فريق منتدى الدي في دي العربي
11-29-2017, 08:46 AM
بين يديكم ما سطره الدكتور بشار عواد، فيما يتعلق برواية تاريخ بغداد من طريق أبي منصور القزاز عن الخطيب البغدادي، وإليكم أبرز ما قاله فيقول في تحقيقه لتاريخ بغداد (1/ 147):"وقد تقدم عند كلامنا على تلامذة الخطيب والرواة عنه أن العديد منهم سمعوا من الخطيب وهم في سن لا يميزون فيه شيئاً ولتتذكر بأن أبرز رواة تاريخ الخطيب هو أبو منصور القزاز وإنما سمع هذا التاريخ مع أبيه وعمه وهو في التاسعة من عمره وأن ابن عساكر شحن تاريخ دمشق بآلاف الروايات التي أُسمعها وهو لم يتجاوز الخامسة من عمره بله سماعه للإجزاء التي سمعها من تاريخ الخطيب على الشريف ابن أبي الجن العلوي وهو لم يتجاوز التاسعة من عمره فهذا في حقيقته لا قيمة علمية له".
وقال أيضاً في (1/ 191) :"لا بطفل سمع وهو في التاسعة من عمره فأطال الله عمره فعلت روايته واشتهر الناس وصارت الطرق تلتقي عنده فصار بعض الناس لا يذكرون الكتاب إلا ويذكرون روايته له، كأبي منصور القزاز وكأنه هو الذي ضبط تاريخ الخطيب!!". إذاً القزاز سمع التاريخ من الخطيب وهو صغير، فروايته عنه غير متقنة، لا قيمة علمية له هذا هو رأي الدكتور بشار، ويؤيد الدكتور رأيه بوجود نسخ متقنة، فيقول في (1/185):"ونسخة الزعفراني هذه هي التي أفاد منها الحافظ أبو الحجاج يوسف المزي عند تأليفه كتابه تهذيب الكمال، والذهبي في تاريخ الإسلام وكتبه الأخرى". وقال في (1/216):"ولما كان المزي قد سلخ جميع تراجم تاريخ الخطيب الداخلة في نطاق كتابه العظيم "تهذيب الكمال" كما صرح في مقدمة كتابه واعتمد النسخ الموثقة ودقق في النقل فحرص حرصاً شديداً على نقل النصوص من غير تغيير أو تبديل حتى وإن كان فيها خطأ". والذي يظهر أن أبا منصور القزاز من شيوخ السمعاني وابن الجوزي، وهو عندهما صحيح السماع، ويعتمدون روايته عن الخطيب، -وهو الطفل الذي لا يقوى على الضبط-، ترجم له الحافظ ابن الجوزي في "المنتظم" (18/ 11):"عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن مبارك، أبو منصور القزاز المعروف بابن زريق: كان من أولاد المحدثين، سمعه أبوه وعمه الكثير، وكان صحيح السماع، وسمع شيخنا أبو منصور من ابن المهتدي، وابن وشاح، وأبي الغنائم ابن الدجاجي، وجابر بن ياسين، والخطيب، وأبي جعفر ابن المسلمة، وأبي محمد الصريفيني، وأبي بكر الخياط، وأبي الحسين بن النقور، وغيرهم، وكان ساكتاً قليل الكلام، خيراً سليماً، صبوراً على العزلة، حسن الأخلاق". وانظر إلى قول الدكتور بشار في تحقيق التاريخ (1/122):"أما ابن الجوزي المتوفى سنة 597هــــ فإن جل التراجم التي ذكرها في المنتظم وترجم لهم الخطيب فإنما كان اقتصاره عليه في الأغلب الأعم ...".
وترجم له الحافظ السمعاني في الأنساب (6/ 293) بقوله:"شيخنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل الشيباني الزريقى القزاز يعرف بابن زريق وبهذا كان يعرف، فلو قال له أحد: الزريقى لا يبعد حتى لو نسبه واحد بهذه النسبة لا يخفى، سمع أبا الحسين ابن المهتدي باللَّه وأبا الغنائم بن المأمون وأبا الغنائم بن الدجاجيّ وأبا جعفر ابن المسلمة وأبا بكر الخطيب الحافظ وأبا بكر الخياط المقري وجماعة من هذه الطبقة، سمعت منه الكثير وكتاب تاريخ بغداد للخطيب إلا الجزء السادس والثلاثين". وفي "تاريخ الإسلام" (11/ 632) قال الذهبي:"قال ابن السمعاني: كان شيخاً، صالحاً، متودداً، سليم الجانب، مشتغلاً بما يعنيه، من أولاد المحدثين، سمعه أبوه وعمه وشجاع الذهلي كثيراً، وعمر، وكان صحيح السماع، وتفرقت أجزاؤه نهباً وحريقاً وبيعاً عند الحاجة".
