تركي السعوديه
03-11-2016, 03:22 PM
أميرة رزق
تمثل إنجازات الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، حالات استثنائية، لا تخرج عن كونها تكليفات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء شريف إسماعيل، ودون ذلك، لم يحقق الوزير أية إنجازات تُذكر في الكثير من الملفات التي فتحها الوزراء السابقين، ورحلوا عن الوزارة دون الانتهاء منها.
ربما يكون شبه الإنجاز الذي حققه الوزير الهلالي الشربيني، في ملف التعليم، أنه قرر تشكيل لجنة من أساتذة الجامعات للنظر في إمكانية تطوير المناهج، وذلك حتى لا يظهر أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه مقصر في علمه، خاصة وأن السيسي هو الذي طلب من الوزارة هذا الأمر، وبالتالي ما كان الوزير ليتحرك في هذا الملف لولا تلقيه التعليمات من مؤسسة الرئاسة.
في حين، لم يتطرق الوزير منذ جلوسه على كرسي الوزارة، في منتصف سبتمبر الماضي، إلى ملف تطوير المناهج من قريب أو بعيد، إلا منذ أسبوعين، على الرغم من وجود مناهج قديمة للغاية، اكتفت فيها الوزارة بالحذف دون التطوير تحت مبرر أن الوقت لا يسمح، وحتى عندما طالبه السيسي بتطويرها اكتفي بمادتي العلوم والرياضيات فقط.
غير أن التعهدات التي قطعها الوزير على نفسه بتنفيذها منذ الأيام الأولى لتوليه الوزارة، تعلقت بتقليل كثافة الفصول، وانتهاء الصيانة بجميع المدارس قبل انتهاء العام الماضي، ورغم ذلك، لم تنخفض الكثافات، بل زادت في بعض المدارس الحكومية لتصل إلى أكثر من 100 طالب بالفصل الواحد، كما أنه بسبب تدني الصيانة في المدارس، وقعت حوادث إصابة وقتل تلاميذ، بسبب الإهمال الجسيم وتدهور المباني، رغم أن الحكومة خصصت ملايين الجنيهات لصيانة المدارس.
إلى جانب تعهداته الخاصة بالقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، لكن ذلك لم يحدث، بل إنها زادت عن الحد خاصة مع قيام الوزير برفع أسعار مجموعات التقوية في المدارس، التي كان يعتمد عليها غير القادرين، وتحديدًا في المناطق الريفية والشعبية، حيث أصبحت أسعار مجموعات التقوية مماثلة تقريبًا للدروس الخصوصية.
ولم يستطع الوزير تنفيذ الوعود الخاصة بإعادة هيبة المدارس، وإجبار الطلاب على الحضور إليها مرة أخرى، والقضاء على ظاهرة "مدارس الأشباح"، بل إن الغياب في المدارس، خاصة الثانوية، تخطى الطلاب ووصل إلى المعلمين، الذين يعملون في "سناتر" الدروس الخصوصية، منذ الثامنة صباحًا، والأخطر من ذلك أن هذه "السناتر" بعضها يوجد بجوار المدارس، ولم يتخذ الوزير مع المحافظين أية قرارات بشأنها.
لم يختلف الوضع في التعليم الخاص، عنه في التعليم العام، حيث فقدت الوزارة سيطرتها على المدارس الخاصة، بل إن رقابتها تراجعت بنسب كثيرة، وارتفعت المصروفات بنسب تجاوزت 25%، على الرغم من وجود قرارات وزارية منظة لهذا الشأن، وأصبحت إدارة خدمة المواطنين في الوزارة تعج بشكاوى أولياء الأمور الذين يلجئون إليها للاستغاثة من جبروت المدارس الخاصة، ومع تكرار الشكاوى، فشلت لجان التعليم الخاص في متابعتها جمعاء، ووصل المصروفات لأسعار خرافية.
