: إ*داث الكنائس والبيع في بلاد المسلمين وتجنيس غير المسلمين


11-10-2017, 11:41 PM
السؤال: ما ال*كم الشرعي بشأن إ*داث الكنائس، والبيع، وأماكن الصلوات لأهل البدع، في بلاد المسلمين؟ وما *كم ما بُني منها؟ وما *كم تجنيس غير المسلمين؟
الجواب [رقم: 358]:

إن هذه المعابد على اختلاف أسمائها قد ذكرها الله في كتابه المبين، فقال سب*انه: ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا﴾[سورة ال*ج، الآية: 40.]، فالصوامع هي المعابد الصغار لأهل الكتاب، والبيع هي معابد اليهود، والصلوات هي الكنائس للنصارى.
ولما افتت* الص*ابة بلدان فارس والروم ومصر والشام، أبقوا هذه المعابد على *الها، ولم يتعرضوا لها بسوء، ولم يمنعوا أهلها من دخولها.
وفي صل* رسول الله ﷺ مع نصارى نجران ما نصه:
فقد روى أبو عبيد - ر*مه الله - أن رسول الله ﷺ صال* أهل نجران فكتب لهم كتابًا جاء فيه:
«...بسم الله الر*مٰن الر*يم...

هذا ما كتبه م*مد النبي لأهل نجران و*اشيتها، لهم ذمة الله وذمة رسوله على دمائهم، وأموالهم، وملتهم، وصلبانهم، وبيعهم - أي: كنائسهم - ورهبانهم، وأساقفتهم - أي: علمائهم - على أن لا يغير لهم أسقفًا ولا راهبًا من رهبانهم، وعلى ألا يُ*شروا ولا يُعشروا، ومن ملك منهم *قًّا فالنصف بينهم، وعلى ألا يأكلوا الربا.. فمن أكل الربا منهم فذمتي منه بريئة، وعليهم الجهد فيما استقبلوا غير مظلومين ولا معسوف عليهم...»[كتاب الأموال لأبي عبيد ص (244) رقم (503). ].
وقد قيل: إن النبي ﷺ فرش لهم عباءته وأجلسهم عليها.

وقد عمل الخلفاء الراشدون مع المخالفين لهم في الدين بكل ما أوصى به رسول الله ﷺ في هذا الصل* الواقع بينه وبين أهل نجران، فأبقوهم على عقيدتهم وملتهم وصلبانهم وكنائسهم، فلم يكرهوا أ*دًا على الخروج عن دينه.

وبسبب هذا التسهيل وعدم الإكراه في الدين، أخذ النصارى يدخلون في دين الله أفواجًا طائعين مختارين، ومن أقام منهم على دينه فإنه آمن على نفسه وماله وعياله.
والفقهاء المتقدمون لم يهملوا *قوق أهل الذمة، فقد نصوا على وجوب الرفق بهم، ودفع من يتعرض لأذيتهم.

فقال الشهاب القرافي - وهو من كبار أئمة التشريع في الإسلام - في كتابه الشهير «الفروق»:
«إن عقد الذمة يوجب لهم *قوقًا علينا، أنهم في جوارنا وفي خفارتنا وفي ذمة الله تعالى وذمة رسوله ﷺ، ودين الإسلام، فمن اعتدى عليهم ولو بكلمة سوء، أو غيبة في عرض أ*دهم، أو أي نوع من أنواع الأذية، أو أعان على ذلك، فقد ضيع ذمة الله، وذمة رسوله، وذمة دين الإسلام»[كتاب الفروق للقرافي (3/14). ].

وقال الإمام ابن *زم في مراتب الإجماع: «إن من كان في ذمة وجاء أهل ال*رب إلى بلادنا يقصدونه، وجب علينا أن نخرج لقتالهم بالكراع والسلا*، ونموت دون ذلك، فإن تسليمه إهمال لعقد الذمة».
وقد شهد المؤرخون من سائر الأمم بأنه ما عرف فات* أعز ولا أقوى ولا أسرع سيرًا في الفتو* من المسلمين، بل ولا أر*م منهم، وذلك *ين دخل الإيمان قلوبهم، وأنهم لم يتوصلوا إلى ما ت*صلوا عليه إلا بالإيمان و*ده، والسياسة بالعدل والإصلا*، وأن جميع الشعوب لم يخضعوا لهم ولم يدينوا بدينهم ويتعلموا لغتهم، إلا لما ظهر لهم من أن دينهم هو الدين ال*ق الكفيل بسعادة البشر كلهم، الصال* لكل زمان ومكان، الذي نظم *ياة الناس أ*سن نظام.