ثم إننا لو نظرنا إلى ما ذكره عن الحافظ المزي في "تهذيب الكمال"، نجد الدكتور بشار وهو محقق "تهذيب الكمال"، لم يذكر أن المزي ينقل عن الخطيب، بطريقتين: الأولى: يقول :قال الخطيب، ولا يذكر الراوي عنه.
فهل كل ما ذكره ليس فيه نقل من رواية القزاز؟!
والثانية: يذكر بإسناده من طريق أبي منصور القزاز، وإليك أمثلة على ذللك: ففي "تهذيب الكمال" (1/ 276):"أحمد بن بشير البغدادي، فهو أبو جعفر المؤدب. أخبرنا بحديثه أبو العز الشيباني، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا أبو جعفر المؤدب أحمد بن بشير في جنازة بشر بن الحارث، حدثنا عطاء بن المبارك، قال: قال بعض العباد: لما علمت أن ربي يحاسبني زال عني حزني، لأن الكريم إذا حاسب عبده، تفضل.
وفي ترجمة أحمد بن صالح المصري في "تهذيب الكمال" (1/ 351):"أخبرنا أبو العز الشيباني، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت عبد الله بن محمد بن عبد العزيز يقول: سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول: قدمت مصر، فأتيت أحمد بن صالح، فسألني: من أين أنت؟ قلت: من بغداد. قال: أين منزلك من منزل أحمد بن حنبل؟ قلت: أنا من أصحابه.
أكتفي بذلك. فهذه المواضع قد تصل إلى خمسة وستين موضعاً. فلماذا لم يشر الدكتور بشار إلى أن الحافظ المزي قد يحتاج إلى ذكر رواية أبي منصور القزاز التي تحقق عنده أنها من صحيح سماع القزاز، فلو ذهب الدكتور بشار إلى أن الحافظ المزي لا يعتمد على رواية القزاز في الأغلب الأعم، ولكنه في مواضع يذكرها لكان أولى. والله أعلم.
وكذلك ما يخص الحافظ الذهبي: قال الدكتور بشار (1/217):"ومما يزيد قيمة نقول الذهبي-أي عن الخطيب- ويعليها اعتماده نسخة الزعفراني المتقنة التي كانت موقوفة بالسميساطية".
فإذا ذهبنا إلى الحافظ الذهبي وجدناه سلك طريقة شيخه المزي في نقل أقوال الخطيب في مصنفاته، وأعني بها: تاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء، وتذكرة الحفاظ، والعبر.
أولاً: فهو يكثر من النقل عنه إما بقوله: قال الخطيب. وعددها (1110).
وإما بقوله:قال أبو بكر الخطيب. وعددها (107).
وإما بقوله: وثقه أبو بكر الخطيب. وعددها (29).
فهل كل ما ذكره ليس فيه نقل من رواية القزاز؟!
ثانياً: يذكر أقوال الخطيب وما رواه من أحاديث عن طريق روايته بإسناده من طريق أبي منصور القزاز عن الخطيب، فتارة يقع في الإسناد: أنا أبو منصور القزاز نا أبو بكر الخطيب، وعددها (28 في تذكرة الحفاظ (3)، وفي سير أعلام النبلاء (16) وفي تاريخ الإسلام (9)) وتارة: أنا أبو منصور الشيباني أنا أبو بكر الخطيب، وعددها (21 في تذكرة الحفاظ (3)، وفي سير أعلام النبلاء (18)) وتارة: أخبرنا القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، وعددها (14 في سير أعلام النبلاء). وتارة أخبرنا الشيباني، أخبرنا أبو بكر الخطيب وعددها (4 في سير أعلام النبلاء).
