فريق منتدى الدي في دي العربي
08-06-2021, 12:45 AM
بواكير الدعوة الغربية إلى العامية
خالد سعد النجار
{بسم الله الرحمن الرحيم }
القراءة في كتاب «تاريخ الدعوة إلى العامية وآثارها في مصر» للدكتورة «نفوسة زكريا سعيد» أشبه برحلة ممتعة تكشف جانب من المخططات الظلامية التي تحاك لأمة الإسلام على مدى تاريخها، والتي اتسمت في عصرنا الحديث بعنفوان وضراوة منقطعة النظير، والكتاب ركز على المخطط التاريخي للهجوم على الفصحى لغة القرآن، والعمل الدءوب على محوها من اللسان العربي وإحلال العامية الإقليمية محلها، وإن كان هذا المخطط بدأ على يد أجانب إلا أنه وجد صدى من بعض أبناء جلدتنا فأكملوا الحرب الشعواء على الفصحى.
** الدعوة إلى اتخاذ العامية أداة للتعبير الأدبي وإحلالها محل العربية الفصحى من أخطر الدعوات التي تعرض فيها التعبير العربي لأعنف أزمة عرفها خلال تاريخه الطويل، وتعرضت فيها الأمم العربية لأعنف انقلاب ثقافي بعد الإسلام.
** لغة الأدب أو الفصحى هي اللغة التي تستخدم في تدوين الشعر والنثر والإنتاج الفكري عامة، أما لغة الحديث أو العامية فهي اللغة التي تستخدم في الشئون العادية ويجري بها الحديث اليومي، والأولى تخضع لقوانين لغوية تضبطها وتحكم عبارتها، والثانية لا تخضع لمثل هذه القوانين، لأنها تلقائية متغيرة، تتغير تبعا لتغير الأجيال وتغير الظروف المحيطة بهم ... فوجود العامية بجانب الفصحى على ما بينهما من اختلاف ظاهرة طبيعية في كل اللغات.
** لما انتشر الإسلام وامتدت فتوحاته ازداد اختلاف لهجات المحادثة بسبب اختلاط العرب بالأعاجم، وانتقال العربية إلى الأمصار، وكان من أول مظاهر ابتعادها عن الفصحى «اللحن» وهو أول أدواء العامية.
** ولقد اتسع نطاق اللحن رويدا رويدا، وفي عصر الدولة الأموية روي أن الخليفة عبد الملك بن مروان كان يحذر أبنائه من اللحن، لأنه كان يرى أن اللحن في منطق الشريف أقبح من آثار الجدري في الوجه، وأقبح من الشق في ثوب نفيس.. وروي أيضا أنه لم يكن يستعمل صيغا ملحونة حتى في المزاح، وأنه كان يقدر الدقائق اللغوية حق قدرها. وروي أن ابنه مسلمة كان يمقت السائلين الذين يلحنون في لغتهم.
** فلما ازدادت الأدواء التي طرأت على اللسان العربي من أثر اللحن والتحريف والدخيل اتجه علماء اللغة إلى كلام العامة محاولين إصلاحه لا تدوينه. مثل كتاب: «ما تلحن به العوام للكسائي»، «ما تلحن فيه العامة» لأحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي .. وغيرها الكثير
ولم تكن هذه المؤلفات تهدف إلى دراسة العامية لذاتها كما فعل المستشرقون ومن حذا حذوهم في عصرنا، بل كانت تهدف إلى خدمة الفصحى عن طريق تقويم ألسنة العامة وتصحيح أخطائهم، لأن العلماء كانوا في ذلك الوقت يعتبرون العامية تحريفا للفصحى لا لغة تختلف عن الفصحى اختلافا جوهريا، ولذلك كانت مؤلفاتهم فرعا من دراستهم للفصحى ومن خدمتهم لها ومحافظتهم عليها سالمة من التحريف واللحن والدخيل، ولم يشذ عن منهجهم إلا ابن خلدون حيث نظر إلى العامية في مقدمته نظرة قريبة من نظرة المستشرقين في عصرنا.
