فريق منتدى الدي في دي العربي
11-28-2017, 10:45 PM
جد بابين يكتب: روسيا تستعد للحرب الباردة
«فرانز جوزيف لاند».. الأرخبيل الروسى المغطى بالجليد، والذى يقع على خط عرض 80 درجة شمالًا فى بحر القطب الشمالى، وهو أيضًا موقع القواعد العسكرية الروسية الجديدة فى القطب الشمالى التى تنوى موسكو من خلالها تأكيد سيطرتها على الكثير من النفط، والغاز، تحت القطب الشمالى، والطرق التجارية فى الجليد.
وفى عام ٢٠٠٧، هبطت غواصتان روسيتان صغيرتان فى عمق أكثر من ميلين تحت الغطاء الجليدى فى القطب الشمالى، وقامتا بوضع العلم الروسى فى قاع البحر تحت القطب الشمالى، ويعد وضع العلم بمثابة تأكيد على مطالبة روسيا، المتنازع عليها، بالسيادة على ما يقرب من نصف مساحة المحيط المتجمد الشمالى، والنفط، والغاز، الموجودين تحته، والتى يُعتقد أن قيمتها تبلغ حوالى 20 تريليون دولار.
وتشير تقديرات المسح الجيولوجى الأمريكية إلى أن القطب الشمالى يحتوى على نحو ١٨٪ من احتياطيات النفط غير المستغلة فى العالم، وتستعد روسيا، والصين، واليابان، وكندا، ودولًا أخرى (لا تشمل الولايات المتحدة) للاستفادة من احتياطيات النفط، والغاز، فى القطب الشمالى، ومن طرق الشحن العابرة للقطب الشمالى، والتى باتت متزايدة انفتاحًا، وتقوم الصين ببناء سفن جليد مخصصة للاستخدام فى هذه الطرق، إلا أن روسيا تقوم ببناء قواعد عسكرية، وتصميم معدات عسكرية لفرض مطالباتها على القطب الشمالى.
وقد بنت روسيا قاعدتها العسكرية فى ألكسندرا لاند، وهى جزء من أرخبيل فرانز جوزيف لاند، وتفيد التقارير بأن هذه القاعدة هى الثانية التى تقيمها موسكو خلال وجود الرئيس الروسى، فلاديمير بوتن، فى سدة الحكم، حيث تقع الأولى فى الناحية الشرقية، على جزيرة أخرى فى الأرخبيل، ولكن كلتيهما تمثلان قواعد للدفاع الجوى.
كما أنه تم تأسيس وحدات للدفاع الجوى، وهى على استعداد لوضع سيطرة روسية على ممرات الشحن عبر جزء كبير من بحر القطب الشمالى، وعلى دول بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية مثل فنلندا.
ويعمل صناع الأسلحة الروس بجدية لتطوير الأسلحة، والمركبات، والإلكترونيات، والطائرات، التى يمكن أن تعمل فى درجات حرارة باردة للغاية، وهو الأمر الذى لا تستطيع الكثير من معداتنا العسكرية الأمريكية، أو قوات حلف شمال الأطلسى «ناتو» أن تفعله.
وفى منتصف أكتوبر، أعلن السفير الروسى لشؤون القطب الشمالى، فلاديمير باربين، أنه يتم استثمار ١٠٪ من إجمالى الناتج المحلى الروسى فى منطقة القطب الشمالى، وأشار إلى أن روسيا تقوم ببناء ٣ كاسحات للجليد كل عام، وأنها تعتزم دفع حدودها القطبية الشمالية لفرض سيادتها فى المياه العميقة (لدى الروس نحو ٥٠ كاسحة جليد ثقيل، فيما لدى الولايات المتحدة ٣ فقط، منها ٢ قديمتان وعلى وشك التوقف عن العمل).
وقد أكدت تصريحات باربين ما قاله بوتين، فى عام ٢٠١٤، حيث قال إن «مصالحنا تتركز فى القطب الشمالى»، ويبدو أن اللعبة الروسية لها شقان، الأول هو مواصلة سيطرتها على إمدادات الطاقة الأوروبية، والثانى هو السيطرة على طرق التجارة القطبية المفتوحة بشكل متزايد.
وقريبًا ستتم مضاعفة قدرة خط أنابيب الغاز «نورد ستريم ١»، الذى يمتد من روسيا إلى ألمانيا، من قبل خط «نورد ستريم ٢»، وعلى الرغم من أن برلين تأمل فى أن تصبح مركزًا لتوريد الغاز الأوروبى، إلا أن خطوط أنابيب نورد ستريم تعطى روسيا نفوذًا كبيرًا على أوروبا الغربية.
