ياهو مكتوب الأردن
11-14-2017, 08:33 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يجوز الإستغفار للمشركين وكذلك الكفار إن لم يتبين لنا أنهم من أصحاب الجحيم؟
الحكم على غير المسلم ظاهريا بالشرك يجوز عند وجود سبببه أما الحكم على مصيره لا يجوز لأننا لا نعلم باطنه فقد يكون له عذر في شركه مثل الجهل أو التأويل أو الإكراه أوغيره وبناءا على هذا فإنه يصعب الحكم على المشركين - ( الذي تبين لنا بالفعل شركهم عن طريق المشاهدة أو نقل الثقات لنا بذلك ) - بالخلود في الجحيم دون الإطلاع على باطنهم أو على الأقل دون مواجهته وتفنيد عقيدته الشركية وإقتناع المشرك ذاته بذلك ثم إعراضه عن الحق وموته على ذلك الحال .
يقول الله :
( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )
[ البقرة : 217 ]
ولذلك فأنا أرى جواز الإستغفار للمشركين إن لم يتبين لنا أنهم من أصحاب الجحيم كما قال الله تعالى في كتابه :
( ما كان للنبي والمؤمنين أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) [ التوبة : 113 ]
فإن قال قائل نهى الله رسوله إبراهيم عن الإستغفار لأبيه .
قلت :
لم ينهى الله خليله إبراهيم عن الإستغفار لأبيه ولكن جائت الآيات تحكي قصة تصرفات إبراهيم من نفسه مع والده وهو أن إبراهيم استغفر لأبيه:
قال تعالى حكاية عنه واغفر لأَبِى إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضالين [ الشعراء : 86 ]
وأيضاً قال عنه : رَبَّنَا اغفر لِى وَلِوَالِدَىَّ [ إبراهيم : 41 ]
وقال تعالى حكاية عنه في سورة مريم قال : سلام عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِي [ مريم : 47 ] وقال أيضاً : لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ [ الممتحنة : 4 ]
وقد أجاب القرآن عن دافع إبراهيم للإستغفار لأبيه :
( وَمَا كَانَ استغفار إبراهيم لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ ) [ التوبة : 114 ]
فقد وعده أبيه آزر بشيء وغالبا بأنه سيؤمن .
أو وعد إبراهيم أباه أنه سيستغفر له.
واالتفسير الأول أقرب لعود الضمير في ( وعدها ) على أقرب مذكور وهو ( أبيه )
ثم بعد ماتبين له أنه موعدته كانت كاذبة لأنه عدو لله تبرأ منه .
يقول الله في ذلك :
( فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ) أى علم إبراهيم سبب عداوة أبيه له وإعراضه عن دعوته كونه عدو لله فهو على هذا الحال مصيره إلى الجحيم إن مات على هذا فلذلك أعرض إبراهيم عنه من تلقاء نفسه دون أن يطلب الله منه الكف عن الإستغفار له.
وكذلك طلب الرسول الإستغفار لأمه فنهاه الله عن ذلك لان الله أدرى بمصيرها .
وكذلك كل إستنكار من الله للرسول عن الإستغفار لجماعات من المنافقين فهو أولا ليس بنهي ثم إنه وحي من الله لأن الله أدرى بحالهم ومصيرهم .
وكذلك قول رسول الله لعمه أبو طالب حين حضرته الوفاة :
لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنه فنزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [سورة التوبة الآية 113]. ونزلت {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [سورة القصص الآية 56].
فهو كذلك وحي من الله لأن الله أعلم بحال عمه ومصيره أما نحن فلا نعلم بمصير أحد لأن لا وحي من الله لأحد منا بمصير أحد من المشركين.
وكذلك أي حالات أخرى مشابهة ورد فيها نهي من الله للإستغفار للمشركين فهي وحي من الله لرسوله بذلك لأن الله أدرى بحالهم وأدرى بمصيرهم.