** وعاشت العربية الفصحى بجانب العامية في ذلك الوقت دون أن يحدث بينهما تنافس أو مزاحمة، إذ اختصت كل منهما بميدان، احتلت العامية ميدان التعامل في الحياة والتعبير عن الحاجات المادية والوقتية، ولم تطمع قط أن تكون لغة للأدب الرفيع إلا فيما يكون من أغاني العامة وقصصهم.
** لكن هذه الظاهرة –أي وجود الفصحى والعامية في اللغة العربية- اعتبرت في عصرنا مشكلة أُرجع إليها أسباب تأخر أبناء العربية، واقترح لحلها اتخاذ العامية لغة للأدب والكتابة حتى تكون لنا لغة واحدة للحديث والكتابة، وهذه دعوى غربية مصدرها مخططات أجنبية بدأت إبان عهد الاحتلال البريطاني لمصر.
فلقد نشأت عدة مدارس في أوروبا وروسيا معنية بدراسة اللغة العربية العامية، وألفت في ذلك كتب على أيدي عرب وعجم مثل كتاب «أحسن النخب في معرفة لسان العرب» لمحمد عياد الطنطاوي، وكتاب «الرسالة التامة في كلام العامة» لميخائيل صباغ، وكتاب «أصول اللغة العربية المحكية» لأحمد فارس الشدياق .. هذا بخلاف عشرات الكتب لمؤلفين غربيين درست اللهجة المصرية والسورية والعراقية والتونسية والمراكشية.. كل هذا الجهد بغية القضاء على العربية الفصحى وإحلال العامية محلها.
** فلم نكد نشرف على نهاية القرن التاسع عشر حتى أخذ الأوربيون يطالعوننا بدراساتهم في العامية المصرية، وأخذت كتبهم ورسائلهم تتابع في الظهور، وكان معظم الدارسين من الأوروبيين الذين عاشوا في مصر وتولوا فيها مناصب عالية، وخاصة إبان عهد الاحتلال البريطاني لمصر، منهم «د. ولهم سبيتا» الألماني الذي كان مديرا لدار الكتب المصرية والذي ألف كتاب «قواعد العربية العامية في مصر» عام 1880م ومن هذا الكتاب انبثقت الدعوة إلى اتخاذ العامية لغة أدبية، وانبعثت الشكوى من صعوبة الفصحى، ووضع أول اقتراح لاتخاذ الحروف اللاتينية لكتابة العامية.
فهذا الكتاب يعتبره الباحثون أول محاولة لدراسة لهجة من اللهجات العربية المحلية، وهو الذي خلق في الحقيقة معظم مشاكلنا الأدبية واللغوية التي استنفدت جهدنا ووقتنا في هذا العصر.
** أيضا من الأجانب الرواد في هذه الدعوة الخبيثة «د. كارل فولرس» الألماني، وكان كذلك مديرا لدار الكتب المصرية، وأحد كتاب دائرة المعارف الإسلامية «مادة الأزهر» حيث ألف عام 1890 كتاب «اللهجة العربية الحديثة في مصر» وندد في نهاية مقدمته بجمود العربية الفصحى وشبهها باللاتينية الكلاسيكية، وشبه العلاقة التي بينها وبين اللهجة المصرية بالعلاقة بين اللاتينية الكلاسيكية والإيطالية الحديثة، وأشار إلى أن أعظم اختلاف تاريخي بين اللهجة المصرية الحديثة وبين الإيطالية الحديثة هو وجود الأدب الإيطالي، أما اللهجة المصرية الحديثة فلم يكن لها شاعر قط مثل «دانتي»، وأنها لم تستخدم قط في أغراض أدبية هامة، وأنها لم تجد طريقها إلى الكتب إلا في بعض القصص.
