مشاهدة النسخة كاملة : جزئية هامة حتى يطمئن الناس بأن إلتزام منهج جمهور المحدثين لا يعني القضاء على السنة النبوية الشريفة


ياهو مكتوب الأردن
11-14-2017, 07:53 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

وددت أن أذكر بجزئية هامة حتى يطمئن الناس بأن إلتزام منهج جمهور المحدثين لا يعني القضاء على السنة النبوية الشريفة :
أليس الله بقادر أن يحفظ السنة بنفس طريقة حفظه للقرآن وأن يكون حال وطباع ودين وأخلاق رواة السند في السنة مثل حال وطباع وأخلاق ودين محمد في
اختيار الله له لنقل وتبليغ القرآن.
أليست السنة دين وشرع مثلها مثل القرآن؟
لماذا المنهج في الحفظ والتبليغ للسنة النبوية المطبق - وليس الموضوع والمقعد - للحكم على صحة الأحاديث مختلف عن منهج حفظ و تبليغ القرآن؟؟
ولماذا منهج حفظ السنة وتبليغها التي هي جزء من الدين يحيط بها الشكوك والشبهات؟؟
أم أن القرآن يفتقر بشدة للسنة فهو يرضى بأي منهج ولو كان هذا المنهج مشوه وتحيط به الشكوك والظنون والشبهات حتى لا ينهار؟؟!!
أم أن الله تعالى يناقض نفسه في طريقة حفظه لشرعه (قرآن و سنة) سبحان الله و تعالى علوا كبيرا عما يصفون؟؟
أم أن الله تعالى هو الذي وضع علم الحديث ووضح منهج كل محدث وعالم ليحكم به على صحة الحديث من ضعفه؟؟
بل أكبر دليل على عوار منهجهم في الحكم على الحديث وتصحيحه اختلاف علماء الحديث أنفسهم في تصحيح وتضعيف كثير وكثير من الأحاديث؟؟
لماذا إذن يختلفون إذا كان الحق واحد ,والحديث يا إما صحيح أو ضعيف وليس صحيح وضعيف في نفس الوقت كما هو الحال في الكثير والكثير من الأحاديث؟؟!!


إذن ما مواصفات الشخص الذي اصطفاه الله ليحمل رسالته ويبلغها للناس كافة باعتبارها الرسالة الخاتمة لجميع الرسالات السماوية والمنهج المستقيم الذي عليه ينصلح حال البشر؟
ستجد أن الله قد اصطفى محمد الحسن السيرة والخلق وسط قومه مشهور بصدقه وأمانته ولا تجد فيه قدح في دينه قبل الرسالة (أي لم يكن مبتدع أو من جملة المشركين) وابطل كل الشبهات التي من الممكن أن تكون سبب في الطعن في الرسالة والدين الذي جاء به فجعله أميا يجهل القراءة والكتابة حتى لا يقال أنه افتراه وابتكره من تلقاء نفسه، يقول الله في ذلك:


"وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ"
"وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ"
بل إن الله بعثه أيضا في أمة أمية تجهل القراءة والكتابة حتى لا يقال أعانه أصحابه وعشيرته على ابتكار وتأليف هذا القرآن وهذا الدين.


"هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"
إذن المنهج الذي ينبغي أن يعمل به في الحكم على الحديث وهو نفس منهج حفظ القرآن وتبليغه للناس بدحض الشبهات والشكوك والظنون على قدر المستطاع عن حامل الدين والمبلغ عنه , وهو منهج جمهور المحدثين الذي وضعوه للحكم على الأحاديث وهو المنهج الصحيح الواجب الإتباع وما دونه هو الباطل.


وهناك حل مريح يمكن سلوكه واتباعه في حالة انهيار الكثير من السنة الصحيحة والحسنة لو اتبعنا منهج جمهور المحدثين :


ولكن أولا لا تنسى أن هناك أحاديث نبوية كثيرة نظيفة ولا يوجد بها شبهات.
وكذلك لا تنسى أن هناك جملة من الأحاديث النبوية ليست بالقليلة مسطورة في مصنفات الأحاديث النبوية المختلفة وكتب التراث المختلفة أيضا ولم يحكم في أمرها بالصحة أو الضعف حتى الآن على حد علمي.


والحل المريح هو وجود أحاديث ليست شديدة الضعف ممكن جبر ضعفها بجمع طرقها بكثرة المتابعات والشواهد لها بحيث تنتفي شبهة الوقوع في الخطأ في نقل الروايات عن رسول الله و تنتفي كذلك شبهة التواطؤ على الكذب على رسول الله وحينئذ تترجح صحة هذه الأخبار عن رسول الله , وهذا ما يعرف بالحديث
الحسن لغيره , وهذا لا يقوم به إلا آئمة الشأن من كبار علماء الحديث لأن هذا أمر ليس بالسهل كما إنه يعتبر إثبات وتشريع لدين وهذا حقل خطر الخوض فيه
لأنه من باب التشريع ونسبة أقوال ضعيفة في أصولها إلى الدين وكأن الله هو الذي قالها وشرعها لذا فينبغي توخي قمة الحذر والعناية بأدق التفاصيل دون تساهل أو تهاون في هذا الأمر .


فالله قد حذر وقال:
"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَن قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ "
"قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ"
"أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ "

أرجو الهداية والتوفيق لي ولكم

وأحذركم من الآتي :


لقد ذم الله اتباع الموروث الآبائي عندما يأتيهم الحق المؤكد بالدليل والأهدى من المنهج الموروث وعندما يحدث ذلك لم يكن جوابهم إلا أن قالوا:


"قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ " بدون ذكر حجة أو سبب لإعراضهم وكفرهم وهذا القول أشبه بالذي يقول عند عجزه على الرد:
(لست مقتنع بالذي تقول) دون ذكر سبب لعدم قناعته!!!


يقول الله في ذلك:


"أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ فَهُم بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ (22) وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)

Adsense Management by Losha