ياهو مكتوب الأردن
03-16-2016, 01:52 AM
عقوبة أنكار النعمه (<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
)
عقوبة انكار النعمه:
1-*نقص الإيمان :*لأن*الشكرنصف الإيمان , وزوال الشكر أو نقصانه ينافي كمال الإيمان , ويترتب على ذلك أن يوصف تارك الشكر بالكفر لأن الكفر والشكر ضدان متقابلان , ولذلك لما أنعم الله على سليمان عليه السلام بنعم كثيرة قال تعالى (هذا من فضل ربي ليبلونيءأشكر أم أكفر ) والمراد بالكفر هنا : كفر النعمه (<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
) ( الكفر العملي ) وليس الكفر بالله الذي هو الجحود المنافي لأصل الإيمان .2-*رفع النعمة ونزول العقوبة :*وقد تكون العقوبة في الدنيا ’أو في الآخرة كما يشاء الله , ولكنه واقع , لأن الكفر بنعمة الله لا يمضي بلا جزاء , وكم من بلاد كانت عامرة بالخيرات , فلما جحد أهلها النعم أزالها الله منهم .قال تعالى (وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) قرية آمنة مطمئنة منعمة , سخرت هذه النعمة في المعصية ولم تسخرها في طاعة الله ولم تؤد شكرها ولم تقم بما يجب عليها من الشكر , بل فسقت عن أمر ربها وكفرت بنعمته , فأبدل الله أمنها خوفا ورغد عيش أهلها جوعا وعطشا وهو أحكم الحاكمين .جاء عن الحسن البصري أنه قال (إن الله إذا لم يشكر قلب النعمة عذابا ).3-*بقاء النعمة مع زوال بركتها :*أو سحق آثارها في الشعوب والأمم والأسر ونقصان البركة يكون بمقدار نقصان الشكر والجزاء من جنس العمل .
قالى تعالى : ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا﴾ فهذه سنة الله فيمن أنعم الله عليه بالرزق الواسع ثم لم يشكر الله على ذلك بل بطر وتجبر وطغى وكفر نعمة الله فيما أنعم عليه من الأرزاق بدلاً من ذلك
لا يظنن أحد أن كفر النعمة وعدم شكر الله عليها يتعلق باللسان فقط، كأن يمتنع عن قول: الحمد لله، الشكر لله، بل إن معنى كفر النعمة أن يستعمل النعمة في غير الحكمة التي أريدت بها، ومن ذلك: البغي بالمال والترفع به على خلق الله والتعاظم عليهم والتجبر بهم والفساد فيهم؛ كما فعل قارون الذي كان من قوم موسى فأهلكه البغي لكثرة ماله؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ . وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾[11].
فقد آتاه الله من الأموال الكثيرة التي يثقل حملها على مجموعات من الرجال الأقوياء ووعظه قومه ونصحوه بألا يفرح ولا يبطر بما هو فيه من المال؛ لأن الله تعالى لا يحب الفرحين الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم، ونصحوه بأن يستعمل ما وهبه الله من الأموال الطائلة في طاعة ربه والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصل له بها الثواب في الدنيا والآخرة، وألا ينسى نصيبه من الدنيا مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح، وأن يحسن إلى خلق الله كما أحسن الله إليه، وألا تكن همته بما هو فيه أن يفسد في الأرض ويسيء إلى خلق الله لأن الله عزَّ وجلَّ لا يحب المفسدين. فبماذا أجاب قارون على نصيحة قومه؟ قال الله تعالى مخبرًا عن جواب قارون لقومه: ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾[12]، أي؛ إن الله تعالى إنما أعطاني هذا المال لعلمه أني أهل له وأني أستحقه ولمحبته لي ورضاه عني. فقال تعالى رادًا عليه: ﴿أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾[13]، أي؛ قد كان من هو أقوى منه وأكثر جمعًا للأموال وما كان ذلك عن محبة منا له، ومع ذلك فقد أهلكهم الله بكفرهم وعدم شكرهم؛ قال تعالى: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا﴾[14]، أي؛ طغى أهلها وكفروا نعمة الله فيما أنعم به عليهم من الأرزاق فأهلكهم الله بكفرهم؛ وعما قليل سيكون مصير قارون مثل مصيرهم؛ لأن الله جلَّ جلاله قد توعد من طغى في رزق الله أن يحل عليه غضبه، وويل لمن حلَّ عليه غضب الله تعالى؛ قال عزَّ وجلَّ: ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى﴾[15].
