مشاهدة النسخة كاملة : كتاب جديد عن اجتهاد العلماء المعاصرين في الطلب


فريق منتدى الدي في دي العربي
03-17-2016, 06:29 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الكرام...

ضعف الهمة في طلب العلم معضلة يشكو منها الكثير. وحينما يريد البعض ممن ابتلي بهذا الداء أن يتخلص منه ويرفع من همته إلى أعالي القمم يرجع عادةً إلى الكتب التي جمعت بعضا من صور اجتهاد العلماء المتقدمين في ذلك. فيجد العناوين التالية: "صور من صبر العلماء"، "علو الهمة"، "المشوق إلى القراءة وطلب العلم"، "صلاح الأمة في علو الهمة"، "قيمة الزمن عند العلماء"...

فيأخذ في قراءة هذه الكتب وينشط بها إذا أراد الله له ذلك ولكنّ هناك من تقول له نفسه: "إن هؤلاء العلماء عاشوا في زمن غير زمننا ووجدوا من بيئتهم ومجتمعهم ما يعينهم على إفناء أعمارهم وقُواهم في القراءة، والحفظ، والتأليف، والتعليم. أما أنت فتعيش في أمة لا تساعدك على ذلك فالأشغال كثيرة، والملهيات أكثر..." وهكذا إلى آخر من يمكن لعقل الإنسان أن يتصور من عوائق أمام تحقيق ما يتمنى من إمامة في الدين.

نعم، قد يجاب بأن هذه الخواطر لا حقيقة لها، أنها من وساوس الشيطان، وأنه يكفيه الاقتداء بمن سلفه من القرون الأولى ليحقق ما حققوا.

...ولكن...

ماذا لو لم يقتنع هذا الأخ وعاد إلى نفسه بآلامه وأعذاره وانطوى فطوى أوراقه وترك كتبه على الرفوف دون أن يمسها أو أن ينظر إليها إلا بعين الحسرة والندم على ما فات وما يفوت من عمره وفرصته الوحيدة في هذه الدنيا دون أن يصل إلى ديار العلماء المصلحين، هؤلاء الذين تركوا أثرا في هذه الأمة يمتد بامتداد تاريخها ويستمر أجره باسمرار المنتفعين به.

ألا يستحق هذا الأخ أن نهتم به؟ فقد بدأ يخطو خطوة على الطريق ولكنه لم يجد فيما حوله مِن قدوةٍ تنقذه من قعر الهمم البئيس الذي يتألم من العيش والتخبط فيه.

فانطلاقا من هذا الواقع الأليم والمرير لعددٍ غير قليل - فيما أحسب - من إخواننا الكرام، وددتُ أن أجمع ما تيسر من صور لاجتهاد بعض العلماء المعاصرين في طلب العلم، ليس لشيء إلا لقطع الطريق أمام شبهة اختلاف الأزمنة والظروف وبالتالي النتائج والآثار. فلا يشك أحد ممن اطلع على دنيا الناس أن فيهم من العلماء والمصلحين عددا لا بأس به يمكن الاستفادة من تجاربه في طلب العلم لرفع هممنا فلا نعتذر بعدها بما سبق من عذر.

ولذلك، ينوي العبد الضعيف تأليف كتاب بطرح عدد من الأسئلة على من يمكنه الاجتماع به من العلماء وكبار طلبة العلم لنكتشف سر تفوقهم وقوة عزيمتهم التي حملتهم وتحملهم – الآن - إلى هذه المستويات الرفيعة ودرجات الجد العالية التي يحلم بها البعض حين لا يراها أصحابها إلا دنوّا وقصورا. فها أنا اليوم أدعو إخواني الكرام إلى التعاون على البر والتقوى كي يتحفوني بكل ما تبادر إلى أذهانهم من الأسئلة التي يمكن طرحها على هؤلاء العلماء، وهذا حتى تكتمل مادة هذا الكتاب ويشحذ همم جيلنا المبتلى المسكين.

فلا تبخلوا عليّ فتبخلوا على أنفسكم، ولنسهم جميعا في هذا العمل، لعلنا أن نُرزق قبوله ونتحدث عنه يوما في غرفات آمنين عند مليك مقتدر.

فسمّوا الله واقترحوا، وفقكم الله...

Adsense Management by Losha