فريق منتدى الدي في دي العربي
12-22-2017, 05:29 PM
السؤال :
هل ينبغي أن نستغفر الله مباشرة بعد التسليم من الصلاة سواء كانت مكتوبة أو سنة أو صلاة تهجد أو فرض أو السنن الرواتب ؟
الجواب :
الحمد لله
الاستغفار بعد الصلوات المكتوبات ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما روى مسلم (1362) عن ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا وَقَالَ ( اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ) .
ومذهب جمهور العلماء أن هذا الاستغفار والثناء على الله بعده خاص بصلاة الفريضة ، فلا يقال عقب النافلة .
لكن هناك استغفارا مشروعا بعد كل العبادات ، كما أمر الله تعالى به بعد الإفاضة من مزدلفة في الحج ، وبعد قيام الليل ، ودلت السنة على مشروعيته بعد الوضوء ، وبعد مجالس الذكر ، وفي مواضع أخرى ...
وهو استغفار عن التقصير في أداء العبادة . قال تعالى : ( فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) البقرة/198-199 .
قال ابن سعدي عند تفسيره هذه الآية :
" ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ) أي: ثم أفيضوا من مزدلفة من حيث أفاض الناس، من لدن إبراهيم عليه السلام إلى الآن، والمقصود من هذه الإفاضة كان معروفا عندهم، وهو رمي الجمار، وذبح الهدايا، والطواف، والسعي، والمبيت بـ "منى "ليالي التشريق وتكميل باقي المناسك.
ولما كانت هذه الإفاضة، يقصد بها ما ذكر، والمذكورات آخر المناسك، أمر تعالى عند الفراغ منها باستغفاره والإكثار من ذكره.
فالاستغفار : للخلل الواقع من العبد، في أداء عبادته، وتقصيره فيها . وذكر الله: شكر الله على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة، والمنة الجسيمة.
وهكذا ينبغي للعبد، كلما فرغ من عبادة، أن يستغفر الله عن التقصير، ويشكره على التوفيق، لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة، ومنَّ بها على ربه، وجعلت له محلا ومنزلة رفيعة، فهذا حقيق بالمقت، ورد الفعل، كما أن الأول، حقيق بالقبول، والتوفيق لأعمال أخر" انتهى من "تفسير السعدي" (ص92) .
وأثنى سبحانه وتعالى على المشتغلين بالاستغفار بعد التهجد ، فقال تعالى : ( كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الذاريات/ 17- 18
عَنْ نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلَاةً، ثُمَّ يَقُولُ: يَا نَافِعُ، أَسَحَرْنَا؟ فَيَقُولُ: لَا، فَيُعَاوِدُ الصَّلَاةَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا نَافِعُ، أَسَحَرْنَا؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقْعُدُ فَيَسْتَغْفِرُ وَيَدْعُو حَتَّى يُصْبِحَ"
قال في "مجمع الزوائد" (9/346) : "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَسَدِ بْنِ مُوسَى، وَهُوَ ثِقَةٌ" .
وقال الحسن البصري - في تفسير قوله تعالى: ( كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) - : «مَدُّوا فِي الصَّلَاةِ وَنَشِطُوا، حَتَّى كَانَ الِاسْتِغْفَارُ بِسَحَرَ» .
"تفسير الطبري" (21/510) .
والحاصل :
أن الاستغفار مشروع ، في الجملة ، بعد الطاعات ، لما قد يقع من العبد من التقصير فيها ؛ فلا بأس بالاستغفار بعد صلاة النافلة ، ولا حرج أن يكون ذلك بصيغة الاستغفار المعروفة بعد الفريضة : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، ونحو ذلك ؛ بل هي أولى من غيرها بهذا المقام .
والله أعلم .
ملخص الجواب :
الاستغفار مشروع ، في الجملة ، بعد الطاعات ، لما قد يقع من العبد من التقصير فيها ؛ فلا بأس بالاستغفار بعد صلاة النافلة ، ولا حرج أن يكون ذلك بصيغة الاستغفار المعروفة بعد الفريضة : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، ونحو ذلك ؛ بل هي أولى من غيرها بهذا المقام .
