فريق منتدى الدي في دي العربي
03-16-2016, 01:52 AM
خطر الألعاب الإلكترونية وتأثيرها على الأطفال
ماجد محمد الوبيران
علَت حدَّة شكاية المعلمين من كثرة مشاغبات الطلاب، وارتفعت وتيرة تذمرهم مما آل إليه حال كثير من الطلاب في المدارس من عدم الاحترام، وحب الفوضى، والانشغال بالمشاجرات والاعتداءات، وكثرة اللعب على حساب التفريط في الحرص على طلب العلم، والتمسُّك بالأخلاق، وحب النظام، والإيثار، والتضحية.
وليس الطلاب فحسب، بل هي ظاهرة عامة لدى الأطفال، ومشكلة اجتماعية جديرة بالبحث والدراسة.
جلست إلى كثير من الأطفال، واستمعت إليهم كثيرًا، وناقشتهم في كثير من شؤون حياتهم بحثًا عن أسباب هذا التغير الكبير في سلوكيات الطلاب داخل المدرسة وخارجها حتى صار الطالب المهذب الهادئ الحريص على بناء شخصيته البناء الأمثل نادرًا، بل إن وُجد فهو لا يخلو من التأثر بأولئك الطلاب الذين تَغلِب عليهم الفوضى، وكثرة اللعب، والاستهتار بالنظام بين الفينة والأخرى في ظل ضعف التعليمات التربوية عن ضبط سلوك الطلاب وتوجيهه.
وبالجلوس إليهم أماط النقاشُ اللثامَ عن وجه الحقيقة، وأبان الكلام ما خفي من أحوال السريرة، وأدركت أن من أسباب تلك المخالفات إدمان كثير من الطلاب الألعاب الإلكترونية التي تروِّج للقتل والعنف، والانفلات الأخلاقي، وحب العبث، والفوضى!
أجريت استفتاءً سريعًا حول أخطر تلك الألعاب الإلكترونية مع عدم معرفتي بها المعرفة التامة؛ فوجدت أن لعبة اسمها "قراند" قد حازت النصيب الأكبر من ضمن الألعاب الإلكترونية الفكرية الخطرة، ثم جاءت البقية بعدها متوالية.
أحسستُ بخُطورة الأمر وأنا أستمع لكلام الطلاب، فما يُعرض فيها من خلال ما سمعته مخاطر لا يجب السكوت عنها، خاصَّةً أن كثيرًا من الأُسر لا تعلم بما تحويه هذه الألعاب من تواصل مَشبوه، بل وتُقصِّر تلك الأسر بالتغافل عن أطفالها؛ لترتاح من حركتهم البدنية التي تسهم في نشاطهم، وزيادة نموِّهم، ورفع مستوى ذكائهم.
وقد وجدت نفسي مدفوعًا للبحث عن تلك الألعاب، وجمع المعلومات عنها؛ لأجد أضعاف ما كنت أتوقَّع، وسأُورد هنا بعض ما قرأته عنها، وإلا فإن المشاهَدة قد تفوق الوصف، وتزيد عليه.
• فاللعبة المسماة "Grand Theft Auto" هي واحدة من الألعاب المشهورة، وفيها ينخرط الطفل في قلب الوسط الإجرامي داخل عالم مفتوح مستباح فيقتل المارة بالشوارع، ويعتدي على أقسام الشرطة باستخدام السلاح، واللعبة تشجع على العنف بشكل مباشر دون رادع، وهي تحظى برواج كبير في عالم الأطفال!
• اللعبة "Bully": لعبة خطرة تدور أحداثها داخل (المدرسة)، وفيها يتقمَّص اللاعب شخصية الطالب المتمرد المتنمِّر الذي يشوِّه جدران المدرسة، ويكسر أثاثها، وشيئًا فشيئًا تجد ذلك الطالب المتمرِّد قد صار عضوًا في عصبة من المجرمين!
• اللعبة "MAFIA - II": ينضم اللاعب هنا إلى هذه المنظمة الإجرامية المعروفة، فيَغتال، ويقتل، ويخطف، ويُعذب، ويروج للمخدرات، ويدعو للرذيلة!
• اللعبة "Fallout New Vegas": هذه اللعبة تجسِّد العنف، وحب القتل في أفظع مشاهده، فواحدة بالتفجير، وثانية بالبتر، وثالثة بالقطع، وفيها يتم عرض مشاهد القتل عرضًا بطيئًا؛ وذلك لإبراز تفاصيل لقطة انفجار الدماء، وتناثر الأجساد!
