فريق منتدى الدي في دي العربي
01-03-2018, 07:52 AM
رأيتُ القومَ بين يديهِ أَسرى
وتيَّمها فمَا تنفكُّ سَكرى
فلا أحدٌ يُطيقُ له فِراقًا
ولا عن بُعدِه إنْ غابَ صَبرا
تسرَّبَ في عروقِهمُ وأضحى
يدبُّ وَراءهُم شبرًا فشبرا
فلا ليلاً يُريحُهمُ ويمضي
ولا صبحًا ولا ظهرًا وعصرا
فما جاراه هاروتٌ أبوهُ
لقد سحر الجميعِ به وأغرى
ولا ماروتُ كان له مثيلاً
لقد بزّ الجميعَ غِوىً ومكرا
أتعرفُ منْ هو السحّار هذا
حبيبُ القومِ إسرارًا وجهرا؟
هو الجوّالُ، منْ أكل الليالي
ومن ضاعتْ به الأعمارُ هدرا
فكم وقتٍ تقضِّيه لديه
وما قضَّيتَ في الإحسان عُشرا!
وكم أنفقتَ فيه العمرَ لغوًا
وكم أُنسِيتَ قرآنًا وذكرا!
وما تنفكُّ تهرعُ إذْ ينادي
وما تعصي له إنْ قال أمرا
غدوتَ ببابِه عبدًا ذليلاً
ولا أملٌ بأن نلقاك حرَّا
ولا أملٌ بأنْ نلقاك يومًا
تحلِّق في سماء الكونِ طيرَا
أرى الأوقاتَ جوَّالاً و" نِتًّا"
أضعتَ لأجلِه نورًا وأجرَا
فلا أملٌ بأن ألقاكَ يومًا
وقد أمسكتَ في كفيْكَ سِفْرا
ولا أملٌ بأنك ذاتَ يومٍ
ستُبدِعُ من حروفِ العلمِ سطْرا
وأينَ العلمُ من إبليسَ يدعو
وتجري خلفه في كلّ مَجرى؟
وفي الجوّالِ"نِتٌّ" أخطبوطٌ
وينحرُ عمرَك الميمونَ نحْرا
إذا قارنتَ جوّالاً بجنٍّ
رأيتَ دبيبَه أمضى وأضرى
وبزّ بسحرِه هاروتَ حتى
بدا هاروتُ تلميذًا أغرّا
ويسحَرُ ألفُ ماروتِ، ولكنْ
هو الجوَّالُ فاقَ الكلَّ سحرا
كذا الجوَّالُ إنْ أفرطتَ فيه
إذا غاليتَ أو جاوزتَ قدْرا
ولكنْ فيه كنزٌ من علومٍ
إذا استنطقْتَه حقًّا وخيرَا
يجوزُ بك الفضاءَ على بُراقٍ
يطوِّفُك الدُّنا برًّا وبحرَا
إذا استعملْتًه بسَدَاد عقلٍ
لقيتَ ببحرِه الزَّخَّارِ دُرَّا
لقِيتَ بجوفِه أدبًا وعلمًا
وأصنافًا من الأحكامِ بِكرَا
ألا إنَّ الحكيمَ أخو اصطفاءٍ
يميِّزُ ما يرى خيرًا وشرَّا
فليس جميعُ ما يأتيك حُلوًا
وليس جميعُ ما يأتيكَ مُرَّا
د. وليد قصاب
وتيَّمها فمَا تنفكُّ سَكرى
فلا أحدٌ يُطيقُ له فِراقًا
ولا عن بُعدِه إنْ غابَ صَبرا
تسرَّبَ في عروقِهمُ وأضحى
يدبُّ وَراءهُم شبرًا فشبرا
فلا ليلاً يُريحُهمُ ويمضي
ولا صبحًا ولا ظهرًا وعصرا
فما جاراه هاروتٌ أبوهُ
لقد سحر الجميعِ به وأغرى
ولا ماروتُ كان له مثيلاً
لقد بزّ الجميعَ غِوىً ومكرا
أتعرفُ منْ هو السحّار هذا
حبيبُ القومِ إسرارًا وجهرا؟
هو الجوّالُ، منْ أكل الليالي
ومن ضاعتْ به الأعمارُ هدرا
فكم وقتٍ تقضِّيه لديه
وما قضَّيتَ في الإحسان عُشرا!
وكم أنفقتَ فيه العمرَ لغوًا
وكم أُنسِيتَ قرآنًا وذكرا!
وما تنفكُّ تهرعُ إذْ ينادي
وما تعصي له إنْ قال أمرا
غدوتَ ببابِه عبدًا ذليلاً
ولا أملٌ بأن نلقاك حرَّا
ولا أملٌ بأنْ نلقاك يومًا
تحلِّق في سماء الكونِ طيرَا
أرى الأوقاتَ جوَّالاً و" نِتًّا"
أضعتَ لأجلِه نورًا وأجرَا
فلا أملٌ بأن ألقاكَ يومًا
وقد أمسكتَ في كفيْكَ سِفْرا
ولا أملٌ بأنك ذاتَ يومٍ
ستُبدِعُ من حروفِ العلمِ سطْرا
وأينَ العلمُ من إبليسَ يدعو
وتجري خلفه في كلّ مَجرى؟
وفي الجوّالِ"نِتٌّ" أخطبوطٌ
وينحرُ عمرَك الميمونَ نحْرا
إذا قارنتَ جوّالاً بجنٍّ
رأيتَ دبيبَه أمضى وأضرى
وبزّ بسحرِه هاروتَ حتى
بدا هاروتُ تلميذًا أغرّا
ويسحَرُ ألفُ ماروتِ، ولكنْ
هو الجوَّالُ فاقَ الكلَّ سحرا
كذا الجوَّالُ إنْ أفرطتَ فيه
إذا غاليتَ أو جاوزتَ قدْرا
ولكنْ فيه كنزٌ من علومٍ
إذا استنطقْتَه حقًّا وخيرَا
يجوزُ بك الفضاءَ على بُراقٍ
يطوِّفُك الدُّنا برًّا وبحرَا
إذا استعملْتًه بسَدَاد عقلٍ
لقيتَ ببحرِه الزَّخَّارِ دُرَّا
لقِيتَ بجوفِه أدبًا وعلمًا
وأصنافًا من الأحكامِ بِكرَا
ألا إنَّ الحكيمَ أخو اصطفاءٍ
يميِّزُ ما يرى خيرًا وشرَّا
فليس جميعُ ما يأتيك حُلوًا
وليس جميعُ ما يأتيكَ مُرَّا
د. وليد قصاب