مشاهدة النسخة كاملة : منهجية طلب العلم للشيخ راشد الزهراني


فريق منتدى الدي في دي العربي
12-24-2017, 02:21 PM
نظرًا لكثرة ما نرى من تخبط لطلبة العلم في المنهجية التي يسيرون عليها في الطلب , فأحببت أن أنقل لكم ما ذكره الشيخ راشد الزهراني جزاه الله خيرًا على ما قدم ...
قال الشيخ :
نقدم علم العقيدة لأنه هو الأهم، ولأن شرف كل علم بمتعلَّقه، وعلم الاعتقاد يتعلق بالله -جل وعلا-، ولذلك فإن أول ما يُطلب هو علم الاعتقاد.



العقيدة
علم العقيدة تدرس فيه أمرين:
الأول: تدرس توحيد العبادة، حتى تضبط هذا التوحيد تحتاج إلى أمرين :
1- تحتاج إلى أن تفهم القواعد العامة لتوحيد العبادة، مثل {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا} [الجن: 18]، فأي عبادة لا يجوز أن تصرفها لغير الله.
2- ثم تحتاج تحت هذا الأمر إلى أنواع توحيد العبادة، الاستعانة، الاستغاثة، الذبح، النذر، وكل نوع تحتاج إلى الدليل.
1--في بلادنا -في المملكة- العلماء يحرصون في تدريس توحيد العبادة على كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-، معناها ألا نتلقى العلم على كتب غيره ؟ لا، بالإمكان.
وهناك ولله الحمد العديد من العلماء الذين كتبوا في الاعتقاد من خارج هذه البلاد ومن خارج علمائها، في مصر، وفي المغرب، وفي جميع العالم، وهم على مذهب أهل السنة والجماعة.
2--طالب العلم إذا أراد أن يبتدئ في الطلب يحتاج إلى عدد جيد من الشروح حتى يستفيد، فأكثر الشروح العلمية للمبتدئين في التوحيد هي شروح كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله-
3--أول ما تبدأ بكتاب الأصول الثلاثة، أو ثلاثة الأصول، فتحفظ هذا الكتاب ، وهو من أنفس الكتب، لأنه جمع الأصول التي يُسأل عنه الإنسان في حياته الدنيا وفي البرزخ ويوم القيامة، من ربك؟ وما دينك؟ وما نبيك؟ بطريقة سهلة ومختصرة، وبكلمات بسيطة يستطيع الطالب أن يحفظها وأن يستوعبها.
4--الأصول الثلاثة لها عدَّة شروح، من شروحها: شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله تعالى-، وشرح الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله تعالى-
5--ثم كتاب القواعد الأربع، وفيه ذكر المؤلف -رحمه الله- أربع قواعد هامة، من المناسب جدًا دراستها بعد الأصول الثلاثة حتى تكتمل لك الصورة.
6--بعدها هنا يبدأ طالب العلم بكتاب التوحيد، وكتاب التوحيد يتميز عن غيره أنه ليس فيه كلام للبشر، كله قال الله وقال رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فيُربِّي لدى طالب العلم أن أيَّ أمرٍ يقوله أو يفعله لا بد أن يستدل عليه بالقرآن وبالسنة .
7--كتاب التوحيد له شروح عديدة، من هذه الشروح: شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وهنا شرح التمهيد شرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ، وشرح كتاب التوحيد أو تعليقات على كتاب التوحيد، أو كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد للشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، وتيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ. هناك كتب كثيرة لكنها تنقل من هذه الكتب الأربعة التي ذكرناها.