• لعبة "Dead Rising": هي واحدة من ألعاب (الزومبي) التي تدور أحداثها في عالم خيالي يفترض فناء العالم وتحول البشر إلى موتى، وفيه يتحرك اللاعب الناجي من ذلك الوباء، والذي يُقاوم فيه من أجل البقاء، ولكي يحقق ذلك؛ ما عليه سوى القتل بأساليب وحشية قد تصل إلى استخدام المنشار الكهربائي في تمزيق الأجساد، وفي اللعبة عرض لمشاهد الجثث، والإبادة الجماعية، والإفراط في الرعب والعنف!
• لعبة "Bio shock": لعبة مرعبة تحوي الكثير من المخلوقات الغريبة المرعبة؛ كالفتيات اللاتي يقمن بغرز إبر في أجزاء العمود الفقري؛ ليُخرجنَ منها وجبات من الخلايا الجذعية، والجو العام للبيئة المحيطة باللاعب تدفعه إلى الرعب والجنون معًا!
• لعبة "Doom 3": لعبة لا تختلف عن سابقتها؛ فهي تحمل الكثير من الرعب، حيث يحمل اللاعب فيها أسلحة قوية؛ لتدمير جيوش شياطين الجحيم التي تحاول غزو العالم، وفيها يواجه اللاعب عناكب بأوجه أطفال مقلوبة، أو جماجم مُشتعلة في جو من الرعب والإخافة!
هذه أمثلة لبعض الألعاب الإلكترونية الخطرة، وليست كلها، وهي ألعاب تُكسِب الطفل سلوكيات إجرامية معادية، وأفكارًا هدامة، وفراغًا دينيًّا، وإفلاسًا أخلاقيًّا، وكل هذا يستوجب الوقفة الصادقة منا جميعًا؛ لحماية عقول أطفالنا وأفكارهم.
وقد بدأت الدولة في التعامل مع هذا الخطر من خلال وزارة التعليم؛ حيث أطلقت الوزارة هذا العام برنامجًا وقائيًّا هو برنامج (فطن)، وهو برنامج يُعنى بتنمية مهارات الطلاب والطالبات الشخصية والاجتماعية، ويهدف في السعي للإسهام في التحصين النفسي للطلاب والطالبات؛ لوقايتهم من السلوكيات الخطرة، والأفكار المنحرفة، كما تتمثَّل أهدافه أيضًا في تعزيز القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية، في إطار تعاليم الدين الحنيف.
ومؤخرًا فقد عُقد مؤتمر اللعب الأول في الشرق الأوسط بتنظيم من جامعة الملك سعود ممثلة بكلية التربية بقسم السياسات التربوية بعنوان: "الأطفال بين الألعاب الإلكترونية والتقليدية رؤية تربوية مستقبلية"، ولمدة ثلاثة أيام خلال الفترة من ٢١ وحتى ٢٣ جمادى الأولى ١٤٣٧ هـ؛ وذلك استجابةً للتوجيه السامي الكريم والخاص بضرورة مراقبة ألعاب الأطفال في المملكة.
وقد أجمعتْ معظم أوراق المؤتمر على أهمية ممارسة الطفل للعب الطبيعي غير الرقمي.
وقد أشار الدكتور عبد الله الهدلق - أحد المشاركين في المؤتمر - إلى خطورة إحدى الألعاب والمسماة "حرب الآلهة" على عقيدة اللاعب!
وفي المؤتمر تقدَّم الدكتور فهد الغفيلي بورقة عمل كاشفًا من خلالها استغلال تنظيم داعش الإرهابي للألعاب الرقمية في تجنيد الأطفال!
فهل بعد هذا نحتاج إلى تفصيل أكثر؟!
إننا مطالبون جميعًا بالتعامل بحزم مع هذه الألعاب، دون تهاون، أو تغافل، أو تقليل من خطرها.
ويبقى على الأسرة الدور الأهم من خلال مشاركة الطفل اختياراته، وتبصيره بخطر كثير من الألعاب الإلكترونية، وعدم الإفراط في تركه يُمارس هذه الألعاب الرقمية في غفلة أسرية تامة، وجهل عما تقدمه؛ فيقع الطفل ضحية لها، ونقصر حينها في المحافظة على ثروة وطنية اجتماعية كبرى.