** «سلدن ولمور» الإنجليزي، وكان قاضيا بالمحاكم الأهلية بالقاهرة، وصاحب كتاب «العربية المحكية في مصر» عام 1901 أخذ فيه يردد الشكوى من صعوبة العربية الفصحى، وأنها سبب انتشار الأمية وقلة الأشخاص القادرون على الكتابة بها، ثم أخذ يكيل المدح في العامية وأنها ترتبط بفروع اللغات السامية! ثم جهر بالدعوة إلى اتخاذ العامية لغة أدبية.
** «فليوت وباول» الأول كان أستاذا للغات الشرقية في جامعة كمبردج، والثاني (باول) الإنجليزي وكان قاضيا بالمحاكم الأهلية بالقاهرة.. ألفا عام 1926 كتاب «المقتضب في عربية مصر» اتجها فيه وجهة عملية لتسهيل دراسة العامية المصرية، فضلا عن التعريض بصعوبة الفصحى.
** وفي خلال هذه الفترة التي ظهرت فيها هذه المؤلفات كان «وليم ولكوكس» الإنجليزي، ويعمل مهندسا للري بالقاهرة، ووفد إلى مصر عام 1883 في أول عهد الاحتلال البريطاني .. كان لا يني عن محاربة الفصحى بالدعوة إقصائها عن ميدان الكتابة والأدب وإحلال العامية محلها، تلك الدعوة التي لم يدخر وسعا في تأييدها، أيدها عمليا بما ألفه بالعامية وما ترجمه إليها، ونظريا في محاضرة بعنوان «لم لم توجد قوة الاختراع لدى المصريين الآن».
فاللغة العربية الفصحى في رأيه مصطنعة، يتعلمها المصري كلغة أجنبية ثقيلة في كل شيء، وإن وصلت إلى الرأس فهي لا تصل أبدا إلى القلب، تقف عقبة في سبيل تقدم المصريين، دراستها نوع من السخرة العقلية، حالت بين المصريين وبين الابتكار، وقضت على الطلبة النابهين من المصريين والذين كان يرجى منهم نفع كثير، وأدت صعوبة فهمها إلى حدوث بعض الكوارث التي شاهدها أثناء إقامته في مصر، ودراستها مضيعة للوقت وموتها محقق كما ماتت اللاتينية.
خالد سعد النجار
{بسم الله الرحمن الرحيم }
القراءة في كتاب «تاريخ الدعوة إلى العامية وآثارها في مصر» للدكتورة «نفوسة زكريا سعيد» أشبه برحلة ممتعة تكشف جانب من المخططات الظلامية التي تحاك لأمة الإسلام على مدى تاريخها، والتي اتسمت في عصرنا الحديث بعنفوان وضراوة منقطعة النظير، والكتاب ركز على المخطط التاريخي للهجوم على الفصحى لغة القرآن، والعمل الدءوب على محوها من اللسان العربي وإحلال العامية الإقليمية محلها، وإن كان هذا المخطط بدأ على يد أجانب إلا أنه وجد صدى من بعض أبناء جلدتنا فأكملوا الحرب الشعواء على الفصحى.
** الدعوة إلى اتخاذ العامية أداة للتعبير الأدبي وإحلالها محل العربية الفصحى من أخطر الدعوات التي تعرض فيها التعبير العربي لأعنف أزمة عرفها خلال تاريخه الطويل، وتعرضت فيها الأمم العربية لأعنف انقلاب ثقافي بعد الإسلام.
** لغة الأدب أو الفصحى هي اللغة التي تستخدم في تدوين الشعر والنثر والإنتاج الفكري عامة، أما لغة الحديث أو العامية فهي اللغة التي تستخدم في الشئون العادية ويجري بها الحديث اليومي، والأولى تخضع لقوانين لغوية تضبطها وتحكم عبارتها، والثانية لا تخضع لمثل هذه القوانين، لأنها تلقائية متغيرة، تتغير تبعا لتغير الأجيال وتغير الظروف المحيطة بهم ... فوجود العامية بجانب الفصحى على ما بينهما من اختلاف ظاهرة طبيعية في كل اللغات.