وهل النهي عن الإستغفار يعم الكفار غير المشركين ؟؟
فأنا لا أرى ذلك لأن الله نهى عن الإستغفار المشركين فقط دون غيرهم (وما كان ربك نسيا) ولأني أرى علة النهي عن الإستغفار للمشركين كون الشرك ذنب لا يغفره الله ويغفر دون ذلك لمن يشاء والكفر غير الشرك وإن كان الشرك نوع من الكفر.
فكل شرك كفر وليس كل كفر شرك.
يقول الله :
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ) [سورة النساء الآية 48]
وليس معنى جواز الإستغفار للمشركين أنه يجوز لنا الإستغفار لشركه لأن الله لا يغفر أن يشرك به .
إذن فأنا لن أطلب من الله أن يغفر له شركه ولكن أدعو الله له بالهداية والتوبة من الشرك وأدعو الله أيضا أن يغفر له باقي ذنوبه ولكن كل هذا على فرض بأن هذا المشرك أشرك بالله عن علم فهو إذن غير معذور ولا يحق لي استغفر له على شركه .
والسؤال هنا ماذا لو لم أعلم وأتيقن من كون هذا المشرك معذور بجهل أو تأويل أو غير ذلك من الأعذار المقبولة ؟؟
أولا : أنا لا أعلم إن كان هذا المشرك معذور على شركه أم لا.
وبالتالي لو طلبت من الله أن يغفر له شركه فكأني رجحت بلا مرجح بأن هذا المشرك على علم بجرمه أي أنه غير معذور على شركه بجهل أو تأويل أو غير ذلك وبالتالي فهو من المنهي عن الإستغفار لهم بنص الآية.
ثانيا : إذن فأنا لن أطلب من الله أن يغفر له شركه ولكن أدعو الله له بالهداية والتوبة من الشرك وأدعو الله أيضا أن يغفر له باقي ذنوبه التي هي مادون الشرك.
والغريب أنني لم أرى هذا التفسير لهذه الآية لأحد والتفسير الأكثر والأشهر هو على المنع من الإستغفار للمشركين وكذلك الكفار أحياءا وأمواتا وعلى آية حال سواء علمنا بمصيرهم أم لا.
والأعجب من ذلك أنه حكي الإجماع (الحجة الباطلة كما سأثبت فيما بعد) على هذا التفسير بل وتكفير من طلب المغفرة للكافر !!!
وانظر بنفسك من موقع إسلام ويب:
وحكي الإجماع على حرمة الاستغفار للكافر، قال النووي في المجموع: وَأَمَّا الصَّلاةُ عَلَى الْكَافِرِ وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ فَحَرَامٌ بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالإِجْمَاعِ. اهـ.
بل ذهب بعض العلماء إلى أن طلب المغفرة للكافر كفر.
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
(<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
)
وكذلك فتوى موقع إسلام أون لاين :
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
ولكني رأيت تفسير قريب من تفسيري ولكنه ليس بمشهور وعليه غالبا قلة من الناس وهو :
ذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز الاستغفار للمشرك وهو حي فإذا مات على الكفر تبين أنه من أصحاب النار فلا يجوز عندها أن نستغفر له حتى ولو كان من أقرب الأقرباء.
وأنا إن كنت أصبت في هذا الإجتهاد لتفسير الآية القرآنية فالفضل والتوفيق يعود أولا وآخرا إلى الله.
وأظن أن تفسيري هذا هو الصواب واعتقد أنه يوجد من يقول بهذا التفسير غيري وإن لم أعلمه لأن الحق محفوظ وأن الله حفظ هذه الأمة من أن تجتمع على ضلالة , لقول رسول الله:
( لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ على الحقِّ، لا يضرُّهم من خذلَهم ، ولا من خالفَهم إلى قيامِ الساعةِ )
المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 28/416 خلاصة حكم المحدث: ثبت من وجوه كثيرة
أود أن ألفت النظر لشيء هام من عرضي لهذه التفاسير ونقدها ونقضها وترجيح التفسير الصواب لهذه الآية.
هذا يعني ويؤكد أن ليس معنى أن بعض الآراء الفقهية وبعض التفاسير كونها منتشرة و مشهورة بين المسلمين أنها الرأي الصواب في المسألة الفقهية أو أنه هو التفسير الحق للآية أو الحديث .