حتى عندما أراد الوزير التطوير في المدارس القومية، والقضاء على شبهات الفساد في تعيينات المديرين والوكلاء، واختيار شخصيات جديدة قادرة على التطوير، اختار الوزير أغلبية المديرين والوكلاء بطريقة غير قانونية، واستعان بأشخاص لا يستحقون المناصب، خاصة وأن خبراتهم ومؤهلاتهم تناقض الشروط الخاصة المعمول بها في طريقة اختيار مديري المدارس القومية، ورغم إثارة الوضع في بعض وسائل الإعلام، وفي مقدمتهم "البوابة نيوز" التي نشرت هذه الكارثة بالمستندات، ليتحرك الوزير، أو يغير هذا الوضع، بل إن الكارثة تكمن في اختياره مديرة مدرسة، وهي متوفاة.
وعلى الرغم من كون ملف الثانوية العامة، هو الأخطر والأهم من نوعه بالنسبة للرأي العام أجمع، لم تتوصل الوزارة إلى الآن، إلى أي صيغة أو حل مؤقت أو دائم لظاهرة الغش الإلكتروني في امتحانات الثانوية، رغم أن الامتحانات في بداية شهر يونيو المقبل، ومن المفترض أن تكون الوزارة قد انتهت من غالبية الاستعدادات لهذه الامتحانات، من اختيار رؤساء اللجان ووضع الأسئلة وخلافه.
وما زاد من علامات الاستفهام حول الطريقة التي يدير بها الشربيني وزارة التعليم، أنه عندما لاحظ وجود كثافة في مدارس أبناء الطبقة المتوسطة، وهي المدارس التجريبية، لجأ إلى رجال الأعمال لبناء هذه المدارس وترك الحرية لهم في اختيار المعلمين فيها وتحديد شروط القبول والمصروفات، التي في الغالب ستبدأ من 4 آلاف جنيه، وهو ما جعل الجميع يتهم الوزارة بأنها "قصّت الشريط" لتبدأ في خصخصة التعليم لكن مبررات الوزارة لم تكن مقنعة للرأي العام، ليظل ملف التعليم مثيرًا للجدل، ومهما تعاقب الوزراء بهذه الطريقة، وهذا التفكير في الإدارة، يبدو أن أمنية الرئيس السيسي يصعب تحقيقها، بأن مصر ستنهض بالتعليم.
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
تمثل إنجازات الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، حالات استثنائية، لا تخرج عن كونها تكليفات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء شريف إسماعيل، ودون ذلك، لم يحقق الوزير أية إنجازات تُذكر في الكثير من الملفات التي فتحها الوزراء السابقين، ورحلوا عن الوزارة دون الانتهاء منها.
ربما يكون شبه الإنجاز الذي حققه الوزير الهلالي الشربيني، في ملف التعليم، أنه قرر تشكيل لجنة من أساتذة الجامعات للنظر في إمكانية تطوير المناهج، وذلك حتى لا يظهر أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي أنه مقصر في علمه، خاصة وأن السيسي هو الذي طلب من الوزارة هذا الأمر، وبالتالي ما كان الوزير ليتحرك في هذا الملف لولا تلقيه التعليمات من مؤسسة الرئاسة.
في حين، لم يتطرق الوزير منذ جلوسه على كرسي الوزارة، في منتصف سبتمبر الماضي، إلى ملف تطوير المناهج من قريب أو بعيد، إلا منذ أسبوعين، على الرغم من وجود مناهج قديمة للغاية، اكتفت فيها الوزارة بالحذف دون التطوير تحت مبرر أن الوقت لا يسمح، وحتى عندما طالبه السيسي بتطويرها اكتفي بمادتي العلوم والرياضيات فقط.
غير أن التعهدات التي قطعها الوزير على نفسه بتنفيذها منذ الأيام الأولى لتوليه الوزارة، تعلقت بتقليل كثافة الفصول، وانتهاء الصيانة بجميع المدارس قبل انتهاء العام الماضي، ورغم ذلك، لم تنخفض الكثافات، بل زادت في بعض المدارس الحكومية لتصل إلى أكثر من 100 طالب بالفصل الواحد، كما أنه بسبب تدني الصيانة في المدارس، وقعت حوادث إصابة وقتل تلاميذ، بسبب الإهمال الجسيم وتدهور المباني، رغم أن الحكومة خصصت ملايين الجنيهات لصيانة المدارس.