فقد خرج قارون ذات يوم على قومه في زينة عظيمة وتجملٍ باهرٍ، مفتخرًا على قومه وباغيًا عليهم، فتمنى من يريد الحياة الدنيا أن يكون لهم مثل ما أوتي قارون؛ لأنه ذو حظ عظيم من الدنيا، فحلَّ عليه غضب الله وهوى في الأرض. قال الله تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ . وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾[16]؛ فقد عاقبه الله جلَّ جلاله بأن خسف به وبداره الأرض فما أغنى عنه ماله ولا جمعه ولا خدمه وحشمه، ولا دفعوا عنه نقمة الله وعذابه ونكاله، ولا كان هو في نفسه منتصرًا لنفسه فلا ناصر له من نفسه ولا من غيره.
أما الذين تمنوا أن يكون لهم مثل ما لقارون من الأموال فإنهم لما رأوا ما حلَّ بقارون علموا أن المال ليس دليلاً على رضا الله عن صاحبه، وأن الله تعالى يعطي الرزق لمن يشاء ويمنع عن من يشاء، ويوسع ويخفض ويرفع، وله الحكمة التامة والحجة البالغة.
ومن كفر النعمة استعمالها في معصية الله؛ فمن استخدم ماله وتقوَّى به على ارتكاب المعاصي، وامتنع عن أداء زكاته وتعامل بالربا كان ذلك كفرًا بنعمة المال، فكان ذلك سببًا في زوال هذه النعمة والإصابة بضدها وهو الفقر، ولهذا بعد أن قال الله تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾، قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾، أي؛ إذا جحدتم حقي فلم تشكروني على نعمي فإن عذابي لشديد، وذلك بسلبها عنكم وعقابي إياكم، فوعد بالعذاب على كفر النعمة كما وعد بالزيادة على الشكر.
والله - تبارك وتعالى - لا يحب الكفر ولا يرضاه لعباده المؤمنين، قال تعالى: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾[17]. إن الله جلَّ جلاله يأمر بالشكر وينهى عن كفر النعمة لا من أجله، فهو تبارك وتعالى غني عنا وعن العالمين؛ قال تعالى: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾[18]؛ فهو تعالى غني عن شكر عباده، وكفر الإنسان بل كفر الناس أجمعين لن يضر الله شيئًا؛ قال عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾[19]؛ إنما ينهى الله تعالى عن كفر النعمة لأجل مصلحة العبد؛ لأن ضرر الكفر وعقابه يعود على الكافر نفسه في الدنيا والآخرة؛ ولهذا لا يرضى الله لعباده الكفر حتى لا يضرون أنفسهم ولا يتعرضون لعذاب الله تعالى، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾[20].
وقد يغدق الله عزَّ وجلَّ على عبد بالنعم الكثيرة والمال الجزيل، ولا يكون ذلك لمحبة الله له ورضاه عنه وأنه أهل لهذه النعم ومستحق لها، فقد يكون ذلك استدراجًا واختبارًا له أيشكر أم يكفر، وهذا نبي الله سليمان عليه السلام عندما رأى نعم الله عليه علم أن ذلك اختبار له، وحكى الله عزَّ وجلَّ عنه قوله فقال تعالى: ﴿قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾[21]، أي؛ يعود نفع الشكر وثوابه على الشاكر نفسه، وضرر الكفر وعقابه على الكافر نفسه ولا يضر الله شيئًا بكفره؛ لأن الله جلَّ شأنه غني عن العباد وعن عبادتهم وكريم في نفسه وإن لم يعبده أحد فإن عظمته ليست مفتقرة إلى أحد؛ ﴿وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾[22]؛ فمن عصى الله ولم يشكره على نعمه فلن يضر الله شيئًا بل يضر نفسه، وسيعاقبه الله في الدنيا والآخرة بما يستحقه من سلب النعمة منه والعذاب في الآخرة.
