت صورته صورة ناف , ولا يقولن قائل أنا أجري على الأصل فأستصحبه لأنا نسأله حينها ما هو الأصل؟ فإن قال هو عدم إبداعهم وتقليدُهم منعناه و طالبناه بالدليل على دعواه , بل الأصل هو الجهل (عدم العلم ) بحالهم فلا يُدرى أأبدعوا أم قلدوا؟ وهذا غير الأحكام الشرعية والتي يفيد استصحاب الحال فيها للنافي عدم لزوم التكاليف له حتى تثبت عنده بدليل يجب التسليم له وذا مبني على مقدمة وهي ( الأصل في الأشياء الإباحة و الشرائع والأحكام لا تلزم إلا من بلغته )...
أما قول الدكتور (وعامة شعرهم تقليد لشعراء العصور الأولى ، وتكرار لأفكاره ومعانيه . وعزز ذلك فيهم : حياة بدوية تشبه حياة القدماء ، وحافظة غلوا فيها على حساب الخيال ، فقل فيهم التجديد والاختراع في الشعر)) انتهى فنقول قد فرغنا من تقرير وجوب إحجام الدكتور عن الحكم عليهم بالإبداع نفيا أو إثباتا، لكن الذي استوقفني هو استبهاره بقوله (عامة شعرهم) مع شهادته على نفسه بقوله (: لم أطلع على شيء من شعرهم ؛ إلا ما كتبه الدكتور محمد المختار ولد أباه في كتابه (الشعر والشعراء في موريتانيا)) ولعمري -ولم نعقد بها ههنا يمينا وقد يجوز ذلك كما سنبينه إن شاء الله في آخر المقال - إن في نقض عجُز كلامه صدرَهُ لدليلا على تسرعه وقفوه ما لا علم له به . ثم نشتهي أن يُمثل لنا الدكتور نحوَ الإبداع الشعري عنده إن كان أمَّ به تغيير المعالم (مخالفة العرف) و الذهاب لغير مذهب القدماء في تشبيبهم وتشبيههم الخيل والإبل والمطر والمهامه والقفار فلسنا نعده شعرا وإنما الشعر الاتباع والبسط في المعاني والذهاب فيها كل مذهب على ألا يدفع ذلك ما اصطلح عليه من تقدم وإن أغرب المتأخر أحيانا كما أومأ إليه ابن قتيبة في فاتحة رقيمه (الشعر والشعراء) . وليس يوجد للشعراء شيء من ذلك إلا وعندنا مثله لله الحمد كثيرا ولعلنا نذكر طرفا منه في آخر مقالنا هذا إن شاء الله ربنا . وإن كان أمَّ المعترضُ الإخلال بالقانون الخليلي أعني الخروج عن البحور المعروفة كما أُولِع بذلك بعض المتأخرين و المعاصرين فلسنا نعده كذلك شعرا في الأعم الأغلب وعندنا منه. وإن كان أَمَّ غيرَ ما سطرناه فليبده حتى نعِي عنه قوله ونكر عليه بالجواب بحول ربنا وقوته ... هذا وألفت الانتباه إلى أنه لا يوجد شاعر على ظهر البسيطة إلا وله من شعره ما يُرغب عنه وذلك موجود في شعر الفحول أصحاب المعلقات والمجمهرات والمنتقيات والمذهبات والمشوبات والملحمات فكان على الدكتور أن يستوفي شعر كل واحد من المذكورين في الكتاب الذي طالته يده. وما يدريه؟ فلعله وقع على فاتر من شعره وإن استجاده غيره فالأذواق تتباين وللناس فيما يعشقون مذاهب . وعود على بدء فنقول قال عنترة بن شداد العبسي (هل غادر الشعراء من متردَّم أم هل عرفت الدار بعد توهم ) فإذا كانت المذاهب قد ضاقت على ابن شداد القح الفصيح الجاهلي فهي على من بعده ممن تأخرعنه قرونا عديدة وأزمنة مديدة أشد ضيقا, وفرقٌ بين الاتباع والتقليد .. ولجميع الفنون قوانين تضبطها لا يجوز الخروج عن حدودها وإن أمكن التّجوال في نطاقها وليس يسمى ذلك تقليدا وإنما هو اتباع واحترام للقانون العام السائد وذلك كما تعِز مخالفة نقاد الحديث الأولين في إعلال حديث إن صاروا له ويُعد اتباعهم في قولهم وإن غاب عنا وجهه تقليدا ممدوحا واتباعا محمودا بل هو اتباع محض وإن كانت صورته صورة تقليد .
وههنا منزلة لا بد من نزولها وهي كون بعض التشابه بين شعر الشناقطة والفحول ناتجا عن اتفاق الأذهان خصوصا مع تشابه الحياة والبيئة والنشأة في بعض جوانبها مع تسجيلنا غياب بعض أشعار المتقدمين عنهم، فيعود بعض التقليد المزعوم إبداعا في صورة تقليد كما قد يوجد عند القوم مدلس ( تدليس الصيغ ) في صورة سارق.