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
هل ينبغي أن نستغفر الله مباشرة بعد التسليم من الصلاة سواء كانت مكتوبة أو سنة أو صلاة تهجد أو فرض أو السنن الرواتب ؟
الجواب :
الحمد لله
الاستغفار بعد الصلوات المكتوبات ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لما روى مسلم (1362) عن ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاَثًا وَقَالَ ( اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ وَمِنْكَ السَّلاَمُ تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ) .
ومذهب جمهور العلماء أن هذا الاستغفار والثناء على الله بعده خاص بصلاة الفريضة ، فلا يقال عقب النافلة .
لكن هناك استغفارا مشروعا بعد كل العبادات ، كما أمر الله تعالى به بعد الإفاضة من مزدلفة في الحج ، وبعد قيام الليل ، ودلت السنة على مشروعيته بعد الوضوء ، وبعد مجالس الذكر ، وفي مواضع أخرى ...
وهو استغفار عن التقصير في أداء العبادة . قال تعالى : ( فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنْ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) البقرة/198-199 .
قال ابن سعدي عند تفسيره هذه الآية :
" ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ ) أي: ثم أفيضوا من مزدلفة من حيث أفاض الناس، من لدن إبراهيم عليه السلام إلى الآن، والمقصود من هذه الإفاضة كان معروفا عندهم، وهو رمي الجمار، وذبح الهدايا، والطواف، والسعي، والمبيت بـ "منى "ليالي التشريق وتكميل باقي المناسك.
ولما كانت هذه الإفاضة، يقصد بها ما ذكر، والمذكورات آخر المناسك، أمر تعالى عند الفراغ منها باستغفاره والإكثار من ذكره.
فالاستغفار : للخلل الواقع من العبد، في أداء عبادته، وتقصيره فيها . وذكر الله: شكر الله على إنعامه عليه بالتوفيق لهذه العبادة العظيمة، والمنة الجسيمة.
وهكذا ينبغي للعبد، كلما فرغ من عبادة، أن يستغفر الله عن التقصير، ويشكره على التوفيق، لا كمن يرى أنه قد أكمل العبادة، ومنَّ بها على ربه، وجعلت له محلا ومنزلة رفيعة، فهذا حقيق بالمقت، ورد الفعل، كما أن الأول، حقيق بالقبول، والتوفيق لأعمال أخر" انتهى من "تفسير السعدي" (ص92) .
وأثنى سبحانه وتعالى على المشتغلين بالاستغفار بعد التهجد ، فقال تعالى : ( كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) الذاريات/ 17- 18
عَنْ نَافِعٍ: عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ صَلَاةً، ثُمَّ يَقُولُ: يَا نَافِعُ، أَسَحَرْنَا؟ فَيَقُولُ: لَا، فَيُعَاوِدُ الصَّلَاةَ، ثُمَّ يَقُولُ: يَا نَافِعُ، أَسَحَرْنَا؟ فَأَقُولُ: نَعَمْ، فَيَقْعُدُ فَيَسْتَغْفِرُ وَيَدْعُو حَتَّى يُصْبِحَ"
قال في "مجمع الزوائد" (9/346) : "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ ، وَرِجَالُهُ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ أَسَدِ بْنِ مُوسَى، وَهُوَ ثِقَةٌ" .
وقال الحسن البصري - في تفسير قوله تعالى: ( كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) - : «مَدُّوا فِي الصَّلَاةِ وَنَشِطُوا، حَتَّى كَانَ الِاسْتِغْفَارُ بِسَحَرَ» .
"تفسير الطبري" (21/510) .
والحاصل :
أن الاستغفار مشروع ، في الجملة ، بعد الطاعات ، لما قد يقع من العبد من التقصير فيها ؛ فلا بأس بالاستغفار بعد صلاة النافلة ، ولا حرج أن يكون ذلك بصيغة الاستغفار المعروفة بعد الفريضة : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، ونحو ذلك ؛ بل هي أولى من غيرها بهذا المقام .
والله أعلم .
ملخص الجواب :
الاستغفار مشروع ، في الجملة ، بعد الطاعات ، لما قد يقع من العبد من التقصير فيها ؛ فلا بأس بالاستغفار بعد صلاة النافلة ، ولا حرج أن يكون ذلك بصيغة الاستغفار المعروفة بعد الفريضة : أستغفر الله ، أستغفر الله ، أستغفر الله ، ونحو ذلك ؛ بل هي أولى من غيرها بهذا المقام .
<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>