إلى جانب تعهداته الخاصة بالقضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية، لكن ذلك لم يحدث، بل إنها زادت عن الحد خاصة مع قيام الوزير برفع أسعار مجموعات التقوية في المدارس، التي كان يعتمد عليها غير القادرين، وتحديدًا في المناطق الريفية والشعبية، حيث أصبحت أسعار مجموعات التقوية مماثلة تقريبًا للدروس الخصوصية.
ولم يستطع الوزير تنفيذ الوعود الخاصة بإعادة هيبة المدارس، وإجبار الطلاب على الحضور إليها مرة أخرى، والقضاء على ظاهرة "مدارس الأشباح"، بل إن الغياب في المدارس، خاصة الثانوية، تخطى الطلاب ووصل إلى المعلمين، الذين يعملون في "سناتر" الدروس الخصوصية، منذ الثامنة صباحًا، والأخطر من ذلك أن هذه "السناتر" بعضها يوجد بجوار المدارس، ولم يتخذ الوزير مع المحافظين أية قرارات بشأنها.
لم يختلف الوضع في التعليم الخاص، عنه في التعليم العام، حيث فقدت الوزارة سيطرتها على المدارس الخاصة، بل إن رقابتها تراجعت بنسب كثيرة، وارتفعت المصروفات بنسب تجاوزت 25%، على الرغم من وجود قرارات وزارية منظة لهذا الشأن، وأصبحت إدارة خدمة المواطنين في الوزارة تعج بشكاوى أولياء الأمور الذين يلجئون إليها للاستغاثة من جبروت المدارس الخاصة، ومع تكرار الشكاوى، فشلت لجان التعليم الخاص في متابعتها جمعاء، ووصل المصروفات لأسعار خرافية.
حتى عندما أراد الوزير التطوير في المدارس القومية، والقضاء على شبهات الفساد في تعيينات المديرين والوكلاء، واختيار شخصيات جديدة قادرة على التطوير، اختار الوزير أغلبية المديرين والوكلاء بطريقة غير قانونية، واستعان بأشخاص لا يستحقون المناصب، خاصة وأن خبراتهم ومؤهلاتهم تناقض الشروط الخاصة المعمول بها في طريقة اختيار مديري المدارس القومية، ورغم إثارة الوضع في بعض وسائل الإعلام، وفي مقدمتهم "البوابة نيوز" التي نشرت هذه الكارثة بالمستندات، ليتحرك الوزير، أو يغير هذا الوضع، بل إن الكارثة تكمن في اختياره مديرة مدرسة، وهي متوفاة.
وعلى الرغم من كون ملف الثانوية العامة، هو الأخطر والأهم من نوعه بالنسبة للرأي العام أجمع، لم تتوصل الوزارة إلى الآن، إلى أي صيغة أو حل مؤقت أو دائم لظاهرة الغش الإلكتروني في امتحانات الثانوية، رغم أن الامتحانات في بداية شهر يونيو المقبل، ومن المفترض أن تكون الوزارة قد انتهت من غالبية الاستعدادات لهذه الامتحانات، من اختيار رؤساء اللجان ووضع الأسئلة وخلافه.
وما زاد من علامات الاستفهام حول الطريقة التي يدير بها الشربيني وزارة التعليم، أنه عندما لاحظ وجود كثافة في مدارس أبناء الطبقة المتوسطة، وهي المدارس التجريبية، لجأ إلى رجال الأعمال لبناء هذه المدارس وترك الحرية لهم في اختيار المعلمين فيها وتحديد شروط القبول والمصروفات، التي في الغالب ستبدأ من 4 آلاف جنيه، وهو ما جعل الجميع يتهم الوزارة بأنها "قصّت الشريط" لتبدأ في خصخصة التعليم لكن مبررات الوزارة لم تكن مقنعة للرأي العام، ليظل ملف التعليم مثيرًا للجدل، ومهما تعاقب الوزراء بهذه الطريقة، وهذا التفكير في الإدارة، يبدو أن أمنية الرئيس السيسي يصعب تحقيقها، بأن مصر ستنهض بالتعليم.
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>