وهذا يذكرني بقول الله:
( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ). [يوسف : 103]
وقال : ( إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ) [هود : 17]
وقال: ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) [الأنعام : 116]
أي أن من سنن الله في خلقه : أن أهل الحق في جنب أهل الباطل قليل ،
قال الشيخ السعدي : " ودلت هذه الآية ، على أنه لا يستدل على الحق بكثرة أهله ، ولا يدل قلة السالكين لأمر من الأمور أن يكون غير حق ، بل الواقع بخلاف ذلك ، فإن أهل الحق هم الأقلون عدداً ، الأعظمون عند الله قدراً وأجراً ، بل الواجب أن يستدل على الحق والباطل ، بالطرق الموصلة إليه ". انتهى "تفسير السعدي" (1 / 270).
قال الفُضيل بن عِياض رحمه الله : " الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ، وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
وأتذكر هنا قول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود:
قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الجماعة ما وافق الحق؛ ولو كنت وحدك" (رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:1/122- رقم160، وصحح سنده الشيخ الألباني كما في تعليقه على مشكاة المصابيح: 1/61، ورواه الترمذي في سننه:4/467).
أود أن أختم بهذه الأحاديث الثابتة عن رسول الله وتحمل وجه كبير مما أقوله هنا:
( لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ على الحقِّ، لا يضرُّهم من خذلَهم ، ولا من خالفَهم إلى قيامِ الساعةِ )
المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 28/416 خلاصة حكم المحدث: ثبت من وجوه كثيرة
( بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ فطُوبِى للغرباءِ، وفي روايةٍ قيل يا رسولَ اللهِ : مَن الغرباءُ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناسُ، وفي لفظٍ آخرَ قال : هم الذين يُصلِحون ما أفسد الناسُ من سنتي )المحدث: ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 158/3 خلاصة حكم المحدث: صحيح
أرجو الهداية والتوفيق لي ولكم
هل يجوز الإستغفار للمشركين وكذلك الكفار إن لم يتبين لنا أنهم من أصحاب الجحيم؟
الحكم على غير المسلم ظاهريا بالشرك يجوز عند وجود سبببه أما الحكم على مصيره لا يجوز لأننا لا نعلم باطنه فقد يكون له عذر في شركه مثل الجهل أو التأويل أو الإكراه أوغيره وبناءا على هذا فإنه يصعب الحكم على المشركين - ( الذي تبين لنا بالفعل شركهم عن طريق المشاهدة أو نقل الثقات لنا بذلك ) - بالخلود في الجحيم دون الإطلاع على باطنهم أو على الأقل دون مواجهته وتفنيد عقيدته الشركية وإقتناع المشرك ذاته بذلك ثم إعراضه عن الحق وموته على ذلك الحال .
يقول الله :
( ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون )
[ البقرة : 217 ]
ولذلك فأنا أرى جواز الإستغفار للمشركين إن لم يتبين لنا أنهم من أصحاب الجحيم كما قال الله تعالى في كتابه :
( ما كان للنبي والمؤمنين أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم ) [ التوبة : 113 ]
فإن قال قائل نهى الله رسوله إبراهيم عن الإستغفار لأبيه .
قلت :
لم ينهى الله خليله إبراهيم عن الإستغفار لأبيه ولكن جائت الآيات تحكي قصة تصرفات إبراهيم من نفسه مع والده وهو أن إبراهيم استغفر لأبيه:
قال تعالى حكاية عنه واغفر لأَبِى إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضالين [ الشعراء : 86 ]
وأيضاً قال عنه : رَبَّنَا اغفر لِى وَلِوَالِدَىَّ [ إبراهيم : 41 ]
وقال تعالى حكاية عنه في سورة مريم قال : سلام عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِي [ مريم : 47 ] وقال أيضاً : لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ [ الممتحنة : 4 ]
وقد أجاب القرآن عن دافع إبراهيم للإستغفار لأبيه :
( وَمَا كَانَ استغفار إبراهيم لأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ ) [ التوبة : 114 ]
فقد وعده أبيه آزر بشيء وغالبا بأنه سيؤمن .
