فريق منتدى الدي في دي العربي
11-26-2017, 05:14 PM
التَّعْيِيرِ : التوبيخ ؛ من العار ، والعارُ : السُّبَّة والعيب ؛ وقيل : هو كل شيء يلزم به سُبَّة أَو عيب ؛ وهو الانتقاص بنسبة القبائح إليه [1] .
فالتعيير : هو إظهار السوء والقبح وإشاعته في قالب النصح ؛ فمن الناس من يلبس غايته السيئة ثوب النصيحة ، قال ابن رجب - رحمه الله : ومِن أظهرِ التعيير ، إظهارُ السوء وإشاعتُه في قالب النصح ، وزعمُ أنه إنما يحمله على ذلك العيوب ، وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى ، فهو من إخوان المنافقين الذين ذمهم الله في كتابه في مواضع ؛ فإن الله تعالى ذمَّ من أظهر فعلاً أو قولاً حسنًا ، وأراد به التوصل إلى غرض فاسد ، يقصده في الباطن ، وعدَّ ذلك من خصال النفاق ؛ كما في سورة براءة التي هتك فيها المنافقين وفضحهم بأوصافهم الخبيثة : { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْراً وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [ التوبة : 107 ] ؛ وقال تعالى : { لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آل عمران : 188 ] ؛ فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رِجَالًا مِنْ الْمُنَافِقِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانُوا إِذَا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْغَزْوِ تَخَلَّفُوا عَنْهُ ، وَفَرِحُوا بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَإِذَا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اعْتَذَرُوا إِلَيْهِ ، وَحَلَفُوا ، وَأَحَبُّوا أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا ؛ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ [2] . فهذه الخصال خصال اليهود والمنافقين ؛ وهو أن يظهر الإنسان في الظاهر قولاً أو فعلاً ، وهو في الصورة التي ظهر عليها حسن ، ومقصوده بذلك : التوصل إلى غرض فاسد ، فيحمده على ما أظهر من ذلك الحسن ، ويتوصل هو به إلى غرضه الفاسد الذي هو أبطنه ، ويفرح هو بحمده على ذلك الذي أظهر أنه حسن ، فتتم له الفائدة وتُنَفَّذُ له الحيلة بهذا الخداع ؛ ومن كانت هذه همته فهو داخل في هذه الآية ولا بد ، فهو متوعد بالعذاب الأليم [3] .
فالنصيحة والتعيير كلا منهما ظاهره حسن ، ولكن التعيير باطنه إرادة غرض فاسد ، وانتصار الإنسان لنفسه بسبِّ وتجريح من يكلمه ، وتحقير من يعيِّره ... فشتان بين النصيحة والتعيير .
_______________________
[1] انظر ( لسان العرب ) باب الراء فصل العين ، و( مختار الصحاح ) مادة ( ع ي ر ) .
[2] متفق عليه : البخاري ( 4567 ) ، ومسلم ( 2777 ) .
[3] انظر ( الفرق بين النصيحة والتعيير ) ص 10 ، 11 بتصرف يسير .
فالتعيير : هو إظهار السوء والقبح وإشاعته في قالب النصح ؛ فمن الناس من يلبس غايته السيئة ثوب النصيحة ، قال ابن رجب - رحمه الله : ومِن أظهرِ التعيير ، إظهارُ السوء وإشاعتُه في قالب النصح ، وزعمُ أنه إنما يحمله على ذلك العيوب ، وكان في الباطن إنما غرضه التعيير والأذى ، فهو من إخوان المنافقين الذين ذمهم الله في كتابه في مواضع ؛ فإن الله تعالى ذمَّ من أظهر فعلاً أو قولاً حسنًا ، وأراد به التوصل إلى غرض فاسد ، يقصده في الباطن ، وعدَّ ذلك من خصال النفاق ؛ كما في سورة براءة التي هتك فيها المنافقين وفضحهم بأوصافهم الخبيثة : { وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْراً وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلّا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } [ التوبة : 107 ] ؛ وقال تعالى : { لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [ آل عمران : 188 ] ؛ فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رِجَالًا مِنْ الْمُنَافِقِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانُوا إِذَا خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْغَزْوِ تَخَلَّفُوا عَنْهُ ، وَفَرِحُوا بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَإِذَا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم اعْتَذَرُوا إِلَيْهِ ، وَحَلَفُوا ، وَأَحَبُّوا أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا ؛ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةَ [2] . فهذه الخصال خصال اليهود والمنافقين ؛ وهو أن يظهر الإنسان في الظاهر قولاً أو فعلاً ، وهو في الصورة التي ظهر عليها حسن ، ومقصوده بذلك : التوصل إلى غرض فاسد ، فيحمده على ما أظهر من ذلك الحسن ، ويتوصل هو به إلى غرضه الفاسد الذي هو أبطنه ، ويفرح هو بحمده على ذلك الذي أظهر أنه حسن ، فتتم له الفائدة وتُنَفَّذُ له الحيلة بهذا الخداع ؛ ومن كانت هذه همته فهو داخل في هذه الآية ولا بد ، فهو متوعد بالعذاب الأليم [3] .
فالنصيحة والتعيير كلا منهما ظاهره حسن ، ولكن التعيير باطنه إرادة غرض فاسد ، وانتصار الإنسان لنفسه بسبِّ وتجريح من يكلمه ، وتحقير من يعيِّره ... فشتان بين النصيحة والتعيير .
_______________________
[1] انظر ( لسان العرب ) باب الراء فصل العين ، و( مختار الصحاح ) مادة ( ع ي ر ) .
[2] متفق عليه : البخاري ( 4567 ) ، ومسلم ( 2777 ) .
[3] انظر ( الفرق بين النصيحة والتعيير ) ص 10 ، 11 بتصرف يسير .