** لما انتشر الإسلام وامتدت فتوحاته ازداد اختلاف لهجات المحادثة بسبب اختلاط العرب بالأعاجم، وانتقال العربية إلى الأمصار، وكان من أول مظاهر ابتعادها عن الفصحى «اللحن» وهو أول أدواء العامية.
** ولقد اتسع نطاق اللحن رويدا رويدا، وفي عصر الدولة الأموية روي أن الخليفة عبد الملك بن مروان كان يحذر أبنائه من اللحن، لأنه كان يرى أن اللحن في منطق الشريف أقبح من آثار الجدري في الوجه، وأقبح من الشق في ثوب نفيس.. وروي أيضا أنه لم يكن يستعمل صيغا ملحونة حتى في المزاح، وأنه كان يقدر الدقائق اللغوية حق قدرها. وروي أن ابنه مسلمة كان يمقت السائلين الذين يلحنون في لغتهم.
** فلما ازدادت الأدواء التي طرأت على اللسان العربي من أثر اللحن والتحريف والدخيل اتجه علماء اللغة إلى كلام العامة محاولين إصلاحه لا تدوينه. مثل كتاب: «ما تلحن به العوام للكسائي»، «ما تلحن فيه العامة» لأحمد بن حاتم الباهلي صاحب الأصمعي .. وغيرها الكثير
ولم تكن هذه المؤلفات تهدف إلى دراسة العامية لذاتها كما فعل المستشرقون ومن حذا حذوهم في عصرنا، بل كانت تهدف إلى خدمة الفصحى عن طريق تقويم ألسنة العامة وتصحيح أخطائهم، لأن العلماء كانوا في ذلك الوقت يعتبرون العامية تحريفا للفصحى لا لغة تختلف عن الفصحى اختلافا جوهريا، ولذلك كانت مؤلفاتهم فرعا من دراستهم للفصحى ومن خدمتهم لها ومحافظتهم عليها سالمة من التحريف واللحن والدخيل، ولم يشذ عن منهجهم إلا ابن خلدون حيث نظر إلى العامية في مقدمته نظرة قريبة من نظرة المستشرقين في عصرنا.
** وعاشت العربية الفصحى بجانب العامية في ذلك الوقت دون أن يحدث بينهما تنافس أو مزاحمة، إذ اختصت كل منهما بميدان، احتلت العامية ميدان التعامل في الحياة والتعبير عن الحاجات المادية والوقتية، ولم تطمع قط أن تكون لغة للأدب الرفيع إلا فيما يكون من أغاني العامة وقصصهم.
** لكن هذه الظاهرة –أي وجود الفصحى والعامية في اللغة العربية- اعتبرت في عصرنا مشكلة أُرجع إليها أسباب تأخر أبناء العربية، واقترح لحلها اتخاذ العامية لغة للأدب والكتابة حتى تكون لنا لغة واحدة للحديث والكتابة، وهذه دعوى غربية مصدرها مخططات أجنبية بدأت إبان عهد الاحتلال البريطاني لمصر.
فلقد نشأت عدة مدارس في أوروبا وروسيا معنية بدراسة اللغة العربية العامية، وألفت في ذلك كتب على أيدي عرب وعجم مثل كتاب «أحسن النخب في معرفة لسان العرب» لمحمد عياد الطنطاوي، وكتاب «الرسالة التامة في كلام العامة» لميخائيل صباغ، وكتاب «أصول اللغة العربية المحكية» لأحمد فارس الشدياق .. هذا بخلاف عشرات الكتب لمؤلفين غربيين درست اللهجة المصرية والسورية والعراقية والتونسية والمراكشية.. كل هذا الجهد بغية القضاء على العربية الفصحى وإحلال العامية محلها.
** فلم نكد نشرف على نهاية القرن التاسع عشر حتى أخذ الأوربيون يطالعوننا بدراساتهم في العامية المصرية، وأخذت كتبهم ورسائلهم تتابع في الظهور، وكان معظم الدارسين من الأوروبيين الذين عاشوا في مصر وتولوا فيها مناصب عالية، وخاصة إبان عهد الاحتلال البريطاني لمصر، منهم «د. ولهم سبيتا» الألماني الذي كان مديرا لدار الكتب المصرية والذي ألف كتاب «قواعد العربية العامية في مصر» عام 1880م ومن هذا الكتاب انبثقت الدعوة إلى اتخاذ العامية لغة أدبية، وانبعثت الشكوى من صعوبة الفصحى، ووضع أول اقتراح لاتخاذ الحروف اللاتينية لكتابة العامية.