أو وعد إبراهيم أباه أنه سيستغفر له.
واالتفسير الأول أقرب لعود الضمير في ( وعدها ) على أقرب مذكور وهو ( أبيه )
ثم بعد ماتبين له أنه موعدته كانت كاذبة لأنه عدو لله تبرأ منه .
يقول الله في ذلك :
( فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه ) أى علم إبراهيم سبب عداوة أبيه له وإعراضه عن دعوته كونه عدو لله فهو على هذا الحال مصيره إلى الجحيم إن مات على هذا فلذلك أعرض إبراهيم عنه من تلقاء نفسه دون أن يطلب الله منه الكف عن الإستغفار له.
وكذلك طلب الرسول الإستغفار لأمه فنهاه الله عن ذلك لان الله أدرى بمصيرها .
وكذلك كل إستنكار من الله للرسول عن الإستغفار لجماعات من المنافقين فهو أولا ليس بنهي ثم إنه وحي من الله لأن الله أدرى بحالهم ومصيرهم .
وكذلك قول رسول الله لعمه أبو طالب حين حضرته الوفاة :
لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنه فنزلت {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [سورة التوبة الآية 113]. ونزلت {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [سورة القصص الآية 56].
فهو كذلك وحي من الله لأن الله أعلم بحال عمه ومصيره أما نحن فلا نعلم بمصير أحد لأن لا وحي من الله لأحد منا بمصير أحد من المشركين.
وكذلك أي حالات أخرى مشابهة ورد فيها نهي من الله للإستغفار للمشركين فهي وحي من الله لرسوله بذلك لأن الله أدرى بحالهم وأدرى بمصيرهم.
وهل النهي عن الإستغفار يعم الكفار غير المشركين ؟؟
فأنا لا أرى ذلك لأن الله نهى عن الإستغفار المشركين فقط دون غيرهم (وما كان ربك نسيا) ولأني أرى علة النهي عن الإستغفار للمشركين كون الشرك ذنب لا يغفره الله ويغفر دون ذلك لمن يشاء والكفر غير الشرك وإن كان الشرك نوع من الكفر.
فكل شرك كفر وليس كل كفر شرك.
يقول الله :
( إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ) [سورة النساء الآية 48]
وليس معنى جواز الإستغفار للمشركين أنه يجوز لنا الإستغفار لشركه لأن الله لا يغفر أن يشرك به .
إذن فأنا لن أطلب من الله أن يغفر له شركه ولكن أدعو الله له بالهداية والتوبة من الشرك وأدعو الله أيضا أن يغفر له باقي ذنوبه ولكن كل هذا على فرض بأن هذا المشرك أشرك بالله عن علم فهو إذن غير معذور ولا يحق لي استغفر له على شركه .
والسؤال هنا ماذا لو لم أعلم وأتيقن من كون هذا المشرك معذور بجهل أو تأويل أو غير ذلك من الأعذار المقبولة ؟؟
أولا : أنا لا أعلم إن كان هذا المشرك معذور على شركه أم لا.
وبالتالي لو طلبت من الله أن يغفر له شركه فكأني رجحت بلا مرجح بأن هذا المشرك على علم بجرمه أي أنه غير معذور على شركه بجهل أو تأويل أو غير ذلك وبالتالي فهو من المنهي عن الإستغفار لهم بنص الآية.
ثانيا : إذن فأنا لن أطلب من الله أن يغفر له شركه ولكن أدعو الله له بالهداية والتوبة من الشرك وأدعو الله أيضا أن يغفر له باقي ذنوبه التي هي مادون الشرك.
والغريب أنني لم أرى هذا التفسير لهذه الآية لأحد والتفسير الأكثر والأشهر هو على المنع من الإستغفار للمشركين وكذلك الكفار أحياءا وأمواتا وعلى آية حال سواء علمنا بمصيرهم أم لا.
والأعجب من ذلك أنه حكي الإجماع (الحجة الباطلة كما سأثبت فيما بعد) على هذا التفسير بل وتكفير من طلب المغفرة للكافر !!!