8--يلي ذلك: كتاب كشف الشبهات، الآن طالب العلم أصَّل نفسه في توحيد العبادة تأصيلًا علميًا من خلال هذه الكتب، حينما تؤصِّل نفسك في توحيد العبادة تحتاج أيضًا إلى سلاح تردُّ به على الأعداء الذين ينقضون هذا التوحيد، فأتى الشيخ -رحمه الله- فألَّف كتابه ورسالته النفيسة وهو كتاب كشف الشبهات، فجعل لكل شخص يُلقي عليك شبهة في التوحيد جعل لك جوابين، إجمالي، وتفصيلي، وهذا الكتاب من أجمل الكتب ومن أيسرها، وأيضًا هناك شرح للشيخ محمد بن عثيمين له، وكذلك شرح مسموع للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ.
9--بعد ذلك : يتوسع طالب العلم في توحيد العبادة، ويتوسع من خلال قراءته في كتب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، وأيضًا كتب ابن القيم -رحمه الله-
10--التوحيد الآخر، الاعتقاد، كتب الاعتقاد يدخل فيها الإيمان والإسلام وأركانه، والإحسان وأركانه، وما يتعلق بتفاصيل الإيمان .
11--كتب الاعتقاد يبتدئ الطالب فيها بكتاب لُمعة الاعتقاد ، لابن قدامة -رحمه الله-، وهناك بعض المسائل التي نبَّه عليها العلماء لكنها لا تُقلِّل من قيمة هذا الكتاب.
12--لُمعة الاعتقاد له شروح، من أجملها ومن أنفسها : شرح الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- شرح لُمعة الاعتقاد ،
وأيضًا شيخنا الشيخ عبد الله بن جبرين له شرح على لمعة الاعتقاد.
13--يلي هذا الكتاب: كتاب العقيدة الواسطية، والعقيدة الواسطية تُربِّي فيك ما يُربِّيه فيك كتاب التوحيد، يعني حينما يأتي بالاستدلال على الأسماء والصفات؛ كل صفة واسم يريده لله -عز وجل- يأتي بالدليل من القرآن ومن السنة عليه.
¯هذا الكتاب له عدة شروح، من أجملها شرح الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-، وهناك شرح أيضًا للشيخ صالح آل الشيخ مطبوع في شرح العقيدة الواسطييية
14--بعد العقيدة الواسطية يحتاج الطالب أن يتوسع بشكل أكبر في مسائل الاعتقاد من خلال متن العقيدة الطحاوية، العقيدة الطحاوية للإمام أبو جعفر الورَّاق الطحاوي -رحمه الله-
¯ومن أنفس شروحها : شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي، وقد طُبعَت في مجلدين، وقد أكثر من الاستدلال فيها عن شيخ الأسلام ابن تيمية -رحمه الله-، وعن الإمام ابن القيم.
15--بعد هذا الكتاب ينتقل طالب العلم فيما بعد إلى كتاب الحموية ، لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، ويأخذ معها تلخيص الحموية لابن عثيمين، وفتح رب البرية بتلخيص الحموية للشيخ ابن عثيمين، وكذلك شرح مسموع للشيخ صالح آل الشيخ.
16--بعدها ينتقل الطالب إلى التدمرية، وهذا من الكتب العظيمة التي ردَّ فيها الشيخ -رحمه الله- على أهل الكلام بسبع أدلة على من أثبت بعض الأسماء، أو من أثبت بعض الصفات وأنكر بعض الصفات.
¯بعد هذا، يكون طالب العلم قد تأسَّس وتأصَّل تأصيلًا علميًا قويًا في الاعتقاد.
1--ثم يبدأ بعد ذلك بالتوسع بقراءة كتاب التوحيد من صحيح البخاري، كتاب الإيمان من صحيح البخاري، أبواب الاعتقاد من السنن، يقرأ كتاب الإبانة لابن بطة -رحمه الله-، يقرأ كتاب اللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة .
2--بعد ذلك أيضًا يتوع في الحديث عن الفِرَق، وهناك العديد من الكتب التي تحدَّثت عن الفِرَق، مثل الفرق بين الفِرَق للبغدادي، وأصول الفِرَق، وغيرها.