وختامًا أسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وأن ينفع بنا غيرنا من المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
ur,fm Hk;hv hgkuli
)
عقوبة انكار النعمه:
1-*نقص الإيمان :*لأن*الشكرنصف الإيمان , وزوال الشكر أو نقصانه ينافي كمال الإيمان , ويترتب على ذلك أن يوصف تارك الشكر بالكفر لأن الكفر والشكر ضدان متقابلان , ولذلك لما أنعم الله على سليمان عليه السلام بنعم كثيرة قال تعالى (هذا من فضل ربي ليبلونيءأشكر أم أكفر ) والمراد بالكفر هنا : كفر النعمه (<h1 dir="rtl" style="text-align:center"><strong><span style="color:#0000cc">:: الأعضاء المسجلين فقط هم من يمكنهم مشاهدة الروابط </span><a href="لايمكنك مشاهده الروابط الا بعد الرج" target="_blank"><span style="color:#0000cc">للتسجيل اضغط هنا</span></a><span style="color:#0000cc"> ::</span></strong></h1>
) ( الكفر العملي ) وليس الكفر بالله الذي هو الجحود المنافي لأصل الإيمان .2-*رفع النعمة ونزول العقوبة :*وقد تكون العقوبة في الدنيا ’أو في الآخرة كما يشاء الله , ولكنه واقع , لأن الكفر بنعمة الله لا يمضي بلا جزاء , وكم من بلاد كانت عامرة بالخيرات , فلما جحد أهلها النعم أزالها الله منهم .قال تعالى (وضرب الله مثلا قرية كانت ءامنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ) قرية آمنة مطمئنة منعمة , سخرت هذه النعمة في المعصية ولم تسخرها في طاعة الله ولم تؤد شكرها ولم تقم بما يجب عليها من الشكر , بل فسقت عن أمر ربها وكفرت بنعمته , فأبدل الله أمنها خوفا ورغد عيش أهلها جوعا وعطشا وهو أحكم الحاكمين .جاء عن الحسن البصري أنه قال (إن الله إذا لم يشكر قلب النعمة عذابا ).3-*بقاء النعمة مع زوال بركتها :*أو سحق آثارها في الشعوب والأمم والأسر ونقصان البركة يكون بمقدار نقصان الشكر والجزاء من جنس العمل .
قالى تعالى : ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا﴾ فهذه سنة الله فيمن أنعم الله عليه بالرزق الواسع ثم لم يشكر الله على ذلك بل بطر وتجبر وطغى وكفر نعمة الله فيما أنعم عليه من الأرزاق بدلاً من ذلك
لا يظنن أحد أن كفر النعمة وعدم شكر الله عليها يتعلق باللسان فقط، كأن يمتنع عن قول: الحمد لله، الشكر لله، بل إن معنى كفر النعمة أن يستعمل النعمة في غير الحكمة التي أريدت بها، ومن ذلك: البغي بالمال والترفع به على خلق الله والتعاظم عليهم والتجبر بهم والفساد فيهم؛ كما فعل قارون الذي كان من قوم موسى فأهلكه البغي لكثرة ماله؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ . وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾[11].
فقد آتاه الله من الأموال الكثيرة التي يثقل حملها على مجموعات من الرجال الأقوياء ووعظه قومه ونصحوه بألا يفرح ولا يبطر بما هو فيه من المال؛ لأن الله تعالى لا يحب الفرحين الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم، ونصحوه بأن يستعمل ما وهبه الله من الأموال الطائلة في طاعة ربه والتقرب إليه بأنواع القربات التي يحصل له بها الثواب في الدنيا والآخرة، وألا ينسى نصيبه من الدنيا مما أباح الله فيها من المآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح، وأن يحسن إلى خلق الله كما أحسن الله إليه، وألا تكن همته بما هو فيه أن يفسد في الأرض ويسيء إلى خلق الله لأن الله عزَّ وجلَّ لا يحب المفسدين. فبماذا أجاب قارون على نصيحة قومه؟ قال الله تعالى مخبرًا عن جواب قارون لقومه: ﴿قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي﴾[12]، أي؛ إن الله تعالى إنما أعطاني هذا المال لعلمه أني أهل له وأني أستحقه ولمحبته لي ورضاه عني. فقال تعالى رادًا عليه: ﴿أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ﴾[13]، أي؛ قد كان من هو أقوى منه وأكثر جمعًا للأموال وما كان ذلك عن محبة منا له، ومع ذلك فقد أهلكهم الله بكفرهم وعدم شكرهم؛ قال تعالى: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا﴾[14]، أي؛ طغى أهلها وكفروا نعمة الله فيما أنعم به عليهم من الأرزاق فأهلكهم الله بكفرهم؛ وعما قليل سيكون مصير قارون مثل مصيرهم؛ لأن الله جلَّ جلاله قد توعد من طغى في رزق الله أن يحل عليه غضبه، وويل لمن حلَّ عليه غضب الله تعالى؛ قال عزَّ وجلَّ: ﴿كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى﴾[15].