وفى يونيو ٢٠١٧، قال رئيس الاتحاد الروسى للغاز، فيكتور زوبكوف، إن عقوبات الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبى على شركات النفط، والغاز، الروسية، مثل تلك التى تم فرضها قبل ٣ سنوات، يمكن أن تهدد إمدادات الغاز فى أوروبا، وكانت كلمات السيد زوبكوف بمثابة تحذير من ابتزاز الطاقة فى المستقبل.
ووفقًا لتقرير صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، الصادر فى ١٧ إبريل الماضى، فإن روسيا تقوم بحفر آبار للنفط، شمالًا، فى الدائرة القطبية الشمالية، ويمكن شحن شحنات النفط من تلك الآبار فى أى مكان معظم السنة، وكما هو الحال مع خطوط أنابيب الغاز، فإن تلك الشحنات إلى الدول الجائعة للنفط فى أوروبا، وأماكن أخرى، تعطى الروس نفوذًا.
كما تؤكد الصين، الجائعة للنفط والغاز، على مصالحها فى كل من الطرق البحرية العابرة للقارة القطبية الشمالية، وعلى أصول الطاقة الموجودة تحتها، وفى يوليو الماضى، أعلن بوتين، والرئيس الصينى عن شراكتهما فى محاولة فتح «الممر الشمالى الغربى»، الذى طال انتظاره، مما يمكن سفن البلدين من اجتياز الطرق عبر القطب الشمالى.
وتركز الصين على أيسلندا، التى أبرمت اتفاقية تجارة حرة مع بكين فى عام ٢٠١٤، وبات لدى الأخيرة حاليًا أكبر سفارة فى أيسلندا.
وللأسف تنظر الولايات المتحدة للمبادرات الروسية، والصينية، فى القطب الشمالى، ببطء، وقد قامت قواتنا الجوية للتو بزيادة القدرات فى قاعدة ثول للقوات الجوية فى جرينلاند، والتى تقع على بُعد حوالى ٧٥٠ ميلًا فوق الدائرة القطبية الشمالية، كما تقوم القوات الجوية أيضًا بوضع استراتيجية جديدة لهذه المنطقة.
ولكن يبدو أنه لا يوجد قلق كبير بين قادة وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بشأن المنطقة القطبية الشمالية، ولذلك فإنه قد يكون الوقت متأخرًا جدًا لمنع الهيمنة الروسية والصينية على القطب الشمالى وموارده.
*نائب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية فى عهد جورج بوش الابن
نقلًا عن صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية
ترجمة- فاطمة زيـدان
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
«فرانز جوزيف لاند».. الأرخبيل الروسى المغطى بالجليد، والذى يقع على خط عرض 80 درجة شمالًا فى بحر القطب الشمالى، وهو أيضًا موقع القواعد العسكرية الروسية الجديدة فى القطب الشمالى التى تنوى موسكو من خلالها تأكيد سيطرتها على الكثير من النفط، والغاز، تحت القطب الشمالى، والطرق التجارية فى الجليد.
وفى عام ٢٠٠٧، هبطت غواصتان روسيتان صغيرتان فى عمق أكثر من ميلين تحت الغطاء الجليدى فى القطب الشمالى، وقامتا بوضع العلم الروسى فى قاع البحر تحت القطب الشمالى، ويعد وضع العلم بمثابة تأكيد على مطالبة روسيا، المتنازع عليها، بالسيادة على ما يقرب من نصف مساحة المحيط المتجمد الشمالى، والنفط، والغاز، الموجودين تحته، والتى يُعتقد أن قيمتها تبلغ حوالى 20 تريليون دولار.
وتشير تقديرات المسح الجيولوجى الأمريكية إلى أن القطب الشمالى يحتوى على نحو ١٨٪ من احتياطيات النفط غير المستغلة فى العالم، وتستعد روسيا، والصين، واليابان، وكندا، ودولًا أخرى (لا تشمل الولايات المتحدة) للاستفادة من احتياطيات النفط، والغاز، فى القطب الشمالى، ومن طرق الشحن العابرة للقطب الشمالى، والتى باتت متزايدة انفتاحًا، وتقوم الصين ببناء سفن جليد مخصصة للاستخدام فى هذه الطرق، إلا أن روسيا تقوم ببناء قواعد عسكرية، وتصميم معدات عسكرية لفرض مطالباتها على القطب الشمالى.
وقد بنت روسيا قاعدتها العسكرية فى ألكسندرا لاند، وهى جزء من أرخبيل فرانز جوزيف لاند، وتفيد التقارير بأن هذه القاعدة هى الثانية التى تقيمها موسكو خلال وجود الرئيس الروسى، فلاديمير بوتن، فى سدة الحكم، حيث تقع الأولى فى الناحية الشرقية، على جزيرة أخرى فى الأرخبيل، ولكن كلتيهما تمثلان قواعد للدفاع الجوى.