:::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::
الفقه


علم الفقه--- من أشرف العلوم، وإذا أردت أن تعرف شرف أي علم فانظر إلى ثمرته،
فإذا نظرت إلى ثمرة علم الفقه وجدت أنه لا يقارنه ثمرة .
يقول ابن الجوزي -وكان متعصبًا للفقه -رحمه الله- : "إذا أردت أن تعرف قيمة الفقيه، فانظر إلى قيمة سيبويه، وانظر إلى قيمة الأصمعي، وانظر إلى قيمة أهل البلاغة، ثم انظر إلى قيمة الأئمة الأربعة" أئمة المذاهب الأربعة، الإمام الشافعي، والإمام أبي حنيفة، والإمام مالك، والإمام أحمد -رحمهم الله-، طبعًا هذا لا يُقلل من الآخرين، فعلًا الناس دائمًا بحاجة إلى أهل الفقه، وأهل العلم بالحلال والحرام.
¯يقول ابن الجوزي : "إذا كان لديك سعة من الزمن واتسع؛ فليتسع للفقه"، وأكثر حاجات الناس هي للمسائل الفقهية.
¯كيف يكون التدرج في علم الفقه ؟
1--أولًا: في قضية في غاية الأهمية : هل يتمذهب الطالب أو يأخذ الفقه مباشرة من فقه الأحكام ؟
الذي أراه والله أعلم بعد استعراض لحياة كثير من العلماء من الفقهاء ومن المحدثين، وجدت أن كل واحد منهم انطلق من مذهب، وغالبًا أنه ينطلق من المذهب الذي عاش في بيئته، فابن حجر -رحمه الله- كان شافعيًا، والبدر العيني كان حنفيًا، وشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كان حنبليًا، فمن الطرق المهمة لضبط علم الفقه هو أن تتلقى الفقه على مذهب معين.
الشيخ ابن باز -رحمه الله- كان من المحدِّثين، وكان اهتمامه في آخر حياته بالحديث، لكنه في بداية حياته درس زاد المستقنع، ودرس كتب الفقه، فلما أحكمها في آخر حياته انشغل بالحديث -رحمه الله تعالى-
.
1-- إذن أول الخطوات في دراسة علم الفقه: أن تتمذهب، حدَّد لك مذهبًا، وتحديد المذهب لا يعني التعصب، ولا يعني التقليد؛ ولكن ميزة أن تكون على مذهب : أنه يكون لك أصول تنطلق منها في معرفة الأحكام، وإذا أتت النوازل فإن الفقيه قادر -بإذن الله عز وجل- على أن يربط هذه النوازل بأوائل العلوم التي تحدَّث عنها العلماء في كتب الفقه.
المذهب الحنبلي: اعتاد طلبة العلم أن يبتدؤا بأحد كتابين:
1--إما بكتاب عمدة الفقه لابن قدامة، وهو من أسهل الكتب ومن أبسطها وأيسرها، والإمام -رحمه الله- ألَّفها بطرقة ليس فيها تكلُّف، ولأهمية هذا الكتاب شرحه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-، وطُبع بعض الأبواب التي شرحها -رحمه الله- في هذا الكتاب ،
أو يبتدئ بزاد المستقنع للإمام الحجاوي -رحمه الله- .
2--كتاب -زاد المستقنع- له شروح كثيرة، ومن أميز شروحه : --1--الروض المُرْبِع، ---ومن أميز ما يميز الروض المربع: الحاشية التي كتبها الشيخ عبد الرحمن بن قاسم –رحمه الله تعالى-، وأسماها حاشية الروض المربع في سبع مجلدات، وهي من أهم الكتب وفيها تحقيقات علمية تظهر دقة الشيخ عبد الرحمن بن قاسم -رحمه الله- في التصنيف والتأليف رحمه الله -عز وجل- رحمة واسعة.
أيضًا من شروح هذا الكتاب زاد المستقنع:
2-- الممتع شرح زاد المستقنع للشيخ محمد بن صالح بن عثيمين وهوالآن مطبوع في عدَّة مجلدات.
¯لكن من المهم جدًا سواء في علم الاعتقاد أو في علم الفقه: ألا تقتصر على الكتب المشروحة؛ بل احرص على أن تلتقي بالعلماء، فإن لم يتيسر لك اللقاء بهم؛ فاحرص حرصًا شديدًا على أن تستمع إلى أشرطتهم، وأعتقد أن العلم لم يتيسر للناس في زمان كما تيسر في زماننا.
2--ثم يبدأ التدرج بعد ذلك في المذهب الحنبلي، يبدأ بكتاب المقنع -كما تقدم- ثم الكافي، ثم كتاب المغني لابن قدامة -رحمه الله- .
3--كتاب المغني لابن قدامة من أنفس الكتب، يقول العز بن عبد السلام: "لم تطب ليَ الفتيا حتى قرأت المغنى لابن قدامة"، وبالفعل حينما تقرأ هذا الكتاب، وتقرأ تحقيقات الإمام، وذكره للأدلة والنقل عن العلماء الآخرين والمذاهب الأخرى؛ تجد دقة عالية منه -رحمه الله تعالى-، وهو الذي أفنى حياته في تدريس علم الفقه.
الذي يريد أن يتلقى العلم على المذهب الحنفي ، نقول:
1 --يبدأ بكتاب الكتاب للشيخ الميداني،
2-- ثم بداية المبتدئ، ثم بدائع الصنائع،
3--وإذا أراد أن يتوسع بعد ذلك فعليه بكتاب المبسوط في الفقه للإمام السرخسي -رحمه الله تعالى- رحمة واسعة

