فريق منتدى الدي في دي العربي
12-20-2017, 03:34 PM
هنا على ضفاف نهر الدنوب، يرفض الألمان الرضوخ لتلك المفاهيم الواهية فى إجبار التلاميذ على التعلم حفاظا على مستقبلهم، ويرفعون شعار "العلم لمن أراد التعلم"، محطمين كل الأفكار البائسة التى تتعارك فى عقول الآباء والأمهات بدول العالم الثالث، والتى تتلخص فى عقاب التلاميذ منذ الصغر وإرغامهم على التعلم.
فبعد 6 أيام تقضيها ذهابا وإيابا بشوارع مدينة أولم، التى يعدها البعض عروس نهر الدنوب بمقاطعة بادن فورتمبيرج الألمانية، قد لا يلفت نظرك كثيرا بعد جمال المناظر الطبيعية والألوان الزاهية للمنازل، التى يكسوها الثلج تارة وتنهمر عليها مياه الأمطار تارة أخرى، إلا أن شيئا لم تعد عيناك على التقاطه بعد، أن تجد مدارس مختلفة المراحل التعليمية بدون أسوار ولا يفصلها شيئا عن "أسفلت الشوارع".
قد تأخذك الدهشة فى بداية الأمر، إلا أن هذا التعجب يأخذ طريقه للتلاشى شيئا فشيئا بعد أن تتكسر داخل جدارا تقلك كل تلك المفاهيم الفانية التى تعلمتها فى الصغر، وتدرك للحظة واحدة أن تحمل المسئولية وإدراك المجتمع الخارجى كان لابد أن يبدأ من ذلك السن الصغير، الذى يدرك فيه الطفل الألمانى قيمة العلم والتعلم مما يجعله يطالب بالمكوث فى المدرسة ويكره العودة للمنزل، لا لشئ إلا لهذه المقدرة النفسية التى توصل لها خبراء التعليم هناك فى جعل المدرسة عنصر جذب قبل أى شىء.
المدارس تستخدم الطاقة الشمسية رغم ظروف الطقس
تعمل المدارس الألمانية التى تنفتح على عالمها الخارجى ولا توجد حدود فاصلة بينها وبين الشوارع المحيطة بها إلا بعض العلامات البسيطة التى تحدد مساحة المدرسة، بالطاقة الشمسية التى تكاد تكون مجرد ديكورا يظهر فى سماء البلدة، ولا يوجد لها أثرا كبيرا فى تدفئة الجو لما تعانيه هذه الدول الغربية من انخفاضا بالغا فى درجات الحرارة، وتجد هذه المدارس تواجه العديد من التحديات الطبيعية التى وجدت فيها مثل هطول الثلوج وانهمار مياه الأمطار فى الأوقات العاصفة، وذلك بمبان مجهزة بكل التجهيزات التى تجعلها قادرة على التعامل، وتنظيم وقت الدراسة بين الابتكار والتعلم والألعاب التى تقوى الإبداع سواء كانت ألعاب داخلية أو خارجية.
خريطة على جدران المدرسة ليتعلم الأطفال حدود دولتهم
درسا آخر يعطيه الألمان لمن يريد أن يتعلم، وهو تعليق خريطة دولة ألمانيا الاتحادية على جدار المدرسة ليتعلم التلاميذ منذ الصغر حدود دولتهم مما يعمق الانتماء فى نفوسهم ويجعلهم قادرون على التثقف والأخذ والرد بما لديهم من معلومات جغرافية وحقوقية ظهرت بعض الرسومات التى تمثلها بقاض يحمل ميزانا منضبط ومتساوى الجهتين، وكذلك تلك الرسومات المشجعة على الابتكار والتفكير، والتى نستبدلها فى مدارسنا المصرية بعبارات رنانة "مدرستنا جميلة نظيفة متطورة"، وهى فى حقيقتها قد تكون على النقيض من ذلك.
أقدم القائمون على المدارس هنا فى مدينة أولم الألمانية على بعض الطرق غير المباشرة فى التعليم وإكساب التلاميذ المهارات المطلوبة مما يدعم ذكائهم الفطرى وكان من بينها رسم بعض الرسوم الكرتونية التى تشير إلى التزام الصمت، وأخرى تدفع التلاميذ لتعلم الموسيقى بكافة أنواعها من خلال بعض الآلات التى رسمت على جدران هذه المدارس، شيئا آخر يسترعى الانتباه، وهو وجود عدد لا بأس به من الألعاب الرياضية بفناء المدرسة الذى لا يأخذ حيزا كبيرا من جانب الطريق ولكن التنوع والاهتمام البالغ فى هذه الأنشطة الرياضية ينعكس على رشاقة التلاميذ ومقدرتهم الجسمانية.
مقارنة ظالمة قد تعقدها فى عقلك بين ما قرأت ورأيت وبين هذا النظام السائد فى مصر، ففى الوقت الذى طالب فيه البعض بتعلية أسوار تلك المدارس لمنع التلاميذ من التهرب من اليوم الدراسى، نجد المدارس الألمانية واليابانية بدون أسوار من الأصل نعم فهم وضعوا أيدهم على المشكلة ووجدوا الحل المناسب لها وهو إكساب الطلاب ثقافة التعلم وجعل المدرسة منطقة جذب لهم.
