مشاهدة النسخة كاملة : أمة الإسلام نحو تحرير الأرض المحتلة


فريق منتدى الدي في دي العربي
12-18-2017, 06:54 PM
أمة الإسلام
نحو تحرير الأرض المحتلة

بِسْم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عبده المصطفى
وعلى آله وصحبه ومن لسبيل المجاهدة اقتفى.

أما بعد:

أيها المؤمنون؛ اعلموا -سدد الله رميكم-:
أن أصل الشرور (الظلم) فمنه تتولد الظلمات، والمصائب والبليات،
وبسببه تُمنع من الأرض والسموات الخيرات والبركات.

ومن أنواع الظلم القبيحة اغتصاب الأرض من ساكنيها،
واستلاب البلاد من أيدي أهلها وقاطنيها.

ومن عجائب فساد المروءات أن يستطيب المرء غصص النكبات، وذل الركلات والصفعات
مستديماً خنوعه وخضوعه.
قد ماتت -أو كادت- في نفسه الغيرة على النفس والعرض والمال والأرض.

وليس الكلام موجها للنفوس الضعيفة؛
لأنها على المهانة مطبوعة، وبالمذلة مصبوغة.

وإنما الكلام مع أصحاب الهمم العالية، والأنفس الأبية
التي تترفع عن مواطن الضعة والمهانة، وتسمو بكرامتها إلى أعلى مكانة.

تعالوا أحدثكم عن طرق تحرير الأراضي المحتلة بدنس العدو الصائل

فإلى المعركة المظفرة

تبدأ بتحديد الغاية ورسم الهدف وتعيين المقصود.
بأن تبقى الأرض مقدسةً لله لا دنس فيها

ثم تحدد الخطوة الثانية للتحرير بمعرفة العدو وتشخيصه وتمييزه عن غيره
حتى لا تدخل في معركة عساكرها يقاتلون بالنيابة.
فيتفانى عساكر الإيمان مع عساكر النيابة. والعدو على تلة المراقبة.

والخطوة الثالثة كشف الرموز عما حدثتك به مما سبق
ووضع النقاط على الحروف واستعمال البوصلة السليمة من الأهواء والأغراض.

اعلم أن أرض القلب قد عاث فيها ثلاثة أعداء (مثلث نهش): النفس، والهوى، والشيطان.

والواجب في (أرض القلب) أن تكون (مقدسة لله)
كما قالت الملائكة {ونقدس لك} أي نقدس لك أنفسنا بالتزكية والتطهير والعبودية المحضة
فلا محل فيها لحظ من هوى أو شيطان.

لكن الحاصل من كثير من بني آدم أنهم أرخصوا هذه الأرض
وسلموها للعدو يدنسها ويستعملها في فجوره وفحشه حتى فسدت.

والعجيب في مكر العدو المحتل أنه صار يستعمل عساكرها في خدمته،
وتنفيذ مآربه فصارت الجوارح من اليد واللسان والرجل والعين والفرج ...
تخدم المحتل في تحقيق مخططاته، وتسعى في إرضائه.

فالحازم من يستجمع نفسه ويلملم ما تناثر من همه ويوحد نيته وقصده
ويستعين بالله تعالى في تطهير قلبه من الهوى والشيطان.
ويحرره من رق العبودية لهما حتى تعود أرض قلبه (مقدسة) لخالقها.

فلا قدسية للعبد مالم يخض هذه المعركة ويثبت في ميدان النزال
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُ مْ سُبُلَنَا }.

ولن تعود (القدس) إلى أهلها إلا بعودة (القدس) إلى قلوبهم.
{وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ}
فجند الإيمان عساكر منصورة {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ}.

واعلم أن القلب (ملك) قادر ممكن من أرضه فلماذا يتخاذل عن طرد المحتلين منها؟!
إنه الهوى
فقلب المفتون قد شرب من هوى عدوه حتى سكر

فإذا عجز هذا القلب عن استرداد أرضه (مقدسةً لله) فكيف يسترد (الأرض المقدسة)!!

والجزاء من جنس العمل

لكن الحقيقة المرة أن هذه (العقبة) لا يقتحمها إلا الصادقون المخلصون.

وأما المدعون والكاذبون فإنهم دونها يتلاومون ويتشاتمون ويتلاعنون
حتى تتلقطهم المنية واحدا واحدا حسب آجالهم
محشورين في زمر النادمين يزفرون الحسرات والأنين .

فدونك الأرض المقدسة بين جنبيك
واختر لنفسك مصيرها

وكما قال القدوس -جل جلاله- :
"إنما هي أعمالكم أحصيها لكم فمن وجد خيرا فليحمد الله،
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه".

اللهم ارزقنا حسن الختام وطهارة النفس من الآثام



***

Adsense Management by Losha