مشاهدة النسخة كاملة : شبهة إنكار نظرة الإسلام المتوازنة إلى الإنسان


فريق منتدى الدي في دي العربي
03-07-2016, 11:42 PM
شبهة إنكار نظرة الإسلام المتوازنة إلى الإنسان


د. سمير مثنى علي الأبارة




مضمون الشبهة:
ينكر دعاة المادية على الإسلام نظرته المتوازنة للحضارة الإنسانية عموماً، وللإنسان خصوصاً روحاً وجسداً، ويزعمون أن الإنسان الجسد هو المقوم الأمثل والأوحد للحضارة المادية، ( القائم على الروح والجسد بينما قصر هؤلاء على الجسد المادي دون الروح ) وهذا - في ظنهم - ما دفع فرويد إلى تصور الإنسان على أنه مجموعة من الغرائز الجسدية التي تهوي به إلى أصله الهابط، وهو القرد كما يؤكد دارون.

وهم بهذه الدعوى، ينكرون صلاحية المنهج الإسلامي لإرساء مقومات الحضارة الإنسانية، ويشككون في الأسس التي يقيمها الإسلام في نظرته للإنسان وبناء شخصيته السوية وفق مبادئه العالية والسامية.

وجوه إبطال الشبهة:
1) اختلفت نظرة الإسلام للإنسان روحاً وجسداً عن نظرة الحضارة المادية له، فالأولى عادلة متوازنة بين الروح والجسد، أما الأخرى فمادية متدنية؛ وذلك أن تصور الإنسان بوصفه مجموعة من الغرائز الجسدية تصور خاطئ؛ فالتعادل لا يتم ولا يتحقق إلا بعد الإنسان روحاً وجسداً.

2) إن الارتقاء المادي ليس دليلاً أو مقياساً للرقي الإنساني المأمول، فعلى الرغم من التقدم الذي وصلت إليه الحضارة الغربية - فإنها لم تحقق السعادة الإنسانية.

3) لو كان تجريد الإنسان من روحه، والنظر إليه على أنه جسد فقط يقيم حضارة إنسانية؛ لما بحث ضحايا المادية عن الإسلام بديلاً روحياً.

التفصيل:
النظرة الإسلامية المتوازنة للإنسان:
لقد ذم مثيرو هذه الشبهة الإسلام، بما ينبغي أن يمدح به، وذلك حين أنكروا عليه نظرته المتوازنة إلى الإنسان، على أنه روح وجسد معاً.

وإن حضارة الإسلام لا تقف عند النظرة المتدنية للإنسان، التي تغفل جانب الروح وإنها وإن كانت لا تغفل واقع الإنسان الذي يتمثل في أنه جسد، لا تغفل واقعه الآخر بأنه روح، فإن له عقلا وقلبا، وفي هذه تفترق عن سائر الحضارات من أعز مكان وأشـرفه، حيث تتجه إلى حضارة المثل، والقيم، والأخلاق، ولا تغفل - بعد ذلك - بقية القوى.

والروح والجسد ثنائية شديدة الوضوح في الماديات، فالجسم مطية، والروح راكب، لا غنى لأحدهما عن الآخر، بيد أن الروح سيد مطاع، والجسد خادم مطيع، وهذه الروح لا تفارق الجسد، إلا مرة واحدة، حين يقبضها ملك الموت، ولا أحد يستطيع أن يعطي رأيا في ماهيتها، فقد حسمها الله بشكل قطعي في قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾[1] ويسألك الكفار عن حقيقة الروح تعنتًا، فأجبهم بأن حقيقة الروح وأحوالها من الأمور التي استأثر الله بعلمها، وما أُعطيتم أنتم وجميع الناس من العلم إلا شيئًا قليلاً [2].

ثم إن للجسد حقوقاً ومتطلبات، لكن لا قيمة لجسد فارقته روحه، فهو جثة هامدة خاوية مهما تكن ضخمة وجميلة، فهي بعد الفراق شيء موحش، وإنما جمالها بحسن الازدواج مع الروح، وعند نقل هذا المعنى إلى مجاله الشـرعي، نجد أن العبادات الأربع العملية، بل وسائر التعبدات تجمع بين الجسد والروح.