في الفقه الشافعي:
1-- يبدأ بكتاب متن المهذب للشيرازي، أو متن أبي شجاع،
2-- ثم بعد ذلك بمنهاج الطالبين للإمام النووي -رحمه الله تعالى-،
3-- ثم بعد ذلك يتوسع في المجموع شرح المهذب وغيره.
في الفقه المالكي: يبدأ الطالب بكتاب مختصر خليل، ثم ينظر إلى الشروح التي استُوفيَت في هذا الكتاب حتى يصل إلى حاشية الدسوقي على الشرح الكبير للإمام الكبير ابن عرفة المالكي -رحمه الله تعالى- رحمة واسعة.
¯كيف أدرس الفقه دراسة صحيحة تضمن لي ألا يكون هناك تقليد ولا تعصب ؟
لأننا ضد التقليد وضد التعصب، وقد حدث في تاريخ الإسلام في مرحلة من المراحل، وهنا في بلاد الحرمين قبل توحيد الملك عبد العزيز، كان الناس في مكة كان هناك أربعة محاريب، فكان هناك محراب للإمام الشافعي--، ومحراب للحنفي، ومحراب للمالكي،--- ومحراب للحنبلي،--- فكان كل إنسان يدخل يذهب إلى المحراب الذي يتبعه في بلده، فجمعهم الملك -رحمه الله- على إمام واحد.
2--حددت المذهب وحددت الكتاب، كيف تقرأ ؟
1--أولًا: إذا قرأت المتن فاقرأه جملة جملة حتى تستوعب المراد منها، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره، لا تستطيع أن تبين الحكم حتى تتصور حقيقة هذا الأمر، طبعًا أنا لست مع التفصيلات الطويلة والوقوف مع الألف والباء والتاء إلا في الرموز التي قد يضعها، مثلًا في زاد المستقنع إذا قال "ولو" فهي إشارة إلى الخلاف ونحو ذلك ، أما التفصيل الزائد والوقوف الكثير مع المتون؛ فإن هذا لا شك أنه مضيعة للوقت ولا فائدة منه.
2--أيضًا من الأمور التي تُراعى في الفقه: أن تأخذ كل باب على حدة، لا ينفع التنقل بين الأبواب، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب الصيام، لا ينفع التنقل بينها حتى تُحكِم ما قبلها.
3--الأمر الثالث: أن تعرف المذهب بدليله، يعني تقول: والله المذهب الحنبلي كذا ودليله كذا، المذهب الحنفي كذا ودليله كذا، والشافعي والمالكي كذلك. فتعرف الحكم بدليله في المذهب، فإن كان المذهب راجحًا فتكتفي بذلك، وإن كان مرجوحًا فتعرف المذهب بدليله ثم تقول: والراجح كذا لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- كذا، لأنه الشخص الوحيد الذي يجب أن نتعصب لأجله هو النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا يجمع بين الأمرين، أخذنا بالحديث ولكننا أيضًا لم نهمل جانب الفقه.
4--أيضًا من الأمور التي يراعيها طالب العلم في دراسته الفقهية : أن يحرص على معرفة أقوال العلماء المعاصرين في المسائل التي يتلقاها، وأن يقرأ في الفتاوى كثيرًا، ما الفائدة ؟
الفتاوى هي تطبيق عملي للفقه، فأنت إذا أتيت إلى كتب العلماء المعاصرين، تجد أن كتبهم أيضًا قد قُسِّمت بحسب التقسيم الفقهي، كتاب الصلاة، كتاب الزكاة، كتاب البيوع، الأسرة، الحدود، الجنايات، فهي مقسمة على أبواب الفقه، وهذا الفقه يكون له أثر كبير في حياتك إذا كان له تطبيق عملي.
¯هناك مسألة قد تكون خارج الموضوع، لكن أحب أن أشير إليها :