وانظر بنفسك من موقع إسلام ويب:
وحكي الإجماع على حرمة الاستغفار للكافر، قال النووي في المجموع: وَأَمَّا الصَّلاةُ عَلَى الْكَافِرِ وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالْمَغْفِرَةِ فَحَرَامٌ بِنَصِّ الْقُرْآنِ وَالإِجْمَاعِ. اهـ.
بل ذهب بعض العلماء إلى أن طلب المغفرة للكافر كفر.
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
(<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
)
وكذلك فتوى موقع إسلام أون لاين :
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
ولكني رأيت تفسير قريب من تفسيري ولكنه ليس بمشهور وعليه غالبا قلة من الناس وهو :
ذهب بعض العلماء إلى أنه يجوز الاستغفار للمشرك وهو حي فإذا مات على الكفر تبين أنه من أصحاب النار فلا يجوز عندها أن نستغفر له حتى ولو كان من أقرب الأقرباء.
وأنا إن كنت أصبت في هذا الإجتهاد لتفسير الآية القرآنية فالفضل والتوفيق يعود أولا وآخرا إلى الله.
وأظن أن تفسيري هذا هو الصواب واعتقد أنه يوجد من يقول بهذا التفسير غيري وإن لم أعلمه لأن الحق محفوظ وأن الله حفظ هذه الأمة من أن تجتمع على ضلالة , لقول رسول الله:
( لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ على الحقِّ، لا يضرُّهم من خذلَهم ، ولا من خالفَهم إلى قيامِ الساعةِ )
المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 28/416 خلاصة حكم المحدث: ثبت من وجوه كثيرة
أود أن ألفت النظر لشيء هام من عرضي لهذه التفاسير ونقدها ونقضها وترجيح التفسير الصواب لهذه الآية.
هذا يعني ويؤكد أن ليس معنى أن بعض الآراء الفقهية وبعض التفاسير كونها منتشرة و مشهورة بين المسلمين أنها الرأي الصواب في المسألة الفقهية أو أنه هو التفسير الحق للآية أو الحديث .
وهذا يذكرني بقول الله:
( وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ). [يوسف : 103]
وقال : ( إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ ) [هود : 17]
وقال: ( وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) [الأنعام : 116]
أي أن من سنن الله في خلقه : أن أهل الحق في جنب أهل الباطل قليل ،
قال الشيخ السعدي : " ودلت هذه الآية ، على أنه لا يستدل على الحق بكثرة أهله ، ولا يدل قلة السالكين لأمر من الأمور أن يكون غير حق ، بل الواقع بخلاف ذلك ، فإن أهل الحق هم الأقلون عدداً ، الأعظمون عند الله قدراً وأجراً ، بل الواجب أن يستدل على الحق والباطل ، بالطرق الموصلة إليه ". انتهى "تفسير السعدي" (1 / 270).
قال الفُضيل بن عِياض رحمه الله : " الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ، وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين ".
وأتذكر هنا قول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود:
قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الجماعة ما وافق الحق؛ ولو كنت وحدك" (رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:1/122- رقم160، وصحح سنده الشيخ الألباني كما في تعليقه على مشكاة المصابيح: 1/61، ورواه الترمذي في سننه:4/467).
أود أن أختم بهذه الأحاديث الثابتة عن رسول الله وتحمل وجه كبير مما أقوله هنا:
( لا تزالُ طائفةٌ من أمَّتي ظاهرينَ على الحقِّ، لا يضرُّهم من خذلَهم ، ولا من خالفَهم إلى قيامِ الساعةِ )
المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 28/416 خلاصة حكم المحدث: ثبت من وجوه كثيرة
( بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ فطُوبِى للغرباءِ، وفي روايةٍ قيل يا رسولَ اللهِ : مَن الغرباءُ؟ قال : الذين يصلحون إذا فسد الناسُ، وفي لفظٍ آخرَ قال : هم الذين يُصلِحون ما أفسد الناسُ من سنتي )المحدث: ابن باز - المصدر: مجموع فتاوى ابن باز - الصفحة أو الرقم: 158/3 خلاصة حكم المحدث: صحيح
أرجو الهداية والتوفيق لي ولكم