إن رسالة الإنسان في هذه الحياة تتطلب مزيداً من الدرس والتمحيص، ووظيفته العتيدة في ذلك العالم الرحب يجب أن تحدد، وتبرز حتى يؤديها ببصيرة ووفاء وقوة ومضاء. إن بعض الناس جهل الحكمة العليا من وجوده، فعاش عاطلا في زحام الحياة، وكان ينبغي أن يعمل ويكافح، أو عاش شارداً عن الجادة تائها عن الهدف، وكان ينبغي أن يشق طريقه على هدى مستقيم، والنظرة الأولى في خلق آدم وبنيه، كما ذكرها القرآن الكريم، توضح كل شيء في هذه الرسالة.

لقد بدأ هذا الخلق من تراب الأرض وحدها، والبشـر جميعاً في هذه المرحلة من وجودهم، ليس لهم فضل يمتازون به، أو يعلي مكانتهم على غيرهم من الكائنات، فكم تساوي حفنة من التراب؟ لا شيء بالطبع. بل إن القرآن الكريم وصفهم في هذه المرحلة بما يدل على تفاهة الشأن، قال الله سبحانه وتعالى:
﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ ﴾[3] الله الذي أحكم خلق كل شيء، وبدأ خَلْقَ الإنسان، وهو آدم عليه السلام من طين، ثم جعل ذرية آدم متناسلة من نطفة ضعيفة رقيقة مهينة، أتم خلق الإنسان وأبدعه، وأحسن خلقته، ونفخ فيه مِن روحه بإرسال الملك له؛ لينفخ فيه الروح، وجعل لكم - أيها الناس - نعمة السمع والأبصار يُميَّز بها بين الأصوات والألوان والذوات والأشخاص، ونعمة العقل يُميَّز بها بين الخير والشـر والنافع والضار. قليلا ما تشكرون ربكم على ما أنعم به عليكم[4].

إن الإنسان كائن عظيم حقاً، بيد أن عظمته ترجع إلى نسبه السماوي الروحي لا إلى نسبه الأرضي المادي، ومن الناس من يقدرون نسبهم الإلهي هذا فيجعلون الحياة تزدان بالمعرفة والكرامة والفضيلة. ومنهم من تستهويهم نزعات الحمأ المسنون، فيجعلون الحياة تسود بالشهوات والمظالم والأنانية وتسخير الإنسان لأتفه شيء في الكون.

فالمادية تشد الناس إلى أسفل، والنزاع الأبدي بين الناس في هذه الحياة أساسه: أتكون الهيمنة للحيوان الرابض في دم الإنسان، يتحرك بنزعات القسوة والأثرة وحدها، أم تكون الهيمنة للقلب الإنساني المتطلع إلى الكمال، والسلام، والحب، والإيثار؟

ذاك ما يجب أن يعرف بجلاء وأن ترتفع حناجر المصلحين به، وقد حملنا نحن المسلمين حضارة أعلت قدر الإنسان، ولفتت نظره إلى أن ملكوت السماوات والأرض ممهد له قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [5] ألم تروا -أيها الناس- أن الله ذلَّل لكم ما في السموات من الشمس والقمر والسحاب وغير ذلك، وما في الأرض من الدوابِّ والشجر والماء، وغير ذلك مما لا يحصى، وعمَّكم بنعمه الظاهرة على الأبدان والجوارح، والباطنة في العقول والقلوب، وما ادَّخره لكم مما لا تعلمونه؟ ومن الناس مَن يجادل في توحيد الله وإخلاص العبادة له بغير حجة ولا بيان، ولا كتاب مبين يبيِّن حقيقة دعواه[6].

