فريق منتدى الدي في دي العربي
11-22-2017, 07:48 AM
ما رأيك في كتاب "عقيدتنا" الذي يدرس في الرواق الأزهري؟
هذا سؤال وجه إلي من بعض الإخوة السلفيين.
وجوابه:
الحمد لله
اطلعت على كتاب "عقيدتنا" للدكتور محمد ربيع محمد جوهري، وتصفحته سريعا، ولي عليه هذه الملاحظات:
1-قرر أن الإيمان هو التصديق، وهذا مذهب الأشاعرة، وهو خلاف ما أجمع عليه أهل السنة من أن الإيمان قول وعمل.
2-قرر أن النطق بالشهادتين شرط لإجراء الأحكام في الدنيا، وليس ركنا في الإيمان ولا شرطا لصحته، فمن صدق بقلبه ولم ينطق بالشهادتين فهو مؤمن عند الله، وهذا خلاف الإجماع أيضا، فمن لم ينطق بالشهاتين مع القدرة فهو كافر ظاهر وباطنا.
3-الكفر عنده محصور في التكذيب، وهذا مذهب جهم ومن تبعه من الأشاعرة، وأما أهل السنة فالكفر عندهم يكون بالقول والفعل والاعتقاد والترك.
4-ينكر تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية وأسماء وصفات، ويزعم أن هذه بدعة أتى بها ابن تيمية.
وتقسيم التوحيد علم بالاستقراء، وهو موجود في كلام جماعة من الأئمة، منهم: الإمام أبو حنيفة وتلميذه أبو يوسف رحمهما الله، وابن بطة العكبري، وابن كثير، وملا علي القاري الحنفي، وتقي الدين المقريزي، والزبيدي رحمهم الله، كما بينته في شرح الطحاوية.
5-زعم أن الاستغاثة والاستعانة ليستا من العبادة، إلا إذا كان معهما اعتقاد الربوبية، وأن من صرف هذه الأفعال لغير الله لا يكون مشركا، ما دام يؤمن بأن الله وحده هو المعطي المانع الضار النافع، وهذا جهل بمفهوم العبادة والتوحيد والشرك، وتسويغ لأفعال القبورية.
6-يزعم أن في النصوص القرآنية والنبوية ما يوهم التشبيه، كالنصوص التي في ذكر الوجه واليد والاستواء والفوقية والنزول، وأنها إما أن تفوض أو تؤول، كما هو المعلوم من مذهب الأشاعرة.
ونسبة تفويض المعاني إلى السلف كذب عليهم، وقد ساق بعض النقول ليدلل على قوله، وقد أجبت عنها جميعا في "مقالة التفويض".
7-قرر مذهب الأشاعرة في كلام الله، وأن الكلام اللفظي وهو عبارات القرآن: حادثة، أي مخلوقة، وهذا خلاف ما أجمع عليه أهل السنة من أن القرآن لفظه ومعناه غير مخلوق.
وبالجملة فالكتاب لا يشرح عقيدة السلف، وإنما يقرر عقيدة الأشاعرة.
فمن كان من الأشاعرة، فلا شأن لنا به، ولا غرابة في حضوره مثل هذه المجالس.
وأما من كان على منهج السلف، فلا يجوز له سماع هذه الشبهات، ولا قراءتها، إلا أن يكون على علم يمكّنه من ردها وإبطالها.
وقد حذر السلف من سماع الشبهات، ومن أخذ العلم عمن ابتلي بها.
قال الآجري رحمه الله في "الشريعة": " باب ذكر هجرة أهل البدع والأهواء: ينبغي لكل من تمسك بما رسمناه في كتابنا هذا وهو كتاب الشريعة أن يهجر جميع أهل الأهواء من الخوارج والقدرية والمرجئة والجهمية، وكل من ينسب إلى المعتزلة، وجميع الروافض، وجميع النواصب، وكل من نسبه أئمة المسلمين أنه مبتدع بدعة ضلالة، وصح عنه ذلك، فلا ينبغي أن يكلم ولا يسلم عليه، ولا يجالس ولا يصلى خلفه، ولا يزوج ولا يتزوج إليه من عرفه، ولا يشاركه ولا يعامله ولا يناظره ولا يجادله، بل يذله بالهوان له، وإذا لقيته في طريق أخذت في غيرها إن أمكنك. فإن قال: فلم لا أناظره وأجادله وأرد عليه قوله؟ قيل له: لا يؤمن عليك أن تناظره وتسمع منه كلاما يفسد عليك قلبك ويخدعك بباطله الذي زين له الشيطان فتهلك أنت؛ إلا أن يضطرك الأمر إلى مناظرته وإثبات الحجة عليه بحضرة سلطان أو ما أشبهه لإثبات الحجة عليه، فأما لغير ذلك فلا. وهذا الذي ذكرته لك فقول من تقدم من أئمة المسلمين، وموافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى.