فقد خرج قارون ذات يوم على قومه في زينة عظيمة وتجملٍ باهرٍ، مفتخرًا على قومه وباغيًا عليهم، فتمنى من يريد الحياة الدنيا أن يكون لهم مثل ما أوتي قارون؛ لأنه ذو حظ عظيم من الدنيا، فحلَّ عليه غضب الله وهوى في الأرض. قال الله تعالى: ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ . وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾[16]؛ فقد عاقبه الله جلَّ جلاله بأن خسف به وبداره الأرض فما أغنى عنه ماله ولا جمعه ولا خدمه وحشمه، ولا دفعوا عنه نقمة الله وعذابه ونكاله، ولا كان هو في نفسه منتصرًا لنفسه فلا ناصر له من نفسه ولا من غيره.
أما الذين تمنوا أن يكون لهم مثل ما لقارون من الأموال فإنهم لما رأوا ما حلَّ بقارون علموا أن المال ليس دليلاً على رضا الله عن صاحبه، وأن الله تعالى يعطي الرزق لمن يشاء ويمنع عن من يشاء، ويوسع ويخفض ويرفع، وله الحكمة التامة والحجة البالغة.
ومن كفر النعمة استعمالها في معصية الله؛ فمن استخدم ماله وتقوَّى به على ارتكاب المعاصي، وامتنع عن أداء زكاته وتعامل بالربا كان ذلك كفرًا بنعمة المال، فكان ذلك سببًا في زوال هذه النعمة والإصابة بضدها وهو الفقر، ولهذا بعد أن قال الله تعالى: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾، قال تعالى: ﴿وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ﴾، أي؛ إذا جحدتم حقي فلم تشكروني على نعمي فإن عذابي لشديد، وذلك بسلبها عنكم وعقابي إياكم، فوعد بالعذاب على كفر النعمة كما وعد بالزيادة على الشكر.
والله - تبارك وتعالى - لا يحب الكفر ولا يرضاه لعباده المؤمنين، قال تعالى: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ﴾[17]. إن الله جلَّ جلاله يأمر بالشكر وينهى عن كفر النعمة لا من أجله، فهو تبارك وتعالى غني عنا وعن العالمين؛ قال تعالى: ﴿إِنْ تَكْفُرُوا أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾[18]؛ فهو تعالى غني عن شكر عباده، وكفر الإنسان بل كفر الناس أجمعين لن يضر الله شيئًا؛ قال عزَّ وجلَّ: ﴿وَلَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ . إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾[19]؛ إنما ينهى الله تعالى عن كفر النعمة لأجل مصلحة العبد؛ لأن ضرر الكفر وعقابه يعود على الكافر نفسه في الدنيا والآخرة؛ ولهذا لا يرضى الله لعباده الكفر حتى لا يضرون أنفسهم ولا يتعرضون لعذاب الله تعالى، قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾[20].
وقد يغدق الله عزَّ وجلَّ على عبد بالنعم الكثيرة والمال الجزيل، ولا يكون ذلك لمحبة الله له ورضاه عنه وأنه أهل لهذه النعم ومستحق لها، فقد يكون ذلك استدراجًا واختبارًا له أيشكر أم يكفر، وهذا نبي الله سليمان عليه السلام عندما رأى نعم الله عليه علم أن ذلك اختبار له، وحكى الله عزَّ وجلَّ عنه قوله فقال تعالى: ﴿قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾[21]، أي؛ يعود نفع الشكر وثوابه على الشاكر نفسه، وضرر الكفر وعقابه على الكافر نفسه ولا يضر الله شيئًا بكفره؛ لأن الله جلَّ شأنه غني عن العباد وعن عبادتهم وكريم في نفسه وإن لم يعبده أحد فإن عظمته ليست مفتقرة إلى أحد؛ ﴿وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾[22]؛ فمن عصى الله ولم يشكره على نعمه فلن يضر الله شيئًا بل يضر نفسه، وسيعاقبه الله في الدنيا والآخرة بما يستحقه من سلب النعمة منه والعذاب في الآخرة.
وختامًا أسأل الله تعالى أن يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه، وأن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علَّمنا، وأن ينفع بنا غيرنا من المسلمين، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلَّم تسليمًا.
ur,fm Hk;hv hgkuli