ثم إن الذهبي وهو يذكر من حدث عن الخطيب قال في "سير أعلام النبلاء" (18/ 273-274):"حدث عنه: أبو بكر البرقاني؛ وهو من شيوخه، وأبو نصر بن ماكولا، والفقيه نصر، والحميدي، وأبو الفضل بن خيرون، والمبارك بن الطيوري، وأبو بكر بن الخاضبة، وأبي النرسي، وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي، والمرتضى محمد بن محمد الحسيني، ومحمد بن مرزوق الزعفراني، وأبو القاسم النسيب، وهبة الله بن الأكفاني، ومحمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، وغيث بن علي الأرمنازي، وأحمد بن أحمد المتوكلي، وأحمد بن علي بن المجلي، وهبة الله بن عبد الله الشروطي، وأبو الحسن بن سعيد، وطاهر بن سهل الإسفراييني، وبركات النجاد، وعبد الكريم بن حمزة، وأبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس المالكي، وأبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي، وقاضي المارستان أبو بكر، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي، وأبو منصور الشيباني؛ راوي (تاريخه) ، وأبو منصور بن خيرون المقرئ، وبدر بن عبد الله الشيحي، والزاهد يوسف بن أيوب الهمذاني، وهبة الله بن علي المجلي، وأخوه أبو السعود أحمد، وأبو الحسين بن أبي يعلى، وأبو الحسين بن بويه، وأبو البدر الكرخي، ومفلح الدومي، ويحيى بن الطراح، وأبو الفضل الأرموي، وعدد يطول ذكرهم". انظر كيف وصف القزاز بـــــ(راوي تاريخه).
فلو قيل إن الحافظ الذهبي أراد أن يبين أن رواية القزاز لا تغفل بالكلية، بل قد يحتاج إليها، فهل أخطأ في ذلك. وهنا سؤال: هل ما نقل عن الدكتور بشار بشأن رواية الصغار مفاده: كيف يتقن الصغير رواية المصنفات الكبيرة عن أصحابها في مثل هذا السن؟ مما يفهم منه التقليل من رواية أبي منصور القزاز لتاريخ الخطيب فهل هذا مراد الدكتور؟ فإذ كان ذلك كذلك. فهل أصاب في ذلك؟ وإذا كان الجواب: لم يقصد الدكتور هذا المعنى. فيرد سؤال آخر: فما هو مراده؟
فمن كان عنده توجيه لما طرح، فليعرضه، لنخرج بمراد الدكتور بشار، على ضوء ما نقل آنفاً عن الحافظ المزي والحافظ الذهبي. والله المستعان.
وقال أيضاً في (1/ 191) :"لا بطفل سمع وهو في التاسعة من عمره فأطال الله عمره فعلت روايته واشتهر الناس وصارت الطرق تلتقي عنده فصار بعض الناس لا يذكرون الكتاب إلا ويذكرون روايته له، كأبي منصور القزاز وكأنه هو الذي ضبط تاريخ الخطيب!!". إذاً القزاز سمع التاريخ من الخطيب وهو صغير، فروايته عنه غير متقنة، لا قيمة علمية له هذا هو رأي الدكتور بشار، ويؤيد الدكتور رأيه بوجود نسخ متقنة، فيقول في (1/185):"ونسخة الزعفراني هذه هي التي أفاد منها الحافظ أبو الحجاج يوسف المزي عند تأليفه كتابه تهذيب الكمال، والذهبي في تاريخ الإسلام وكتبه الأخرى". وقال في (1/216):"ولما كان المزي قد سلخ جميع تراجم تاريخ الخطيب الداخلة في نطاق كتابه العظيم "تهذيب الكمال" كما صرح في مقدمة كتابه واعتمد النسخ الموثقة ودقق في النقل فحرص حرصاً شديداً على نقل النصوص من غير تغيير أو تبديل حتى وإن كان فيها خطأ". والذي يظهر أن أبا منصور القزاز من شيوخ السمعاني وابن الجوزي، وهو عندهما صحيح السماع، ويعتمدون روايته عن الخطيب، -وهو الطفل الذي لا يقوى على الضبط-، ترجم له الحافظ ابن الجوزي في "المنتظم" (18/ 11):"عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن مبارك، أبو منصور القزاز المعروف بابن زريق: كان من أولاد المحدثين، سمعه أبوه وعمه الكثير، وكان صحيح السماع، وسمع شيخنا أبو منصور من ابن المهتدي، وابن وشاح، وأبي الغنائم ابن الدجاجي، وجابر بن ياسين، والخطيب، وأبي جعفر ابن المسلمة، وأبي محمد الصريفيني، وأبي بكر الخياط، وأبي الحسين بن النقور، وغيرهم، وكان ساكتاً قليل الكلام، خيراً سليماً، صبوراً على العزلة، حسن الأخلاق". وانظر إلى قول الدكتور بشار في تحقيق التاريخ (1/122):"أما ابن الجوزي المتوفى سنة 597هــــ فإن جل التراجم التي ذكرها في المنتظم وترجم لهم الخطيب فإنما كان اقتصاره عليه في الأغلب الأعم ...".