5--كذلك من الأمور المهمة في علم الفقه: علم أسماه الإمام القرافي في كتاب الذخيرة، أسماه علم الاستشكال ، ما معنى علم الاستشكال ؟
هو أن تستشكل أمرًا في الآية التي قرأتها ، الله -عز وجل- يقول هنا كذا، وفي الآية الأخرى يقول كذا، كيف أستطيع أن أجمع ؟هنا النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول كذا، وهنا..، هذا علم الاستشكال، وهذا من العلوم العظيمة لطالب العلم، لأن معناه أنه يفكر، وإذا كان طالب العلم دائمًا يستشكل ويفكر فمعناه أنه ذهنه دائمًا مشغول بالعلم، وهو في حدِّ ذاته عبادة من العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله -عز وجل-

:::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::


علم الحديث

هو أشرف العلوم وأجلها، ولا يمكن لعالم الفقه أن يستدل بالفقه دون الرجوع إلى سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ودون معرفة صحة الحديث من ضعفه.
¯كيف تتدرج في علم الحديث؟
¯كتب الحديث كثيرة، كتب الحديث على قسمين:
1- كتب عامة . ،2 - وكتب أحكام .
¯1--الكتب العامة: أهمها، ومن أهم ما يبتدئ به طالب العلم؛ يبتدئ بكتاب الأربعين النووية للإمام النووي -رحمه الله-، وهذه الأربعين جمع فيها الإمام -رحمه الله- الأحاديث التي عليها مدار الدين، وأتى ابن رجب -رحمه الله- في جامع العلوم والحكم فأوصلها إلى خمسين حديثًا، وشرحها في هذا الشرح النافع الماتع -رحمه الله تعالى- رحمة واسعة.
¯2--ثم أن يتدرج فيما بعد من خلال كتاب رياض الصالحين، أو كتاب الترغيب والترهيب، أو غيرها.
¯3--أحاديث الأحكام : من أهم كتب أحاديث الأحكام والتي لا يستغني طالب علم عن حفظها
1--كتاب عمدة الأحكام، وهذا الكتاب جمع فيه ابن قدامة -رحمه الله- ما صحَّ من الأحاديث، ما اتفق عليه الشيخين البخاري ومسلم، إلا بعض الأحاديث التي انفرد بها أحدهما، لكن كل ما في الكتاب من أحاديث هي من أحاديث البخاري ومسلم ومن الأحاديث الصحيحة، وقسمها تقسيما جميلًا على أبواب الفقه.
¯2--ومن أبسط ومن أجمل شروحه: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام كتاب في مجلدين للشيخ ابن بسام -رحمه الله-، وهناك شرح مسموع للشيخ محمد المختار الشنقيطي العالم المعروف المعاصر، وهذا تقريبًا في مئة شريط، وهذا من أنفس الشروح التي استمعتُ إليها.
¯3--بعد ذلك ينتقل إلى بلوغ المرام لابن حجر -رحمه الله-، وهنا في بلوغ المرام تبدأ الصناعة الحديثية تنتقل مع طالب العلم، لأن بلوغ المرام الأحاديث من البخاري ومن الكتب ومن السنن ومن مسند الإمام أحمد، فهناك تنوع في الأحاديث التي يوردها الإمام ابن حجر -رحمه الله-، وهنا يبدأ أيضًا فقه الخلاف العالي، لأنك هنا: الفقه تأخذ المسألة وتعرف دليلها، الحديث تأخذ الحديث وتستنبط منه الأحكام، ثم مع هذه الأحكام تورد الأدلة والخلاف بين العلماء.
¯4--بلوغ المرام له شروح مهمة: أهمها شرح الصنعاني -رحمه الله-، وهو سبل السلام شرح بلوغ المرام في أربع مجلدات من أهم الشروح.
¯5--إذا كان هناك وقت لطالب العلم وأراد أن يستزيد فليقرأ كتاب المنتقى للمجد ابن تيمية، وهذا هو جد شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-، وكان يُقال عن هذا الرجل: أنه من شدة عنايته بالوقت، أنه كان إذا دخل الخلاء يأمر أحدًا أن يقرأ حتى لا يضيع وقته -رحمه الله- وهو يسمع، حتى لا يضع وقته -رحمه الله-
¯الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- في آخر حياته اهتم كثيرًا بهذا الكتاب، وله عدَّة شروح عليه أُذِيعت في إذاعة القرآن الكريم، وأظن أنها متوفرة عبر شبكة الإنترنت.
¯منتقى الأخبار شرحه وقام بشرحه الإمام الشوكاني في كتاب نيل الأوطار.