إن هذا التسخير لآفاق السماء، وفجاج الأرض، وجعلها في خدمة الإنسان يتضمن إشارة بينة إلى أن الإنسان خلق ليكون سيدا لا مهانا، إن سجود الملأ الأعلى له في السماوات، معناه أن يحيا على ظهر هذه الأرض سيدًا، موفور الحرمة مدعوم المكانة، إذ وظيفته أن يخلف الله في أرضه، ولكن لا يجوز عند انشغاله بأعباء العيش الأرضية أن ينسى حقوق ربه الذي أسندها إليه، والذي قواه عليها، قال سبحانه وتعالى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾[7] أفحسبتم -أيها الخلق- أنما خلقناكم مهملين، لا أمر ولا نهي ولا ثواب ولا عقاب، وأنكم إلينا لا ترجعون في الآخرة للحساب والجزاء؟[8].

وقد صالح الإسلام في تعاليمه بين مطالب الجسد، ومطالب الروح، وبين واجبات الدنيا، وواجبات الآخرة، فكأن الإنسان بعد هذا الصلح الذي عقده الإسلام كيان واحد يستقبل به عالماً ليست فيه فواصل بين الموت والحياة.

وتوضيحا لهذا المنهج الوسط قيل لكل إنسان: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [9] والتمس فيما آتاك الله من الأموال ثواب الدار الآخرة، بالعمل فيها بطاعة الله في الدنيا، ولا تترك حظك من الدنيا، بأن تتمتع فيها بالحلال دون إسـراف، وأحسن إلى الناس بالصدقة، كما أحسن الله إليك بهذه الأموال الكثيرة، ولا تلتمس ما حرَّم الله عليك من البغي على قومك، إن الله لا يحب المفسدين، وسيجازيهم على سوء صنيعهم[10].

ليس في الإسلام إذن انفصال بين العمل للدنيا والعمل للآخرة، فإن العمل للدنيا بطبيعته يتحول إلى عبادة، ما دام مقروناً بشـرف القصد، وسمو الغاية، وليس فيه تغليب للجسد على الروح، ولا للروح على الجسد، إنما فيه تنظيم دقيق يجعل معنويات الإنسان هي التي تتولى قياده، وتتمسك بزمامه، فلا هو براهب يقتل نداء الطبيعة، ويميت هواتف الفطرة، ولا هو مادي يتجاهل سناء الروح، وأشواقها إلى الرفعة والخلود.

إن الإسلام يلح على كل إنسان فوق ظهر الأرض ألا ينس نسبه السماوي، وألا يتجاهل أصله المنبثق من روح الله، وللجسد كذلك حقوق مقدرة، وقد قال الله في وصف أنبيائه: ﴿ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ﴾ [11] أي وما جعلنا الأنبياء ﴿ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ ﴾بل إنهم بشـر أمثالكم: يأكلون الطعام، ويمشون في الأسواق ﴿ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ ﴾ في الدنيا؛ بل يموتون كسائر البشـر[12].

لكن توفير هذه الحقوق ليس إلا لصيانة الفؤاد والفكر، وحماية القلب والعقل، فما أشبه هذا الجسم، بزجاجة المصباح الكهربائي، إنها هي التي تصقل الضوء وتحد الشعاع، فلو انكسـرت ذهب الضوء واحتبس التيار.

ومع ذلك فالمحافظة على هذه الزجاجة وتلميعها وإزالة الغبار من فوقها شيء غير مقصود لذاته، بل مقصود لينطلق الضوء من خلالها صافياً نقياً، وقد أمر الإسلام بتطهير البدن وتزكية الروح، فقـال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [13] وطهارة الروح أساسها حسن الصلة بالله، وطهارة البدن بإزالة ما لا يليق بمكانة إنسان كريم على الله، له رسالة سماوية مجيدة.