وترجم له الحافظ السمعاني في الأنساب (6/ 293) بقوله:"شيخنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل الشيباني الزريقى القزاز يعرف بابن زريق وبهذا كان يعرف، فلو قال له أحد: الزريقى لا يبعد حتى لو نسبه واحد بهذه النسبة لا يخفى، سمع أبا الحسين ابن المهتدي باللَّه وأبا الغنائم بن المأمون وأبا الغنائم بن الدجاجيّ وأبا جعفر ابن المسلمة وأبا بكر الخطيب الحافظ وأبا بكر الخياط المقري وجماعة من هذه الطبقة، سمعت منه الكثير وكتاب تاريخ بغداد للخطيب إلا الجزء السادس والثلاثين". وفي "تاريخ الإسلام" (11/ 632) قال الذهبي:"قال ابن السمعاني: كان شيخاً، صالحاً، متودداً، سليم الجانب، مشتغلاً بما يعنيه، من أولاد المحدثين، سمعه أبوه وعمه وشجاع الذهلي كثيراً، وعمر، وكان صحيح السماع، وتفرقت أجزاؤه نهباً وحريقاً وبيعاً عند الحاجة".
ثم إننا لو نظرنا إلى ما ذكره عن الحافظ المزي في "تهذيب الكمال"، نجد الدكتور بشار وهو محقق "تهذيب الكمال"، لم يذكر أن المزي ينقل عن الخطيب، بطريقتين: الأولى: يقول :قال الخطيب، ولا يذكر الراوي عنه.
فهل كل ما ذكره ليس فيه نقل من رواية القزاز؟!
والثانية: يذكر بإسناده من طريق أبي منصور القزاز، وإليك أمثلة على ذللك: ففي "تهذيب الكمال" (1/ 276):"أحمد بن بشير البغدادي، فهو أبو جعفر المؤدب. أخبرنا بحديثه أبو العز الشيباني، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي، حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، حدثنا أبو جعفر المؤدب أحمد بن بشير في جنازة بشر بن الحارث، حدثنا عطاء بن المبارك، قال: قال بعض العباد: لما علمت أن ربي يحاسبني زال عني حزني، لأن الكريم إذا حاسب عبده، تفضل.
وفي ترجمة أحمد بن صالح المصري في "تهذيب الكمال" (1/ 351):"أخبرنا أبو العز الشيباني، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرني أحمد بن سليمان بن علي المقرئ، أخبرنا أحمد بن محمد بن الخليل، أخبرنا أبو أحمد بن عدي، قال: سمعت عبد الله بن محمد بن عبد العزيز يقول: سمعت أبا بكر بن زنجويه يقول: قدمت مصر، فأتيت أحمد بن صالح، فسألني: من أين أنت؟ قلت: من بغداد. قال: أين منزلك من منزل أحمد بن حنبل؟ قلت: أنا من أصحابه.
أكتفي بذلك. فهذه المواضع قد تصل إلى خمسة وستين موضعاً. فلماذا لم يشر الدكتور بشار إلى أن الحافظ المزي قد يحتاج إلى ذكر رواية أبي منصور القزاز التي تحقق عنده أنها من صحيح سماع القزاز، فلو ذهب الدكتور بشار إلى أن الحافظ المزي لا يعتمد على رواية القزاز في الأغلب الأعم، ولكنه في مواضع يذكرها لكان أولى. والله أعلم.
وكذلك ما يخص الحافظ الذهبي: قال الدكتور بشار (1/217):"ومما يزيد قيمة نقول الذهبي-أي عن الخطيب- ويعليها اعتماده نسخة الزعفراني المتقنة التي كانت موقوفة بالسميساطية".