ماجد محمد الوبيران
علَت حدَّة شكاية المعلمين من كثرة مشاغبات الطلاب، وارتفعت وتيرة تذمرهم مما آل إليه حال كثير من الطلاب في المدارس من عدم الاحترام، وحب الفوضى، والانشغال بالمشاجرات والاعتداءات، وكثرة اللعب على حساب التفريط في الحرص على طلب العلم، والتمسُّك بالأخلاق، وحب النظام، والإيثار، والتضحية.
وليس الطلاب فحسب، بل هي ظاهرة عامة لدى الأطفال، ومشكلة اجتماعية جديرة بالبحث والدراسة.
جلست إلى كثير من الأطفال، واستمعت إليهم كثيرًا، وناقشتهم في كثير من شؤون حياتهم بحثًا عن أسباب هذا التغير الكبير في سلوكيات الطلاب داخل المدرسة وخارجها حتى صار الطالب المهذب الهادئ الحريص على بناء شخصيته البناء الأمثل نادرًا، بل إن وُجد فهو لا يخلو من التأثر بأولئك الطلاب الذين تَغلِب عليهم الفوضى، وكثرة اللعب، والاستهتار بالنظام بين الفينة والأخرى في ظل ضعف التعليمات التربوية عن ضبط سلوك الطلاب وتوجيهه.
وبالجلوس إليهم أماط النقاشُ اللثامَ عن وجه الحقيقة، وأبان الكلام ما خفي من أحوال السريرة، وأدركت أن من أسباب تلك المخالفات إدمان كثير من الطلاب الألعاب الإلكترونية التي تروِّج للقتل والعنف، والانفلات الأخلاقي، وحب العبث، والفوضى!
أجريت استفتاءً سريعًا حول أخطر تلك الألعاب الإلكترونية مع عدم معرفتي بها المعرفة التامة؛ فوجدت أن لعبة اسمها "قراند" قد حازت النصيب الأكبر من ضمن الألعاب الإلكترونية الفكرية الخطرة، ثم جاءت البقية بعدها متوالية.
أحسستُ بخُطورة الأمر وأنا أستمع لكلام الطلاب، فما يُعرض فيها من خلال ما سمعته مخاطر لا يجب السكوت عنها، خاصَّةً أن كثيرًا من الأُسر لا تعلم بما تحويه هذه الألعاب من تواصل مَشبوه، بل وتُقصِّر تلك الأسر بالتغافل عن أطفالها؛ لترتاح من حركتهم البدنية التي تسهم في نشاطهم، وزيادة نموِّهم، ورفع مستوى ذكائهم.
وقد وجدت نفسي مدفوعًا للبحث عن تلك الألعاب، وجمع المعلومات عنها؛ لأجد أضعاف ما كنت أتوقَّع، وسأُورد هنا بعض ما قرأته عنها، وإلا فإن المشاهَدة قد تفوق الوصف، وتزيد عليه.
• فاللعبة المسماة "Grand Theft Auto" هي واحدة من الألعاب المشهورة، وفيها ينخرط الطفل في قلب الوسط الإجرامي داخل عالم مفتوح مستباح فيقتل المارة بالشوارع، ويعتدي على أقسام الشرطة باستخدام السلاح، واللعبة تشجع على العنف بشكل مباشر دون رادع، وهي تحظى برواج كبير في عالم الأطفال!
• اللعبة "Bully": لعبة خطرة تدور أحداثها داخل (المدرسة)، وفيها يتقمَّص اللاعب شخصية الطالب المتمرد المتنمِّر الذي يشوِّه جدران المدرسة، ويكسر أثاثها، وشيئًا فشيئًا تجد ذلك الطالب المتمرِّد قد صار عضوًا في عصبة من المجرمين!
• اللعبة "MAFIA - II": ينضم اللاعب هنا إلى هذه المنظمة الإجرامية المعروفة، فيَغتال، ويقتل، ويخطف، ويُعذب، ويروج للمخدرات، ويدعو للرذيلة!
• اللعبة "Fallout New Vegas": هذه اللعبة تجسِّد العنف، وحب القتل في أفظع مشاهده، فواحدة بالتفجير، وثانية بالبتر، وثالثة بالقطع، وفيها يتم عرض مشاهد القتل عرضًا بطيئًا؛ وذلك لإبراز تفاصيل لقطة انفجار الدماء، وتناثر الأجساد!