وساق الذهبي رحمه الله قول سفيان: "من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم خرج من عصمة الله ووكل إلى نفسه، وعنه: من يسمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه لا يلقيها في قلوبه". ثم قال الذهبي: " قلت: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة " انتهى من "سير أعلام النبلاء (7/ 261). فإذا كان هذا حال الأئمة، فكيف بمن لا حظ له من العلم!
وقال الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله: "وأخبار السلف متكاثرة في النفرة من المبتدعة وهجرهم، حذراً من شرهم، وتحجيما لانتشار بدعهم، وكسرا لنفوسهم حتى تضعف عن نشر البدع، ولأن في معاشرة السني للمبتدع تزكية له لدى المبتدئ والعامي - والعامي: مشتق من العمى، فهو بيد من يقوده غالباً.
ونرى في كتب المصطلح، وآداب الطلب، وأحكام الجرح والتعديل: الأخبار في هذا.
فيا أيها الطالب! كن سلفيا على الجادة، واحذر المبتدعة أن يفتنوك، فإنهم يوظفون للاقتناص والمخاتلة سبلا، يفتعلون تعبيدها بالكلام المعسول - وهو: (عسل) مقلوب - وهطول الدمعة، وحسن البزة، والإغراء بالخيالات، والإدهاش بالكرامات، ولحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف 00 وما وراء ذلك إلا وحم البدعة، ورهج الفتنة، يغرسها في فؤادك، ويعتملك في شراكه، فوالله لا يصلح الأعمى لقيادة العميان وإرشادهم.
أما الأخذ عن علماء السنة، فالعق العسل ولا تسل.
وفقك الله لرشدك، لتنهل من ميراث النبوة صافياً، وإلا، فليبك على الدين من كان باكياً.
وما ذكرته لك هو في حالة السعة والاختيار، أما إن كنت في دراسة نظامية لا خيار لك، فاحذر منه، مع الاستعاذة من شره، باليقظة من دسائسه على حد قولهم: "اجن الثمار وألق الخشبة في النار"، ولا تتخاذل عن الطلب، فأخشى أن يكون هذا من التولي يوم الزحف، فما عليك إلا أن تتبين أمره وتتقى شره وتكشف ستره" انتهى من حلية طالب العلم، ص 167
اللهم هل بلغت، اللهم اشهد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
قاله: الدكتور محمد محمود آل خضير
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
(<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
)
هذا سؤال وجه إلي من بعض الإخوة السلفيين.
وجوابه:
الحمد لله
اطلعت على كتاب "عقيدتنا" للدكتور محمد ربيع محمد جوهري، وتصفحته سريعا، ولي عليه هذه الملاحظات:
1-قرر أن الإيمان هو التصديق، وهذا مذهب الأشاعرة، وهو خلاف ما أجمع عليه أهل السنة من أن الإيمان قول وعمل.
2-قرر أن النطق بالشهادتين شرط لإجراء الأحكام في الدنيا، وليس ركنا في الإيمان ولا شرطا لصحته، فمن صدق بقلبه ولم ينطق بالشهادتين فهو مؤمن عند الله، وهذا خلاف الإجماع أيضا، فمن لم ينطق بالشهاتين مع القدرة فهو كافر ظاهر وباطنا.
3-الكفر عنده محصور في التكذيب، وهذا مذهب جهم ومن تبعه من الأشاعرة، وأما أهل السنة فالكفر عندهم يكون بالقول والفعل والاعتقاد والترك.
4-ينكر تقسيم التوحيد إلى ربوبية وألوهية وأسماء وصفات، ويزعم أن هذه بدعة أتى بها ابن تيمية.
وتقسيم التوحيد علم بالاستقراء، وهو موجود في كلام جماعة من الأئمة، منهم: الإمام أبو حنيفة وتلميذه أبو يوسف رحمهما الله، وابن بطة العكبري، وابن كثير، وملا علي القاري الحنفي، وتقي الدين المقريزي، والزبيدي رحمهم الله، كما بينته في شرح الطحاوية.
5-زعم أن الاستغاثة والاستعانة ليستا من العبادة، إلا إذا كان معهما اعتقاد الربوبية، وأن من صرف هذه الأفعال لغير الله لا يكون مشركا، ما دام يؤمن بأن الله وحده هو المعطي المانع الضار النافع، وهذا جهل بمفهوم العبادة والتوحيد والشرك، وتسويغ لأفعال القبورية.
6-يزعم أن في النصوص القرآنية والنبوية ما يوهم التشبيه، كالنصوص التي في ذكر الوجه واليد والاستواء والفوقية والنزول، وأنها إما أن تفوض أو تؤول، كما هو المعلوم من مذهب الأشاعرة.