أما الكلام في إ*داث الكنائس في بلدان المسلمين، فقد أجمع الص*ابة زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه على منعها، *تى جعلها عمر شرطًا على أهل الذمة، بألا ي*دثوا كنائس ولا بيعًا، وقد أجمع على ذلك أئمة المذاهب الأربعة فقالوا: بمنع إ*داث الكنائس والبيع في بلدان المسلمين، كما روى مالك أن النبي ﷺ قال: «لا يجتمع دينان في جزيرة العرب»[ رواه مالك في الموطأ (2/892/18) عن ابن شهاب الزهري مرسلاً، ورواه أ*مد (26352) من *ديث عائشة رضي الله عنها بلفظ: «لا يترك بجزيرة العرب دينان».].

وروى كثير بن مرة قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله ﷺ: «لا تبنى الكنيسة في الإسلام» قاله ابن قدامة في المغني الجزء العاشر[المغني لابن قدامة (9/356). ].
وقد غدا هذا المنع مشهورًا ومتواترًا، ولكن بعض الناس قد يمتعض من سماع مثل هذا، لظنه أن الكنائس إنما بناها أهلها للت*نث فيها والعبادة.

وهذا وإن كان ص*ي*ًا في مبدئها، لكن أ*وال الكنائس تطورت إلى أن صارت مأرزًا ومركزًا لدعاة النصارى إلى النصرانية، يتعرضون فيها إلى ذم الإسلام، والطعن في القرآن، وفي الرسول ﷺ بت*ريف الكلم عن مواضعه، *تى صارت أكبر خطر وأعظم ضرر من كل شيء لكونها تؤدي إلى فتنة الناس عن دينهم ﴿وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ﴾[سورة البقرة، الآية: 191.].

وقد سمعنا عن بعض الم*تسبين أنه بنى مسجدًا في بلد، ثم بنى كنيسة في بلد آخر، لظنه أنها للعبادة، ويجهل ت*ريم الشرع في منعها.
ون*ن ننص* ون*ذر أمراء و*كام المسلمين السما* بإ*داث هذه الكنائس في بلادهم، التي تصد الناس عن الدين، وتوقعهم في الفتنة والضلال المبين.

فضررها على الدين وعلى عباد الله المؤمنين أعظم من ضرر مسجد الضرار الذي قال الله فيه: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ *َارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَ*ْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْ*ُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُون =-لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا﴾[سورة التوبة، الآيتان: 107 - 108.]، فكل هذه الأوصاف المذكورة في تأسيس مسجد الضرار، منطبقة بالمقتضى والتضمن لتأسيس الكنائس على *د سواء.

فهي ال*جاب الثخين دون الناس واعتناقهم للإسلام، وقد قلنا في رسالتنا: (دعوة النصارى وسائر الأمم إلى دين الإسلام) ما نصه: إن أكبر صارف يصرف علماء النصارى وعامتهم عن اعتناق الإسلام، وعن التصديق بنبوة م*مد عليه الصلاة والسلام، وبالقرآن النازل عليه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، هو تأثرهم بتنفير القسيسين والمبشرين في الكنائس عن الإسلام، وكثرة كذبهم وافترائهم على رسول الله ﷺ، بقولهم بأنه رجل عاقل وأنه عبقري، وأن هذا القرآن هو شيء فاض على نفسه بدون أن يو*ي به الله إليه، أو ينزل به جبريل عليه، تعالى الله عن قولهم وإفكهم علوًّا كبيرًا.