إن عبادة الجسد وعبادة المادة والتمرد على الأساس الإلهي في الحياة الإنسانية عوج لا يتمخض إلا عن الشـر والبلاء، وآفة الحضارة المادية أنها سخرت العقول للشهوات، وأخرست نداء الروح، وأطلقت نداء الطين، وجحدت أن الإنسان نفخة من روح الله، ورأت أنه - كلاً وجزءاً - نشأ من الأرض، فلا يجوز أن يرفع رأسه إلى أعلى، يذكر الله ولي نعمته وسـر عظمته، ونحن نؤكد أن شـرف الإنسانية أولا وآخرا في صلتها بالله، واستمدادها منه وتقيدها بشـرائعه ووصاياه، والحرية الحقيقية ليست في حق الإنسان أن يتدنس إذا شاء، ويرتفع إذا شاء، ولكنها تتمثل في أن يخضع لقيود الكمال، وأن يتصـرف داخل نطاقها وحده: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [14] أي: لا ينبغي ولا يليق، ممن اتصف بالإيمان، إلا الإسـراع في مرضاة الله ورسوله، والهرب من سخط الله ورسوله، وامتثال أمرهما، واجتناب نهيهما، فلا يليق بمؤمن ولا مؤمنة ﴿ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا ﴾ من الأمور، وحتَّما به وألزما به ﴿ أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ﴾أي: الخيار، هل يفعلونه أم لا؟ بل يعلم المؤمن والمؤمنة، أن الرسول أولى به من نفسه، فلا يجعل بعض أهواء نفسه حجابًا بينه وبين أمر الله ورسوله، ﴿ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36] أي: بَيِّنًا، لأنه ترك الصـراط المستقيم الموصلة إلى كرامة الله، إلى غيرها، من الطرق الموصلة للعذاب الأليم، فذكر أولا السبب الموجب لعدم معارضته أمر الله ورسوله، وهو الإيمان، ثم ذكر المانع من ذلك، وهو التخويف بالضلال، الدال على العقوبة والنكال[15].

حدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، حَدَّثَنَا زُهْرَةُ يَعْنِي ابْنَ مَعْبَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ هِشَامٍ أَبُو عَقِيلٍ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ، لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا نَفْسِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ((لَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ)). فَقَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ الْآنَ وَاللهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ((الْآنَ يَا عُمَرُ))[16].

ما الحرية التي هفت إليها الشعوب وتنادى بها كبار القلوب؟ إنها حق البشـر في تأمين الوسائل التي يحيون بها زكية نقية، وليست حق امرئ - أي امرئ - في أن ينسلخ عن طبيعته، أو يتمرد على فطرته، إن الحرية ليست حق الإنسان أن يتحول حيواناً إذا شاء، أو يجمد نسبه الروحي إلى رب العالمين، أو يقترف من الأعمال ما يوهي صلته بالسماء، ويقوي صلته بالتراب، فإن الحرية بهذا المعنى لا تعدو قلب الحقائق، وإبعاد الأمور عن مجراها.

والواقع أنك لن تجد أعبد ولا أخنع من رجل يدعي أنه حر فإذا فتشت في نفسه وجدته ذليلًا لشهواته كلها، ربما كان عبدا لبطنه، أو فرجه وربما كان عبدا لمظاهر يرائي بها الناس، أو لمراسم يظنها مناط وجاهة، فإذا فقد بعض هذه الرغائب، رأيته أتفه شيء، ولو كان يلي أكبر المناصب بل لو كان ملكاً تدين له الرقاب، وهكذا فإن الحرية المطلقة لا تنبع إلا من العبودية الصحيحة لله وحده.


[1] سورة الإسراء:85

[2] التفسير الميسـر (ج1 - ص 290).

[3] سورة السجدة:7-9

[4] التفسير الميسـر (ج1 - ص415).

[5] سورة لقمان:20

[6] التفسير الميسـر (ج1 - ص413).

[7] سورة المؤمنون:115

[8] التفسير الميسـر (ج1 - ص349).

[9] سورة القصص:77

[10] التفسير الميسـر(ج1 - ص394).

[11] سورة الأنبياء:8

[12] أوضح التفاسير(ج1 - ص389).

[13] سورة البقرة:222

[14] سورة الأحزاب:36

[15] تفسير السعدي (ج1 - ص665).

[16] مسند الأمام احمد ( باب حديث عبدالله بن هشام - ج37 - ص180 - رقم الحديث 22503) حديث صحيح، ابن لهيعة -وإن كان سيئ الحفظ- قد توبع، وباقي رجاله ثقات.

Adsense Management by Losha