ونسبة تفويض المعاني إلى السلف كذب عليهم، وقد ساق بعض النقول ليدلل على قوله، وقد أجبت عنها جميعا في "مقالة التفويض".
7-قرر مذهب الأشاعرة في كلام الله، وأن الكلام اللفظي وهو عبارات القرآن: حادثة، أي مخلوقة، وهذا خلاف ما أجمع عليه أهل السنة من أن القرآن لفظه ومعناه غير مخلوق.
وبالجملة فالكتاب لا يشرح عقيدة السلف، وإنما يقرر عقيدة الأشاعرة.
فمن كان من الأشاعرة، فلا شأن لنا به، ولا غرابة في حضوره مثل هذه المجالس.
وأما من كان على منهج السلف، فلا يجوز له سماع هذه الشبهات، ولا قراءتها، إلا أن يكون على علم يمكّنه من ردها وإبطالها.
وقد حذر السلف من سماع الشبهات، ومن أخذ العلم عمن ابتلي بها.
قال الآجري رحمه الله في "الشريعة": " باب ذكر هجرة أهل البدع والأهواء: ينبغي لكل من تمسك بما رسمناه في كتابنا هذا وهو كتاب الشريعة أن يهجر جميع أهل الأهواء من الخوارج والقدرية والمرجئة والجهمية، وكل من ينسب إلى المعتزلة، وجميع الروافض، وجميع النواصب، وكل من نسبه أئمة المسلمين أنه مبتدع بدعة ضلالة، وصح عنه ذلك، فلا ينبغي أن يكلم ولا يسلم عليه، ولا يجالس ولا يصلى خلفه، ولا يزوج ولا يتزوج إليه من عرفه، ولا يشاركه ولا يعامله ولا يناظره ولا يجادله، بل يذله بالهوان له، وإذا لقيته في طريق أخذت في غيرها إن أمكنك. فإن قال: فلم لا أناظره وأجادله وأرد عليه قوله؟ قيل له: لا يؤمن عليك أن تناظره وتسمع منه كلاما يفسد عليك قلبك ويخدعك بباطله الذي زين له الشيطان فتهلك أنت؛ إلا أن يضطرك الأمر إلى مناظرته وإثبات الحجة عليه بحضرة سلطان أو ما أشبهه لإثبات الحجة عليه، فأما لغير ذلك فلا. وهذا الذي ذكرته لك فقول من تقدم من أئمة المسلمين، وموافق لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى.
وساق الذهبي رحمه الله قول سفيان: "من أصغى بسمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم خرج من عصمة الله ووكل إلى نفسه، وعنه: من يسمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه لا يلقيها في قلوبه". ثم قال الذهبي: " قلت: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة " انتهى من "سير أعلام النبلاء (7/ 261). فإذا كان هذا حال الأئمة، فكيف بمن لا حظ له من العلم!
وقال الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله: "وأخبار السلف متكاثرة في النفرة من المبتدعة وهجرهم، حذراً من شرهم، وتحجيما لانتشار بدعهم، وكسرا لنفوسهم حتى تضعف عن نشر البدع، ولأن في معاشرة السني للمبتدع تزكية له لدى المبتدئ والعامي - والعامي: مشتق من العمى، فهو بيد من يقوده غالباً.
ونرى في كتب المصطلح، وآداب الطلب، وأحكام الجرح والتعديل: الأخبار في هذا.
فيا أيها الطالب! كن سلفيا على الجادة، واحذر المبتدعة أن يفتنوك، فإنهم يوظفون للاقتناص والمخاتلة سبلا، يفتعلون تعبيدها بالكلام المعسول - وهو: (عسل) مقلوب - وهطول الدمعة، وحسن البزة، والإغراء بالخيالات، والإدهاش بالكرامات، ولحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف 00 وما وراء ذلك إلا وحم البدعة، ورهج الفتنة، يغرسها في فؤادك، ويعتملك في شراكه، فوالله لا يصلح الأعمى لقيادة العميان وإرشادهم.
أما الأخذ عن علماء السنة، فالعق العسل ولا تسل.
وفقك الله لرشدك، لتنهل من ميراث النبوة صافياً، وإلا، فليبك على الدين من كان باكياً.
وما ذكرته لك هو في حالة السعة والاختيار، أما إن كنت في دراسة نظامية لا خيار لك، فاحذر منه، مع الاستعاذة من شره، باليقظة من دسائسه على حد قولهم: "اجن الثمار وألق الخشبة في النار"، ولا تتخاذل عن الطلب، فأخشى أن يكون هذا من التولي يوم الزحف، فما عليك إلا أن تتبين أمره وتتقى شره وتكشف ستره" انتهى من حلية طالب العلم، ص 167
اللهم هل بلغت، اللهم اشهد.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
قاله: الدكتور محمد محمود آل خضير
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
(<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
)