فهم يتلقون هذا الكذب من القسيسين والمبشرين في الكنائس، مما جعلهم يتأثرون به ويتربون في *الة صغرهم على اعتقاده، فهذا التأثير والتأثر قد أشربت به قلوبهم، *تى صار لهم طريقة وعقيدة، فهو أكبر صارف يصرفهم عن الإسلام وعن التصديق بنبوة م*مد عليه الصلاة والسلام.

*تى كانوا بسبب هذا التأثير أشد عداء للإسلام والمسلمين، وقد أساء النصارى الصنيع مع المسلمين في هذا الزمان وفي كثير من البلدان، ضد ما فعله بهم المسلمون، وضد ما كان عليه قدماء النصارى، فإن من تعاليم المسي* عليه السلام الهدوء والعفو والصف* وعدم الانبعاث بالشر، لكنهم لما تباعدوا عن تعاليم المسي* أخذوا يتميزون بال*قد والش*ناء على المسلمين.

وهذا العمل بهذه الصفة ينذر بشر العواقب، وأسوأ النتائج عليهم وعلى الناس كافة ﴿وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا﴾[سورة المائدة، الآية: 41.].
وبناءً على النصي*ة الصادرة منا لأمراء و*كام العرب والمسلمين نقول بضرورة عدم السما* بتأسيس وإ*داث كنائس جديدة.

أما القول بهدم ما است*دث منها في أرض العرب والمسلمين من جديد فقد نص الفقهاء على وجوب هدمها؛ لأنه متى كان الأصل وجوب المنع لها في الابتداء، فكذلك في الاستدامة، إذا لم يترتب على هدمها ما هو أكبر شرًّا منه، خشية إقدام النصارى على مساجد المسلمين المؤسسة في بلدانهم، فيعملون عملهم في هدمها معاملة بالمثل.

لهذا يجوز بقاؤها *ذرًا من الوقوع فيما هو أكبر شرًّا منه وقد اشترط العلماء في إنكار المنكر بألا يترتب عليه ما هو أكبر منه. كما ترك الص*ابة الكنائس في الشام وفي مصر وهم قادرون على إزالتها، *ذرًا من تنكر الناس لهم، وما أشبه الليلة بالبار*ة.

وبما أن بعض جهلة العوام ين*ون بالملام على علماء الإسلام في منع است*داث الكنائس للنصارى في أرض العرب والمسلمين، فكذلك هم دائمًا ين*ون بالملام على القتال في الإسلام، لزعمهم أن المسلمين وخاصة الص*ابة هم البادئون بالاعتداء في فتو*هم بلا سبب يوجبه.

أما السؤال عن *كم تجنيس غير المسلمين وتمتعهم بجنسية البلاد كسائر المسلمين، فهذا مما ي*رمه الولاء والبراء، لكون المؤمنين بعضهم أولياء بعض، والذين كفروا بعضهم أولياء بعض، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.

و*سبك ما يتقوى به المتجنس بالجنسية الإسلامية العربية من صولته، ونفاذ كلمته، يقول الله تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين =-﴾[سورة المائدة، الآية: 51.]. ولا شك أن السما* بتجنيس هؤلاء غاية في ولائهم وم*بتهم ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ﴾[سورة المائدة، الآية: 52.].

وإنني أشيد بالثناء على ما أقره مجلس الأمة الكويتي بأغلبية كبيرة بتعديل قانون الجنسية، والذي ي*صر التجنيس بالمسلم، أو من اعتنق الإسلام وأشهر إسلامه، وفقًا للطرق والإجراءات المتبعة، وبعد مضي خمس سنوات على الأقل قبل من*ه الجنسية.

ون*ن مقتنعون بهذا القرار ومؤيدون له، لأنه أ*د ضمانات و*دة الأمة، وعامل من عوامل استقرار البلاد.
جزى الله العاملين للإسلام خيرًا، وأخذ بيدهم إلى رفعة شأنه. اهـ.

لفضيلة الشيخ عبد الله بن زيد آل م*مود

<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: </span><a href=" " target="_blank"><span style="color:#0000cc"> </span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
(<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: </span><a href=" " target="_blank"><span style="color:#0000cc"> </span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
)
__________________

Adsense Management by Losha