فإذا ذهبنا إلى الحافظ الذهبي وجدناه سلك طريقة شيخه المزي في نقل أقوال الخطيب في مصنفاته، وأعني بها: تاريخ الإسلام، وسير أعلام النبلاء، وتذكرة الحفاظ، والعبر.
أولاً: فهو يكثر من النقل عنه إما بقوله: قال الخطيب. وعددها (1110).
وإما بقوله:قال أبو بكر الخطيب. وعددها (107).
وإما بقوله: وثقه أبو بكر الخطيب. وعددها (29).
فهل كل ما ذكره ليس فيه نقل من رواية القزاز؟!
ثانياً: يذكر أقوال الخطيب وما رواه من أحاديث عن طريق روايته بإسناده من طريق أبي منصور القزاز عن الخطيب، فتارة يقع في الإسناد: أنا أبو منصور القزاز نا أبو بكر الخطيب، وعددها (28 في تذكرة الحفاظ (3)، وفي سير أعلام النبلاء (16) وفي تاريخ الإسلام (9)) وتارة: أنا أبو منصور الشيباني أنا أبو بكر الخطيب، وعددها (21 في تذكرة الحفاظ (3)، وفي سير أعلام النبلاء (18)) وتارة: أخبرنا القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، وعددها (14 في سير أعلام النبلاء). وتارة أخبرنا الشيباني، أخبرنا أبو بكر الخطيب وعددها (4 في سير أعلام النبلاء).
ثم إن الذهبي وهو يذكر من حدث عن الخطيب قال في "سير أعلام النبلاء" (18/ 273-274):"حدث عنه: أبو بكر البرقاني؛ وهو من شيوخه، وأبو نصر بن ماكولا، والفقيه نصر، والحميدي، وأبو الفضل بن خيرون، والمبارك بن الطيوري، وأبو بكر بن الخاضبة، وأبي النرسي، وعبد الله بن أحمد بن السمرقندي، والمرتضى محمد بن محمد الحسيني، ومحمد بن مرزوق الزعفراني، وأبو القاسم النسيب، وهبة الله بن الأكفاني، ومحمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، وغيث بن علي الأرمنازي، وأحمد بن أحمد المتوكلي، وأحمد بن علي بن المجلي، وهبة الله بن عبد الله الشروطي، وأبو الحسن بن سعيد، وطاهر بن سهل الإسفراييني، وبركات النجاد، وعبد الكريم بن حمزة، وأبو الحسن علي بن أحمد بن قبيس المالكي، وأبو الفتح نصر الله بن محمد المصيصي، وقاضي المارستان أبو بكر، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي، وأبو بكر محمد بن الحسين المزرفي، وأبو منصور الشيباني؛ راوي (تاريخه) ، وأبو منصور بن خيرون المقرئ، وبدر بن عبد الله الشيحي، والزاهد يوسف بن أيوب الهمذاني، وهبة الله بن علي المجلي، وأخوه أبو السعود أحمد، وأبو الحسين بن أبي يعلى، وأبو الحسين بن بويه، وأبو البدر الكرخي، ومفلح الدومي، ويحيى بن الطراح، وأبو الفضل الأرموي، وعدد يطول ذكرهم". انظر كيف وصف القزاز بـــــ(راوي تاريخه).
فلو قيل إن الحافظ الذهبي أراد أن يبين أن رواية القزاز لا تغفل بالكلية، بل قد يحتاج إليها، فهل أخطأ في ذلك. وهنا سؤال: هل ما نقل عن الدكتور بشار بشأن رواية الصغار مفاده: كيف يتقن الصغير رواية المصنفات الكبيرة عن أصحابها في مثل هذا السن؟ مما يفهم منه التقليل من رواية أبي منصور القزاز لتاريخ الخطيب فهل هذا مراد الدكتور؟ فإذ كان ذلك كذلك. فهل أصاب في ذلك؟ وإذا كان الجواب: لم يقصد الدكتور هذا المعنى. فيرد سؤال آخر: فما هو مراده؟
فمن كان عنده توجيه لما طرح، فليعرضه، لنخرج بمراد الدكتور بشار، على ضوء ما نقل آنفاً عن الحافظ المزي والحافظ الذهبي. والله المستعان.