مشاهدة النسخة كاملة : رسائل مصرية حادة للسودان وأثيوبيا.. خبراء بالمركز المصرى للشئون الخارجية: نظام السودان تحكمه عقلية "


فريق منتدى الدي في دي العربي
12-23-2017, 03:41 PM
فيما تعد رسائل واضحة من جانب مصر تجاه كل من تسول له نفسه العبث بأمنها واستقرارها، أكد عدد من الدبلوماسيين المصريين وخبراء الشأن الإفريقى رفيعى المستوى أن ما يقوم به النظام الحاكم فى السودان حاليا من مخططات خبيثة تستهدف أمن البلاد لن يمر مرور الكرام، مؤكدين أن نظام الرئيس عمر حسن البشير يتحالف مع جماعة "الإخوان" الإرهابية وكلا من قطر وأثيوبيا لزعزعة استقرار مصر.




وقال الدكتور، هانى رسلان، رئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن مصر فى حاجة لسياسات جديدة فى التعامل مع القارة الإفريقية، ويجب إعادة تموضع الدولة المصرية فى المنطقة وفى ظل الظروف الراهنة، لمواجهة التحديات التى تحيط بها.
وأضاف رسلان، خلال كلمته المؤتمر السنوى للمجلس المصري للشئون الخارجية، صباح اليوم السبت، تحت شعار (العلاقات المصرية – الأفريقية.. نحو آفاق جديدة)، أن مصر فى حاجة لمزيد من الجهد فى تحركاتها الخارجية مع ضرورة التنسيق بين كافة مؤسسات الدولة فيما يتعلق بالتحركات داخل القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن هناك تحرك إيجابى فى افريقيا ولكنه يحتاج للمزيد لمواجهة التهديدات الوجودية وعلى رأسها أزمة المياه.
وأكد رسلان، أن النظام الحالى فى السودان يصنف مصر بأنها دولة عدو، وأن هذا واضح تماما فى كافة وسائل الاعلام والصحف السودانية، وأن النظام الحالى يرى مصر خصم وعدو، وبالتالي ينسق مع التنظيمات الارهابية في ليبيا ويتحالف مع قطر واثيوبيا، ويعمل على تهديد مصر ومصالحها.
وأوضح الخبير الإفريقى، أن النظام السودانى يأوي عناصر إرهابية ومطلوبين من جماعة الإخوان الإرهابية، تهدد أمن واستقرار مصر.