من جانبه، أكد الدكتور هانى الناظر، مدير المركز القومى للبحوث سابقا، أن الجانب الألمانى فى هذه المدارس يوفر كل الأشياء التى تجذب الطلاب إلى المدرسة، مما يخلق مناخا مناسبا للتعلم جاذبا للتلاميذ، قائلا: "المدرسة هنا لا تحتاج إلى أسوار ولدينا خطأ كبيرا هنا فى مصر يتعلق بمدة الدراسة نفسها فهناك فى ألمانيا والدول المتقدمة تبدأ الدراسة أول سبتمبر وتنتهى أول يوليو من كل عام وهناك شهرين إجازة صيفية هما يوليو وأغسطس وهناك إجازات خلال العام الدراسى بما يعادل 3 إجازات فى ديسمبر وفبراير وآخر إبريل وهذه ميزتها تجعل الطالب باستمرار لا يشعر بالملل، أما هنا فى مصر فطول فترة الدراسة تجلب الملل على الطلاب".
وتابع: "الطالب فى مصر يمل من العام الدراسى، أما هناك فيوجد حصص مخصصة للهوايات والابتكارات والمخترع الصغير يبدأ من سنة أولى ابتدائى"، مشيرا إلى أننا قد نرى تجربة هذه المدارس فى مصر ولكن تحتاج لإرادة حقيقية من قبل وزارة التربية والتعليم.
وقال الدكتور عبد الله سرور، وكيل مؤسسى نقابة علماء مصر بالجامعات المصرية، أن السبب فيما وصلت إليه دولة ألمانيا من تقدم فى العملية التعليمية يتلخص فى كلمة "الثقافة" التى تجعل التلميذ يشعر بأهمية ما يقوم به وتأثيره وكذلك المعلم الذى يعلم فى المدرسة ولا يهدف للدروس الخصوصية، قائلا: "المدير هناك يتابع تطبيق نظام ويحافظ عليه ولا يهدف لأشياء أخرى كما نراها فى مصر فالقضية كلها فى مجالات التعليم والصناعة والزارعة وغيرها قضية ثقافية".
وأشار إلى أنه هنا فى مصر تجد المتفوقين فى الثانوية العامة هم طلاب مدارس حكومية ودرسوا منهجا حكوميا وعلمهم مدرسا من المدارس الحكومية ولكن من خلال الدروس الخصوصية، قائلا: "المدرسة فى مصر فاشلة وهذا لا يفهمه البعض واللى ناقص فى أضلاع العملية التعليمية هو دور المدرسة فقط".
فبعد 6 أيام تقضيها ذهابا وإيابا بشوارع مدينة أولم، التى يعدها البعض عروس نهر الدنوب بمقاطعة بادن فورتمبيرج الألمانية، قد لا يلفت نظرك كثيرا بعد جمال المناظر الطبيعية والألوان الزاهية للمنازل، التى يكسوها الثلج تارة وتنهمر عليها مياه الأمطار تارة أخرى، إلا أن شيئا لم تعد عيناك على التقاطه بعد، أن تجد مدارس مختلفة المراحل التعليمية بدون أسوار ولا يفصلها شيئا عن "أسفلت الشوارع".
قد تأخذك الدهشة فى بداية الأمر، إلا أن هذا التعجب يأخذ طريقه للتلاشى شيئا فشيئا بعد أن تتكسر داخل جدارا تقلك كل تلك المفاهيم الفانية التى تعلمتها فى الصغر، وتدرك للحظة واحدة أن تحمل المسئولية وإدراك المجتمع الخارجى كان لابد أن يبدأ من ذلك السن الصغير، الذى يدرك فيه الطفل الألمانى قيمة العلم والتعلم مما يجعله يطالب بالمكوث فى المدرسة ويكره العودة للمنزل، لا لشئ إلا لهذه المقدرة النفسية التى توصل لها خبراء التعليم هناك فى جعل المدرسة عنصر جذب قبل أى شىء.
المدارس تستخدم الطاقة الشمسية رغم ظروف الطقس
تعمل المدارس الألمانية التى تنفتح على عالمها الخارجى ولا توجد حدود فاصلة بينها وبين الشوارع المحيطة بها إلا بعض العلامات البسيطة التى تحدد مساحة المدرسة، بالطاقة الشمسية التى تكاد تكون مجرد ديكورا يظهر فى سماء البلدة، ولا يوجد لها أثرا كبيرا فى تدفئة الجو لما تعانيه هذه الدول الغربية من انخفاضا بالغا فى درجات الحرارة، وتجد هذه المدارس تواجه العديد من التحديات الطبيعية التى وجدت فيها مثل هطول الثلوج وانهمار مياه الأمطار فى الأوقات العاصفة، وذلك بمبان مجهزة بكل التجهيزات التى تجعلها قادرة على التعامل، وتنظيم وقت الدراسة بين الابتكار والتعلم والألعاب التى تقوى الإبداع سواء كانت ألعاب داخلية أو خارجية.