كما أنه تم تأسيس وحدات للدفاع الجوى، وهى على استعداد لوضع سيطرة روسية على ممرات الشحن عبر جزء كبير من بحر القطب الشمالى، وعلى دول بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية مثل فنلندا.
ويعمل صناع الأسلحة الروس بجدية لتطوير الأسلحة، والمركبات، والإلكترونيات، والطائرات، التى يمكن أن تعمل فى درجات حرارة باردة للغاية، وهو الأمر الذى لا تستطيع الكثير من معداتنا العسكرية الأمريكية، أو قوات حلف شمال الأطلسى «ناتو» أن تفعله.
وفى منتصف أكتوبر، أعلن السفير الروسى لشؤون القطب الشمالى، فلاديمير باربين، أنه يتم استثمار ١٠٪ من إجمالى الناتج المحلى الروسى فى منطقة القطب الشمالى، وأشار إلى أن روسيا تقوم ببناء ٣ كاسحات للجليد كل عام، وأنها تعتزم دفع حدودها القطبية الشمالية لفرض سيادتها فى المياه العميقة (لدى الروس نحو ٥٠ كاسحة جليد ثقيل، فيما لدى الولايات المتحدة ٣ فقط، منها ٢ قديمتان وعلى وشك التوقف عن العمل).
وقد أكدت تصريحات باربين ما قاله بوتين، فى عام ٢٠١٤، حيث قال إن «مصالحنا تتركز فى القطب الشمالى»، ويبدو أن اللعبة الروسية لها شقان، الأول هو مواصلة سيطرتها على إمدادات الطاقة الأوروبية، والثانى هو السيطرة على طرق التجارة القطبية المفتوحة بشكل متزايد.
وقريبًا ستتم مضاعفة قدرة خط أنابيب الغاز «نورد ستريم ١»، الذى يمتد من روسيا إلى ألمانيا، من قبل خط «نورد ستريم ٢»، وعلى الرغم من أن برلين تأمل فى أن تصبح مركزًا لتوريد الغاز الأوروبى، إلا أن خطوط أنابيب نورد ستريم تعطى روسيا نفوذًا كبيرًا على أوروبا الغربية.
وفى يونيو ٢٠١٧، قال رئيس الاتحاد الروسى للغاز، فيكتور زوبكوف، إن عقوبات الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبى على شركات النفط، والغاز، الروسية، مثل تلك التى تم فرضها قبل ٣ سنوات، يمكن أن تهدد إمدادات الغاز فى أوروبا، وكانت كلمات السيد زوبكوف بمثابة تحذير من ابتزاز الطاقة فى المستقبل.
ووفقًا لتقرير صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، الصادر فى ١٧ إبريل الماضى، فإن روسيا تقوم بحفر آبار للنفط، شمالًا، فى الدائرة القطبية الشمالية، ويمكن شحن شحنات النفط من تلك الآبار فى أى مكان معظم السنة، وكما هو الحال مع خطوط أنابيب الغاز، فإن تلك الشحنات إلى الدول الجائعة للنفط فى أوروبا، وأماكن أخرى، تعطى الروس نفوذًا.
كما تؤكد الصين، الجائعة للنفط والغاز، على مصالحها فى كل من الطرق البحرية العابرة للقارة القطبية الشمالية، وعلى أصول الطاقة الموجودة تحتها، وفى يوليو الماضى، أعلن بوتين، والرئيس الصينى عن شراكتهما فى محاولة فتح «الممر الشمالى الغربى»، الذى طال انتظاره، مما يمكن سفن البلدين من اجتياز الطرق عبر القطب الشمالى.
وتركز الصين على أيسلندا، التى أبرمت اتفاقية تجارة حرة مع بكين فى عام ٢٠١٤، وبات لدى الأخيرة حاليًا أكبر سفارة فى أيسلندا.
وللأسف تنظر الولايات المتحدة للمبادرات الروسية، والصينية، فى القطب الشمالى، ببطء، وقد قامت قواتنا الجوية للتو بزيادة القدرات فى قاعدة ثول للقوات الجوية فى جرينلاند، والتى تقع على بُعد حوالى ٧٥٠ ميلًا فوق الدائرة القطبية الشمالية، كما تقوم القوات الجوية أيضًا بوضع استراتيجية جديدة لهذه المنطقة.
ولكن يبدو أنه لا يوجد قلق كبير بين قادة وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» بشأن المنطقة القطبية الشمالية، ولذلك فإنه قد يكون الوقت متأخرًا جدًا لمنع الهيمنة الروسية والصينية على القطب الشمالى وموارده.
*نائب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية فى عهد جورج بوش الابن
نقلًا عن صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية
ترجمة- فاطمة زيـدان
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>