فهذا الكتاب يعتبره الباحثون أول محاولة لدراسة لهجة من اللهجات العربية المحلية، وهو الذي خلق في الحقيقة معظم مشاكلنا الأدبية واللغوية التي استنفدت جهدنا ووقتنا في هذا العصر.
** أيضا من الأجانب الرواد في هذه الدعوة الخبيثة «د. كارل فولرس» الألماني، وكان كذلك مديرا لدار الكتب المصرية، وأحد كتاب دائرة المعارف الإسلامية «مادة الأزهر» حيث ألف عام 1890 كتاب «اللهجة العربية الحديثة في مصر» وندد في نهاية مقدمته بجمود العربية الفصحى وشبهها باللاتينية الكلاسيكية، وشبه العلاقة التي بينها وبين اللهجة المصرية بالعلاقة بين اللاتينية الكلاسيكية والإيطالية الحديثة، وأشار إلى أن أعظم اختلاف تاريخي بين اللهجة المصرية الحديثة وبين الإيطالية الحديثة هو وجود الأدب الإيطالي، أما اللهجة المصرية الحديثة فلم يكن لها شاعر قط مثل «دانتي»، وأنها لم تستخدم قط في أغراض أدبية هامة، وأنها لم تجد طريقها إلى الكتب إلا في بعض القصص.
** «سلدن ولمور» الإنجليزي، وكان قاضيا بالمحاكم الأهلية بالقاهرة، وصاحب كتاب «العربية المحكية في مصر» عام 1901 أخذ فيه يردد الشكوى من صعوبة العربية الفصحى، وأنها سبب انتشار الأمية وقلة الأشخاص القادرون على الكتابة بها، ثم أخذ يكيل المدح في العامية وأنها ترتبط بفروع اللغات السامية! ثم جهر بالدعوة إلى اتخاذ العامية لغة أدبية.
** «فليوت وباول» الأول كان أستاذا للغات الشرقية في جامعة كمبردج، والثاني (باول) الإنجليزي وكان قاضيا بالمحاكم الأهلية بالقاهرة.. ألفا عام 1926 كتاب «المقتضب في عربية مصر» اتجها فيه وجهة عملية لتسهيل دراسة العامية المصرية، فضلا عن التعريض بصعوبة الفصحى.
** وفي خلال هذه الفترة التي ظهرت فيها هذه المؤلفات كان «وليم ولكوكس» الإنجليزي، ويعمل مهندسا للري بالقاهرة، ووفد إلى مصر عام 1883 في أول عهد الاحتلال البريطاني .. كان لا يني عن محاربة الفصحى بالدعوة إقصائها عن ميدان الكتابة والأدب وإحلال العامية محلها، تلك الدعوة التي لم يدخر وسعا في تأييدها، أيدها عمليا بما ألفه بالعامية وما ترجمه إليها، ونظريا في محاضرة بعنوان «لم لم توجد قوة الاختراع لدى المصريين الآن».
فاللغة العربية الفصحى في رأيه مصطنعة، يتعلمها المصري كلغة أجنبية ثقيلة في كل شيء، وإن وصلت إلى الرأس فهي لا تصل أبدا إلى القلب، تقف عقبة في سبيل تقدم المصريين، دراستها نوع من السخرة العقلية، حالت بين المصريين وبين الابتكار، وقضت على الطلبة النابهين من المصريين والذين كان يرجى منهم نفع كثير، وأدت صعوبة فهمها إلى حدوث بعض الكوارث التي شاهدها أثناء إقامته في مصر، ودراستها مضيعة للوقت وموتها محقق كما ماتت اللاتينية.