:::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::::::::

التفسير

علم التفسير لا شك في شرفه، ولا شك في فضله ومنزلته، فهو يتعلق بكلام الله -سبحانه وتعالى-، وللأسف أن عناية العلماء المعاصرين في العالم الإسلامي بالتفسير في الفترة الأخيرة ضعيفة ، هل تعود لانشغالهم بالعلوم الأخرى ؟ أو تعود لورعهم وخوفهم من الله ؟ لأن الإنسان إذا أراد أن يفسر كلام البشر فإنه يقلق، فكيف بتفسير كلام الله -سبحانه وتعالى-، وتقول للناس: المراد من قول الله كذا وكذا ؟! إذن فيها مسئولية عظيمة على الإنسان، فلعله يكون.
¯كيف تعرف تفسير القرآن ؟
¯1--نبدأ بمعرفة طريقة التفسير قبل أن نذكر لكم التدرج :
إذا قرأت آية من كلام الله -سبحانه وتعالى- فحاول أن تفسرها في نفسك، تقول: والله أعتقد أن معنى الآية كذا وكذا وكذا، ثم تعود إلى كتب التفسير، إن كان التفسير الذي عرضته مطابقًا فهذا يرسخ في ذهنك.
وإن كان ما ذكرته خطأ فإن تصحيح الخطأ أشد رسوخًا في الذهن.
¯قد يقول قائل: أبو بكر -رضي الله عنه- قال: "أي أرض تقلني، وأي سماء تظلني إذا قلت في كلام الله بغير الله علم!"، نقول: أنت لا تفتي هنا، أنت تتعلم وتقولها في نفسك من أجل أن تصل إلى النتيجة التي تريدها.
¯كيف تتدرج في علم التفسير ؟
¯أهم الأمور في علم التفسير
1 -----أولًا للمبتدئ: هو علم الغريب، غريب القرآن، أن تعرف الكلمة ومعناه، لأن للأسف الآن كثير من الناس يقول لك: يا شيخ أنا لا أخشع في الصلاة! لا يخشع لأنه من الأسباب: لا يفهم كلام الله .
¯من الكتب التي في غريب القرآن: تفسير الجلالين، تحرص أن تأخذ معه تعليقات الشيخ عبد الرزاق عفيفي، أو الشيخ محمد الخميس -رحمه الله- لأن فيها تصحيح لبعض الأخطاء في الجانب العقدي.
2--كذلك كتاب مهم في التفسير، كتاب المصباح المنير تهذيب تفسير ابن كثير، وكتاب زبدة التفسير من فتح القدير للأشقر، وغيره.
3--ثم بعد ذلك يبدأ يتوسع، هناك التفسير بالرأي، وهناك التفسير بالمأثور، وهناك التفاسير التي تهتم بالإعراب، وهناك التفاسير التي تهتم بالبلاغة، ويبدأ طالب العلم بالتوسع في طلب العلم.

منقول

Adsense Management by Losha