• لعبة "Dead Rising": هي واحدة من ألعاب (الزومبي) التي تدور أحداثها في عالم خيالي يفترض فناء العالم وتحول البشر إلى موتى، وفيه يتحرك اللاعب الناجي من ذلك الوباء، والذي يُقاوم فيه من أجل البقاء، ولكي يحقق ذلك؛ ما عليه سوى القتل بأساليب وحشية قد تصل إلى استخدام المنشار الكهربائي في تمزيق الأجساد، وفي اللعبة عرض لمشاهد الجثث، والإبادة الجماعية، والإفراط في الرعب والعنف!
• لعبة "Bio shock": لعبة مرعبة تحوي الكثير من المخلوقات الغريبة المرعبة؛ كالفتيات اللاتي يقمن بغرز إبر في أجزاء العمود الفقري؛ ليُخرجنَ منها وجبات من الخلايا الجذعية، والجو العام للبيئة المحيطة باللاعب تدفعه إلى الرعب والجنون معًا!
• لعبة "Doom 3": لعبة لا تختلف عن سابقتها؛ فهي تحمل الكثير من الرعب، حيث يحمل اللاعب فيها أسلحة قوية؛ لتدمير جيوش شياطين الجحيم التي تحاول غزو العالم، وفيها يواجه اللاعب عناكب بأوجه أطفال مقلوبة، أو جماجم مُشتعلة في جو من الرعب والإخافة!
هذه أمثلة لبعض الألعاب الإلكترونية الخطرة، وليست كلها، وهي ألعاب تُكسِب الطفل سلوكيات إجرامية معادية، وأفكارًا هدامة، وفراغًا دينيًّا، وإفلاسًا أخلاقيًّا، وكل هذا يستوجب الوقفة الصادقة منا جميعًا؛ لحماية عقول أطفالنا وأفكارهم.
وقد بدأت الدولة في التعامل مع هذا الخطر من خلال وزارة التعليم؛ حيث أطلقت الوزارة هذا العام برنامجًا وقائيًّا هو برنامج (فطن)، وهو برنامج يُعنى بتنمية مهارات الطلاب والطالبات الشخصية والاجتماعية، ويهدف في السعي للإسهام في التحصين النفسي للطلاب والطالبات؛ لوقايتهم من السلوكيات الخطرة، والأفكار المنحرفة، كما تتمثَّل أهدافه أيضًا في تعزيز القيم الدينية والاجتماعية والأخلاقية، في إطار تعاليم الدين الحنيف.
ومؤخرًا فقد عُقد مؤتمر اللعب الأول في الشرق الأوسط بتنظيم من جامعة الملك سعود ممثلة بكلية التربية بقسم السياسات التربوية بعنوان: "الأطفال بين الألعاب الإلكترونية والتقليدية رؤية تربوية مستقبلية"، ولمدة ثلاثة أيام خلال الفترة من ٢١ وحتى ٢٣ جمادى الأولى ١٤٣٧ هـ؛ وذلك استجابةً للتوجيه السامي الكريم والخاص بضرورة مراقبة ألعاب الأطفال في المملكة.
وقد أجمعتْ معظم أوراق المؤتمر على أهمية ممارسة الطفل للعب الطبيعي غير الرقمي.
وقد أشار الدكتور عبد الله الهدلق - أحد المشاركين في المؤتمر - إلى خطورة إحدى الألعاب والمسماة "حرب الآلهة" على عقيدة اللاعب!
وفي المؤتمر تقدَّم الدكتور فهد الغفيلي بورقة عمل كاشفًا من خلالها استغلال تنظيم داعش الإرهابي للألعاب الرقمية في تجنيد الأطفال!
فهل بعد هذا نحتاج إلى تفصيل أكثر؟!
إننا مطالبون جميعًا بالتعامل بحزم مع هذه الألعاب، دون تهاون، أو تغافل، أو تقليل من خطرها.
ويبقى على الأسرة الدور الأهم من خلال مشاركة الطفل اختياراته، وتبصيره بخطر كثير من الألعاب الإلكترونية، وعدم الإفراط في تركه يُمارس هذه الألعاب الرقمية في غفلة أسرية تامة، وجهل عما تقدمه؛ فيقع الطفل ضحية لها، ونقصر حينها في المحافظة على ثروة وطنية اجتماعية كبرى.