مشاهدة النسخة كاملة : قصة الفيس بوك (شعر)


فريق منتدى الدي في دي العربي
01-03-2018, 07:52 AM
إليكُم يا دُعاةَ الإغترابِ
إليكم من شيوخٍ أو شبابِ
رأيت (الفيسَ) مضيعةً لوقتي
ومدْعاةً إلى ترْكِ الكتابِ
ومَلهاةً عن الصلواتِ حتَّى
يضلَّ المرءُ فيه عن الصوابِ
ومكلمةً لزيدٍ أو لعمروٍ
ومشغلةً بهندٍ أو ربابِ!
وإعجابا بأشياءٍ أَراني
بها واللهِ في عجبٍ عجابِ!
فهذا معجبٌ بفحيحِ أفعى
وهذا يشتهي نبحَ الكلابِ!
رأيتُ حبائلَ الشيطانِ فيهِ
يصيدُ بها البريةَ في الشعابِ
فكم من صورةٍ نشرتْ لأُنثى
فكانت كالوليمةِ للذئابِ
وكم من تافهٍ أبدَى جهاراً
سرائرَ بيته دونَ احتجابِ
وكم من نكتةٍ ذاعت وشاعت
يغادرها الحياءُ بلا إيابِ
وكم من ثورةٍ قامت عليهِ
بأنواع الشتائمِ والسبابِ
وكم من معجبٍ بالنفسِ يزهو
بأتباعٍ له مثل الذبابِ
وكم كذبٍ وتدليسٍ وغشٍّ
ونصبٍ واحتيالٍ واكتسابِ
وفيه معارفٌ كثرتْ ولكنْ
حَذارٍ من معارفهِ الكذابِ
تحفَّظْ كيف شئتَ فلستَ تدْري
فأنت تجوزُ في أرضٍ يبابِ
إذا أغلقتَ أبوابَ المعاصي
تنشكَ سهامها من أيِّ بابِ
نعمْ هو نعمةُ المولى علينا
ولكنْ أفسدَتهُ يدُ الخرابِ!
وفيه من الفوائدِ بعضُ شيءٍ
ولكنْ إثمه فوق الثوابِ
كشأن الخمر في نفعٍ وضرٍّ
حقيقٌ بالبعادِ والاجتنابِ
رأيتُ الفيسَ وهماً بعد وهمٍ
يعيش الناسُ فيه على سرابِ
كأنَّ الأرضَ قد ضاقتْ عليهم
فعاشوا فوق أطناب السحابِ!
وهمْ واللهِ لو علموا جميعاً
يعيشون الحياةَ على الترابِ
نفوسٌ لم تجدْ أبداً مناها
بعالمنا فلاذَتْ بانسحابِ
وصار الفيسُ إدماناً لديها
تقاسي منه أنواعَ العذابِ
ولم أرَ جالساً للفيسِ إلا
وقام يجرُّ أذيالَ اكتئابِ
لأنَّ العالم الوهميَّ ولى
وعاد إلى الحقيقةِ من غيابِ
أخي، واجِهْ حياتك في جهادٍ
وكن رجلاً على قدْرِ الصعابِ
وكلُّ شديدةٍ طرقتكَ يوماً
فقابِلها بصبرٍ واحتسابِ
ولا تفررْ من الميدانِ إلا
وفي كفيكَ أحلامُ الشبابِ
شباب الفيسِ وَيحكمُ اسمعوني
وكفوا عن ملامي أو عتابي
أُحبُّ تطوُّرَ الأشياءِ لكنْ
مع الأخلاقِ يمضي في اصطحابِ
لقد جرَّبتُ هذا الفيسَ دهراً
بعيداً منه من غير اقترابِ
فشاهدتُ الذي أخبرتُ عنهُ
فكيف إذا دخلتُ إلى الرِّحابِ؟
وإني بعدَما شاهدتُ منهُ
لمغلقُ صفحةٍ فيها حسابي!

د. محمد إبراهيم العشماوي

Adsense Management by Losha