خريطة على جدران المدرسة ليتعلم الأطفال حدود دولتهم
درسا آخر يعطيه الألمان لمن يريد أن يتعلم، وهو تعليق خريطة دولة ألمانيا الاتحادية على جدار المدرسة ليتعلم التلاميذ منذ الصغر حدود دولتهم مما يعمق الانتماء فى نفوسهم ويجعلهم قادرون على التثقف والأخذ والرد بما لديهم من معلومات جغرافية وحقوقية ظهرت بعض الرسومات التى تمثلها بقاض يحمل ميزانا منضبط ومتساوى الجهتين، وكذلك تلك الرسومات المشجعة على الابتكار والتفكير، والتى نستبدلها فى مدارسنا المصرية بعبارات رنانة "مدرستنا جميلة نظيفة متطورة"، وهى فى حقيقتها قد تكون على النقيض من ذلك.
أقدم القائمون على المدارس هنا فى مدينة أولم الألمانية على بعض الطرق غير المباشرة فى التعليم وإكساب التلاميذ المهارات المطلوبة مما يدعم ذكائهم الفطرى وكان من بينها رسم بعض الرسوم الكرتونية التى تشير إلى التزام الصمت، وأخرى تدفع التلاميذ لتعلم الموسيقى بكافة أنواعها من خلال بعض الآلات التى رسمت على جدران هذه المدارس، شيئا آخر يسترعى الانتباه، وهو وجود عدد لا بأس به من الألعاب الرياضية بفناء المدرسة الذى لا يأخذ حيزا كبيرا من جانب الطريق ولكن التنوع والاهتمام البالغ فى هذه الأنشطة الرياضية ينعكس على رشاقة التلاميذ ومقدرتهم الجسمانية.
مقارنة ظالمة قد تعقدها فى عقلك بين ما قرأت ورأيت وبين هذا النظام السائد فى مصر، ففى الوقت الذى طالب فيه البعض بتعلية أسوار تلك المدارس لمنع التلاميذ من التهرب من اليوم الدراسى، نجد المدارس الألمانية واليابانية بدون أسوار من الأصل نعم فهم وضعوا أيدهم على المشكلة ووجدوا الحل المناسب لها وهو إكساب الطلاب ثقافة التعلم وجعل المدرسة منطقة جذب لهم.
من جانبه، أكد الدكتور هانى الناظر، مدير المركز القومى للبحوث سابقا، أن الجانب الألمانى فى هذه المدارس يوفر كل الأشياء التى تجذب الطلاب إلى المدرسة، مما يخلق مناخا مناسبا للتعلم جاذبا للتلاميذ، قائلا: "المدرسة هنا لا تحتاج إلى أسوار ولدينا خطأ كبيرا هنا فى مصر يتعلق بمدة الدراسة نفسها فهناك فى ألمانيا والدول المتقدمة تبدأ الدراسة أول سبتمبر وتنتهى أول يوليو من كل عام وهناك شهرين إجازة صيفية هما يوليو وأغسطس وهناك إجازات خلال العام الدراسى بما يعادل 3 إجازات فى ديسمبر وفبراير وآخر إبريل وهذه ميزتها تجعل الطالب باستمرار لا يشعر بالملل، أما هنا فى مصر فطول فترة الدراسة تجلب الملل على الطلاب".
وتابع: "الطالب فى مصر يمل من العام الدراسى، أما هناك فيوجد حصص مخصصة للهوايات والابتكارات والمخترع الصغير يبدأ من سنة أولى ابتدائى"، مشيرا إلى أننا قد نرى تجربة هذه المدارس فى مصر ولكن تحتاج لإرادة حقيقية من قبل وزارة التربية والتعليم.
وقال الدكتور عبد الله سرور، وكيل مؤسسى نقابة علماء مصر بالجامعات المصرية، أن السبب فيما وصلت إليه دولة ألمانيا من تقدم فى العملية التعليمية يتلخص فى كلمة "الثقافة" التى تجعل التلميذ يشعر بأهمية ما يقوم به وتأثيره وكذلك المعلم الذى يعلم فى المدرسة ولا يهدف للدروس الخصوصية، قائلا: "المدير هناك يتابع تطبيق نظام ويحافظ عليه ولا يهدف لأشياء أخرى كما نراها فى مصر فالقضية كلها فى مجالات التعليم والصناعة والزارعة وغيرها قضية ثقافية".
وأشار إلى أنه هنا فى مصر تجد المتفوقين فى الثانوية العامة هم طلاب مدارس حكومية ودرسوا منهجا حكوميا وعلمهم مدرسا من المدارس الحكومية ولكن من خلال الدروس الخصوصية، قائلا: "المدرسة فى مصر فاشلة وهذا لا يفهمه البعض واللى ناقص فى أضلاع العملية التعليمية هو دور المدرسة فقط".