وفى السياق نفسه، قالت الدكتور أمانى الطويل، مدير البرنامج الإفريقى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن العلاقات بين مصر والسودان منذ خمسينيات القرن الماضى علاقات مأزومة ومتوترة.
وأضافت أماني الطويل، خلال كلمتها بالمؤتمر نفسه، إن عقلية النظام السودانى الحاكم، تحكمه جماعة "الإخوان المسلمين"، محملة الشارع السودانى بتقسيم السودان بين إخوان وغير إخوان.
وأوضحت إن هناك تخوف داخل النظام السياسى الإسلامى الحاكم فى السودان من إزاحته من الحكم، بسبب ما ارتكبه من أخطاء فى حق الشعب السودانى.
وأكدت الطويل، إن إثيوبيا نجحت فى جذب السودان فى صالحها فيما يتعلق بمسألة سد النهضة، برغم خطورة السد على الأراضى السودانية فى حال انهياره.
وفيما يتعلق بالملف الحدودى، قالت أماني الطويل، إن السودان دائما تحاول مقايضة مصر بملف حلايب بموضوع سد النهضة، منذ عشرات السنوات، وأن هناك تصعيد سودانى فى هذا الملف.
وكشفت الطويل، إن السودان تسعى لزعزعة استقرار مصر من خلال دعمها للحركات المتطرفة فى ليبيا بتمويل قطرى، وأن النظام السودانى يكن العداء للنظام المصرى ويحاول باستمرار مناطحة مصر.
وأوضحت إن الخرطوم، تحالفت مع قطر ضد مصر، وتسعى إلى زعزعة أمنها واستقرارها.
الخارجية تؤكد على دورها فى القارة
بينما قال السفير محمد أدريس، مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية، العلاقات المصرية الإفريقية فى حاجة لآفاق جديدة، لأن العالم يتغير والقارة السمراء تتغير باستمرار بالتالى نحن فى حاجة لسياسات جديدة للتعامل مع الأحداث فى القارة الإفريقية.
وأضاف إدريس، خلال كلمته، أن القارة السمراء تحتاج قدر كبير من المشاركة والتواجد فى كل الفعاليات والمؤتمرات، موضحا أن القاهرة انتقلت من اهتمام بملف واحد إلى عدة ملفات واتجاهات، مشيرا إلى أن ملف المياه وحده رغم أهميته كان لابد من تنوع الاهتمام بالملفات الأخرى بجانبه كالملف الاقتصادى والثقافى والتجارى.
وأضاف إدريس، أن لمصر تاريخ طويل فى تحرير القارة الأفريقية ومساندة حركات التحرر الوطنى، وطالما قدمت العديد من الاسهامات لها، مشيرا إلى أن حجم التجارة المصرية مع أفريقيا حوالى 3% فقط من حجم التجارة مع العالم وهى نسبة ضئيلة جدا فى حاجة إلى توسعها، مؤكدا ضرورة التفاعل والتنسيق مع قادة الدو الإفريقية، وبذل المزيد من الجهود والحركة من أجل تنمية وتعزيز العلاقات المصرية - الإفريقية، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية اقترحت إنشاء لجنة للشئون الإفريقية بالبرلمان المصرى مما اعطى بعدا جديدا ومميزا للعلاقات.
وأوضح المسئول بالخارجية المصرية، أن لمصر حضورا بارزا فى كافة منظمات الاتحاد الإفريقى، وهى تعكس مدى الادراك والتقدير والاهتمام بالقارة الافريقية، موضحا أن مصر تعتز بافريقيتها.
وفيما يتعلق بقضية مياه النيل وسد النهضة يحتاج المزيد من الحديث حوله، مؤكدا أن مصر لا تستهدف أى طرف ، ولكن مصر لن تترك أى فراغا ليتحرك فيه الآخرون، مشيرا إلى أن القاهرة تزيد من دورها فى القارة لحل جميع الأزمات والمشكلات والتحديات التي تتعرض لها أفريقيا كما حدث فى ملف البحيرات العظمى وأمن الصومال والأمن الإقليمى لمنطقة البحر الأحمر.
وأوضح مساعد وزير الخارجية المصرى، أنه على المستوى الرئاسى قامت مصر بالعديد من الزيارات المهمة للدول الإفريقية، وكذلك استضافت مصر العديد من القادة الأفارقة، لافتا إلى أن أكثر من 200 زيارة متبادلة تمت خلال العامين السابقين.
وشدد إدريس أن العلاقات بين مصر وافريقيا يجب أن تكون مستمرة ومستدامة لتصل إلى ذروتها لكى تخدم جميع المصالح.
وضع مصر المائى الأسوأ فى العالم
فيما قال السفير مروان بدر، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن وضع مصر المائى هو الأسوأ من بين دول العالم، مشيرا إلى أن معظم موارد مصر المائية محدودة للغاية وتأتى من خارج البلاد، لافتا إلى أن سياسة مصر المائية قد بنيت منذ القرن الـ19 على عدة ركائز ولكنها بدأت تتهاوى حاليا بسبب عدة متغيرات.
وأضاف بدر، خلال كلمته أن هناك تنسيق بين مصر والسودان عام 1954 فيما يتعلق بمياه النيل ودول أعالى النيل، لكن الوضع الآن أصبح غير قائم وأكبر مثال موضوع سد النهضة.
وأوضح بدر، أن سد النهضة الأثيوبى رغم الأقاويل التى قيلت مؤخرا باستحالة بناء سدود فوق الهضبة الإثيوبية بسبب وعورة الجغرافيا وشدة انحدارها، إلا أن هذا الموضوع أثبت عدم صحته بعد بناء السد، مشددا على ضرورة حل تلك الأزمة على عدة اتجاهات مع دول حوض النيل بالكامل.

وحول العلاقات المصرية - الإثيوبية وكذلك العلاقات بين مصر والسودان، قال بدر إن تلك العلاقات منذ خمسينيات القرن الماضى مليئة بالمشاكل ومتوترة ودائما ملف المياه كان كافة الأزمات مع تلك الدول.


وأوضح بدر، إن سد النهضة الأثيوبى، يعتبر التحدى الأكبر لمصر، مؤكدا أن بناءه وتوسعته سياسيا فى الأساس والتحكم فى المياه الواصلة لمصر، وأن هذا المخطط الأثيوبى تم وضعه منذ عشرات السنين بدعم من الغرب، وأن تحديد موعد بناءه بعد عام 2011 والثورة فى مصر كان مدروسا فى ظل الظروف السياسية التى تعيشها مصر فى ذلك الوقت.

وحول الحلول لمواجهة هذه الأزمة، أكد بدر على ضرورة التحرك المصرى الخارجى دبلوماسيا للضغط على دول أعالى النيل لتحقيق مصالح مصر المائية، مستبعدا اللجوء للحل العسكرى مع إثيوبيا.

Adsense Management by Losha